إحتفالات العيد

ويبقى الجيش
إعداد: ريما سليم ضوميط - ندين البلعة

لبنان يحيي الأول من آب
«الشعب يريد الجيش» و«انت فصّل نحنا منلبس»

 

«كلنا معك»، «الشعب يريد الجيش»، «انت فصّل نحنا منلبس»، عناوين رافقت اختفاء اللبنانيين بجيشهم في مناسبة الأول من آب.
في المقابل أكّد الجيش من جديد عهوده للبنان واللبنانيين، معلنًا أنه جيش الوطن الوفي لوعده المخلص لالتزاماته الوطنية حتى الشهادة.

 

«الشعب يريد الجيش»
بالأعلام والرايات والتهليل، والهتافات النابعة من القلب، عايد الشعب اللبناني جيشه في الأول من آب في احتفال شعبي حاشد أقيم في ساحة الشهداء، تحت شعار «الشعب يريد الجيش»، شاركت فيه وفود شعبية من مختلف المناطق والإنتماءات والتوجهات، حيث رفعت الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش ورايات مؤيدة له كتب عليها «إذا بتحب الجيش ما ترفع بوجهه سلاحك» و«لن نسامح المجرمين». وقد عبّر المواطنون بالهتافات واللافتات عن تضامنهم مع الجيش اللبناني واحترامهم لدماء شهدائه وتضحياته، مؤكدين للعالم بأنهم يريدون الجيش اللبناني ضامنًا لأمنهم وحاميًا لأرضهم ولسيادة وطنهم.
حضر الإحتفال ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران الياس نصار، والوزير السابق زياد بارود، إضافة إلى شخصيات روحية من كل الطوائف، وفاعليات إجتماعية وسياسية واقتصادية وإعلامية ومواطنين.
بعد كلمة ألقاها أحد منظمي الإحتفال ميشال إلفتريادس، أنشد 68 ولدًا من أبناء شهداء الجيش النشيد الوطني، ثم كانت كلمة عائلات الشهداء التي ألقاها نجل اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج إيلي الحاج، وقال فيها «ننحني اليوم في وقفة تضامن، لنقول كفى دماء، وهي صرخة تخرج من القلوب والحناجر. وأكد أن رأس الإرهاب يجب أن يقطع وكذلك فكره، فالمتواطىء مع الارهاب خائن وكل من يموّله هو شريك».
أما ممثل البطريرك الراعي فتوجّه بكلمة إلى السياسيين حيث قال «كفّوا اساءاتكم عن الجيش وأوقفوا ممارساتكم.» وأضاف: «ننحني اليوم إجلالا للشهداء الذين سقطوا في السنوات الأخيرة وأعطت دماؤهم مزيدا من القوة والوحدة للبنان».
بدوره، ألقى الشيخ نزيه صعب كلمة طائفة الموحدين الدروز وقال فيها: «أن تتكلم في الأول من آب في عيد الجيش، يعني أنك من جهابذة الأدب ومعجم من معجم المفردات، وتجتنح الصفاء لتنحني إجلالًا أمام الشهادة، شهادة الجيش».

 

