تحقيق ميداني

“أمن القمة الفرنكوفونية فوق كل إعتبار”
إعداد: باسكال معوض

الجهوزية والمناقبية والإنضباط تترجمت نجاحاً أمنياً ملفتاً

رؤسـاء الـدول المشاركـة أشـادوا بالتدابير الراقية وحسن التنظيم ودقة التنفيذ

“أمن القمة الفرنكوفونية فوق كل إعتبار” شعار تبنته ونفذته الأجهزة الأمنية التي عملت بأقصى درجات التنظيم والدقة والتعاون والتنسيق, حيث نتج عن عملها تناغم وتكامل في الأداء مع مستوى عال من الإنضباط والمناقبية... هذه الجهود تضافرت جميعها لتحقيق خطة أمنية بلغت أقصى درجات الإحتراف بأرقى المستويات العالمية, فجاءت القمة الفرنكوفونية, قمة في التنظيم والأمن والسلامة العامة.
هذه الإجراءات ومختلف عمليات التنسيق والتحضير حدّثنا عنها قائد الهيكلية الأمنية, قائد لواء الحرس الجمهوري العقيد مصطفى حمدان, ورئيس قسم العمليات في الهيكلية الأمنية العقيد الركن سليم حداد, وعدد من الضباط المولجين تنفيذ الخطة الأمنية.


التدابير أدت غايتها

قائد الهيكلية الأمنية العقيد مصطفى حمدان أشار بداية الى أن القمة الفرنكوفونية انطلقت من مناخ أمني سائد في البلد, مستقر بشكل عام, وهو أحد عوامل نجاح الخطة الأمنية. وكانت الرعاية الخاصة والمتابعة الميدانية التي أولاها قائد الجيش العماد ميشال سليمان للعملية الأمنية, قد شكلت حافزاً كبيراً لمختلف الأجهزة التي شاركت في تنفيذ الخطة. فقد كان لإتصالاته المطمئنة أثر مباشر وفعّال في رفع معنويات العناصر قبل وأثناء القمة, بشكل بدت آثاره واضحة في تنفيذ الأوامر على الأرض.
- ما الفرق بين القمة العربية والقمة الفرنكوفونية من حيث التدابير الأمنية؟
­- كانت للقمة العربية محاذير أمنية عالية وذلك لكونها قمة سياسية بحتة, تحمل مواقف رؤساء عرب من أوضاع محلية وإقليمية معينة؛ لذا فقد كانت التدابير الأمنية على مستوى خطورة القرارات التي يمكن أن تصدر عن القمة العربية.
أما القمة الفرنكوفونية, فهي في الأساس قمة ثقافية, إلا أنه ونتيجة الظروف الإقليمية ارتفعت محاذير هذه القمة لتصبح بمستوى القمة العربية.
إلا أن خبراتنا العملانية وحسن سيطرتنا على الوضع, والتجانس والتنسيق التام بين مختلف الأجهزة المكلّفة, أتاح للقمة الفرنكوفونية على ضخامتها, أن تمر بسلام, وأن تؤدي غاياتها من دون أي تشويش يعرقل آليات العمل.

 

تنفيذ دقيق للخطة

- هل حصلت أي حوادث خلال القمة, وكيف تعاملتم معها؟
­- كان استعدادنا كبيراً لدرجة أننا أصبحنا قادرين على تذليل أي صعوبة يكن أن تطرأ. وخلال القمة لم تحدث إشكالات مهمة, إلا أن كل الحوادث تمت حلحلتها فوراً بفضل فعالية ووعي وحسن تصرّف كافة المسؤولين في العملية الأمنية, وذلك كي لا يكون لها أي تأثير مهما كان بسيطاً على المسار العام للقمة إدارياً أو أمنياً أو تنظيمياً.
- ما هي عوامل نجاح الخطة وكيف برزت على صعيد الوفود الأجنبية؟
­- لا شك أن الخطة نفذت بدقة وبحذافيرها, وهذا ما نوّه به الوفدان الأمنيان الكندي والفرنسي؛ كذلك أشادت باقي الوفود بحسن ودقة التنظيم, والرقي في التعامل مع المؤتمرين والإعلاميين. كانت الجهود التي بذلت نتيجة مستوى وعي وطني عال جداً, زادت منه الإجتماعات التي جرت قبيل إنعقاد القمة, والتي عرضت للعناصر مدى أهمية القمة ومدى انعكاساتها الإيجابية على الصعيد الوطني. هذا ما جعل الأجهزة الأمنية المشاركة على درجة عالية من الجهوزية والمناقبية والإنضباط تترجمت نجاحاً أمنياً ملفتاً بحسب الأصداء والآراء في أنحاء البلاد كافة.
وختاماً أحب أن أنوّه بعمل جميع الأجهزة والقوى التي شاركت, وخصوصاً تلامذة الضباط من المدرسة الحربية, والتلامذة الرتباء من مدرسة الرتباء فقد كان مستواهم الإنضباطي عالياً جداً, وتعاطيهم مع الوفود والمؤتمرين راق ومميز, وفي الوقت ذاته كانوا جديين وصارمين في تنفيذ الأوامر بدقة وحزم. إنها تجربة مهمة جرت من دون أي خطأ, وأعطت نتائج مثمرة.

