وطن القداسة

يعقوب الكبوشي أول طوباوي يعلن من خارج حاضرة الفاتيكان
إعداد: جان دارك أبي ياغي

البطريرك صفير:نسأل الله أن يوثق بين اللبنانين روابط الإخاء والمحبة

الأخت مخلوف: سنبقى الخادمات الساهرات من أجل المرضى والمهمشين والطلاب

ارتدت ساحة الشهداء في وسط بيروت يوم 22 حزيران حلّة فاتيكانية كاملة مع الاحتفال الضخم الذي أقيم في مناسبة إعلان طوباوية الأب يعقوب الحداد الكبوشي. واكتسب الحدث بُعداً فريداً لكونها المرة الأولى التي يُعلن فيها طوباوي خارج الفاتيكان، وفي وطنه،

 

حضور حاشد
وسط حضور حاشد لمئات الآلاف من اللبنانيين الذين أتوا من كل حدب وصوب، أجريت مراسم التطويب في حضور رسمي وسياسي وديني كثيف لمختلف الطوائف والقوى تقدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة وعقيلته، فيما تقدم المشاركين في الاحتفال الديني رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال خوسيه ساراييفا مارتينيز ممثلاً الحبر الأعظم والذي أعلن التطويب، ورئيس مجلس البطاركة الكاثوليك البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.
رفع يسوع الملك في صدر خيمة المذبح في ساحة الشهداء، وعند أقدامه صورة الأب يعقوب الحداد الكبوشي حاملاً مسبحته وصليبه «المبري» من كثرة الصلاة. أمّا عند المسرح فصورة من احتفل بإعلانه طوباوياً من وطنه للمرة الأولى في تاريخ لبنان، ومن طوبه المساكين والمعذبون بلسماً لجراحهم.
تمثال الشهداء ومن الشعلة في قبضة شهدائه بدا وكأنه يحيي شهيد القداسة الوافد من عالم المحبة بمعناها المجرد.
وعلى وقع أجراس الكنائس وترنيمة «لبنان لبنان، إلبس ثوب الأفراح، لبنان لبنان يوم التطويب لاح»، بدأت الذبيحة الإلهية من على المذبح الذي احتفل عليه البابا يوحنا بولس الثاني بالقداس يوم زار لبنان، وقد ازدان بلوني العلم البابوي الأصفر والأبيض، وبالورود التي صنعتها راهبات الصليب من البرشان، ووضعت على يسار المذبح أيقونة للعذراء مريم وعلى يمينه الصليب الذي طالما أحبه الأب يعقوب وكرّمه.

 

الرسالة البابوية
في بداية الاحتفال، ألقى الأب الكبوشي سليم رزق الله ملخصاً عن حياة الأب يعقوب الكبوشي، بعد ذلك، تلا الكاردينال مارتينيز الرسالة البابوية لإعلان الأب يعقوب طوباوياً والتي جاء فيها: «نحن نزولاً عند رغبة أخينا بولس دحدح رئيس أساقفة أريه في نوميديا شرفا والنائب الرسولي في بيروت للاتين، وعند رغبة كثيرين من اخوتنا في الأسقفية وعدة مؤمنين، بعد أن اطلعنا على رأي مجمع دعاوى القديسين، وبسلطتنا الرسولية، نمنح أن يدعى طوباوياً من الآن وصاعداً خادم الله يعقوب الغزيري، كاهن ناذر في رهبنة الأخوة الأصاغر الكبوشيين مؤسس «جمعية راهبات الصليب» الذي قضى حياته كالسامري الصالح في مساعدة البؤساء والمرضى.
يعمل بذلك في الاماكن ووفق تدابير الحق القانوني، ويحتفل بعيده كل سنة في 26 حزيران يوم ولادته في السماء، باسم الآب والأبن والروح القدس آمين».
بعد ذلك أزيحت الستارة عن صورة الطوباوي الجديدة التي رسمتها الفنانة الروسية ناتاليا تساركوفا، المعروفة بلقب «رسامة البابوات الرسمية»، والتي قدّمت الصورة للبابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان ليباركها لهذه المناسبة بحضور الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأخت ماري مخلوف.