«الجيش مؤسسة الوطن»
على هامش الإحتفال، قال الوزير السابق بارود: الجيش هو مؤسسة الوطن وفوق كل الاصطفافات والزواريب وليس مسموحًا انتقاد أداء الجيش في الإعلام، ومن عنده ملاحظات يستطيع أن يوصلها إلى قيادة الجيش، فالجيش رمز الدولة، وكل دولة لا تحافظ على مؤسساتها لا تستحق أن تكون دولة والجيش هو أول هذه المؤسسات».
كذلك عبّر المواطنون عن آرائهم في المناسبة. أحدهم قال: نجتمع هنا لنؤكد أن الشعب بكل فئاته يؤيّد الجيش، ويدعمه في حربه ضد الإرهابيين، ونحن نطالب بإنزال أقصى العقوبات بالمجرمين الذين غدروا بالعسكريين في عبرا.
الموقف نفسه أعربت عنه شقيقة النقيب الشهيد سامر حنا التي قالت: كل من يريد محاكمة الجيش اللبناني لا يمكن أن يكون لبنانيًا.
وقالت مواطنة: نرفع الشعارات والصلوات لكي يبقى جيشنا قوّيًا وقادرًا على إحباط المؤامرات التي تحاك ضد الوطن وشعبه.
شقيق المقدم الشهيد وليد الشعار قال: اجتمعنا لنوصل رسالة للجميع أن الشعب يريد الجيش وإعدام المجرمين الذين غدروا بالعسكريين. ونحن نريد محاكمة من يطالب بمحاكمة الجيش. وأضاف: عندما يتهجمون على الجيش نشعر أن شهداءنا يقتلون مرّة أخرى!».
يجدر بالإشارة أن هذا التجمع الشعبي هو وليد تحرك وطني قامت به مجموعة من المثقفين لكل منهم طائفته وعمله وتوجهه السياسي، ولكنهم التقوا بعد احداث عبرا وولدت لديهم فكرة التحرك لدعم الجيش بمناسبة عيده. من بين المنظمين الفنان ميشال ألفتريادس، والدكتور حسن حمادة، والسيدة ليا العاقوري أرملة المقدم الشهيد صبحي العاقوري، إضافة الى المحامية مي خريش والممثل شربل اسكندر.
التحرك الشعبي هدفه لأول مرة ليس سياسيًا ولا دينيًا بل هو لبناني وطني، كما يؤكد المنظمون الذين أرادوا أن تكون الدعوة شعبية بكل المقاييس وبعيدة عن كل الإصطفافات. وقد أوضح الفنان ألفتريادس أنهم سعوا الى تنظيم التحرك ثم ذهبوا الى الجيش اللبناني الذي لم يكن من السهل إقناعه بالموضوع، فالجواب الأول كان الشكر مع الإشارة إلى أنه ليس هناك من داعٍ لمثل هذا التحرك، لكن بعد الإصرار جاءت الموافقة. وأضاف أن هذا التحرك سيتحول الى حركة الأول من آب، وسنقوم بالتحرك كلما شعرنا بضرورة التضامن مع الجيش.

 

«كلنا معك»
إلى ذلك رفعت اللافتات التي تحيي الجيش وتعلن الوقوف إلى جانبه في مختلف المناطق. وعبّر الفنانون عن التضامن مع الجيش بأشكال مختلفة، فإلى تصوير أغانٍ خاصة بالمناسبة، حملت يافطات صور بعض الفنانين مع عبارة «كلنا معك»، كما ظهرت على مواقع التواصل الإجتماعي حملات تحيي الجيش متضامنة معه. وأطلق شباب من المجتمع المدني شعار: «إنت فصّل ونحنا منلبس...» في الوقت الذي أقيمت فيه احتفالات في مختلف المناطق.

 

