مفكرة 2014

2014 وآفاق 2015 في التكنولوجيا
إعداد: ندين البلعة خيرالله

التطوّر يستمر في تغيير الحياة...
تستمر التكنولوجيا في إبهارنا، وسواء كانت منتجاتها وتطبيقاتها متاحة على مستوى واسع، أو ظلّت في نطاق فئات معيّنة، فلا شك أن التطور مستمرّ في تغيير الحياة... وهذا التغيير يفوق في مجالات كثيرة قدرتنا على استيعابه.
فهل تخيلنا يومًا أن يكون أي جدار شاشة؛ أو أن تقوم ساعة في يدنا بما تعجز عنه أحيانًا مجموعة أطباء، أو أن نعزف على آلات طُبِعَت بواسطة تقنية الأبعاد الثلاثية؛ هذا ما يعيشه عالمنا، وثمة بعد الكثير الكثير...

 

أبحاث الفضاء: كواكب جديدة وأكبر تلسكوب
خلال كانون الثاني تمّ رصد أول صورة للشبكة التي تربط جميع مجرات الكون من خلال واحد من أقوى التلسكوبات في العالم، متمركز في جزر هاواي عمل عليه فريق من علماء الفلك في جامعة كاليفورنيا.
وفي شباط أعلنت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عن اكتشاف 715 كوكبًا جديدًا خارج المجموعة الشمسية بفضل التلسكوب الفضائي كيبلر. وأربعة من هذه الكواكب المكتشفة اكبر من الأرض بمرتين ونصف المرة، وتقع على مسافات متوسطة من شموسها، بحيث يمكن للمياه أن توجد على سطحها، وهذا يعني أنها بيئة مناسبة لتشكل الحياة وتطورها.
وفي الشهر نفسه توصّل العلماء إلى تحديد هوية أقدم نجم معروف في الكون بعد 11 عامًا من البحث باستخدام التلسكوب «سكاي مابر». هذا النجم تشكل بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم قبل 13.7 مليار سنة، وهو يؤكد أن الانفجار العظيم كان بداية الكون. ويقع هذا النجم العتيق على بعد نحو 6 آلاف سنة ضوئية من الأرض وهي مسافة تعتبر قريبة نسبياً بالمفاهيم الفلكية.

كذلك أطلق خلال شباط أكبر تلسكوب فضائي في العالم (جيمس ويب)، وأعلنت «الناسا» أنه أقوى تلسكوب فضائي في تاريخ البشرية، وقد بلغت نفقات إنشائه تسعة مليارات دولار، وهو أقوى منظار يرسله الإنسان إلى الفضاء، إذ تبلغ قوته 100 مرة قوة سلفه «هابل» الذي أطلق في العام 1990.
في آذار تمّ اكتشاف كوكب صغير خلف مدار «بلوتو» يقدر قطره بحوالى 450 كيلومترًا، أي أقل من حجم كوكب قزم مجاور يعرف باسم «سدنا» اكتشف قبل 10 سنوات. والكوكبان الصغيران هما أول جسمين يتم اكتشافهما في منطقة من النظام الشمسي كان يعتقد في السابق أنها خالية من الأجسام الكوكبية.
بعد أشهر وفي تموز، اكتشفت «ناسا» حجرًا نيزكيًا حديديًا على سطح المريخ سُمِّي بـ«لبنان» (Lebanon)، فيما سُمِّيَت القطعة الصغيرة المنفصلة عنه بـ«لبنان ب» (Lebanon B). لم يُعرَف بعد لماذا اختارت «ناسا» تسمية النيزك الحديدي بـ«لبنان»، لكن جرت العادة أن تُسَمّي النيازك التي تسقط على الأرض بمكان وقوعها.
في الربع الأخير من 2014 أعلنت «الناسا» عن أوّل بطاقة سفر إلى المرّيخ لجذب أكبر عدد ممكن من الأشخاص وحضهم على الاطلاع على برنامج اكتشاف الفضاء، حيث فتحت أبواب التسجيل أمام من يرغب في السفر إلى الفضاء (تشرين الأول). كما التحم صاروخ روسي بمحطة الفضاء الدولية في مدار الأرض وعلى متنه ثلاثة روّاد بينهم أول رائدة ايطالية في تاريخ غزو الفضاء (سامنتا كريستوفوريتي البالغة من العمر 37 عامًا). الفريق الذي انضمّ إلى فريق ثلاثي آخر سبقه إلى المحطة، تستمر إقامته على متنها إلى منتصف شهر أيار المقبل (تشرين الثاني).