 

عظة البطريرك صفير
بعد الإنجيل المقدس ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان «حينئذٍ يسطع الأبرار كالشمس في ملكوت الله» قال فيها:
«نحمد الله على أنه حقق الأمنية التي طالما صلّت من أجلها «جمعية راهبات الصليب اللبنانيات»، وكثير من المؤمنين والمؤمنات في لبنان وسواه من البلدان. وهذه الأمنية هي رؤية صورة الأب يعقوب الكبوشي ترتفع على مذابح الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن أعلنته الكنيسة المقدسة طوباوياً». وقد جاء في هذا اليوم صاحب النيافة الكردينال خوسيه سارايفا مارتينيز، رئيس مجمع دعاوى القديسين السامي الاحترام، ليحتفل بالذبيحة الإلهية شكراً لله على هذه النعمة، ويعلن رسمياً باسم صاحب القداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، هذا الحدث التقوي التاريخي الكبير. وبعد أن كان مثل هذا الاعلان يجري في روما، عاصمة الكثلكة، أمر صاحب القداسة أن يجري التطويب في بلد الطوباوي، حثاً للمؤمنين على الاقتداء بفضائله، ودفعاً لهم على السير في طريق القداسة. وقد قال أحد المفكرين المؤمنين الكبار: «هناك أسف واحد وهو ألا نكون قديسين».
وقد أراد أركان الدولة اللبنانية، وعلى رأسهم فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان أن يحضروا هذا الاحتفال تقديراً منهم لفضائل الطوباوي الأب يعقوب الكبوشي، واستمطاراً، بشفاعته، لنعمة السلام الذي يتوق اليه لبنان منذ سنوات.
طريق القداسة ليست طريقاً سهلة. وهذا ما أشار اليه السيد المسيح بقوله: «ادخلوا من الباب الضيق: لأنه واسع الباب، ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون فيه وقد اختار الأب يعقوب هذا الطريق الضيق منذ صباه. فمارس الفضائل المسيحية التي رأى أبويه يمارسانها، في بلدتهما غزير. وهذا ما دفعه الى دخول الرهبانية الكبوشية في مار أنطونيوس خاشبو في بلدته، وكان ابن ثماني عشرة سنة. وعاش مآسي الحرب الكونية الأولى. وقد امتاز بممارسته من الفضائل ثلاثاً». الاستسلام للارادة الالهية والبساطة المسيحية، وعمل الرحمة.

 

• الاستسلام للارادة الالهية:
كان الطوباوي الأب يعقوب الحداد شديد الإيمان بالعناية الإلهية. لقد قام بأعمال باهرة يقتضي لها مبالغ طائلة. وتساءل الناس: كيف لهذا الراهب الفقير أن يجد هذه المبالغ الوافرة من المال ليقوم بما  قام به من أعمال باهرة. فبنى المستشفيات، والمدارس، ودور العجزة، واستقبل من مرضى الجسسد والعقل من ترفضهم سائر المستشفيات العادية. وغالباً ما كان يردد: «ان العناية الإلهية تساعدني. ان اتكالي على الله» وعندما سأله أحدهم: «كيف محاسبتك. أجاب: لا تحدثني عن محاسبتي. هذا أمر أجهله. محاسبي هو الله. ولا أحتفظ بشيء، وإن ما يصل الى يدي أنفقه فوراً في سبيل الفقراء». ورداً على سؤال طرحه عليه أحد الصحافيين، قال: «إن كل ما يعطيناه الله هو لله ولفقراء لبنان، وهو ليس لي، ولا لأهلي الذين يهتم بهم الله». وقال لراهباته: «إن الفقراء هم شكات بأيدينا لأمر العناية الإلهية. إذا فهمتن جيداً ذلك الذي يمثله الفقراء على الأرض، تخدمنهم وأنتن راكعات. ثقوا أن مصرف العناية عصي على الإفلاس». كم كان اتكاله على العناية الإلهية كبيراً!!