 

بداية التحضيرات

العقيد الركن سليم حداد حدثنا عن التحضيرات للحدث الكبير, فأشار الى أن الإستعدادات الأمنية للقمة الفرنكوفونية بدأت قبل شهرين من إنعقادها, إلا أنها أصبحت عملانية في الثامن من الشهر, حين تمّ الإنتشار العملاني في المنطقة الأمنية وفي سائر المناطق التي شهدت نشاطات خلال القمة.
- كيف تم تنفيذ الخطة الأمنية عملانياً؟
­ بداية تم إنشاء هيكلية أمنية برئاسة قائد لواء الحرس الجهموري العقيد مصطفى حمدان, مؤلفة من 29 قطاع مسؤولية مع خطط فرعية لكل قطاع منها, ودراسات لتفاصيل العملية الأمنية بكاملها.
إضافة الى التخطيط والتنسيق, كانت التدريبات العسكرية جارية لتغطية المنطقة بشكل كامل لتأمين سلامتها وأمنها. فقد راحت مختلف الأجهزة العسكرية تعمل بتعاون وتنسيق كاملين وتنفذ تدريبات مشتركة تخوّلها التدخل وتنفيذ التعليمات والأوامر بشكل واضح عند حصول أي أمر طارئ. ويمكننا القول أن سلامة البقعة الأمنية كانت كاملة براً وبحراً وجواً بفضل جميع العناصر الأمنية المشاركة.
والجدير ذكره أن قيادة الجيش وضعت بتصرف الهيكلية الأمنية 15 طوافة للمراقبة بشكل دائم, وعلى بعد ميلين من الشاطئ من المرفأ وحتى خلده زوارق بحرية لحماية وتأمين سلامة الشاطئ.

 

تضافر الجهود

- كيف تم التنسيق بين الأجهزة الأمنية كافة؟
­- شهدت الهيكلية الأمنية تضافر العديد من القوى العسكرية في عمل متكامل أتى نتيجة تخطيط وجهود وتدريبات مكثفة. وقد ساهمت في تنفيذ الخطة الموضوعة مختلف الأجهزة الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي, وأمن دولة, وأمن عام, وقد عمل الجيش وقوى الأمن الداخلي جنباً الى جنب, فيما كانت الأجهزة الأمنية الأخرى في مهمة ارتباط معنا عبر قسم إستعلام خارجي وآخر داخلي يؤمن التنسيق مع غرفة العمليات بشكل مباشر.
وإضافة الى غرفة العمليات الأساسية في فندق مونرو العسكري المواجه لفندق فينيسيا, كان هنالك غرفة عمليات فرعية يتم التنسيق في ما بينها بشكل دائم وهي في المطار, وفي فندق فينيسيا حيث مقر إقامة رؤساء الوفود, وغرفة عمليات لفنادق إقامة أعضاء الوفود, وأخرى لمسالك إنتقال الوفود والمواكب, وخامسة لأمن النشاطات المقررة خلال القمة, وغرفة عمليات أخيرة لمجموعات المواكب التي سترافق الوفود الرسمية في تنقلاتها.
- كيف تمت تغطية المنطقة أمنياً؟
­- لقد قسّمت المنطقة التي جرى فيها الحدث الى بقعة طوق الحماية وهي مطلّة على أمنكة الحدث, وثانية وهي البقعة الأمنية المغلقة والتي أقفلت تماماً في 16 تشرين الأول ليلاً, وأصبح دخولها ممنوعاً الا بواسطة البطاقات الخاصة.
وقد وضعت حواجز تفتيش لجميع الداخلين الى البقعة من أشخاص أو بضائع, كما عمل عناصر الحواجز على توجيه المواطنين العاديين الى خارج البقعة الأمنية, وعلى الإشراف على الحركة بين بقعة العزل والبقعة الأمنية.