 

بيئة وحياة
استمرّ العلم في إدهاشنا، ومن المبتكرات جهاز إلكتروني لفهم لغة النبات، اسمه «فلاور باور» (Flower Power) يأخذ شكل فرع شجرة صغير يتم غرسه في التربة قرب النبات. ويهدف هذا الجهاز إلى مساعدة هواة تربية النباتات في المنزل على فهم لغة النبات ومعرفة حاجاته، إذ يبعث الجهاز برسائل يتلقاها المستخدم عبر تطبيق خاص على هاتفه الذكي (آذار).
في المقابل ظلّت تداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض مصدر قلق، حيث أفاد تقرير أصدره «معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا» بأن الجليد الذي يغطّي شرق القارة القطبية الجنوبية عرضة للذوبان، ما يؤدّي إذا حصل إلى رفع منسوب مياه البحار ما بين 3 و4 أمتار (أيار). لكن خبرًا مفرحًا أتى بعد ذلك (أيلول)، ومفاده تعافي طبقة الأوزون بعد مرور سنوات على تآكلها، حيث لوحظ أنّ طبقة الأوزون تزداد سماكة، وثقب طبقة الأوزون والذي يظهر فوق القارة القطبية الجنوبية قد توقف عن الاتساع والفضل في ذلك يعود لنظام الحظر على انبعاثات الغازات المضرّة بطبقة الأوزون.

ومن الابتكارات، أول جهاز قابل للإرتداء يتعقّب حال البيئة واسمه «TZOA» وهو يأتي بحجم الجيب ويمكن ربطه بتطبيق محمول على الهواتف الذكية. قام بهذا الإبتكار فريق تصميم كندي قال إنه يقيس نوعية الهواء والأشعة فوق البنفسجية والرطوبة والحرارة والضوء باستخدام أحدث تقنيات الإستشعار، حيث ستُنشأ خريطة جماعية توفّر البيانات البيئية لحظة بلحظة، بهدف إعطاء المستخدم فهمًا أفضل لأحوال بيئته المباشرة وآثارها المحتملة عليه (تشرين الثاني).
على الساحة العربية حاز الطفل الجزائري رضوان عباد (14 عامًا) لقب أصغر مخترع عربي وأفريقي في أولمبياد الإختراع في تونس؛ المخترع الفتى صمّم مولّدًا كهربائيًا خاصًا بغزّة. المولد صغير وغير مكلف، ويمكن توفيره لكل بيت في غزّة، ويمكنه تشغيل المصابيح والأجهزة الإلكترونية المنزلية، ويتم شحنه عن طريق طاقة الرياح وطاقة المدّ والجزر والطاقة الشمسية والطاقة العضلية. وشحنه لمدة نصف ساعة يكفي لتشغيله 12 ساعة (تشرين الثاني).

إلى ذلك شهد الشهر نفسه ابتكار ألواح بلاستيكية للإضاءة بالطاقة الشمسية. وهذه التجربة العلمية التي حملت عنوان «إنارة المناطق الحضرية المظلمة باستخدام ألواح تعيد توجيه الضوء» تقوم على تصنيع قطعة من البلاستيك المضلع كمصدر للطاقة المستدامة، يتم تركيبها على حافات أسطح المنازل وجوانب المباني لتوجيه ضوء الشمس نحو الأزقة والطوابق السفلية، ما يؤمّن المزيد من الإضاءة خلال النهار (تشرين الثاني).