 

• البساطة المسيحية:
عاش عيش الفقر والتقشف والبساطة المسيحية، اقتداء بالقديس فرنسيس الأسيزي.  وعملاً بقول السيد المسيح الذي قال: «للثعالب أوجار، ولطيور السماء أوكار، أما ابن الانسان فليس له موضع يُسند اليه رأسه. والطوباوي قال: «تأمل فقر يسوع من المغارة الى اللحد (مولده - هربه الى مصر - شغله في الناصرة ليدفع الجزية - الجلجلة). ان فقر ابن الله يظهر بكل فظاظته على الصليب حيث لا محل ليُسند اليه رأسه، ولا نقطة ماء ليُروي عطشه، ولا قطعة قماش ليغطي جسده، شرابه الخل، الممزوج بمرارة وبالقرب منه جلادون يلقون القرعة ليتقاسموا ثيابه، في المغارة وجدت أمه أقمطة لتقي جسد الطفل من البرد، أما على الصليب، فالفقر المدقع، ابنها عريان».
وفي وعظه تعمد السهولة، وهل أسهل من التعبير عن هذه النصيحة التي أعطى بموجبها أربع قواعد للتواضع فقال:
- القاعدة الأولى: لا تنسب لذاتك شيئا أو صفة ليست فيك.
- القاعدة الثانية: أن ننسب الى الله ما هو حسن فينا.
- القاعدة الثالثة: لا تمدح نفسك أمام الناس.
- القاعدة الرابعة: لا تعدد نقائص القريب لتعلي صفاتك.

 

• عمل الرحمة:
جاء في كتاب الاقتداء بالمسيح: «قياس المحبة أن تحب دون قياس». هذه كانت محبة الطوباوي الأب يعقوب. محبته للمنبوذين من الناس، الذين يأنف أقربهم اليهم من الاهتمام بهم، فاستقبلهم واحتضنهم وأشعرهم بأنهم بشر مفتدون بدم الحمل الالهي، وان مصيرهم العودة الى الله الذي منه أتوا». وقد جاء في إحدى كتاباته: «الباري تعالى هو رحوم صالح، لا عن اضطرار لأن قوة تضغط عليه، ولا بقصد الانتفاع، لأنه كامل لا يحتاج الى الخليقة، بقي أن نقول أن الله صالح من مجرد محبته ايانا وتعطفه علينا. هو إله جيد حتى نحو الأشياء التي لا يمكنها أن تقر بعرفان الجميل كالبقول، والنبات، والأشجار، والحيوانات. هو جيد حتى نحو الأشرار الذين يهينونه. «إنه يشرق شمسه على الأخيار والأشرار».
إنا، وقد أسبغ الله علينا جميعاً هذه النعمة، فأقام من بيننا طوباوياً، كان يعيش مثلنا على هذه الأرض، ليدعونا جميعا الى الاقتداء بفضائله، ولا سيما بالاتكال على العناية الإلهية، وعيش البساطة والإقبال على أعمال الرحمة نسأله تعالى، بشفاعة الطوباوي الجديد، أن يحل سلامه الالهي في قلوب جميع اللبنانيين، ويوثق في ما بينهم روابط الاخاء والمحبة، ويهدينا جميعا الى الإقتداء بمثل هذا الطوباوي لنصبح يوما، بعد قضاء ما يكتبه الله لنا من عمر في الدنيا، في عداد القديسين».

 

