الجيش والمجتمع

40 عسكريًا يتابعون دورة تطبيقيّة في كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية
إعداد: روجينا خليل الشختورة

لبّت الجامعة اللبنانية - كلية طب الأسنان، طلب الطبابة العسكرية القاضي باتّباع عسكريين دورات تطبيقية تخوّلهم شغل وظيفة مساعد طبيب أسنان. وبعد اتخاذ الإجراءات الضرورية بدأ التنفيذ حيث يتابع الدراسة في الكلية 40 عسكريًا.
في الواقع هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين الطرفَين.


تعاون متبادل
العام 1994، وقّعت الجامعة اللبنانية - كلية طب الأسنان اتفاقية تعاون متبادل مع الطبابة العسكرية - طبابة الأسنان المركزية، تضمنت ثلاث نقاط أساسية هي: أوّلًا، التبادل العلمي بين الطرفين بحيث يحاضر أساتذة الجامعة اللبنانية في الجيش (إعطاء دروس لأطباء الأسنان في الطبابة)، ثانيًا، تحويل الطبابة العسكرية مرضى للمعالجة في كلية طب الأسنان مقابل بدل رمزي، وثالثًا، حضور أطباء أسنان (Résidents) للتدرج ومساعدة الأطباء في طبابة الأسنان المركزية في الطبابة العسكرية، بالإضافة إلى إعطاء أساتذة الجامعة اللبنانية محاضرات توعية في قطع الجيش ووحداته كافة.
ويوضـح العقيد طبيب الأسنان جوزف الشاعر رئيس طبابة الأسنان المركـزيـة في الطبابـة العسكريـة أن هذا التعاون استمرّ فترة من الزمن، واليوم تدرس القيادة إمكان إعادة توقيع الإتفاقية من جديد.


إختصاص نادر
مساعد طبيب الأسنان اختصاص نادر في المعاهد والجامعات في لبنان، وبالتالي فإنّ الذين يشغلون هذه الوظيفة ليسوا بالضرورة اختصاصيين.
مساعد طبيب الأسنان هو يد الطبيب اليمنى ودوره مهم جدًّا في تسهيل عمله وتسريعه، فمن مسؤولياته الأساسية تحضير المعدات التي يريد الطبيب استعمالها بين مريض وآخر من حيث التطهير والتعقيم... إنّه عمل سهل ولكن دقيق في تفاصيله. من هنا، ارتأت الطبابة العسكرية إعداد عسكريين اختصاصيين في هذا المجال، فكانت «دورة مساعد طبيب أسنان» التي تابعها حوالى 40 عسكريًا من مختلف قطع الجيش توزّعوا على دفعتين (كل دفعة لمدة شهرين)، وقد تمّ اختيارهم وفق معايير معينة من بينها قصر المدة التي أمضوها في الخدمة وذلك للاستفادة من جهودهم لأطول وقت ممكن.

 

في الكلية
منسق الدروس السريرية - رئيس قسم العيادات في كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية الدكتور جهاد داغر، أوضح لنا أنه وزّع الطلاب في مجموعات بحسب الاختصاصات التي يعملون فيها في الطبابة العسكرية، غير أنّ ذلك لا يعني أنّ كل طالب تدرب في مجال عمله في الطبابة فحسب، بل تعداه إلى التدريب في مختلف الجوانب المتعلّقة باختصاصه ليكون على دراية بكل ما يمكن ان يصادفه في العمل.
في بداية الدورة، تابع الطلاب محاضرات علمية (Cours Théoriques) لمدة يومين تناولت اختصاصات طب الأسنان من تلبيس، قطع عصب، ترصرص، أشعة، جراحة وغيرها، ثم انتقلوا إلى الأعمال التطبيقية السريرية  (Travaux Pratiques) في العيادات والاختصاصات.
وأكد الدكتور داغر أن دروس التطهير والتعقيم قد كثفت، نظرًا إلى أهميتها، كما نوّه بالتزام الطلاب العسكريين الدروس وبتجاوبهم وحماستهم لتعلم أسلوب العمل الصحيح.
في الختام، عبّر عميد كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية الدكتور منير ضومط عن اهتمامه الكبير بالتعاون المتبادل بين الجامعة والجيش وقال: عندما يطلب الجيش اللبناني نكون دومًا جاهزين لتلبية ما يطلبه، وأمل أن يستمر هذا التعاون في مختلف المجالات.