مفكرة 2014

2014 لـ 2015: إليك ملفاتي...
إعداد: ندين البلعة خيرالله

عام ممهور بالدم والتضحيات في مواجهة مخططات التكفير والترهيب والتخريب
مرّ العام 2014 مدموغًا بالدم والألم، حافلًا بالمواجهات الخطيرة التي خاضها جيشنا ببسالة مسدّدًا ضربات موجعة إلى التنظيمات الإرهابية، مفككًا خلاياها، وملقيًا القبض على الكثيرين من كبار مجرميها، من دون أن يغفل عن الحدود الجنوبية.

 

انسحب العام 2014، وإنما «ليس كما الشعرة من العجين...»، فآثار احداثه وتطوراته الكارثية منها والإيجابية، سوف تستمر في وضع بصماتها على الآتي من أيام وأشهر وأعوام.

لبنانيًا، كان استمرار الجيش في مواجهة الارهاب ابرز العناوين، حتى ليمكن القول إن ايام هذا العام كانت مدموغة بالشهادة.
سياسيًا، أزمة تشابك فيها المحلي والاقليمي والدولي، ومن تداعياتها فراغ في سدة رئاسة الجمهورية وتمديد ولاية مجلس النواب.

 

معيشيًا، مطالب واجتماعات اصطدمت بحائط سميك وواقع صعب...
اقليميًا، استمرت الأزمات والتعقيدات وأرخت ظلالها ومآسيها في العراق وسوريا واليمن...
دوليًا، استمرت المفاوضات في الملف النووي الايراني وتفاقمت الأزمة بين روسيا والغرب على خلفية الأحداث في اوكرانيا...
في مقابل ذلك، حقق العلم مزيدًا من الانجازات واستمر في تغيير الحياة...
فكل عام وانتم بخير.

 

توقيفات بالجملة
تمكّن الجيش من توقيف عددٍ كبيرٍ من المطلوبين الإرهابيين والمخلّين بالأمن في تواريخ مختلفة وفي عدّة مناطق لبنانية.
ففي شهر كانون الثاني، تمّ إلقاء القبض على أمير كتائب عبدالله عزام الإرهابي الخطير ماجد الماجد، الذي ما لبث أن توفى في المستشفى العسكري المركزي بسبب تدهور حالته الصحية. ووقع قيادي آخر في التنظيم نفسه، هو الإرهابي الخطر جمال دفتردار في يد الجيش بعد دهم مكان وجوده في إحدى قرى البقاع الغربي.
وفي البقاع أيضًا تمّ توقيف مطلوبين في المنطقة بتهم مختلفة أهمّها اشتراكهم في تأليف عصابات خطف وخلايا إرهابية وارتباطهم بإرهابيين وتنفيذهم عمليات إرهابية وتهريب الأسلحة والمخدرات والإخلال بالأمن.
كما تمكّنت قوة من الجيش من القضاء على الإرهابي إبراهيم عبد المعطي أبو معيلق الملقب بأبي جعفر (فلسطيني الجنسية)، الذي ينتمي إلى كتائب عبدالله عزام، ويرتبط بتنظيم داعش، وينسق مع أمير هذا التنظيم في منطقة القلمون السورية لنقل إنتحاريين إلى لبنان وتخطيط أعمال إرهابية وتنفيذها.
في شباط أوقف الجيش الإرهابي نعيم عباس، فلسطيني الجنسية، في منطقة المزرعة – بيروت (12 شباط)، وهو أحد قياديي كتائب عبدالله عزام، والعقل المدبّر لعدد من العمليات الإنتحارية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد اعترف الموقوف بوجود مخازن أسلحة ومخابئ لسيارات مفخّخة جرى دهمها وتعطيلها. وتمكنت مديرية المخابرات من تحديد مكان الإرهابي الخطير سامي الأطرش في بلدة عرسال (آذار). الأطرش أطلق النار على دورية الجيش التي دهمت مكان وجوده في البلدة، فردت عليه بالمثل حيث توفي لاحقًا متأثرًا بجروح أصيب بها.
شهر نيسان كان أيضًا حافلًا بالتوقيفات المهمّة لمطلوبين خطرين. حيث ألقى الجيش القبض على العديد من المتورطين في الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن، بينما عمد آخرون منهم إلى تسليم أنفسهم. كما تمّ توقيف عدد من الإرهابيين والمعتدين على دوريات الجيش وقوى الأمن الداخلي في الهرمل، وعرسال وبريتال وحور تعلا ومناطق أخرى. وفي محلة الشراونة تمّ توقيف أخطر المطلوبين هناك (12 نيسان)، وهو علي خضر العبدي (سوري الأصل ويحمل الجنسية اللبنانية). كما أوقف المطلوب أحمد الأطرش المشتبه بتورطه في تفخيخ سيارات، و12 مسلحًا سوريًا في جرود عرسال، والفلسطيني بلال كايد كايد من ألوية عبد الله عزّام (17 نيسان) وهو أحد المطلوبين بعدة مذكرات، لارتكابه عدة جرائم، أبرزها اشتراكه مع آخرين في استهداف دورية لليونيفيل في محلة القاسمية، ما أدّى إلى استشهاد عدد من عناصر الوحدة الإسبانية، إضافة إلى قيامه بأعمال إرهابية وتفجيرات ونقل أسلحة وقتل ومحاولة قتل وتخريب منشآت عامة وخاصة. وفي منطقة الضاحية الجنوبية، تمّ توقيف عدد من المطلوبين.
شهر أيار شهد أيضًا تسليم بعض المطلوبين أنفسهم، وإلقاء القبض على آخرين في منطقة طرابلس، وبين هؤلاء عدد ممن عرفوا بقادة المحاور خلال الاشتباكات التي شهدتها المدينة، إضافة إلى متورطين في اعتداءات على الجيش. وتكرّر الأمر نفسه في الهرمل، ومن ثم في جرود عرسال حيث تمّ تنفيذ عملية دهم واسعة (13 حزيران)، أسفرت عن توقيف عدد من السوريين وفي حوزتهم كاميرات تصوير وأجهزة كومبيوتر وأقراص مدمجة، تثبت اشتراكهم في تدريبات مع مجموعات إرهابيّة.
في تموز، أوقفت قوى الجيش في مدينة طرابلس بعد عمليات دهم قامت بها، عددًا من المطلوبين من بينهم المدعو حسام عبدالله الصبّاغ، المطلوب بعدّة مذكرات توقيف لقيامه بأعمال إرهابيّة.