كلمة الأخت ماري مخلوف
وألقت الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأخت ماري مخلوف كلمة قالت فيها:
... وكأنني بأبونا يعقوب الحداد الكبوشي يسمع ويرى يسوع مشيراً الى من هو قريبي فلا يأبه بعدها للفوارق والحواجز والانتماءات في وطن الرسالة والبشارة، في وطن الانفتاح والتعاون والاحترام المتبادل، فتكونت عنده القناعة الراسخة راسية اساساتها على الصخر ومنه اصلب. أعلن بعدها طائفتي لبنان والمتألمون ارض القداسة، والقداسة ليست حكراً على أحد، بل هي فضيلة، والفضيلة هي صلة التواصل بين الخالق وخليقته، وبالتالي هي رسالة الخلاص...».
أضافت: «من أين لنا نحن جمعية راهبات الصليب، أن نمثل في هذا اليوم التاريخي الفريد في حضرة ابونا يعقوب الطوباوي لتتبادر الى اذهاننا قبل كل شيء وتتحرك في قلوبنا وضمائرنا كلمات تعلمناها وحفظناها منذ الطفولة وأيام الصبا: لسنا اهلاً ولا مستحقات لهذه النعمة! ولكن النعمة مجانية وأنت يا أبونا قد زرعت روح المجانية حيثما حللت ونفحتها في روحانية جمعيتك التي أردت لها الصليب رمزا للفداء والتضحيات والقيامة».
وتابعت: «من أين لنا نحن جمعية راهبات الصليب أن نتواجد في ساحة الشهداء حيث جمعت حبال مشانق الظلم عظماء من لبنان افتدوه بأرواحهم، قرابين على مذابح الحرية، ورفعة الجباه، وقد نجا أبونا بأعجوبة يومذاك. هنا امتزجت دماء اللبنانيين كل اللبنانيين لتجعل من الفرادة أهم ميزات وطننا. وطن صغير بجغرافيته، وأكبر من الكبير بتضامن جهود ابنائه، وما حضوركم في هذا اليوم الذي يخرج من مدار الايام في هذه السنة التي لا تعلق في مدارات السنين، إلا البرهان الساطع على أن لبنان لا يحتله الإرهاب ولا تعيش فيه الفتن. وطن لكل أبنائه وطن الخير والسلام والحب، فضائل جسدها الطوباوي ابونا يعقوب وتمرّس بها وجعلها صلاته وقربانه.
وطن أبونا يعقوب، وطن القداسة والقديسين. وما القديسون شربل ورفقا ونعمة الله الذين اعلنت قداستهم إلا رمز للتراث النسكي وقداسة أرض وشعب هذا الوطن الذي يشهد اليوم تطويب أبونا يعقوب: السامري الذي لم يتعب فكره ولا توانت يداه ولا خارت قواه في العمل الدؤوب والمتواصل في خدمة القريب، يلتحق بخمسة عشر قديساً وأربعة وأربعين طوباوياً من رهبنة الاخوة الأصاغر الكبوشيين. وقد ذاع عُرف قداستهم فعطّر الكون كله، فكان للقديس فرنسيس المؤسس التأثير العظيم في مسارات القداسة شرقاً وغرباً.
في هذه المناسبة نطلب شفاعتهم ونجدد احترامنا ونعبّر عن عواطفنا البنوية لأمنا الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية المقدسة، متمنين على صاحب النيافة أن يحمل الى صاحب القداسة الصورة الحقيقية عن لبنان الحقيقي، بلد تفاعل الديانات الالهية المؤمنة والمبشرة بأن الله واحد والانسانية بكليتها هي خليقته مع كل ما يتخللها من فروقات واختلافات وتمايزات.
«اليوم نجدد عهدنا لأبونا يعقوب بأننا لن نحيد عن طريق الصليب. ولن ينال منا التعب ولن ندع سرجنا التي سلمتناها ينقص زيتها.
اليوم نعاهد رئيس كنيسة لبنان، ورئيس البلاد والمسؤولين كل المسؤولين، والمواطنين والمواطنات بأن نبقى كما دوماً الخادمات الساهرات السامريات ننحني على الآلام، وتبقى خدمة المرضى والمهمشين والضعفاء والطلاب تحتل كل اهتماماتنا».
وختمت: «يا أبانا الطوباوي، لحظات وينتهي هذا الاحتفال، فترجع بناتك الى أديارهن ومؤسساتهن يعملن تحت ناظريك، وبوحي من فيض إلهاماتك وإرشاداتك، طالبات منك أن تكون شفيع لبنان والكنيسة لدى الله. فيبقى أبناء وطننا كما هم الآن، في ساحة واحدة، لا تخترقها تفرقة ولا تستبد بها انانيات، بل تكون الفروقات بيننا مصدر غنى ووفاق وتعاون...».
«أيها الطوباوي، لقد أمضيت سنواتك لكل لبنان وعملت لكل اللبنانيين.
لتكن شفاعتك مقبولة ويبقى لبنان».
وفي ختام الاحتفال، أعطى الكاردينال مارتينيز البركة النهائية.