 

مهمة تتطلب الدقة

- هل جاءت التدابير الأمنية للقمة الفرنكوفونية مشابهة للقمة العربية؟
­- هنالك ناحيتان للموضوع, الأولى إيجابية حيث أصبحت لدينا خبرة كبيرة منذ إنعقاد القمة العربية, فقد تدربنا على مختلف المهام, ومررنا بالأوضاع والظروف كافة, ودرسنا جميع الثغرات التي حصلت خلال القمة السابقة, فأصبحنا بالتالي خبراء ومحترفين بتغطية الناحية الأمنية لانعقاد القمم, وجاهزين لإستقبال أي حدث كبير قد يحصل على أرض الوطن.
ومن ناحية ثانية فإن هذه القمة أكبر بكثير من القمة العربية حيث اضطررنا لزيادة العديد والعتاد لمواكبة ضخامة الحدث. وقد استنفر لهذا العمل حوالى 8500 ضابط وعسكري. والجدير ذكره أن حفل الإفتتاح الذي حصل في مركز المعارض Biel, استهلك كمية هائلة من العديد والعتاد, نظراً لضخامة المكان والحشود المشاركة بهذا الحدث.
وقد نالت زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك حيزاً هاماً من التحضيرات الأمنية, فقد وضع بتصرف الوفد الرئاسي عدد كبير من القوى الأمنية المشاركة في تغطية القمة, وهذا ما جعل مهمتنا أكثر شمولاً وتتطلب دقة وحرصاً أكبر.

 

وحدات التدخل السريع

لرؤية الأمور التحضيرية كما تحصل على الأرض, كان لمجلة “الجيش” زيارة الى أقسام عدة من الهيكلية الأمنية, اطلعت خلالها على طريقة سير العمل فيها.
المقدم عباس إبراهيم قائد قطاع وحدات التدخل السريع وقائد القوى على مسالك إنتقال المواكب, حدّثنا عن المهمة الأولى وهي إدارة الوحدات التي تقضي مهمتها بالتدخل عند حصول أي طارئ أو إذا تعرضت القمة أو أحد المؤتمرين لخطر معيّن. وتدخل في نطاق عمل هذه القوى وحدات للإخلاء مهمتها تسهيل عمل عناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر عند سقوط جرحى أو قتلى في حادث طارئ. وتشمل تدريبات التدخل التي حصلت التصدي لأي عملية إرهابية تهدد سلامة القمة.
أما مهمة القوى المسؤولة عن مسالك إنتقال المواكب فتقضي بتأمين سلامة وأمن انتقال المواكب من نقطة إنطلاقها حتى نقطة وصولها, وتشمل طرقات المطار والفندق, وأمكنة النشاطات.
عن الفرق بين القمة العربية والفرنكوفونية يجيب المقدم إبراهيم قائلاً: لقد استفدنا من تجربة القمة العربية حيث قمنا بدراسة احتمالات الخطر والتهديدات كافة وطوّرنا خطتنا على هذا الأساس؛ خصوصاً وأن حجم هذه القمة من حيث عدد الوفود المشاركة وإنتشارها في عدد فنادق أكبر يتطلب إنتشاراً أمنياً وعددياً أكبر.
وعن المشاركين في قوات التدخل على المسالك يقول المقدم إبراهيم: “إن قوات التدخل السريع تضم العديد من قطع وأفواج الجيش وهي: فرع مكافحة الإرهاب والتجسس من مديرية المخابرات, فوج مغاوير البحر, الفوج المجوقل, عناصر الفهود في قوى الأمن الداخلي, عناصر مكافحة الشغب, الدفاع المدني, الصليب الأحمر والإطفاء.
وقد قامت جميع هذه القوى بمناورات مشتركة وتمرنت على العمل بتنسيق تام في ما بينها, خصوصاً وأنها من وحدات مختلفة كلياً عن بعضها ولكل منها خصوصية في التدريب وطرق التدخل.
وكان هنالك 3 غرف عمليات لقوات التدخل: الأولى في بئر حسن والثانية في الفندق العسكري ­ مونرو والثالثة هي متنقلة داخل آلية خاصة بها وتتوجه تبعاً للمنطقة التي تحتاجها, وقوام هذه القوات حوالى الألف عنصر.
أما القوات التي عملت على المسالك فهي تضم قوى من الشرطة العسكرية, ومدرسة الرتباء, وفوج المكافحة وفوج المغاوير والأمن الداخلي وكلها تنتشر على المسالك بين مختلف نقاط الإنطلاق والوصول, لتأمين سلامة حركة مواكب الوفود والرؤساء. ويضم عديد هذه القوات أيضاً حوالى الألف عنصر.

