لشهدائنا الخلود

31 تموز: تحية ودعوة

في روزنامة الجيش هذه السنة لم يكن ثمة متسع لاحتفالات في الأول من آب، لكنّ العيد بالنسبة للمؤسسة كان محبة اللبنانيين وتقديرهم لها وثقتهم بها، وهذا ما يلمسه العسكريون كل يوم. وكان العيد عهدًا متجددًا بالمضي قُدمًا في مسيرة العطاء المتوّج بشرف الوفاء، وقد هدرت به حناجر العسكريين وهم يؤدون التحية لرفاقهم الشهداء صارخين: "لن ننساهم أبدًا".

 

عشية الأول من آب كانت وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، كما سائر مقرات الجيش، على موعد مع ذكرى شهداء الجيش، ذكرى من ارتفعت دماؤهم سياجًا للوطن. ذكرى الأسخياء في عطائهم، الشرفاء في وفائهم، الشجعان في ميادين البطولة.
هؤلاء هم الصخرة التي نستمد من صلابتها الإرادة، والمثال الذي منه ينبع الإيمان بالوطن، لذلك هم في القلوب والضمائر، ذكراهم حاضرة أبدًا، والوفاء لهم شمس لا تغيب. تكريمهم يتقدم كل احتفال، ورعاية عائلاتهم " أمر يومي" يُنفّذ من دون أن يصدر. إنه "تعليمات على صفر" محفورة في وجدان الرفاق.
قائد الجيش العماد جوزاف عون حمل إليهم في ذكراهم عطر الوفاء والتقدير، فوضع على نصبهم في وزارة الدفاع الوطني إكليلًا من الزهر هو بمثابة تحية من كل عسكري، ودعوة للثبات في مسيرة العطاء ما دام في الشرايين نبض وفي الجسد روح، فمن دون ذلك لن يبقى لنا وطن.
التحية والدعوة عبّر عنهما بوضوح "أمر اليوم" الذي وجهه قائد الجيش إلى العسكريين وتُلي عليهم في احتفال رمزي أقيم في باحة وزارة الدفاع الوطني ترأسه نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن الطيار زياد هيكل ممثلًا قائد الجيش، وحضره نواب رئيس الأركان وضباط أجهزة القيادة،  كما تُلي في قيادات المناطق والكليات والمعاهد والمدارس، والألوية والوحدات.