 

تقدمة القرابين
وقدّم جورج قطان ابن شقيقة ماري قطان التي شفاها الطوباوي يعقوب شهادتين:
- الشهادة الاولى هي التساعية التي صلاها لشفاء عمته، والثانية شهادة الأعجوبة التي تحققت بفعل شفيع الصليب الأب يعقوب.
- الشهادة الثالثة من رئيس بلدية غزير ابراهيم حداد مسقط رأس الأب يعقوب، الذي قدّم مفتاح غزير لقلوب طافحة بالحب لكل مؤمن وزائر.
- الشهادة الرابعة: فيكتور حداد ابن شقيق أبونا يعقوب الذي قدّم شجرة آل حداد.
- الشهادة الخامسة: نص الرسوم والقوانين التي عاش بها الأب يعقوب قدّمها راهب كبوشي.
- الشهادة السادسة: شعار الرهبنة علامة التخلي والتجرد والسير على خطى مار فرنسيس في خدمة البشارة.
- الشهادة السابعة: رئيس الرهبنة الثالثة يحمل قانون الرهبنة بخط يد الأب يعقوب الذي أراد هذه الرهبنة خميرة في العالم وقدوة في المجتمعات.
- الشهادة الثامنة: نائبة رئيس الرهبنة الثالثة حاملة الـ«سكابولير».
- الشهادة التاسعة: راهبة شيخة من راهبات الصليب تحمل قانون الجمعية ورسومها بخط يد الأب يعقوب وتسير معها راهبة شابة حاملة شعار رهبنة الصليب (صليب الرب حبيب القلب).
- الشهادة العاشرة: خريطة تتضمن طريقة انتشار جمعيات راهبات الصليب على مساحة الأرض اللبنانية والخارج قدّمتها راهبة من راهبات الصليب يرافقها معلم يحمل شجرة أرز رمز مجد لبنان وعزته.
- الشهادة الحادية عشرة: أحد الأطباء العاملين في بيوت المحبة يحمل سماعته لتتبارك آلة الطب وتبقى آلة لخير الانسان وشفائه وراحته، ترافقه ممرضة تبلسم الجراح زارعة الطمأنينة في نفوس المؤمنين حاملة أدوات التطبيب.
- الشهادة الثانية عشرة: ممرض آخر برفقة ولد معوق يعمل في مشاريع رسول الصليب يحملان القربان الذي سيتحول في المذبح الى جسد الرب.
- الشهادة الثالثة عشرة: الأب يوسف عقل ومعه الأخت منى سعد من جمعيات راهبات الصليب تحمل ما يزيد على العشرة آلاف صفحة وهو الارث الثمين الذي يبقى ذكراً خالداً.
- الشهادة الرابعة عشرة: تلميذان من المؤسسة التربوية للأب يعقوب في غزير وبرمانا.
ثم قدّمت ست نوايا على نية لبنان.
رئيس الأخوة الأصاغر
ثم ألقى رئيس الأخوة الأصاغر الذي أتى خصيصاً من روما الى لبنان، كلمة عبّر فيها عن سروره للمشاركة في هذا الاحتفال المخصص لتقديم الشكر للرب الذي أظهر محبته من خلال أعمال الأب يعقوب.
وقال:
إن الأخـوة الكبوشيـيـن وبـنات الصليـب يفرحـون اليـوم في هذا العيد، لافتاً الى أن البساطة الفرنسيسـكانيـة للأب يعقـوب وإيمانـه بلغـا قلـوب العديد من المؤمنين والضحايا والمتألمين.
وتوجّـه بالشكر الى الرب وجميع الأشخاص الذين التـزموا نـشر قداسـة الأب يعقـوب، ودـعا الى العمـل للخـير والسـلام من أجـل الجميـع.

 


سليمان يبلغ مارتينيز امتنان اللبنانيين لقرار التطويب نتمنى أن يعمل البابا ليبقى لبنان وطن السلام

