من الأرض

عام حافل بالمصاعب والمنقذ واحد
إعداد: ندين البلعة خيرالله

في مسيرة المؤسسة العسكرية سنوات من العطاء والتضحية في ميادين مختلفة. صحيح أنّ واجب الجيش الأول هو حماية الوطن من الأخطار سواء أتت من الخارج أو من الداخل، لكن الواقع الصعب في لبنان يضع الجيش دومًا أمام مهمات كثيرة طارئة، لذلك استحق لقب «خشبة الخلاص» عن جدارة. جيشنا الذي كسب قلوب اللبنانيين وثقتهم، حاز أيضًا ثقة المراجع الدولية، وهذه الثقة تجلّت بوضوحٍ ساطع في العام 2020 الذي كان عامًا «أسود» على الجميع من دون استثناء، وكان الجيش خلاله مصدر الأمل الوحيد في مواجهة الأزمات، وخصوصًا في مواجهة كارثة انفجار المرفأ.


تردٍّ في الوضع الاقتصادي وتأرجحٌ في سعر صرف الدولار وحجزٌ لأموال الناس، عدمُ استقرار سياسي واجتماعي، احتجاجات في الشارع ومواجهات مع القوى الأمنية، انتشار جائحة كورونا مع ما سبّبته من شللٍ عالمي، فلتان وتهريب وفساد وجرائم وإرهاب... وكأنّ هذا كلّه لم يكفِ الشعب اللبناني حتى تُوِّج صيفه بانفجار مرفأ بيروت!
وفي هذه المشهديات كلها، ووسط هذا الألم كله دواء مسكِّن واحد: ذلك العسكري الحاضر في كل مكان، في جهوزية دائمة، يدوس على جراحه، يلملم أوجاعه، يجفّف دماءه، يبكي شهداءه وينزل إلى الميدان، وفي كل مرة يثبت أنّه المنقذ للوطن وأبنائه. يغضب، يعاني، يتألم، يقلق، ومع ذلك لا يتأخر لحظة في تأدية واجباته الوطنية، وهي واجبات تكبر كل يوم مع تردي الأوضاع وتفاقم الأزمات.
هو بصيص الأمل وسط هذا السواد، يده في الداخل لينتشل الوطن من كبوته، وعينه على الحدود ليحميه من خروقات العدو جنوبًا ومن خطر الإرهاب شمالًا وشرقًا. وفي موازاة ذلك، يفتتح الدورات وينفّذ التمارين، ويوقّع الاتفاقيات ويوزّع المساعدات.

باختصار، هو الجدار الداعم للوطن!
سنة حافلة لم يعرف فيها جيشنا يومًا الراحة، ولم يغمض له جفن، نلخّصها بالسطور الآتية:


التحركات الشعبية: قطعنا يد الفتنة!
«الوطن» وجد نفسه في موقفٍ صعب وحرج وواقع أليم، في مواجهة شعبه. ففي 17 تشرين الأول 2019، انطلقت التحركات الشعبية الاحتجاجية والتظاهرات التي شهدتها معظم المناطق اللبنانية على مدى أشهر، بسبب الأزمات التي أرخت بثقلها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية، ورزح المواطن تحت وطأتها.
تحمّل الجيش المسؤولية ونفّذ هذه المهمة انطلاقًا من قناعته وحرصه على السلم الأهلي ومنع الفتن. سعى في الوقت عينه إلى ضمان سلامة المتظاهرين السلميين، وإلى توفير حرية التنقّل والمحافظة على الأملاك العامة والخاصة. تولّى هذه المسؤولية بكل أمانة واقتناع وعمل برباطة جأش لحماية كل المواطنين، فتعامل بليونةٍ حيث يجب، وبحزمٍ حين دعت الحاجة، متقيّدًا بالقوانين المحلية والدولية وحائزًا تنويه المؤسسات الدولية. حافظ على مناقبيته في ظروف عصيبة بخلاف ما حصل في دول أخرى متقدمة شهدت احتجاجات عنيفة.
دعت القيادة في كل مرة المحتجين إلى التزام سلمية التعبير وتوجيهات القوى الأمنية المولجة حفظ الأمن. وأكّدت احترامها حق التظاهر شرط عدم الانجرار إلى الممارسات المخلة بالأمن أو المنافية للأخلاق والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة.
بيد أنّه في أكثر من مرة كان المندسّون في هذه التحركات يُقْدمون على أعمال الشغب ويتعرّضون للممتلكات، أضف إلى ذلك التعرّض لوحدات الجيش وآلياته على مدى ليالٍ من الشغب والفلتان والفوضى. موقف حرج واجهه الجيش بالكثير من الحكمة وكان الثمن مئات الإصابات في صفوفه.
وفي أكثر من مرة استطاعت قيادة الجيش تجنيب البلاد قطوعًا قد يجرّنا إلى منزلق خطير يطيح بالوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي، ويوقع الشعب في أفخاخ الفتنة.