 

وحدات التفتيش الأمني

قائد مجموعات التفتيش الأمني المقدم بيار سالم يقول أن هذه المجموعات مهمتها كما اسمها, إجراء مختلف أنواع التفتيش لصالح أمن القمة الفرنكوفونية, وهي تنقسم الى مجموعتين: الأولى, وهي ثابتة متواجدة على مداخل الفنادق وفي المطار وفي المركز الإعلامي, أما النقطة الأساسية فتقع على باب البقعة الأمنية حيث يتم تفتيش كل ما يدخل الى هذه المنطقة المعزولة من تموين وآليات, ويتم ختمه بعلامة خاصة وهو نظام يعرف بـ "Seal   Search and".
وفي المطار كذلك, هناك نقطة مركزية تقوم بتفتيش الحقائب التي تختم بعلامة خاصة لئلا يتم التلاعب بها في أي مكان قبل وصولها الى داخل البقعة الأمنية.
أما النوع الثاني من التفتيش فهو مفارز متحركة تقوم بها فرق إختصاصية تسير بشكل متواصل ولديها قدرة على التحرك بسرعة عند الحاجة, وفي مختلف الأماكن وعلى مسالك الطرقات. لقد عملنا على تقنيات حديثة جداً للتفتيش وذلك لمواكبة حدث هام بحجم القمة الفرنكوفونية.
إن تجهيزنا هو على مستوى عالمي من عتاد وتقنيات جديدة, فلا يمكنـنا إلا التعامل باحتراف مع وفود أجنبيــة وإجتماعية دولية, وقد اطلــع المعنيون في الوفود على هذه المعـدات والوسائل وأبدوا إعجابهم لمدى إطلاعنا والمستوى الإحترافي المتطــور الذي نطبقـه “تفتيشياً” خلال هذه القمة.
إننا نستخدم أحدث الآليات الكاشفة من أشعة X وأبواب الكترونية التي تكشف الموجودات من دون الحاجة الى فتح الحقائب أو المس بالأشخاص, الى المتحسسات اليدوية التي تدرب عليها الإختصاصيون بشكل دقيق؛ وهنالك كلاب للتفتيش تكشف المتفجرات أو الأجسام المشبوهة؛ ونحن مجهزون كذلك بكاميرات فائقة الدقة تفحص ما تحت السقف الإصطناعي  Plafond Faux والمجاري الهوائية تحسباً لأي تسميم أو إنتشار لغاز في الهواء, ويمكننا كشف أي محاولة لوجود أسلحة كيميائية داخل بقعة العزل.
وقد شارك في هذه المفارز خبراء المتفجرات في الجيش اللبناني من فوج الهندسة والحرس الجمهوري وفرع المكافحة, ومكتب المتفجرات في قوى الأمن الداخلي, وتم تدريب عناصر من تلامذة الرتباء على إستعمال أدوات التفتيش بشكل محترف. وبلغ عدد المشاركين 400 عنصر بين ضابط ورتيب, إضافة الى مشاركة 22 كلباً من مفارز كلاب التفتيش في الجيش ومن مكتب إقتفاء الأثر في قوى الأمن الداخلي.

 

