متاحف في بلادي

يضم مجموعة قيّمة من الطوابع والعملات متحف زياد الشوفي التاريخ في محطات ومشاهد
إعداد: جان دارك أبي ياغي

العملة والطوابع القديمة جزء من التاريخ والتراث في أي دولة، فهي تشهد للتطور الذي عرفته في السياسة وسواها من الميادين.

زياد الشوفي مارس هواية جمع الطوابع والعملات أيام كان يعمل مع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، مدركاً قيمتها الأثرية والتاريخية. وبعد أن أصبحت له مجموعة ذات شأن، جعل من منزله الكائن في حاصبيا متحفاً نقرأ فيه صفحات من تاريخ الدول.

 

الطوابع

تضم مجموعة زياد الشوفي 5000 طابع بريدي من كل أنحاء دول العالم، 80% منها يعود الى فترة الأربعينات والخمسينات، وهذا ما يميز مجموعته، التي ربما كانت اليوم من أبدع وأثمن وأهم المجموعات التراثية النادرة. أما كيف جمعها فيقول: "عندما كنت موظفاً مع قوات الطوارئ الدولية العاملة في الناقورة، كانت لي علاقات جيدة مع الضباط، من جنسيات مختلفة. وعلى مدى 25 عاماً اكتسبت منهم عادات وتقاليد منها جمع الطوابع والعملات النادرة. وكنت أوصي كل ضابط يزور بلاده في إجازة أن يحمل لي معه أقدم ما عندهم للتعرف الى حضارة كل بلد. وهكذا تجمع لدي عدد كبير من الطوابع والعملات القديمة التي كنت أحصل عليها عن طريق الشراء أو المقايضة التجارية بتراثيات من بلادي".

في حوزة زياد الشوفي طابع قديم جداً دفعوا له ثمنه 400 دولار ولم يبعه على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة... ويتمنى ألا يضطر الى ذلك في يوم من الأيام.

ومن ضمن مجموعته أيضاً: طابع ذكرى تأسيس الأمم المتحدة، طابع دولة هتلر (الصليب المعكوف), المجموعة الكاملة لملكة بريطانيا، مجموعة رؤساء أميركا القدماء (لينكولن، كندي وواشنطن), طابع صليب المقاومة الفرنسية تمجيداً للجنرال ديغول، المجموعة الكاملة لدولة سيراليون التي تتميز بطوابعها الفريدة من حيث الشكل، طابع الذكرى الأولى لهبوط الروس على سطح القمر، طابع ذكرى ثورة لينين، المجموعة الألمانية الكاملة، المجموعة البرازيلية الكاملة، المجموعة البولندية الكاملة، مجموعة من الصين،

وأخرى من أوستراليا، بالإضافة الى المجموعة الكاملة اللبنانية والعربية القديمة. والجدير ذكره أن أحد الضباط الفرنسيين، وهو هاوي طوابع أيضاً، قد دفع للشوفي مبلغ عشرة آلاف دولار مقابل هذه المجموعة، لكنه رفض العرض لأن قيمتها المعنوية أغلى من قيمتها المادية، بعد أن أمضى عشرين سنة في جمعها وشراء النادر منها.

ويروي زياد الشوفي أن أحد ضباط قوات الطوارئ (سويدي الجنسية) كان يملك سابع إصدار للطوابع في العالم، وقيمته لا تقدر بثمن، وقد حاول شراءه منه فلم يفلح لأنه محفوظ في متحف السويد حيث يعتنون به بطريقة علمية وفنية.

 

... والعملات القديمة

الى جانب هذه المجموعة الهائلة من الطوابع البريدية، يملك زياد الشوفي مجموعة لا تقل أهمية عن الأولى من العملات الورقية والمعدنية تدهش الناظر إليها وتضعه في صورة العملات المتداولة في الزمن الغابر.

يبلغ عدد العملات الورقية الموضبة والمحفـوظـة في ألبومـات خاصة 150 عملة تعود لنحو 50 دولـة في العالم، وأقدمها يعود الى العام 1905 أي أن عمرها نحـو مئـة سـنة، وهـي لا تزال بحالة جيدة. ومن هذه العملات أيضاً جنيه فلسطيني يعود الى ما قبل قيام دولة إسرائيل ويحمل كتابات عبرية، وقد كان اليهود يتداولون به مع الفلسطينيين. وفي المجموعة أيضاً الجنيه الفلسطيني الصادر عن البنك الإنكليزي - الفلسطيني وقد دفع ثمن الحصول عليه مبلغ 400 دولار أميركي. كما يملك الشوفي أيضاً عملة القياصرة الروس ومجموعة دولارات فضية كانت تنزل الى التداول في مناسبات خاصة، وتحمل تواريخ قديمة بالنسبة لمناسبات وطنية أو دولية، أو صوراً لاحتفالات عالمية، الى عملات لفيتنام وهونغ كونغ وكمبوديا ونيبال وسنغافورة ومعظم دول جنوب شرق آسيا.

أما العملات المعدنية، ففي حوزته منها 400 قطعة لحوالى 60 دولة في العالم، حصل على قسم منها من

أصدقائه الضباط الدوليين واشترى بعضها، كما استحصل من كبار المسنين في منطقة حاصبيا والناقورة على نقود كانوا احتفظوا بها أيام العز ظناً منهم أن هذا العز سيعود يوماً... لذا لم يكن من السهل التخلي عنها. وفي هذه المجموعة النادرة من الفضة، العملة القسطنطينية القديمة التي يعود تاريخها الى 1200 م. والعملة العثمانية، وعملة دولة لبنان الكبير...

وأخيراً، مجموعة زياد الشوفي تشكل إرثاً يستحق الرعاية لكي لا يكون مصيره التلف والبعثرة، وهذا ما يستلزم دراسة علمية تحدد وسائل المحافظة عليه وكيفية الاعتناء به.

تصوير: المجند فرانسوا جبرايل