 

تفجيرات وخسائر بالأرواح والممتلكات
بداية العام 2014 شهدت تفجيرات متتالية في عدّة مناطق لبنانية أدّت إلى وقوع شهداء وجرحى وخسائر بالممتلكات. ولكن الجيش استطاع أيضًا أن يجنّب المواطنين كوارث كثيرة بحيث تمكّنت قواه من كشف وتفكيك العديد من السيارات المفخخة.
في كانون الثاني، إنفجاران إرهابيان في الشارع العريض في حارة حريك، وآخر في الهرمل قرب السراي. وبين أول شباط و22 منه تنقّل الإرهاب في عدة مناطق: تفجير انتحاري وسط الهرمل في محطة الأيتام (الأول من شباط)، وآخر قرب محطة الريشاني في الشويفات (3 شباط). وانفجار مزدوج نفّذه انتحاريّان استهدف «المستشارية الثقافية الإيرانية» في منطقة بئر حسن (19 شباط). كذلك استهدف تفجير إرهابي الجيش على حاجز العاصي عند مدخل الهرمل الجنوبي، ما أسفر عن استشهاد ملازم أول وجندي وأحد المواطنين، إضافة إلى 18 جريحًا من العسكريين والمدنيين الذين كانوا موجودين على الحاجز (22 شباط).
في المقابل، تمّ كشف العديد من السيارات المفخخة والمعدّة للتفجير بتواريخ مختلفة، أبرزها واحدة في محلة كورنيش المزرعة- بيروت زنتها حوالى 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة. وثانية كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، كنَّ مكلّفات بتسليم السيارة المذكورة لأشخاص إنتحاريين. كذلك كشفت سيارة ثالثة مفخخة بحوالى 240 كيلوغرامًا من المتفجرات في منطقة جرود بلدة حام قضاء بعلبك.
في شهر آذار، فجّر أحد الإنتحاريين نفسه على الطريق العام عند بلدة النبي عثمان (16 آذار)، إثر افتضاح أمره، وتمّ تعطيل سيارة مشبوهة في منطقة رأس بعلبك، تحوي عبوة قُدِّرَت زنتها بنحو 170 كلغ (17 آذار).
المراكز الأمنية لم تسلَم من الإستهدافات الإرهابية، ففي 20 حزيران وقع انفجار عند جسر النملية في منطقة ضهر البيدر ما بين حاجزي الجيش وقوى الأمن الداخلي، ما أدى إلى استشهاد مؤهل أول في قوى الأمن الداخلي وإصابة 33 شخصًا بجروح بينهم 7 عناصر من قوى الأمن الداخلي. وفي 24 حزيران، أقدم إرهابي على تفجير نفسه بالقرب من حاجز تابع للجيش في مستدرية الطيونة، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة، وفقدان مفتش من المديرية العامة للأمن العام (استشهد)، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية جسيمة في الممتلكات. و بتاريخ 25 حزيران، وبينما كانت قوة من الأمن العام تؤازرها وحدات من الجيش بصدد دهم فندق «دي روي» في محلة الروشة، بناء على معطيات كانت بحوزة الأمن العام، فجّر إنتحاري نفسه ما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة عناصر من الأمن العام، بينما أصيب الإرهابي الآخر وقبض عليه.