 

تقنيات حديثة
تمّ ابتكار ماسح ضوئي محمول باسم «زبيدي» Zebedee يلتقط الأدلة الجنائية ويعطي صورًا ثلاثية البعد تسعى إلى محاكاة وقت وظروف الملابسات التي وقعت فيها الجريمة لإيجاد النماذج التفاعلية التي يمكن من خلالها التوصل إلى الجاني (شباط). كذلك وفي الشهر نفسه، أعلن عن صناعة نوع جديد من البطاريات يستمد طاقته من جسم الإنسان، وذلك في إطار المشروع المشترك بين ايطاليا وفرنسا والذي يحمل اسم «اس تي ميكرواليكترونيكس». كذلك أعلن عن ابتكار بطارية نووية تستطيع أن تزود الأجهزة الإلكترونية الطاقة مدة 12 سنة من دون الاضطرار إلى إعادة شحنها، وذلك بفضل جهود طالب دراسات عليا في إحدى الجامعات التكنولوجية الروسية.
شهد شهر نيسان الإعلان عن إنتاج سترة ذكية تعرف بإسم Hollow Man Morphsuit تجعل مرتديها «يختفي»، وذلك بفضل تقنية إسقاط الصورة المتطورة وتكنولوجيا «ضوء الانحناء» (light-bending)، التي تجعل مرتدي السترة غير مرئي للعين المجردة، حتى في أثناء تحركه، بحسب ما أفادت به الشركة المطورة «مورفسوتس» (Morphsuits). كذلك تمّ ابتكار قبعة كهربائية تجعل الأشخاص أكثر ذكاء. فقد تمكن فريق من علماء النفس في جامعة «فاندربيلت» الأميركية من التلاعب بقدرات االإنسان على التعلم من خلال استخدام تيار كهربائي خفيف يُمرّر إلى خلايا المخ من خلال «قبعة التفكير»، ما يجعل الناس يتعلمون من أخطائهم بصورة أكثر فاعلية.

في منتصف 2014 (حزيران) كشف عن صناعة أول سيارة ذاتية القيادة في العالم طورتها شركة غوغل الأمريكية. سيارة غوغل تشبه كثيرًا عربة «فولكس فاغن بيتل» مع ملامح من عربة «الجولف» الصغيرة، وهي لا تمتلك عجلة قيادة، أو دواسة أو فرامل. فأجهزة الاستشعار الموجودة فيها والبرامج المزودة بها، يمكنانها من فعل كل شيء. وتتمكن سيارة غوغل من الكشف عن الأجسام الموجودة في الطريق، وتقوم بالتحكم ذاتيًا بكبح السرعة في حالة الضرورة. كما تستخدم السيارة مجموعة من أجهزة الاستشعار لرسم خريطة للطريق الذي تسير فيه، ويوجد ليزر على سطحها يتولى وضع نموذج ثلاثي الأبعاد للأجسام المحيطة بها. أما الكاميرات المثبتة في السيارة فتقوم بالتعرف إلى علامات الطرق وإشارات المرور.
كذلك توصّلت الابتكارات إلى تطوير شاحن لاسلكي من خلال تقنية uBeam التي تستخدم الموجات فوق الصوتية لبث الطاقة عبر الهواء، ما يتيح للمستخدم شحن أجهزته بمجرد وجوده في الغرفة عينها التي توجد فيها قاعدة الشحن، أي لا سلكيًا ومن بعد (آب).

 

المنزل الذكي
في أيلول أعلنت شركة «سامسونج» عن استحواذها على «SmartThings» وهي شركة رائدة ومتخصصة في مجال ربط الأجهزة المنزلية بالإنترنت. وتتضمن مجموعة الحلول المتطورة للمنزل الذكي، (Samsung Smart Home) نظامًا يراقب كمية الكهرباء المستهلكة والأجهزة التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة في المنزل، وعرض التكلفة المتوقعة لها. وبفضل نظام تشغيل «إدارة الموقع» يمكن أن تعمل أجهزة تكييف الهواء أو الأنوار تلقائيًّا عند اقتراب المستخدمين من المنزل. كما سيتمكن المستخدم من تشغيل تكييف الهواء أو المكنسة الكهربائية الآلية أو التلفزيون أو الإضاءة المنزلية، من أي مكان وفي أي وقت، من خلال تطبيق «S Voice» أو خدمة التعرف على الصوت الموجودة في سوار «Gear S» وهواتف «سامسونج غالاكسي» الذكية.
كذلك جرى الكشف عن ابتكار حذاء ذكي يرتبط بخرائط غوغل ليساعد مستخدمه في معرفة الاتجاهات والأماكن، بالإضافة إلى تقييم أدائه ونشاطه الرياضي. الحذاء هو إنتاج الشركة الهندية الشهيرة «Lechal» التي تقول إن «الحذاء يناسب المكفوفين، وسيساعدهم في اختيار طريقهم حيث يقوم الحذاء بالاهتزاز لإبلاغ المستخدم بالاتجاه يسارًا أو يمينًا».