مغاوير البحر

“مهمتنا تنفيذ دوريات بحرية في قطاع البقع الأمنية الخاصة بالقمة لمنع تسلل أي مخربين يحاولون القيام بعمليات تهديد من البحر”, هذا ما أكد عليه المقدم جورج شريم قائد فوج مغاوير البحر, الذي أشار الى أنه إضافة الى هذه المهمة, “فنحن مشاركون بمجموعة التدخل السريع والتي تتحرك على الأرض أو في البحر عند حصول أي حادث أو أمر مشبوه”.
ويشارك في هاتين المهمتين حوالى 250 عنصراً من مغاوير البحر بين دوريات على المسالك المسيّرة ومجموعة حماية الشاطئ. وهذه القوى هي في جهوزية تامة خلال الأربع والعشرين ساعة طوال فترة إنعقاد القمة.
وفي يوم الإفتتاح كانت الجهوزية في ذروتها حيث تقضي المهمة الأمنية بإنزال حوالى 20 زورقاً في البحر لتأمين تغطية شاملة للشاطئ. وقد قمنا سابقاً بمناورات مع عناصر التدخل السريع لتنفيذ المهمة الموكلة إلينا.
في هذه القمة مهماتنا أكثر وعديدنا أكبر وتدريباتنا كانت قاسية وصارمة, لكننا اليوم مستعدون لحصول وتدارك أي مشكلة قد تحدث من البحر, من الجو أو من البحر, وتغطية أي حادث طارئ مهما كان نوعه.

 

قوى الأمن الداخلي

العقيد جوزيف الدويهي المسؤول في غرفة العمليات عن قوى الأمن الداخلي, أخبرنا أنه وضعت بتصرف القمة أربع غرف عمليات أخرى لقوى الأمن وهي في بعبدا, وبيت الدين, وجونيه, إضافة الى غرفة عمليات طوارئ السير.
ويشارك حوالى 70 ضابطاً و800 عنصر من قوى الأمن الداخلي في الهيكلية الأمنية ومهمتنا التنسيق بين مهام قطاعات قوى الأمن, وتنسيق العمل مع قطاعات قوات السير. وترتبط غرفة العمليات هذه بكل أجهزة قوى الأمن الداخلي للإحاطة بكل الأمور التي يمكن أن تحصل على الأرض.
وقد جنّدت في قوى الأمن الداخلي القطع التالية: مفارز السير, السرية الخاصة الفهود, مكافحة الشغب, ضباط من مختلف القطع, عدد كبير من السائقين والدراجين, والإختصاصيين بالتفتيش الأمني والمعلوماتية.

 

التصوير الأمني

قائد قسم مجموعة التصوير الأمني المقدم أحمد عودة أخبرنا أن هذا القسم أنشئ بتوجيهات من قائد الهيكلية الأمنية العقيد مصطفى حمدان, أثناء القمة العربية, وهو تابع مهامه أثناء انعقاد القمة, وسيتابع أعماله في جميع الأحداث والمحطات الوطنية الكبرى.
ويتألف القسم من 3 مجموعات كل منها تتألف بدورها من رئيس فريق تصوير ومصور فيديو, ومصوّر آلة فوتوغرافية. ويمارس القسم مهامه على مرحلتين: الأولى هي ما قبل القمة وأثناء التحضير لها, والأخرى هي خلال إنعقادها وحتى إنتهائها.
وأهداف هذا العمل ثلاث:
­- الهدف التعليمي ويتحقق من خلال إسترجاع الأفلام الموثّقة للإستفادة من الأخطاء والعمل على تصحيحها بعد درس الثغرات.
­- الهدف العملاني ويتحقق بعد عرض الصور على الجهات المختصة خلال عملية التنفيذ, فيتم إعطاء الأوامر بتصحيح أي خلل في حينه, ويتم أخذ صور جوية, والإستطلاع بواسطة الصور للبقعة التي سينفذ عليها النشاط, وتؤخذ لقطات للأبنية المحيطة والمشرفة على البقعة وعلى المسالك المؤدية إليها, وإستثمارها في غرفة العمليات بعد إيداع نسخة مشابهة لدى القوى المنتشرة لتسهيل إدارة العمليات, والتكلم بلغة واحدة مفهومة, ولإعطاء حرية المناورة للقائد لأخذ القرارات المناسبة.
­- وهنالك الهدف التوثيقي حيث يتم تنظيم أرشيف موثّق بالصورة والصوت للأحداث المهمة كافة.
وبحسب توجيهات قائد الهيكلية الأمنية, تم وضع فريق تصوير أمني بتجهيزات وتقنيات حديثة, متوفرة في لواء الحرس الجمهوري, تقوم بمرافقة أحد أبرز الشخصيات الأجنبية في المؤتمر, وذلك ضمن خطة الأمن والحماية المؤمنة لهذه الشخصية.