كورونا: «نحن لها»!
هذه المرة عدو من نوع جديد، فيروس أرعب حتى كبرى الدول وحصد ملايين الإصابات والوفيات وأدّى إلى إغلاق مدن ومطارات وحدود. معركة مع عدو غير منظور، خاضها هذه المرة جيشان: جيش الوطن والجسم الطبي الذي كان في الصفوف الأمامية للمعركة. وما زالا يخوضانها يدًا بيد تحت شعار: «نحن لها».
قبل تسجيل أول إصابة في لبنان في 22 شباط، ومنذ لحظة بدء الحديث عن هذا الفيروس وتفشّيه في الصين، عمّم الجيش نشرات توعية استباقية حوله في القطع كافة. الخطوة الثانية كانت إلزامية وضع الكمامة، وتدابير تتعلق بدوام العمل بما يحول دون الاكتظاظ في الثكنات والمراكز.
وعند تسجيل أول إصابة مؤكدة، كانت المؤسسة أول مَن تحمّل المسؤولية في مواكبة إجراءات وزارة الصحة في مختلف الوحدات، فأطلقت حملة تعقيم وأمّنت مستلزمات الوقاية، معتمدةً بروتوكولات استندت إلى عدة مراجع مختصة. وبهدف تسهيل حصول العسكريين على مستلزمات الوقاية الضرورية لحمايتهم، بدأت بعض وحدات الجيش تصنيع كمّامات ومعقّمات ذات مواصفات طبية وصحية.
ومع إعلان التعبئة العامة، كان جميع من التزموا القرار في منازلهم آمنين إلى جانب عائلاتهم، أما الجيش فعمل مع باقي الأجهزة الأمنية على مؤازرة الوزارات منعًا لتفشّي الوباء، من خلال منع التجمعات والسهر على تطبيق المرسوم. وفي موازاة ذلك عمل الجيش على توعية المواطنين، فنُظّمت عدة طلعات بالطوافات فوق مختلف المناطق، وأُطلقت النداءات عبر المكبّر الصوتي لحثّ المواطنين على ملازمة منازلهم، وأُلقيت المناشير التوعوية حول مخاطر هذا الفيروس وضرورة التزام التدابير المُعمَّمة والإغلاق العام.
بذل الجيش جهودًا جبارة لحماية المواطنين من العدوى بوباء كورونا والحدّ من تفشّيه، منفّذًا تدابير استثنائية على كل الأراضي اللبنانية بناءً لمقررات مجلس الوزراء وما استتبعها من قرارات. فسيّر أكبر عدد ممكن من الدوريات لتفريق التجمعات والتأكد من التقيد بالتدابير وتواقيت العمل. وخلال تنفيذ هذه التدابير، اضطر إلى مواجهة متظاهرين وتفريقهم لحمايتهم وحماية عائلاتهم.
إلى ذلك، نظّمت وزارة الإعلام بالتعاون مع مديرية التوجيه في الجيش حملة توعية إعلامية حول الفيروس وكيفية الوقاية منه والحدّ من انتشاره. وهذه الحملة مستمرة ويتطوّر مضمونها مع تطور الواقع الوبائي سلبًا أم إيجابًا.
يُذكر أنّه لمناسبة حلول سبت النور لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي (18 نيسان)، وبسبب الإجراءات المتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي من جائحة كورونا، قامت طوافتان تابعتان للجيش بتسلّم شعلة النور المقدّس من قبرص ونقلها إلى لبنان.
وتواصل المؤسسة العسكرية اهتمامها الاستثنائي وسهرها الدائم ليس فقط على أمن شعبها، بل أيضًا على صحّته، فتخاف عليه أكثر من نفسه!