 

هجمات إلكترونية
خلال شهر آذار أصاب فيروس Agent.BTZ مئات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر في أنحاء العالم بأضرار، بعدما كان هاجم القيادة المركزية للجيش الأميركي في اختراق لم يسبق له مثيل في العام 2008. كذلك تعرّضت مواقع روسية رسمية تابعة لوزارة الخارجية والمصرف المركزي ووكالة نوفوستي الإخبارية لهجمات إلكترونية استطاعت أن تعطّلها. هذا الهجوم كان الأكبر منذ إنشاء موقع الرئاسة الإلكتروني، عُرف باسم «وقف الخدمات»، ويهدف إلى السيطرة على الخوادم وتعطيلها. الوكالة النووية الأميركية تعرّضت بدورها لقرصنة إلكترونية خارجية (آب) إذ تبيّن أن حواسيب في اللجنة التنظيمية النووية خُرِقَت مرّتَين على الأقل من قراصنة خارجيين. لم يُعرَف أي دولة تقف وراء القرصنة الالكترونية، ولم يتّضح حجم الاختراق الحاصل والمعلومات التي تمّت سرقتها.

اختراق حسابات نجوم هوليوود على «iCloud» ونشر صورهم الخاصة أثار ضجّة خلال شهر أيلول، إذ تعرّض عدد كبير من حسابات نجوم هوليوود على هذه المنصة السحابية الخاصة بشركة «آبل» إلى عملية اختراق هي الأولى من نوعها لخدمة التخزين السحابي. وتمكن القراصنة من اختراق حسابات عدد غير قليل من المشاهير (أمثال جنيفر لورانس، أريانا جراندي، فيكتوريا جوستيس، جيني مكارثي، كيت أبتون، ماري وينستد، وغيرهم)، وقاموا بعرض صورهم الشخصية التي وجدوها على الخدمة للبيع على الإنترنت مقابل 100 دولار فقط. وفي السياق نفسه تمكّن قراصنة من سرقة معلومات تسجيل دخول 7 ملايين حساب على «دروب بوكس» لخدمات التخزين السحابي. وقام القراصنة بنشر معلومات تسجيل دخول أكثر من 400 حساب، وطالبوا بالحصول على مبالغ مالية كبيرة من عملة بيتكوين الإلكترونية مقابل إرجاع هذه الحسابات للشركة أو أصحابها. يذكر أن الشركة سارعت إلى تغيير كلمات مرور الحسابات المستهدفة، وذلك للحفاظ على خصوصية مستخدميها (تشرين الأول).
في المقابل تمّ التشديد على حماية البيانات والمعطيات الخاصة من خلال قرارٍ أممي تبنّته لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة ويتيح لضحايا المراقبة غير الشرعية المطالبة بتعويضات. حيث يؤكّد القرار «حق الحياة الخاصة» ويطلب من جميع الدول «احترام هذا الحق وحمايته بما في ذلك الاتصالات الرقمية» (تشرين الثاني).

 

محرك بحث جديد
محرّك جديد للبحث على الإنترنت ابتكره شبان يمنيّون ووصفوه بأنه قفزة نوعية في عالم شبكة المعلومات الدولية. ويعتمد المحرك طريقة جديدة وهي البحث عن الفيديو بالمحتوى، ويتضمّن تقنية تتيح لمستخدمه النطق بصوته بكلمات من محتوى المادة التي يرغب في العثور عليها. المحرك متوافر باللغة الإنكليزية ويعمل مبتكروه على نسخة عربية منه، وهو أحدث نقلة نوعية لجهة تسهيل البحث عن أي كلمة منطوقة وليس مكتوبة داخل عالم الإنترنت (تشرين الثاني).