 

اعتداءات على الجيش وشهداء
بين الشمال والبقاع تعرّض الجيش لاعتداءات إرهابية استهدفت دوريّاته ومراكزه وكبّدته شهداء فدوا أهلهم ورفاقهم بأرواحهم. ففي شهر شباط تعرّض الجيش في عدّة مناطق من طرابلس لاعتداءات متنقّلة ما أدّى إلى استشهاد عسكريين وجرح آخرين.
وخلال شهر آذار استهدف مسلّحون في طرابلس أربع ملالات للجيش بالقذائف الصاروخية ما أدّى إلى استشهاد عريف وجرح ثمانية عسكريين.
وفي منطقة القموعة- عكار تعرّضت آلية تابعة للجيش لكمين من قبل مسلحين (8 نيسان)، أقدموا على إطلاق النار من أسلحة حربية باتجاهها، ما أدى إلى استشهاد ملازم ورقيب، وإصابة رتيب آخر بجروح. خلال ساعات (9 نيسان) تمكنت قوى الجيش بعد سلسلة عمليات دهم ومطاردة من توقيف أحد المتورطين في الاعتداء، فيما عثر على آخر كان أطلق النار على عناصر الجيش، جثة هامدة بعد إقدامه على الانتحار.
كما تعرّضت دورية تابعة للجيش في منطقة الرهوة – عرسال إلى إطلاق نار من قبل مجموعة مسلّحة كمنت لها في جرود المنطقة (30 نيسان)، ما أدّى إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح مختلفة.

 

خطة أمنية شمالًا وبقاعًا
على أثر الحوادث الأمنية التي استهدفت أمن المواطنين، نفّذ الجيش خطة أمنية واسعة على مختلف الأراضي اللبنانية. ففي البقاع (18 آذار) تحركت وحداته للقضاء على التعديات وأعمال الخطف والسرقة، وإلقاء القبض على «رؤوس كبيرة» أصحابها متورطون في تفخيخ سيارات وإطلاق صواريخ وفي تعديات على المواطنين والجيش والقوى الأمنية.
وفي طرابلس (خلال الأسبوع الأخير من شهر آذار) تابعت وحدات الجيش تنفيذ إجراءاتها الهادفة إلى ضبط الوضع وإسكات مصادر النيران وأعمال القنص. أصيب عدد من العناصر خلال تنفيذ الخطة حيث استشهد مؤهل (في طرابلس) وثلاثة عسكريين في عرسال، وجُرح آخرون. في المقابل دهم الجيش أماكن تواجد المطلوبين بموجب استنابات قضائية، وتمّ توقيف عدد كبير من المطلوبين من جنسيات مختلفة وضبط كميات من الأسلحة والذخائر الحربية والأعتدة العسكرية المتنوعة. كما أزال الجيش الدشم والمتاريس التي كانت تقطع الطريق بين ضفتي شارع سوريا طوال أكثر من سنتين.

