من الميدان

يد الفتنة تمتدّ إلى طرابلس من جديد
إعداد: نينا عقل خليل

استشهاد جندي وإصابات بين المواطنين وإجراءات الجيش تعيد ضبط الوضع

شهدت طرابلس موجة جديدة من الاشتباكات على المحاور التقليدية بين باب التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن، الجيش الذي أعاد ضبط الأوضاع دفع ضريبة الدم مرة جديدة، باستشهاد الجندي وسام دياب وجرح عدد من العسكريين، بالإضافة إلى سقوط عدة إصابات بين المواطنين بين قتيل وجريح. وقد بذل الجيش اللبناني جهودًا مضنية لإعادة ضبط الوضع، فاستقدم تعزيزات إضافية إلى المدينة ونفّذ انتشارًا واسعًا في جبل محسن وباب التبانة، لا سيّما على خطوط التماس بين المنطقتين، وسيّر دوريات راجلة ومؤلّلة في شوارع المدينة وأقام حواجز ثابتة كما أجرى عمليات دهم أسفرت عن توقيف العديد من المتورّطين.

 

أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أصدرته بتاريخ 20/3/2013 أنه «على أثر إقدام عناصر مسلّحين في محلّة القبة – طرابلس على إطلاق نار من أسلحة حربية خفيفة باتجاه أحد العسكريين في أثناء نقله شقيقه إلى المستشفى الحكومي في المحلّة المذكورة، وإصابة كليهما، بالإضافة إلى مواطن ثالث، بجروح غير خطرة، حصل تبادل إطلاق نار بين محلتي جبل محسن والتبانة، تدخّلت قوة الجيش المنتشرة في المنطقة حيث دهمت أماكن إطلاق النار وأوقفت عددًا من المشتبه بهم، كما سيّرت ولا تزال دوريات راجلة ومؤلّلة وأقامت حواجز ثابتة ومتحركة.
أعيد الوضع إلى طبيعته وتستمر قوى الجيش بتعقّب مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المخّتص».
وفي بيان آخر صدر في اليوم التالي أعلنت مديرية التوجيه أن «قوى الجيش أوقفت فجر 21/3/2013 بعد سلسلة من عمليات الدهم أحد المشتبهين الرئيسين في إطلاق النار وهو المدعو جهاد دندشي، الذي بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختصّ».
من جهتها باشرت الشرطة العسكرية تحقيقاتها الأولية في الأحداث الأخيرة، بطلب من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، بسبب وجود عسكريين بين الجرحى.
وصدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه بالتاريخ نفسه (22/3/2013) البيان الآتي: «واصلت قوى الجيش تنفيذ إجراءاتها الأمنية داخل الأحياء المتوتّرة في مدينة طرابلس لا سيّما في منطقتي جبل محسن وباب التبانة، بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم واسعة لأماكن وجود المسلحين، حيث أوقفت عددًا منهم وضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية والذخائر. وقد تعرّضت هذه القوى في أثناء تنفيذ مهماتها لإطلاق نار، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة.
تستمر وحدات الجيش في تعزيز إجراءاتها وملاحقة المسلحين والردّ على مصادر النيران بالشكل المناسب».
ويذكر أن طرابلس كانت شهدت خلال الآونة الأخيرة، ظاهرة رمي القنابل في شوارعها، وفي هذا السياق، أعلنت مديرية التوجيه في بيان أصدرته بتاريخ 28/2/2013 أن «مديرية المخابرات قامت بتحريات حثيثة تمكنت بنتيجتها من تحديد هوية أحد الفاعلين، ويدعى أحمد بسام الجاجاتية (لبناني الجنسية)، حيث أوقفته دورية تابعة للمديرية بتاريخ 25/2/2013 في طرابلس، فاعترف أن المدعو ز.ص. كلفه مع آخرين برمي أصابع ديناميت وقنابل يدوية في أحياء باب التبانة بهدف الإبقاء على حالة البلبلة داخلها، وأيضًا بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن لإثارة التوتر والفتنة بينهما.
كما اعترف أنه كان يتقاضى يوميًا مبلغ 20 ألف ليرة من المدعو ز.ص. بواسطة شخص آخر وذلك مقابل قيامه بهذا العمل، وأنه كان يلقي القنابل مستخدمًا دراجته النارية أو سطوح المنازل، بينما كان آخرون يعمدون وبتوجيه من ز.ص. إلى القيام بالأمر نفسه في أحياء أخرى من المدينة. وتستمرّ التحقيقات مع الموقوف لكشف المتورطين الآخرين وتوقيفهم. تدعو قيادة الجيش مجددًا المواطنين للتعاون مع وحداتها المنتشرة في مدينة طرابلس وإبلاغ قوى الجيش أو الأجهزة الأمنية عن أي شخص يحاول المسّ باستقرار المدينة، وذلك لوضع حدّ لمسلسل الإخلال بالأمن وتوقيف العابثين به».