جيشنا

... ومناورة تحاكي اعتداءً كيميائيًا
إعداد: نينا عقل خليل

نفّذت وزارة الصحّة العامة بالتعاون مع منظّمة الصحّة العالمية، والجيش، والأكاديمية اللبنانية الأوروبية لطب الطوارئ، و«مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي»، مناورة حول خطة استجابة حادث تفجير افتراضي يتضمّن مواد خطيرة (مادة غاز الكلورين) داخل حرم مدرسة القديسة حنّة - الآباء البيض الملاصقة لقاعدة رياق الجوية، وذلك في ختام التدريبات التي أجرتها الوزارة في محافظتي البقاع وبعلبك -الهرمل.
حضر المناورة وزير الصحّة العامة غسان حاصباني ورئيس لجنة الصحّة النائب عاصم عراجي والنائب جورج عقيص ومحافظ البقاع القاضي كمال أبو جوده وممثّلون عن قادة الأجهزة الأمنية، وفاعليات بلدية وطبّية.
بدايةً النشيد الوطني، ثمّ كلمة لرئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحّة الدكتورة عاتكة برّي التي شرحت أهداف المناورة، ومنها رفع كفاءة الفرق الطبّية في المستشفيات الحكومية والخاصة، والدفاع المدني، والإطفاء والإسعاف، والتأكّد من الجهوزية التامة والاستجابة لحوادث التهديدات البيولوجية والكيميائية والإشعاعية.
بدوره، ألقى الوزير حاصباني كلمة قال فيها: «بعد توقيع لبنان اللوائح الصحّية الدولية خلال العام 2010، بدأت وزارة الصحّةالعامة، التعاون مع منظمة الصحّةالعالمية، بالعمل على وضع خطة صحّية لمكافحة التهديدات البيولوجية والكيميائية والإشعاعية. ومع بداية الأزمة السورية وما أُشيع عن استعمال أسلحة كيميائية، شرعت وزارة الصحّة في العامين 2012-2013 في إجراء تدريبات كثيفة للمستشفيات حول طرق التعاطي مع إصابات محتملة وطريقة وقاية العاملين الصحّيين من هذه المواد، واستعمال أجهزة السلامة الواقية وغيرها من التدريبات المتعلّقة بالموضوع. ومنذ العام 2015، حصلت وزارة الصحّة بدعم من منظّمة الصحّة العالمية على تجهيزات ميدانية من خيم ومعدّات وأجهزة السلامة الواقية. كما بدأت بوضع نواة فرق طبّية لمكافحة التهديدات البيولوجية والكيميائية والإشعاعية في المحافظات».


المناورة
وفق سيناريو المناورة، حدث خلال نهار دراسي عادي انفجار تلاه حريق ودخان أسود وأصفر اللون داخل مبنى يقطنه عدد من النازحين قرب مدرسة تضمّ زهاء 250 تلميذًا. نفّذت الاعتداء مجموعة عناصر مدسوسة حضّرت لعمل إرهابي ضدّ القاعدة العسكرية الملاصقة للموقع، من خلال تفجير عبوة تحتوي على مواد كيميائية ملوّثة (غاز وسائل الكلورين) المحظورة عالميًا.
وعلى أثر سماع دوي الانفجار، بدأت إدارة المدرسة وأساتذتها تطبيق خطة إخلاء التلامذة إلى نقطة التجمّع الآمنة، بعدها قامت سرية الحراسة في القاعدة بإرسال آليّتين مع فريق استطلاع إلى المكان لتطويق الموقع وإبلاغ غرفة عمليات الجيش. تولّت الغرفة بدورها إعلام الصليب الأحمر اللبناني، والدفاع المدني، وأعطت الأمر إلى فريقها والسرية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل ومديرية التعاون العسكري - المدني، للتوجه إلى مكان الحادث وإدارة الأزمة والتبليغ.
خلال هذا الوقت، توجّهت سيارة إطفاء تابعة للدفاع المدني من منطقة رياق إلى المكان، وأبلغت سيارة الإسعاف التابعة للهيئة الصحّية الإسلامية غرف العمليات لطلب الدعم، والتدخل لإنقاذ الجرحى واحتواء الحادث.
ولدى الوصول إلى الموقع، تمّ تحديد المنطقة والمادة الملوّثتين بناءً على الأعراض المرافقة لحالات المصابين وعلى أقوال الشهود.
بعدها، بدأت عناصر الإطفاء إخلاء المصابين وفرزهم وجمعهم في منطقة واحدة آمنة، لإزالة التلوّث والمعالجة بحسب الخطة المعتمدة والموضوعة مسبقًا، عبر الفرق اللوجستية الطبّية المتخصصة بالتعامل مع هذه الأنواع من الحوادث والمتوجهة إلى الموقع، ثم جرى التعامل مع الحرائق المتفرّقة.
في موازاة ذلك، تولّت غرفة قيادة مؤقتة في الموقع بقيادة ضابط من غرفة عمليات الجيش إدارة الموقع والتواصل مع لجنة إدارة الكوارث في القضاء. وأُقيمت مناطق خاصة بـ: جمع الموارد، والأشخاص المصابين الملوّثين، إزالة التلوّث العام، الفحص الطبّي قبل إزالة التلوّث، إزالة التلوّث الفردي، تأكيد الفرز الطبّي، المعالجة والانتظار، الإخلاء الأرضي والجوّي، فضلًا عن منطقة خاصــة بالدعــم الفــردي وببيانــات المصابين.
أخيرًا، قام الفريق الطبّي المتخصص بفرز المصابين وتقديم العلاج الأولي لهم قبل أن تنقلهم فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني، و«الهيئة الصحّية الاسلامية»، و«كشافة الرسالة الإسلامية» إلى مستشفيات المنطقة، بمؤازرة القوات الجوية.