 

أمن المرائب

الرائد جوزيف نحاس المسؤول عن جهاز أمن المرائب عسكرياً, وعددها بحسب التحضيرات وكما أخبرنا, يبلغ 23 مرآباً منتشرة حول البقعة الأمنية. ويؤمن هذه الناحية الأمنية حوالى المئة عنصر وهم من لواء الحرس الجمهوري ومن فوج التدخل الثالث.
وقد تم تأمين مواقف لكل المشاركين في القمة من وفود أجنبية وإعلاميين وعاملين في الفنادق. فهنالك عدة مواقف خاصة بالإعلاميين وأخرى خاصة بالسيارات المستأجرة من قبل الوفود, وثالثة لموظفي الفنادق. وأيضاً مواقف لحافلات النقل التي تسيّر بشكل متواصل داخل البقعة الأمنية المغلقة, فتؤمن إيصال كل موظف أو إعلامي أو مشارك في المؤتمر الى المكان الذي يبغي الوصول إليه.
وعلى مدخل كل موقف, مركز تفتيش يتأكد من أن السيارة مخوّلة للدخول الى الموقف المحدد, فقد زوّدت في وقت سابق جميع السيارات التي سيشارك أصحابها بالمؤتمر, بملصق خاص تتغير ألوانه بحسب صفة مالكيها. كذلك يتم التأكد من بطاقة السائق التي تخوله دخول البقعة الأمنية, ويصار الى فتح غطاء المحرك والصندوق وفحصها من الأسفل. والجدير ذكره أن جميع السيارات التي تدخل الى البقعة الأمنية تمرّ أولاً عبر نقطة تفتيش أساسية للسيارات هي في مركز Biel للمعارض.

 

المركز الإعلامي

المسؤولان عن أمن المركز الإعلامي المقدم سيزار الشدياق والرائد نمر أبي ناصيف مهمتهما إدارة فريق عمل خاص لحماية المركز أمنياً, والمحافظة على موجوداته, والتدقيق والتفتيش في كل ما يدخل إليه ويخرج منه. كذلك فإن الإعلاميين وسلامتهم الشخصية داخل المركز تتطلب جهداً خاصاً, وخصوصاً وأنهم في وقت معين سوف يكونون متواجدين بشكل قريب جداً من المسؤولين والشخصيات الرسمية.
إن هذا المركز هو نقطة إنطلاق للإعلاميين لتغطية النشاطات في الأماكن كافة, حيث تتم مواكبتهم قبل ذهابهم وعلى المسالك ثم لدى عودتهم الى المركز. وهو يعتبر بقعة أمنية صغيرة تتم مراقبتها عن كثب وتفتيش الداخلين والخارجين منها, كل ذلك من دون أي إزعاج أو مضايقات للإعلاميين.
كذلك فإن المركز يؤمن تسهيلات كبيرة للإعلاميين وكل ما يمكن أن يحتاجوه من أمن واطمئنان ليعملوا بشكل مثمر. هذه الخطة الأمنية داخل المركز الإعلامي مصدرها حوالى الـ160 عنصراً يعملون ليل نهار لتأمين جو من الإستقرار وراحة البال الأمنية. هؤلاء العناصر هم من لواء الحرس الجمهوري والمكافحة إضافة الى تلامذة مدرسة الرتباء في مفرزة التفتيش.

 