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجمع دعاوى القديسين في الكرسي الرسولي الكاردينال خوسيه ساراييفا مارتينيز، خلال إستقباله في قصر بعبدا، إمتنان لبنان رئيساً وشعباً للقرار الذي إتخذه البابا بنيديكتوس السادس عشر بإعلان الأب يعقوب الكبوشي طوباوياً، وبإقامة إحتفال التطويب للمرة الأولى في لبنان.
وعبّر عن «تقدير اللبنانيين لمواقف الأب الأقدس»، متمنياً «أن يعمل قداسته ليبقى لبنان وطن السلام والاستقرار والوحدة، البعد النموذج والدور والرسالة كما أراده سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، الذي وقع في العام 1997 الارشاد الرسولي الذي شاءه رجاء جديداً للبنان».
وشدد على «الدور الذي يضطلع به اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً في تعزيز روح المصالحة والتسامح والصداقة بين شعوب العالم»، معتبراً «أن إيجاد حل عادل وشامل لأزمة الشرق الأوسط يضمن حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم، يشكّل معبراً مهما للوصول إلى السلام والاستقرار في المنطقة».
وشكر للبابا «الصلوات التي يرفعها من أجل لبنان وشعبه»، متمنياً أن يزور لبنان في أقرب فرصة ممكنة، «ليتمكن اللبنانيون من التعبير عن إمتنانهم وعرفان جميلهم لما يبذله الفاتيكان في سبيل خير اللبنانيين وهنائهم».
ونقل مارتينيز إلى الرئيس سليمان تحيات الحبر الاعظم وتمنياته له بالتوفيق في مهامه الجديدة وتحقيق ما أعلنه في خطاب القسم، مشيراً إلى سعادته الشخصية بأن يرأس إحتفال تطويب الأب يعقوب الكبوشي في وسط بيروت وفي ساحة الشهداء بالذات «نظراً إلى رمزية هذه الساحة الواقعة في قلب عاصمة لبنان».
وأكد أن «العالم ينظر إلى لبنان بإهتمام ويتابع التطورات فيه، نظراً إلى الموقع المميز الذي يحتله وإلى الدور الريادي الذي يقوم به نتيجة تنوعه والعيش المشترك بين أبنائه من مختلف الطوائف»، مؤكداً «أن الفاتيكان سيبقى إلى جانب لبنان ويدعمه ليستعيد أمنه وإستقراره وتترسخ وحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات».
وقدم الرئيس سليمان شعار رئاسة الجمهورية عربون شكر وتقدير، إلى الكاردينال مارتينيز، الذي دوّن كلمة في السجل الذهبي للرئاسة ضمنها بركة البابا وتمنياته للشعب اللبناني وتهنئته بتطويب الأب يعقوب الكبوشي.
حضر اللقاء السفير البابوي في لبنان المونسينيور لويجي غاتي والسفير البابوي السابق المونسينيور أنطونيو فيليو والأمين العام للبطريركية المارونية الأب ريشار أبي صالح.

 


لقطات
• صمّم المذبح على شكل سفينة فينيقية في أعلاه صورة للمسيح الملك وصورة الأب الكبوشي الرسمية.
• زيّن المذبح باللونين الأصفر والأبيض لوني العلم البابوي ووضعت سجادة باللونين الأخضر والأحمر فرشت بالورود من البرشان ووضعت على يسار المذبح أيقونة للعذراء مريم وعن يمينه الصليب.
• خدمت القداس جوقة جامعة سيدة اللويزة، جوقة الجامعة الانطونية، جوقة جبل لبنان البيزنطية وجوقة راهبات الصليب، جوقة المعهد الوطني العالي للموسيقى بإدارة الأب خليل رحمة المريمي والأب توفيق معتوق الأنطوني، جوزف يزبك وعزف الأوركسترا الوطنية. إنشاد منفرد جومانا مدور وسينتيا سماحة.

 


روما: البابا يهنئ الشعب اللبناني بتطويب الأب يعقوب الكبوشي
بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي هنأ البابا بنديكتوس السادس عشر لبنان بتطويب الأب يعقوب الكبوشي فقال: «اليوم في بيروت، عاصمة لبنان، يعلن تطويب يعقوب الحداد الغزيري - خليل - الكاهن في رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين، ومؤسس جمعية راهبات الصليب في لبنان.
أهنئ بناته بالروح وأتمنى من كل قلبي، وبشفاعة أبونا يعقوب، وشفاعة القديسين اللبنانيين، أن ينعم لبنان بالسلام العادل والمستقر».
الفاتيكان، الاحد 22 حزيران 2008.

 


3 مراحل
يمر إعلان القداسة من قبل الفاتيكان بثلاث مراحل: المكرم والطوباوي وصولاً إلى مرحلة القداسة.
وكان البابا يوحنا بولس الثاني وقّع العام 1992 مرسوم تكريم الأب يعقوب بسبب ميزاته الانسانية والمسيحية. وأقر البابا بنديكتوس السادس عشر رسمياً في 30 أيار الماضي بالمعجزة التي فتحت الطريق لتطويبه.
وكان الفاتيكان أعلن قداسة ثلاثة لبنانيين هم: شربل مخلوف (1828 - 1898) ورفقا (1832 - 1914) ونعمة الله الحرديني (1808 - 1858).