صلوات
حركة لبنان الشباب أقامت قداسًا إلهيًا في كنيسة يوحنا فم الذهب - بيروت، ترأسه المطران كيرلس بسترس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك بحضور كل من وزير الدفاع الوطني الأستاذ فايز غصن ممثلًا بالعميد غابي حمصي، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالمقدّم فؤاد ذبيان بالإضافة إلى ممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية، وفاعليات سياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير ووسائل إعلام مرئية ومسموعة. وقد ألقيت كلمات للمناسبة أشادت بالشهادة ومعانيها وعبّرت عن الإحترام والتقدير للجيش والإنحناء أمام أبطاله والإعتراف بفضلهم في بقاء الوطن سيدًا حرًا مستقلًا.
وأقام المركز الإجتماعي الثقافي الصحي الخيري ومستوصف مار شربل- سد البوشريه قداسًا لراحة أنفس شهداء الجيش، وذلك في كنيسة الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية - عين نجم.
حضر القداس ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد بيار صعب، قائمقام المتن مارلين حداد، رئيسا بلديتي الجديدة - البوشريه - السد أنطوان جبارة وعين سعاده أنطوان مارون، رئيسة لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش السيدة جوانا قهوجي مدلج وأعضاء اللجنة، رئيسة مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري، رئيس المركز الإجتماعي والمستوصف السيد إيلي تنوري والأعضاء، أهالي الشهداء، وعدد كبير من الضباط والمؤمنين.
إحتفل بالذبيحة الإلهية أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار وعاونه كاهن رعية مار تقلا سد البوشريه الخوري جوزف سويد، وخدمت القداس جوقة جيل الإنجيل بقيادة الأستاذ إيلي الأسمر.
في مستهل القداس، ألقت الإعلامية جان دارك أبي ياغي كلمة نوّهت فيها بمعنى الشهادة.
وبعد القداس، ألقى الأب بطرس عازار عظة قال فيها، عندما ينتصر الجيش الوطني يحل الأمان والإطمئنان في لبنان وفي النفوس... داعيًا إلى الوقوف وقفة خشوع أمام شهدائه وإلى الصلاة من أجل أن يواصل مسيرته بعزم.
وفي الختام، قدّم السيد إيلي تنوري عربون شكر وتقدير درع المركز والمستوصف إلى كل من: قائد الجيش، رئيسة لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش السيدة جوانا قهوجي مدلج، ورئيسة مؤسسة العاقوري السيدة ليا العاقوري.
وفي بلدة الشيخ محمد - عكار، أقيم قداس احتفالي في كنيسة القديس جاورجيوس عن روح شهداء الجيش شارك فيه العقيد الركن إدوار ابراهيم ممثلًا العماد قائد الجيش. ووضع الحضور إكليلًا أمام نصب شهداء الجيش عند مدخل البلدة في حضور عائلاتهم.

 

بلديات صيدا والجوار
اتحاد بلديات صيدا - الزهراني وبلديات قرى وبلدات شرق صيدا عبّرت عن دعمها للجيش في عيده وتأييدها الكامل له، ورفعت على مداخل صيدا وفي ساحاتها وشوارعها الرئيسة وفي القرى المجاورة، بدءًا من الهلالية وحارة صيدا وعبرا وصولًا إلى مجدليون والصالحية وكفرجرة ولبعا ومغدوشة والغازية والقرية وعين الدلب ودرب السيم والمية ومية، مئات الأعلام اللبنانية وصور شهداء الجيش واليافطات التي حيّت المؤسسة الوطنية، وأشادت بتضحياتها دفاعًا عن الوطن وأبنائه. وتميّزت بلدة لبعا بنصب أقواس النصر على مدخليها الرئيسين، وبرفع صورة كبيرة لقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وبرعاية العماد قائد الجيش، أقامت مدرسة بنت جبيل الفنية بشخص مديرها الأستاذ غسان بزي احتفالًا بمناسبة عيد الجيش تخلّله كلمةً ألقاها ممثل قائد الجيش للمناسبة.

 

مؤسسة مخزومي
بدورها نظّمت مؤسسة مخزومي حفل إفطار لعائلات العسكريين الشهداء وأولادهم على أرض دار الفتوى في منطقة فردان في بيروت، تخلّله تقديم هدايا رمزية للأولاد. وقد حضر الحفل العميد الإداري أسامة عطشان رئيس قسم إدارة ورعاية شؤون العسكريين في منطقة بيروت ممثلًا العماد قائد الجيش.

 

محاضرة وعروض
بلدية الجديدة - البوشرية - السدّ نظّمت محاضرة لتعريف أبناء البلدة والجوار بالجيش ومهماته عمومًا وفوج المغاوير خصوصًا.
وقد نفّذ عناصر من الفوج عروضًا عسكرية للمناسبة، بالإضافة إلى عروض أخرى في بقنايا - جل الديب تلبيةً لطلب الرابطة الإجتماعية.