 

التكنولوجيا في خدمة الصحة
خوذة لعلاج الاكتئاب تقوم بإرسال نبضات كهرومغناطيسية إلى المخ، مستهدفة خلايا الدم التي يوجد فيها خلل وظيفي، هذا الإبتكار رأى النور في أيار. وفي المجال الصحي أيضًا تمّ تصميم سترة ذكية تهدف إلى «إبقاء الشخص على قيد الحياة» بفضل أجهزة الاستشعار التي تتيح لها الكشف عن عدم انتظام ضربات القلب، فتبعث «صدمة كهربائية» تعيد هذه الضربات إلى نمطها الطبيعي (حزيران).
أكثر من ذلك عملت غوغل على تصنيع جهاز يمكن ارتداؤه، وهو يعمل على كف أي تغيرات في الجسم عن طريق مراقبة جزئيات «النانو» فيه، علمًا أن تقنية «النانو» تعمل على الكشف عن أي أمراض خبيثة أو سرطانية قبل انتشارها في الجسم (تشرين الثاني).

 

أسلحة
قام طالب ثانوي أميركي بتطوير «مسدس ذكي» يعمل فقط ببصمة الإصبع، ما يجعل استخدامه من قبل غرباء أمرًا مستحيلاً (أيلول). وفي الصين استحدث سلاح يعمل بالليزر قادر على تدمير طائرات خفيفة من دون طيار في الجو، وذلك بعد أقل من خمس ثوان من رصدها (تشرين الثاني). كما تمّ الكشف عن طائرة شبح جديدة طورتها شركة الصناعات الجوية وهي أكبر شركة متخصصة في هذا المجال في الصين. تأتي هذه الطائرة المقاتلة جيه-31 بمحركين وهي تقريبًا بحجم الطائرة F- 35 الأميركية.
وفي الولايات المتحدة الأميركية صممت صواريخ جديدة تتضمن أنظمة للهروب تعطي أفراد الطاقم فرصة للنجاة من حوادث الإطلاق المماثلة لحادث انفجار صاروخ أنتاريس غير المأهول التابع لشركة أوربيتال ساينسيز. لذا ستضم مركبة الفضاء المأهولة المقبلة «أوريون» التابعة لناسا برجًا ملحقًا بقمة مركبة الفضاء والذي يمكن أن ينفصل عن المركبة إذا واجهت مشكلة ما عند إطلاقها، ومن ثم يتم إنزال الطاقم بشكل آمن (تشرين الثاني).

 

حواسيب
عملت وكالة الأمن القومي الأميركية على تطوير كومبيوتر قادر على اختراق مُعظم أنواع التشفير على شبكة الإنترنت، حتى تلك المُستخدمة في حماية البيانات الخاصة بالمصارف والوثائق الحكومية المهمة (كانون الثاني).
العمل على كومبيوتر الأذن الشخصي القابل للارتداء (Tiny ear computer) الذي يمكن التحكم به بواسطة طرفة العين أو اللسان، ويسمح للمستخدمين بالتنقل بين البرامج بواسطة تعبيرات الوجه، مثل رفع الحاجب أو تحريك اللسان أو الأنف...
الكشف عن «أصغر جهاز شخصي مصغر يعمل بنظام ويندوز في العالم» هو Liva Kit PC من شركة ECS، الذي يزن 190 غرامًا فقط وهو قابل للحمل بيد واحدة ولا يتجاوز سعره 200 دولار (حزيران).

 

هواتف ذكية
عرفت الهواتف الذكية مزيدًا من التطور، وتنافست الشركات في هذا المجال، غير أن «سامسونغ» تميّزت بابتكار هاتف ذكي باسم «بلاك فون» (Black Phone) يحبط عمليات التجسس على الانترنت، وهو لا يعطي فرصة لأي شخص لقراءة رسائل SMS أو سماع المحادثات أو اختراق الرسائل، مما يمنع الاتصالات التي لا يريد الشخص أن يتعرف إليها أحد حتى عبر الانترنت.

 

تطبيقات
ابتكار لبناني لتطبيق جديد اسمه «I Am Alive» فرضه واقع حصول الإنفجارات المتلاحقة في لبنان مطلع العام. التطبيق يطمئن أهل المستخدم وأقاربه إلى أنه مازال بخير، وذلك بالضغط على زر واحد.  كذلك برز تطبيق لبناني آخر يحد من أخطار استعمال الخليوي في أثناء القيادة، فهو يمنع كتابة أي رسائل نصّية حين تزيد سرعة السيارة عن عشرة كيلومترات في الساعة. يحمل هذا التطبيق اسم «كتابة أو قيادة « (Text or Drive) وعملت عليه مجموعة من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت (آذار).
شركة «مايكروسوفت» قدّمت لمستخدميها المساعدة الشخصية «كورتانا» وهي استجابة «مايكروسوفت» لـ«سيري» (المساعد الشخصي في أجهزة iOS و«غوغل ناو»). و«كورتانا» هي الذكاء الاصطناعي بحد ذاته حيث يمكنها أخذ الملاحظات، وكتابة الرسائل، وتقديم التنبيهات، والتذكير بالمواعيد، والقيام بمحادثات «غير رسمية» مع المستخدمين، أي محادثات تشبه الدردرشة (حزيران).