 

آب: شهر عرسال بالخط العريض!
حلّ الصيف حاملًا للبنان واللبنانيين الأسى والحزن وخسارة كبيرة. فقد توتّرت الأوضاع الأمنية في منطقة عرسال وجوارها على أثر توقيف الإرهابي المطلوب عماد أحمد جمعة المنتمي إلى «جبهة النصرة» (2 آب)، وانتشار مسلّحين ومطالبتهم بالإفراج عنه ما أدّى إلى تفاقم الوضع في المنطقة واندلاع مواجهة بين الجيش وعناصر داعش وجبهة النصرة ما زالت فصولها مستمرّة. في معركة عرسال أسقط الجيش فصلًا من فصول المخطط الإرهابي الهادف إلى إنشاء إمارة تكفيرية في لبنان. جيشنا الباسل حقّق ما لم تستطع جيوش ودول تحقيقه، فأفشل مخطّطات الإرهابيين بدماء شهدائه وأوجاع جرحاه وصمود أبطاله.
من الثاني وحتى السابع من آب، خاض الجيش معركة قاسية حيث أقدمت المجموعات الإرهابية والتابعة لجنسيات متعددة، على الإعتداء على عسكريين من الجيش والقوى الأمنية الأخرى داخل البلدة وخطفت عددًا منهم كرهائن، مطالبة بإطلاق أحد أخطر الموقوفين لدى الجيش.
تواصلت الإشتباكات العنيفة بين الجيش والإرهابيين طوال ليل السبت – الأحد (2-3 آب) وتخلّلتها إنزالات من مروحيات بعدما استقدم الجيش مزيدًا من التعزيزات إلى عرسال ومنطقة جرد رأس بعلبك والفاكهة، بهدف محاصرة المسلّحين تمهيدًا لعزلهم وتطويقهم. وقد سقط خلال الإعتداء ثمانية شهداء للجيش إضافة إلى عدد من الجرحى.
ليل الأحد – الإثنين (3-4 آب)، شهد تقدّمًا ميدانيًا ملحوظًا للجيش الذي عمل على إحكام الحصار على التنظيمات الإرهابية، بعد أن استعاد السيطرة على عدد من مواقعه وأوقع عددًا كبيرًا من القتلى في صفوف المسلّحين، لكن عدد الشهداء ارتفع مجددًا وكذلك عدد الجرحى إضافة إلى المختطفين.
في اليوم الرابع (5 آب)، توسّعت رقعة الاعتداءات على الجيش لتستهدف حافلة عسكرية في طرابلس بإطلاق نار أدّى إلى إصابة سبعة عسكريين بجروح. على صعيد آخر، تم التوصل إلى هدنة لساعات قليلة في عرسال أسفرت عن الإفراج عن ثلاثة من عناصر قوى الأمن الداخلي. وسجّل استسلام عدد من المسلّحين بعد دخول الجيش محيط أحد مراكزهم.
في اليوم الخامس (6 آب)، ضيّقت وحدات الجيش الحصار على المسلّحين وأقفلت كل المنافذ للحؤول دون تزويدهم إمدادات لوجستية وبشرية.
في اليوم السادس (7 آب)، وفي عملية نوعيّة نفّذتها قوّة من الجيش، تم تحرير سبعة عناصر من قوى الأمن الداخلي المحتجزين لدى المسلّحين في عرسال، وباشر الجيش تعزيز انتشاره في نقاطه. في هذه الأثناء، أكّد وفد «هيئة العلماء المسلمين» انسحاب المقاتلين الى الجرود واستمرار المفاوضات معهم حول ملف الرهائن من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.
وفي اليوم التالي، ركّز الجيش حاجزًا داخل عرسال، ليتم بعد ذلك تسيير الدوريات فيها.
برزت الى الواجهة قضية احتفاظ المسلّحين الخارجين إلى جرود عرسال بالمخطوفين وهم تسعة وثلاثين عسكريًا، 20 من الجيش و19 من الأمن الداخلي. قضية العسكريين المخطوفين ظلّت جرحًا مفتوحًا في قلب المؤسسة والوطن، خصوصًا بعد إقدام الإرهابيين على إعدام عدد منهم والتهديد بإعدام آخرين. وفيما يحمل أهاليهم وجعهم ويطوفون به معتصمين في الشوارع والساحات، تضع قيادة الجيش قضيتهم في طليعة أولوياتها، ساعية إلى بذل كل الجهود الممكنة لاستردادهم.
وصل عدد الشهداء في معركة عرسال إلى 22 شهيدًا بينهم 3 ضباط، أمّا عدد الجرحى ففاق الـ200.

