ذكراهم خالدة

... ونصب تذكاري للنقيب الشهيد فراس الحكيم
إعداد: نينا عقل خليل

في مناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد النقيب فراس محمود الحكيم، أقيم احتفال في قاعة رابطة آل الحكيم في بلدة المشرفة - قضاء عاليه، حضره العميد ابراهيم ترّو ممثّلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الشيخ سامي أبي المنى ممثّلًا شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز نعيم حسن، النائب فادي الهبر، ممثّلون عن قادة الأجهزة الأمنيّة، شخصيّات اجتماعيّة ودينيّة، أهل الشهيد ورفاقه وعدد كبير من المواطنين.
 

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إجلالًا لأرواح شهداء الجيش، ألقى ممثّل قائد الجيش العميد ترّو كلمة قال فيها: لا عطاء أكرم من عطاء الشهيد ولا فداء أنبل ولا إيثار أعظم، إنّه الكبير المتوّج بتضحياته، وهو مدماك الحق وطريق الحرية المكلّلة بالعزّة والكرامة. البعض يشهد بالكلمة أو بالقلم أو يقدّم اليسير ممّا وسعت يداه من مال ورزق ومقتنى، أما الشهيد فهو من يبذل حياته ويجود بزهرة شبابه فداءً لشعبه، فيبقى على مرّ الزمان سيّد اللقاء في الوطن كما سيّد اللقاء في المدى الأبعد، حيث شمس الحياة التي لا تغيب ونهر الخلود الذي لا ينضب. هذه هي التضحية القصوى التي قدّمها رفيقنا البطل النقيب الشهيد فراس، وهو يواجه مع كوكبة من رفاقه عصابة غدر وإجرام في إحدى مناطق شمالنا الحبيب في العام 2014، ودليله إلى ذلك التربية الأخلاقيّة والإنسانيّة التي تلقّاها هنا في هذه البلدة الأبيّة، من أهله ورفاق طفولته، ثم ما نهله وتلقّاه من توجيه وطني وتدريب عسكري من جيش بلاده.
وأضاف: هل ثمّة من هم أكثر منكم قدرة على دعم جيش البلاد؟ وهل هناك من لم تبلغه أخبار تضحياتكم في سبيل وحدة الوطن؟ إنّ سلاحكم هو البذل والكرم، وثقتكم هذه بالمؤسسة العسكرية كما ثقة جميع اللبنانيين بها على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبيّة والمناطقيّة، هي بمنزلة وسام رفيع يعلّق على صدر كل جندي من جنودنا، وستشكّل على الدوام الحافز الأقوى للجيش لمواصلة مهمّاته النبيلة في الدفاع عن لبنان، هذا ما فعلناه وما نفعله كلّ يوم في مواجهة الإرهاب على الحدود الشرقيّة وخلاياه التخريبيّة في الداخل...
وتابع: شهيدنا البطل، من أحضان بلدتك التي أحببت، نتوجّه بتحيّة إكبار وإجلال إلى روحك الطاهرة، ونعاهدك اليوم وكلّ يوم بأن نبقى أوفياء لمبادئك، وأمناء على دمائك، كما نعاهد عائلتك الأبيّة الصبورة التي تمثّل ظلّك الجميل على هذه الأرض، بأن تبقى المؤسسة العسكرية ملاذها الدائم وعائلتها الكبرى، وإلى جانبها في كل حين.
وختامًا توجّه بالشكر إلى كلّ من أسهم في تشييد النصب التذكاري للشهيد.
ثم ألقت شقيقة الشهيد رنا الحكيم كلمة العائلة، فقالت: مقدام أنت لأنك لا تهاب المصائب والمصاعب. شجاع تتنقل بين لهيب النّيران، بين طلقات الرصاص وأصوات المدافع، مغوار تلبّي النداء، الشرف عنوانك والتضحية نهجك وبالوفاء دومًا تكلّل جبينك...
وأضافت: إليك أكتب يا أخي البطل وصفحات قلبي تنطق باسمك يا كريم الأخلاق، أحييك يا من تستحقّ الانحناء إجلالًا أمام ما قدّمت وما بذلت حتى رخصت الروح. عرفتك أخًا محبًّا، صادقًا، سندًا، مقدامًا، شجاعًا، مؤمنًا. إليك أهدي كلماتي يا أنبل الرجال وأقول:
لو كان الشوق رياحًا لامتطيت صهوتها إليك، ولو كان الحنين جبالًا لعبرتها إلى عينيك وإلى قلبك الوارف ظلّه.
القلوب اشتاقت إليك يا فراس وأهل البيت وكلّ ما فيه، الكلّ يشتاق اليك، ثيابك العسكرية التي كانت تزيد من بهاء طلّتك ولست أدري ماذا بعد.
وختمت قائلة: اهتزّ عرش السماء فعريسها آتٍ بزفّة، يقطف النجوم ويقدّمها زهورًا فوق سياج الوطن.
بعد ذلك، عُرض فيلم عن الشهيد، كما أُلقيت قصيدة من وحي المناسبة للشاعر عصام بركة، ثم توجّه الجميع إلى ساحة البلدة حيث النصب التذكاري الذي شيّد تخليدًا لذكراه، فأُزيحت الستارة عنه، ووضع العميد ترّو إكليلًا من الزهر باسم قائد الجيش.