يدًا بيد

يوم عائلات الشهداء في تلفريك جونيه مرح ورسائل إلى السماء
إعداد: باسكال معوض بو مارون

كان الفرح والحماس سيّدَي الموقف وكانت الوجوه مشرقة موعودة برحلة، لمشاهدة «لبنان من فوق»... فآخر الدعوات التي تلقّتها عائلات الشهداء حملتهم إلى تلفريك جونيه، حيث أمضى الجميع كبارًا وصغارًا يومًا رائعًا احتفلوا فيه معًا بعيد استقلال وطنهم الذي بذل آباؤهم دمًا كي يحافظوا على حريته وديمومته...

 

10 ملايين شخص استمتعوا برحلات التلفريك

وصل عدد الذين استقلّوا التلفريك منذ تأسيسه في العام 1965 إلى 10 ملايين شخص. وتفتخر إدارة التلفريك بأنّ تعرفة الجيش بقيت مخفّضة منذ تأسيسه وحتى اليوم، لأنّ القوى العسكرية لها مكانةً خاصة في قلوب أصحاب هذه المؤسسة العريقة.

 

يوم ترفيهي طويل

لجنة تنسيق ودعم أبناء شهداء الجيش اللبناني وبالتعاون مع إدارة تلفريك جونيه، دعت عائلات الضباط وعائلات العسكريين الشهداء، إلى يوم ترفيهي طويل، جامعةً أمهات وأولادهن من جميع أنحاء الوطن.
بدأ المشوار من عربات التلفريك في جونيه حيث اختلطت مشاعر الحماسة والخوف، حاول البعض التنصّل من هذه الرحلة، لكن الشوق لرؤية المناظر الخلّابة، غلب عليهم فصعدوا واستمتعوا...

 

البالونات في الاستقبال ونشاطات منوّعة
عند وصولهم إلى المجمّع الترفيهي في حريصا، استقبلتهم البالونات الملوّنة بألوان العلم اللبناني، غنّوا ورقصوا وصفقوا مرافقين الأغاني الوطنية التي كانت تصدح ناشرة أجواء رائعة.
حرص المنظّمون على تأمين التسلية والرفاهية لكل المدعوين، فتوجّهت النساء إلى صبحية القهوة حيث كانت لهنّ فسحة من التسلية في لقاءٍ أخوي. في هذا الوقت، تجمّع الأولاد في قاعة الألعاب المخصّصة لهم في المشروع السياحي حيث سادت أجواء من البهجة واللهو والفرح، خصوصًا مع جهود المنشّطات اللواتي حرصن على إعداد نشاطات منوّعة للمناسبة ومنها الأشغال اليدوية.
وبعد الأجواء الترفيهية، توجّه الجميع إلى الغداء في مطاعم المشروع حيث حرص القيّمون على تأمين راحة الضيوف، وكانوا أسخياء في تلبية جميع الطلبات. رئيس مجلس إدارة تلفريك جونيه المهندس جوزيف فؤاد بولس الذي قدّم هذا اليوم الترفيهي الطويل لعائلات الشهداء بدا فرحًا في هذا اليوم الجميل، معتبرًا أنّ الجيش هو أساس الاستقلال وضمانته. وقد أعرب عن أمله في أن يعود لبنان إلى سابق عهده من الازدهار، من خلال عمل اللبنانيين جميعًا يدًا بيد مع المؤسسة التي روت دماء شهدائها أرض الوطن، والتي تجمعهم دائمًا.
في نهاية الاحتفال وفي مشهد مؤثّر، أحضرت البالونات الملوّنة بألوان العلم اللبناني، وعلّق عليها كل ولدٍ رسالة إلى والده الشهيد، وأرسلها إلى السماء، فالسماء تسمع وتستجيب...