في الذاكرة

...ونهاوند تغادر أيضًا صوت شجيّ حلّق عاليًا
إعداد: تريز منصور


إلى سعيد عقل وصباح، خسر لبنان خلال شهر تشرين الثاني الماضي صوتًا شجيًّا بوفاة المطربة اللبنانيّة لوريت عبد الله كيروز التي سمّيت بنهاوند تيمّنًا بأحد أجمل المقامات الموسيقية، وذلك لعذوبة صوتها ورقّته. الراحلة كانت قد انقطعت عن العمل الفنّي بعد زواجها لتعود إلى الساحة ويعيد اللبنانيّون اكتشافها من جديد...

 

البدايات
ولدت نهاوند التي شيعت بمأتم حاشد في بلدتها يحشوش في العام 1933. بدأت حياتها الفنيّة مع فرقة الإذاعة الموسيقية في بيروت، قبل أن تسافر إلى العراق مطلع الخمسينيات حيث قدّمت الأغاني اللبنانية التي تميّزت بلون العتابا والميجانا والموّال، بالإضافة إلى ألحانٍ عراقية بالتعاون مع أشهر الملحّنين في العراق.
انطلقت من بغداد لتسمو في فضاءات الفن العربي، فتنقّلت بين مسارح بيروت ودمشق وعمّان، وسجّلت لإذاعات هذه العواصم مجموعة من أغانيها. كما تعاقدت معها إذاعة الشرق الأدنى، واعتبرتها من بين الصفوة المختارة من المطربات اللواتي تعاقدت معهن، وسجلت لها شركة بيضا فون عددًا من الأسطوانات.

 

زواج وهجرة... فعودة إلى الفن
ابتعدت نهاوند عن الساحة الفنيّة في الثلاثينيات من عمرها، عندما تزوّجت وهاجرت إلى البرازيل. وفي العام 2001، عادت إلى لبنان حيث شاركت في «مهرجان بيبلوس» بالتعاون مع المنتج ميشال ألفتريادس. أعادت أغانيها القديمة بتوزيع جديد، لتعود وتفتتح المهرجان في العام التالي، حيث منحتها عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك، السيدة اندريه لحود باسم رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، وسام الاستحقاق اللبناني تعبيرًا عن تكريم الرئيس لحود لكبار المبدعين اللبنانيين الذين ساهموا في إطلاق الفن اللبناني وتحديدًا الأغنية اللبنانية لتصل إلى المراتب العالمية.

 

أشهر أغانيها
من أشهر أغاني المطربة الراحلة أغنية «يا فجر لمّا تطلّ» للملحّن اللبناني مصطفى كريدية، كذلك  «يبا يابا شلون عيون عندك يابا» و«ادلل عليّ ادلل» للمطرب والملحن العراقي رضا علي. من بين أغانيها أيضًا «دخلك يا حسين» و«ياغزيل يا ابو الهيبة» و«تعال الورد بينادي والفل عليك»، ومواويل ميجانا وعتابا. وغنّت من ألحانها «أين يا ليل».
شاركت نهاوند أيضًا في حفلات غنائية على مسارح دمشق وعمان وبيروت. وكان لها تجربة سينمائية حيث شاركت في الغناء في فيلم «كأس العذاب» الذي أدّت بطولته فاتن حمامة وأخرجه حسن الإمام.