 

تقنية الأبعاد الثلاثية
شهد أيلول إقامة أوّل حفل في العالم لفرقة تستخدم آلات موسيقية مطبوعة «3D»، حيث قام البروفسور أولاف من جامعة لوند في السويد بطباعة بعض الآلات الموسيقية باستخدام التقنية ثلاثيـة الأبعاد، وطلـب من فريق موسيقي إقامة حفل مباشر في الجامعة لإظهار قابلية هذه الأدوات للإستخدام، وهذا ما حصل. عمل أولاف لتصميم هذه الآلات مدة سنتين وله العديد من المشاركات في مشاريع الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتعزيز استخدامها في الحياة اليومية.
كذلك كشف عن أول سيارة مطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد قابلة للقيادة والمعروفة باسم «Strati»، وقد صنّعتها شركة «لوكال». ووفق شركة فورد الشهيرة المصنعة للسيارات، فإن معظم السيارات تتكون من 5000 إلى 6000 جزء، لكن السيارة المطبوعة احتوت فقط على 49 جزءًا بما في ذلك الجسم الكلي (الجزء الأكبر) والمطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد، هذا بالإضافة إلى المحرك والعجلات والمقاعد والزجاج الأمامي.

وعلى الرغم من أن هذه ليست أول سيارة يتم طباعتها في العالم، إلا أنها الأولى القابلة للقيادة (أيلول).
في الإطار عينه، تمكن من تنفيذه المهندس الأمريكي ذو الأصول الروسية أندريه رودينكو من تحقيق ثورة في عالم البناء عبر بناء قلعة «ديزني» بطابعة ثلاثية الأبعاد.
وطبع المهندس الأميركي رودينكو القصر الذي تبلغ مساحته 3× 5 أمتار فقط من الخرسانة، وصمم الطابعة ثلاثية الأبعاد بنفسه، بحيث تنتج طبقة خرسانية متوسط ارتفاعها 50 سم في اليوم، ويكون عرض الشريحة الواحدة 30 ملم وسماكتها 10 ملم (أيلول).

 

الكتابة بالماء وأخبار أخرى
توصّل فريق من علماء الكيمياء الصينيين في جامعة «جيلين» شمال شرقي الصين إلى اختراع آلة للطباعة تستخدم الماء بدل الحبر. إلاّ أن النص المطبوع يتلاشى بعد مرور 22 ساعة من الطباعة، لذلك بإمكان المستخدم تبديل الماء بالحبر في حال أراد طباعة دائمة (شباط).
عُيِّن الرجل الآلي «فيتال» (VITAL) المتخصص في التحاليل المالية، عضوًا في مجلس إدارة شركة «ديب نوليدج فينتشر» Deep Knowledge Ventures - DKV المتخصصة في الاستثمارات المالية في هونغ كونغ، ومُنِح كامل الصلاحيات المخولة لباقي أعضاء المجلس على مستوى القرارات الخاصة بالشركة (أيار).
من جهتها عيّنت «نوكيا» اللبناني رمزي هيدموس رئيساً للأعمال التكنولوجية في الشركة «نوكيا» وذلك لكونه يتمتع بخلفية أكاديمية غنية (تموز). يُذكَر أن هيدموس كان قد فاز بجائزة «ايمي» في العام 1999 للنهضة العلمية والتكنولوجية.