 

ضهور الشوير
من جهتها، نظمت بلدية الشوير - عين السنديانة حفلًا حضره العميد الركن شامل روكز قائد فوج المغاوير ممثلًا العماد قائد الجيش. تخلّل الإحتفال ورشة عمل تم فيها التعريف بالجيش اللبناني وعرض للأسلحة ونشاطات بمشاركة الحضور.
بدأ العرض بالنشيد الوطني اللبناني على أنغام فرقة موسيقى الجيش وبمشاركة ملكات جمال لبنان في الاغتراب الذين اتوا خصيصًا ليمثلوا دول الاغتراب برسالة دعم ومحبة للجيش اللبناني. علمًا أن مهرجان المغتربين اصبح يتميز بيوم مخصص لعيد الجيش.
كما قدم رئيس بلدية الشوير – عين السنديانة السابق الاستاذ الياس بو صعب باسم أهالي ضهور الشوير أكبر بدلة جيش في العالم بطول 30 مترًا لتدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية وتكسر الرقم العالمي المسجل في الشرق الأدنى سابقا وهو لا يتجاوز الثمانية أمتار. وأشار بو صعب إلى أن هذه البدلة هي مجرد رسالة جديدة من أهالي ضهور الشوير بشكل خاص والمتن الشمالي والشعب اللبناني بشكل عام لجيشنا البطل ليسجل اسمه في المحافل الدولية كعربون وفاء وتقدير لتضحياتهم الباسلة في سبيل بقاء الوطن.

 

واحتفالات أخرى
في البقاع، دعت بلدية زحلة - المعلقة إلى حفل تضامني مع الجيش في ساحة الجيش اللبناني - حي البربارة - زحلة حضره ممثل عن قائد الجيش.
وفي الشوف أيضًا، وبرعاية العماد قائد الجيش، قدّم شباب دير القمر «كونشرتو أغاني وطنية» في ساحة كنيسة سيدة التلة - دير القمر.
وأقيمت في كسروان عروض عسكرية في كل من باحة كنيسة سيدة الخلاص - وطى الجوز تلبيةً لطلب وقف الكنيسة، وفي مهنية عجلتون تلبيةً لطلب اللجان الإقليمية لأخويات فرسان وطلائع وشبيبة العذراء، وعلى مدرج ميروبا السياحي تلبيةً لطلب لجنة مهرجانات ميروبا السياحية.
وتم تنفيذ عروض عسكرية أيضًا تلبيةً لطلب النادي الثقافي الرياضي - مشمش - جبيل، وجمعية بترونيات في ساحة مبنى الجمعية في البترون، وفي بلدية دوما.
إلى عكار، حيث نظــمت بلديـــة رماح احــتفــالًا تخلّله تكــريم لكـــوكبة مــن شهــداء الجــيش في البلدة، حضره العميد الركن سعد الدهيبي ممثلًاالعماد قائد الجيش إلى شخصيات سياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير.
كما وضع ممثل قائد الجيش ورئيسة بلدية رماح حنا مقدسي إكليلًا أمام نصب شهداء الجيش عند مدخل البلدة وألقيت كلمات للمناسبة، وتم تقديم دروع تقديرية لكل من ممثل قائد الجيش وعائلات شهداء البلدة.

 

من بلاد الاغتراب
من بلاد الإغتراب، تلقت «الجيش» رسالة من رابطة الشرق الأوسط في السويد تحيي فيها المؤسسة العسكرية بمناسبة عيدها، وتعلن الوفاء لها، وتثمّن جهودها في بث «روح التعايش والألفة والمحبة الوطنية بين جميع أبناء الوطن...». ووجّه رئيس الرابطة مصطفى خان دعوة إلى الجالية اللبنانية في بلاد الإنتشار لدعم الجيش اللبناني والوقوف إلى جانبه معنويًا وماديًا وإعلاميًا...