الوحدات الطبية

عن الخدمات الصحية خلال القمة حدّثنا المقدم الطبيب أسامة المعلم المسؤول عنها قائلاً: في الهيكلية الأمنية للقمة هنالك عملية تنسيق الخدمات الصحية التي وضعت في تصرف الهيئة المنظمة, ومنها مستشفى أوتيل ديو والصليب الأحمر وبعض مفارز الإخلاء الجوي والبحري في القوى المسلحة. ولتنسيق عمل هذه المفارز الطبية, كانت أهمية إنشاء هيئة تنسيق وارتباط طبي بين جميع الوحدات الطبية المشاركة, لكي يكون عملها منظماً ومتناغماً, ويوفي بالهدف والمهمة المطلوبة على أكمل وجه.
إن مهمة الخدمات الطبية والصحية هي تأمين الطبابة العادية والطارئة لرؤساء وأعضاء الوفود المشاركة منذ وصولها ولحين مغادرتها مع إنتهاء أعمال القمة.
وتقسم الخدمات الطبية الى 5 مجموعات: الأولى هي المجموعات الثابتة وتتألف من عيادات طبية ثابتة في أماكن النشاطات الرئيسية وأماكن الوصول والمغادرة, وفي أماكن الإقامة وأماكن إنعقاد المؤتمرات, وأماكن النشاطات لا سيما حفل الإفتتاح والمؤتمرات الصحفية. وقد تم تجهيز المجموعات بأحدث المعدات التي تلبي حاجات جميع أنواع الأمراض والإصابات ويسهر على العمل فيها أطباء إختصاصيون وتقنيون على مستوى عال من المعرفة والإحتراف.
أما المجموعات المتحركة, فتتألف من وحدات علاج نقّالة, وهي عبارة عن سيارة إسعاف فائقة التجهيزات, مزودة بطبيب وممرض وعناصر مسعفين مهمتها تقديم العلاج والمعاينة والتدخل حيث تدعو الحاجة. وهنالك أيضاً وحدات الإخلاء والإسعاف, وهي عبارة عن سيارة إسعاف مجهزة تجهيزاً عادياً مزودة بمسعفين ومهمتها الإخلاء الصحي من الأماكن الثابتة أي أماكن النشاطات أو أثناء الإنتقال ضمن الموكب.
وهنالك المجموعات الميدانية, الأولى هي مستشفى ميداني, وهو خيم تحتوي على أسرة مع تجهيزات طبية متمركزة في مكان قريب من مقرات الإقامة والإجتماعات ومهمتها تقديم العلاج والمعاينة للمؤتمرين في حالات الكوارث, إضافة الى فرز الإصابات وتقديم العلاج والإسعاف الأولي, ومزودة بأطباء وممرضين ومسعفين وسيارات إسعاف. والأخرى هي وحدات طب الطوارئ في معهد الطب الفرنسي وهي عيادات ثابتة تؤمن معالجة الحالات العادية.
بعدها نجد مجموعة المستشفيات, وأولها المستشفى الرئيسي المعتمد وهو مستشفى أوتيل ديو, ثم المستشفيات التي يمكن اللجوء إليها عند الحاجة لقربها الجغرافي. وهنالك بنك الدم في الصليب الأحمر اللبناني, ووحدات التشخيص الجرثومي والسموم والتي تكشف على المواد الغذائية, ووحدات التبريد والتدفئة. وكذلك هنالك مجموعات الإحتياط في جميع مراكز الصليب الأحمر ومجموعة إخلاء جوي مؤلفة من طوافتين مهمتها الإخلاء عند تعذّر الطرق الأخرى, ومجموعة إخلاء بحري مؤلفة من زورقين سريعين مجهزين لهذه الحالات, وسيارتي إسعاف مجهزة بتصرف مواكـب الرؤساء الذيـن هم بحاجة لمواكبة طبية, وسيارتي فان لنقـل مرضى الحـالات العادية وسيارتي إسعاف إحتـياط مجـهزة, وسيارتي إسعاف إخلاء من الطبابة العسكرية تتمركز في المستشفى الميداني.

 

تهان وإشادات بالتدابير الأمنية

تلقى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود تهنئة الرئيس الفرنسي جاك شيراك وعدد كبير من رؤساء الدول المشاركة في القمة الفرنكوفونية, على التدابير والإجراءات الأمنية, التي اتخذتها الهيكلية الأمنية المولجة تأمين حماية أعضاء الوفود المشاركة في القمة على إختلاف نشاطاتها.
وأشاد الرؤساء بما لاحظوه من حسن تنظيم في هذه الإجراءات, انعكست إرتياحاً لدى أعضاء الوفود, ولدى الإعلاميين جميعاً, من دون أن تؤدي الى إعاقة عمل أي إعلامي أو إداري أو لوجستي.
واعتبر الرؤساء أن هذه التدابير تضاهي من حيث فعاليتها وتنفيذها تلك المتخذة من قبل أرقى دول العالم التي تستضيف أهم القمم والإجتماعات الدولية.

 

قطع الجيش المشاركة

إن مصدر القوى الموضوعة بتصرف لواء الحرس الجمهوري في سبيل إنجاح العملية الأمنية خلال القمة الفرنكوفونية التاسعة التي عقدت في بيروت هو: مديرية المخابرات, فوج التدخل الأول, فوج التدخل الثالث, فوج التدخل الرابع, فوج التدخل الخامس, فوج المغاوير, الفوج المجوقل, فوج مغاوير البحر, الشرطة العسكرية, المدرسة الحربية, مدرسة الرتباء, فوج المدفعية الأول, فوج المدفعية الثاني, فوج الهندسة, القوات الجوية, القوات البحرية, اللواء الثالث, اللواء السادس, اللواء الثامن.