يداً بيد

يوم لا يُنسى في المجوقل
إعداد: ندين البلعة

لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء الشهداء باشرت نشاطاتها الصيفيّة

جاء فصل الصيف، وانطلقَت معه النشاطات الثقافية والترفيهية، ولجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش أعدّت العدّة لصيف ممتع مع عائلات الشهداء.
يوم الأحد الواقع فيه 10/7/2011 كان واحدًا من المواعيد الجميلة، حيث أتاحت اللجنة بالتعاون مع الفوج المجوقل، لأبناء الشهداء، قضاء أوقات ممتعة في ثكنة الفوج في غوسطا.


ترحيب
قيادة الجيش أمّنت نــقل العائـلات من أماكن إقامتـهم في مختلف المنـاطـق اللبنـانيـة، إلى غوسطا، حيث كان في استقبالهم قائد الفوج المجوقل العميد الركن جورج نادر، وضباطه وعناصره... الجميع في خدمة الزائرين المميّزين الذين يحظون بمكانة مميزة في القلوب.
في أرجاء الثكنة لافتات تحمل عبارات تقدير ووفاء للشهداء، وعند مدخلها، عناصر من المجوقل يستقبلون القادمين ويقدّمون لهم قبّعات وقمصانًا طُبع عليها شعار الفوج، ارتدوها بفرح وحماسة قبل أن ينصرفوا إلى تناول الفطور.
عدد الزائرين قارب 500 شخص، ساروا بالخطوة العسكرية مع عسكريّي الفوج، على وقع ألحان عزفتها فرقة من موسيقى الجيش، إلى موقع نصب شهداء الفوج في ساحة العلم، ملبّين دعوة «إلى العلم».
النشيد الوطني اللبناني، ومعزوفة الشهداء ولحن الموتى، ومن ثم حمل العميد الركن نادر ترافقه رئيسة اللجنة، غرسة أرز إلى النصب التذكاري للشهداء.
«فلنتذكّر شهداءنا» وأجاب عناصر الفوج ثلاثًا: «لن ننساهم أبدًا»... عسكريّون يستذكرون شهداءهم باستمرار، واليوم بوجود عائلاتهم!
 

«افتخروا وارفعوا رؤوسكم»
قائد الفوج المجوقل رحّب بالزائرين وتوجّه إليهم معبّرًا عن الوفاء الذي يكنّه عناصر الفوج، لكل شهيد قاتل بشرف. وشكر كل من ساهم بتحضير هذا اليوم الترفيهي، وبخاصة لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش بشخص رئيستها السيّدة جوانا قهوجي، ومن خلالها العماد قائد الجيش جان قهوجي، «الذي حين يُوكل ابنته بالاهتمام بأمور الشهداء وعائلاتهم، يُظهر مدى الأهمية التي يوليها لهذا الموضوع، الأمر الذي يُطمئن عائلات الشهداء والأحياء في الوقت عينه».
وتوجّه إلى الأولاد قائلاً: «يجب أن تسيروا مرفوعي الرأس لأنّ آباءكم شهداء في الجيش، افتخروا بهم فقد استشهدوا ليبقى الوطن والجيش».

 

«نحن إلى جانبكم»
رئيسة اللجنة التي قدّمت درعًا تقديريّة للعميد قائد الفوج، وجّهت بدورها كلمة استهلّتها بالقول: «لا تبكه فاليوم بدء حياته، إنّ الشهيد يحيا يوم مماته...»، وحيَّت أهالي الشهداء الذين قدّموا أشخاصًا غالين على قلوبهم من أجلنا.
وأضافت قائلةً: «اللجنة تؤكّد وقوفها إلى جانب عائلات الشهداء، وتدعوهم إلى عدم التردّد في اللجوء إليها وطلب المساعدة عند الحاجة». ثم شكرت من ساهم في تحضير هذا النشاط، وتوجّهت بالشكر إلى قيادة الجيش الداعمة أبدًا جميع النشاطات التي تخصّ عائلات الشهداء.
 

عروض مشوّقة
المحطّة التالية كانت العروض التي يتقنها المجوقلون، فقد قامت السرية الخامسة في الفوج بتقديم عروض عسكرية شرح تفاصيلها آمر السرية خلال تنفيذها.
توجّهت أنظار الجميع إلى برج الهبوط، فالعروض بدأت:
قفز حرّ، حبل ثقة، هبوط على الحبال في وضعية الظهر، العصفور الميت، العنكبوت، نزول على الوجه، تحميل مصاب مع تأمين حماية، نزول على الحبل بواسطة Poulie... هبوط من مجسّم طوافة وإنزال بواسطة حبال, وانتشار العناصر في وضعية قتالية...
أعقب ذلك نزول عنصرَين على حبل الثقة، بتنسيق تام للسرعة والتوقف والتوازن، كما نزل عنصر بواسطة Tyrolienne مع مدّ علم لبنان على طول الحبل.
العرض الأكثر تميّزًا كان لأحد عناصر الفوج الذي قام بربط شاحنة كبيرة بالحبال وجرّها من أوّل الساحة إلى آخرها، ما أثار دهشة الحضور.
أمّا مشهد أكل الأفاعي فقد دفع بعض الأولاد الشجعان الى المشاركة وتذوّق لحمها...

 

كرمس وتدريبات
انتهت العروض وتمّ توجيه الأولاد والأمهات: الأولاد ما دون 13 سنة شاركوا بكرمس قام بتحضيره الأبوان شربل جعجع وعمر الهاشم وفريق «رسالة سلام» التابع لمدرسة الرسل - جونيه. أمّا من هم فوق 13 سنة، فشاركوا في التدريبات العسكرية إلى جانب عناصر الفوج المجوقل، إذ اعتادوا هذا الأمر وبعضهم أصبح متقنًا الهبوط على الحبال بأشكاله المختلفة.
كل العناصر والعسكريين أبدوا اهتمامًا مميّزًا بالزائرين، حتى أنّ بعضهم قام بتأجيل مأذونيّته ليشارك في هذا اليوم المميّز...
أمّا الأمهات، فقد دعتهنّ رئيسة اللجنة السيدة قهوجي مدلج إلى نادي الرتباء لتسلّم هدايا.

 

يوم لا يُنسى
عند الساعة الثانية ظهرًا توقّفت كل النشاطات والألعاب وحان وقت الغداء.
من بعدها قام الجميع بجولة على متحف «ذاكرة الفوج» والحديقة، اللذَين تمّ افتتاحهما منذ فترة قصيرة في ثكنة الفوج تخليدًا لشهدائه.
إنه حقًا يوم لا يُنسى، احتضن فيه الفوج المجوقل أولاد شهدائه وشهداء أفواج وألوية أخرى، وأظهر لهم مدى وفاء المؤسسة العسكرية لدماء من ضحوا بحياتهم على مذبح الشهادة.