في كل بيت

ولدك يتباطأ كل صباح؟
إعداد: رويدا السمرا

تصرّفي بذكاء واجعلي بداية النهار جيدة للجميع!

 

من الطبيعي ألا يكون الولد مستعجلاً للذهاب الى المدرسة. فهو لا يملك بعد، فكرة حسية عن ماهية الوقت والتوقيت. وبالتالي، فإن عبارة «يجب أن نغادر بعد ربع ساعة»، لا تعني له شيئاً بعد. وفي سن الخامسة، يكون ولدك ما زال يعيش في عالم من صنع مخيلته، هو بالنسبة له، أفضل من الواقع. وعلى هذا، فقد يجد أن إنهاء لعبة سباق السيارات مثلاً أهم بالنسبة إليه من إكمال وجبة الفطور. وقد يحدث أيضاً أن يتباطأ الولد عن قصد، في التحضير للذهاب الى المدرسة، حتى يُجبر والدته على الاهتمام به. فكلما كان ولدك صغيراً في السن، كلما كانت حاجته أكبر الى الحنان، قبل أن ينطلق في مواجهة العالم الخارجي. هذا، ولا يتمكن الولد من إدراك أولويات الكبار واستيعابها. فغالباً ما نسمع أولادنا يتساءلون باستغراب: «ولماذا العجلة؟».
والآن إليك بعض الإرشادات الذكية التي تساعدك على بدء نهارك مع ولدك، بشكل جيد.

 

- إنهضي من الفراش باكراً:
في المساء، وضبي مع ولدك أغراض المدرسة لليوم التالي. أنجزي إعداد كل ما يمكن تهيئته لليوم التالي، من تحضير لمائدة الفطور، أو لفّ السندويشات أو غيره. فكلّما كانت أعمالك في الصباح قليلة، كلما كان باستطاعتك التفرّغ لولدك قبل مغادرته الى المدرسة. إنهضي من الفراش أبكر بربع ساعة من المعتاد لتحضير نفسك. فسوف تستعيضين عن هذه الفترة من النوم، بما تكسبينه من هدوء الأعصاب خلال التحضير للمدرسة بروية، بعيداً عن ضغط الإستعجال.

 

- كرّسي لولدك وقتاً أطول:
حدّدي مع ولدك الفترة من الوقت التي يمكنكما بالفعل أن تقضياها معاً. وقد يكون ذلك خلال ربع ساعة الفطور، حيث يمكنك الاستماع بهدوء الى قصصه الصغيرة وأحاديثه الهامة بالنسبة له. يمكنك أيضاً أن تتوقفي عند الخبّاز مثلاً، في الطريق الى المدرسة، إذا كنت أنت من يصطحبه إليها. فبذلك قد تبعدين الشعور عنه، بأنك «ترمينه» في مدرسته مثل طرد بريدي!

 

-لا تكثري من التشدد في معاملته:
أتركيه يأخذ الحليب من الرضّاعة في سريره، إذا رغب بذلك. فالولد قد يستمر بلعب دور الطفل لغاية سن الرابعة أو الخامسة. دعيه يفعل. ففي النهاية هو مضطر لأن يتصرّف كالكبار في مجالات كثيرة أخرى. وإذا كان ولدك يفضّل مثلاً أن يرتدي قميصه الأخضر أو الأزرق، دعيه يلبسه إن لم يكن وسخاً أو رطباً، فأين المشكلة في ذلك؟ وفّري «أوامرك» الصارمة، للأولويات الحقيقية: إنهاء الحليب، غسل الأسنان، تحضير الحقيبة الخ..

 

- أطفئي التلفاز في الصباح:
لا شك أن ولدك يحب أن يتناول فطوره وهو يشاهد التلفاز. لكن المشكلة أن الشاشة «تخدّره» وتجعله يغرق في الخيال. وهذا لا يساعده على الإطلاق في الاستعجال بالتحضير للذهاب الى المدرسة.

 

- تعاملي مع ولدك بالمساومة:
هـو يلبس ثيابه لوحده، فتتـناولان الفـطور معـاً. هو يبـدأ بأخـذ حمامه، فتسـمحين له بالتـفرّج على كتابه المفـضّل في ما بعد... وهكذا.

 

- لاعبيه:
لا تدعي ولدك يتحضر للمدرسة بمفرده. ألبسيه ثيابه مثلاً على أنغام أغنية يحبها، أو اجعليه يغسل أسنانه خلال فترة من الوقت تحددها ساعة رملية! فكرة أخرى: ضعي مع ولدك أو أولادك رهانات مسلية (تنفّذ في المساء)، لمن لا يُنهي، من الصغار، كوب الحليب مثلاً، أو لمن يتصرف، من الكبار، بعصبية وانفعال. والمطلوب في النهاية إيجاد جوّ من التواطؤ المرح، يكون الهدف منه واحداً لكل أفراد الأسرة: مغادرة المنزل في الصباح بمزاج صاف.

 

-دعي ولدك يضع البرنامج بنفسه:
القـرار قـرارك في أيـام المدرسة. أما في الأيام الأخرى فالقرار يعـود إليه. دعـي ولدك خلال العطلة، يقرأ في السـرير مثلاً، أو يتنـاول وجبة الطعام وهو يشاهد برنامجـه المفضل على التلفاز. فإذا تركت له فسحـة من الحرية في الأيام العادية، فسوف يساعده ذلك على أن يتقبل واجباته بسهولة أكبر، خلال أيام الدراسة.

 

- وماذا لو يتدخل الوالد؟
كثيراً ما تحصل المعجزة، ويصبح ولدك أكثر استعجالاً في الصباح، عندما يصحبه والده الى المدرسة... والواقع أن الولد الذي لم يبلغ الخامسة بعد، يجد سهولة في الابتعاد عن أبيه أكثر من ابتعاده عن أمه. هذا بالإضافة الى طمعه بعطفها وحنانها، ومحاولته لأن يستميلها بالضم والتقبيل، حتى ولو في آخر لحظة قبل مغادرته المنزل الى المدرسة.