 

من أيلول إلى كانون الأول:المواجهة مستمرّة
العنوان الأبرز الذي حملته يوميات الأمن في أيلول وتشرين الأول وامتد إلى أواخر العام هو استمرار المواجهة بين الجيش والإرهاب خصوصًا أن الإرهابيين حاولوا تنفيذ مخطّطهم التدميري مجددًا انطلاقًا من طرابلس.
في 19 أيلول تعرّضت شاحنة عسكرية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة في أثناء انتقالها داخل بلدة عرسال، ما أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين، وإصابة ثلاثة بجروح ما لبث أحدهم أن استشهد لاحقًا.
وفي موازاة ذلك، ظلّت قوى الجيش المنتشرة في منطقة عرسال على جهوزيّتها حيث تصدّت للإرهابيين وقصفت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة تحصيناتهم في جرود المنطقة، وحققت إصابات مباشرة، أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفهم.
واصل رجال الجيش قطع طرق الفتنة وسدّ المنافذ في وجه الارهابيين بقاعًا وشمالًا، وبين أواخر أيلول وأوائل تشرين شيّع الجيش والأهالي شهداء جدد سقطوا في طرابلس وعكار.
القضاء على إحدى أخطر خلايا داعش
في 23 تشرين الأول تمكّن الجيش من القضاء على واحدة من أخطر خلايا داعش، حيث نفّذ عملية اعتقل خلالها أحد أهم كوادر داعش في الشمال، الإرهابي أحمد سليم ميقاتي، والذي كان يخطّط لتنفيذ عمل ارهابي كبير. وقد تمكّن الجيش من القبض عليه داخل شقّة في بلدة عاصون، في عملية نوعيّة قتل خلالها عددًا من الارهابيين.
عقب هذه العملية عمدت قوى الإرهاب إلى زعزعة الوضع الأمني في طرابلس وإثارة الفتن والتحريض المذهبي، ونشرت عناصر مسلّحين في أحياء من المدينة. كما اعتدى مسلّحون على الجيش في المحمّرة (عكّار)، والمنية (طرابلس)، فردّ الجيش باتخاذ التدابير المناسبة حيث اشتبك مع المسلّحين ودهـم الأماكـن التــي يتحصنـون فيهــا، فأوقــع في صفوفهــم إصابــات مباشــرة.
استشهد في المواجهات (بين 24/10/2014 و26/10/2014) 11 عسكريًا بينهم ثلاثة ضباط. دماء هؤلاء لاقت دماء سبقتها لافتداء لبنان ومنع مخططات الترهيب والتخريب والتكفير من تحقيق أهدافها، وصدّت خطرًا كبيرًا يستهدف لبنان بكيانه ووجوده.
لملم الجيش جراحه، حسم المعركة ضدّ المجموعات الإرهابية في طرابلس (27 تشرين الأول) وأعاد المدينة إلى كنف الشرعية. ثمّ كما نفّذ عمليات دهم وتعقّب واسعة، فقضى على معاقل الجماعات الإرهابية المسلّحة في محلّة باب التبانة وأبي سمرا واعتقل عددًا كبيرًا من المطلوبين، وفكّك التفخيخات التي زرعوها في الأحياء السكانية وضبط مخازن الأسلحة وكميات من المتفجرات والأعتدة العسكرية.
خلال تشرين الثاني وكـانون الأول، تابع الجيـش تعقّب المسلّحين والمطـلوبين منفّذًا عشرات عمليات دهم في الشمال والبقاع وأماكن أخرى، ما أدّى إلى تفكيك الكثير من الخـلايا الإرهـابية وتــوقيف أعـداد كبـيرة من المخلّـين بالأمن والمتـورّطيـن في الإعتداء على القوى العسكرية.
يمرّ عام ويقبل آخر، ويواصل الجيش تنفيذ مهمّاته محصّنًا بدم شهدائه أمن الوطن والمواطنين...