في كل بيت

يوميات مواطن
إعداد: الدكتور الياس ميشال الشويري
رئيس لجنة النقل البري في منظمة السلامة العالمية وممثل المنظمة لدى الأمم المتحدة

حماية أطفالنا أثناء القيادة

كثيراً ما نشاهد أناساً يقودون سياراتهم ويجلس في أحضانهم أطفالهم وهم يمسكون بعجلة القيادة, مما يعرض في أغلب الأحيان حياتهم وحياة الآخرين للخطر. وكثيراً ما نشاهد حوادث سير مميتة يقع بعضها لهذا السبب الخطير الذي يعكس مدى إهمال الأب واستهتاره بحياته وحياة الآخرين.
ولا بدّ هنا من الإشارة لأمور أخرى مثل ترك الأطفال يعبثون في الخلف ورؤوسهم وأجسادهم تتدلى خارج نوافذ السيارة أثناء سيرها, أو توقيف السيارة وترك المحرك شغّالاً بينما الأطفال موجودون بمفردهم بداخلها, مع ما قد يترتب عن ذلك من نتائج خطيرة أقلها الحاق الأذى بهم أو بغيرهم.
إن نسبة عالية من وفـيات الأطفـال وإصابتهم في حـوادث السـير في لبنان يسببها عدم وجودهم في المقاعد الخلفية للسيارة. فالواقـع الفعـلي للحوادث يؤكد أن الإصابات البليغة ­ في نسبة كبيرة منها ­ تكون من نصيب الجالسين في المقاعد الأمامية.
وفي هـذا السياق, فإن الموضـوع يتطـلب من الجهـات المخـتصة إتخاذ الإجـراءات اللازمة لمنـع جـلوس الأطفـال في مقـاعد السيارة الأمامـية أثناء سيرها, لأن ذلك يخدم الأسرة بكاملها وليس الطفل فحـسب. فوجـود الأطفال في المقاعد الخلفية يساعد السائق على القيادة الآمنة والإنتـباه التام للطريق, خاصة وأن جزءاً من حوادث السير يحصل بسـبب انشغال قائد المركبة بأطفاله الذين يسعون للجلوس في أحضانه, أو مسـك عجلـة القـيادة أو تحريك عـصا التحـكم في السـيارة, أو غير ذلك من الأفعـال التي يأتي بها الأطـفـال في غفـلة من السائـق.
فضلاً عما تقدم, فإن هذا الموضوع يحتاج الى توعية شاملة وبشتى الوسائل حول الطريقة السليمة لجلوس الأطفال في السيارة, والأصول التي ينبغي التقيد بها حفاظاً على سلامتهم.