 

وعود... 2015 وما بعدها
الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، الساعات الذكية، وغيرها من الأجهزة التي تمّ ابتكارها وتطويرها حتى العام 2014 لن تكون الوحيدة القادرة على حل مشاكل المستخدمين. إذ نشهد يوميًا ظهور خدمات وتقنيات وتكنولوجيا جديدة تعاصر حياتنا اليومية وتؤثّر بشكلٍ أو بآخر عليها. ومن الإبتكارات التي ستحدث ثورة معيشية هائلة وسيكون لها تأثير كبير على روتيننا اليومي:
- انتشار الأجهزة القابلة للإرتداء وأبرزها: الساعات الذكية، والسوار الإلكتروني، والأحذية والمجوهرات فائقة التقنية وغيرها. حيث يتوقّع الخبراء نموًا مذهلاً في هذا المجال، وهيمنة للتقنيات القابلة للإرتداء والتي ستغيّر مفهوم الرجل المتألق والمرأة الأنيقة في العام 2015.

- تطوير أقمار صناعية تبث محتوى الإنترنت مجانًا لجميع سكان الأرض في العام 2015، حيث كانت منظمة أميركية لا تبغي الربح قد سعت مسبقًا إلى بناء مشروع يهدف إلى إتاحة الإنترنت لكل السكان في أي منطقة في العالم حتى النائية منها. وقد عملت «غوغل» على مشروع مشابه من خلال مناطيد تحوم فوق الأرض.
- انتشار المكالمات الصوتية عبر الإنترنت، والتخلّي بنسبة كبيرة عن استخدام الشبكة التقليدية، حيث عمدت شركات كثيرة إلى إضافة ميزة المكالمات الصوتية على تطبيقاتها وأبرزها «واتساب» التي وعدت بإطلاق ميزة الاتصال الصوتي في مطلع العام 2015.
- ظهور الأجهزة الذكية المزوّدة شاشات قابلة للطي، بحيث شهد العام الحالي تطويرًا كبيرًا لهذا المفهوم.
- انتشار مفهوم الإنارة الذكية لتوفير الطاقة، تزامنًا مع استمرار تطوير المدن الذكية التي بدأت دول كثيرة في العمل على وضع البُنى التحتية اللازمة لها.
- استحداث مناصب «مديري المخاطر الرقمية» ضمن فرق العمل في المؤسسات لمكافحة المخاطر الرقمية، بحسب ما أشارت إليه دراسات وأبحاث عالمية.
- إطلاق نسخة جديدة من برنامج «أوفيس» خاص بنظام تشغيل «ماك» في النصف الأول من العام 2015، بالإضافة إلى إطلاق نظام التشغيل الجديد «ويندوز 10» في نسخته التجريبية قبل الإعلان عن النسخة النهائية منه في منتصف العام 2015.
- الهواتف الذكية ستصبح مفاتيح للسيارات الحديثة في العام 2015.
- سماعة لمكافحة النعاس أثناء القيادة، تستخدم في قياس موجات المخ المنبعثة للكشف عن مدى حاجة المستخدم للنوم ومدى شعوره بالنعاس. وإن كان كذلك، تقوم السماعة بتنبيهه عن طريق الضوء والصوت معًا وذلك لإعادته إلى حالة التركيز والخروج من الخطر.
- تطبيق ذكي لإفراغ الطرق استجابة لسيارات الطوارئ يعلم السائقين بوجود سيارة طوارئ بالقرب منهم، ما يتيح طريقًا آمنًا وسريعًا لمرورها وبخاصة في زحمة السير.
- جهاز لتحويل أي جدار إلى شاشة ضوئية يُسمى TouchPico من شركة TouchJet سيمكن من تشغيل أي تطبيق أندرويد على الجدار، كما أنه يستخدم الأشعة تحت الحمراء في تتبع حركة القلم على الحائط.
- ثلاجة محمولة تحفظ الطعام باردًا أو مثلجًا، وذلك من خلال العمل بالطاقة الشمسية، حيث يتم حمل هذه الثلاجة كحقيبة أو وضعها في السيارة.
- ساعة ذكية حيوية تعمل كطبيب خاص، هذه الساعة الجديدة ستكون قادرة على تتبع نسبة السكر في الدم وضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ونسبة الأوكسجين في الدم، ودرجة حرارة الجسم، حرق السعرات الحرارية، موجات المخ الكهربائية، مستوى الإجهاد، وظائف الكلي، وأكثر بكثير من ذلك.
- بناء أسطول تجاري من «تاكسي الفضاء» ستقوم به وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» بالاتفاق مع كل من شركتي «بوينج» و«سبيس إكس»، لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، لينتهي بذلك الاعتماد الأمريكي على سفن الفضاء الروسية.