كارثة المرفأ: حقّقنا المستحيل
4 آب... تاريخ مشؤوم لانفجار فساد المجرمين في وجه الأبرياء! أكثر من مئتَي شهيد وآلاف الجرحى والضحايا، ما عدا الدمار والخسائر المادية... من كان يتوقّع أن نعود لنقف من جديد و«نقوم من تحت الردم» في ساعات معدودة؟ لكن جيشنا فعلها، وبفضل تفانيه في العطاء أصبح المستحيل ممكنًا. فخلال 48 ساعة عاد المرفأ يعمل بنسبة 80% من قدرته، وثلاثة أشهر كانت كافية لينهي الجيش عملًا جبارًا لما أنهاه غيره، في أفضل الأحوال ومع أفضل الإمكانات، بأقل من سنة!
تلقّفَ المصيبة منذ لحظاتها الأولى، فكانت استجابته الفورية خيط الأمل الوحيد وسط الفاجعة. أظهرت وحدات الجيش إرادة صلبة وحرفية خلال عمليات البحث والإنقاذ ورفع الركام ومعالجة المواد الخطرة والتنسيق مع مختلف الجهات المحلية والأجنبية. أعاد المرفأ إلى الحياة، ومسح الأضرار، ونظّم أعمال التنظيف والترميم، ووزّع المساعدات وتابع شؤون المتضرّرين، وحمى أرزاق الناس ومنازلهم...
القطع الأقرب إلى موقع الانفجار أُصيبت بشكلٍ مباشر، ولكنّها كانت أول من هرع لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات. خسر الجيش في هذه الكارثة 8 شهداء وتكبّد مئات الجرحى والأضرار في المباني، ولكنّه تعالى على جراحه ليداوي جراح قلب الوطن، جراح بيروت. خلال دقائق كانت القطع جميعها منخرطة في عمليات البحث والإنقاذ والإسعاف. وحين أعلن مجلس الوزراء حالة الطوارئ في بيروت، تسلّم الجيش زمام المسؤولية ووُضعت تحت تصرّفه القوى المسلحة كافة.
اتخذت قيادة الجيش الإجراءات التي تكفل تنسيق الجهود وتكاملها وتحقيق الفاعلية القصوى في مواجهة الكارثة. فأنشأت غرفة عمليات تولّت أعمال البحث والإنقاذ، وغرفة طوارئ متقدمة نظّمت كل المبادرات الجماعية والفردية التي تطوّعت لتقديم المساعدة. شكّلت لجانًا لتقدير الخسائر ومسح الأضرار، وثانية لتسلّم المساعدات، وثالثة لتسليمها للمستفيدين ودفع التعويضات... تمّ تأطير كل الأعمال المتعلقة بمعالجة آثار الكارثة والتخفيف من تداعياتها بسرعةٍ قياسية.
في الأحياء المنكوبة الكل جيش... آلاف الشبان والشابات هبّوا للمساعدة في إعادة إعمار بيروت وإحيائها ومساعدة المواطنين المتضررين. ودوريات الجيش على مدار الساعة ضمنت حفظ أمن الأحياء والمنازل والأرزاق ومنع السرقات. وفي موازاة دعم المدنيين، كان على عاتق الجيش أيضًا مداواة نفسه، من خلال مهمة إعادة الحياة إلى المراكز المتضرّرة بأسرع وقت ممكن.
بين الدموع وصرخات الألم ومشاهد الدمار كان الجيش التجسيد الحقيقي لفعل التضحية، والعنوان الأساسي للأمل بالنهوض من جديد.


في موازاة ذلك...
هذه المهمات الكبرى التي تولّاها الجيش خلال العام 2020، ما هي إلّا عناوين عريضة لسجل مهمّاته التي تمتلئ صفحاتها بالمتفرقات. فهذه المسؤوليات الضخمة لم تُثنِه أو تُلهِه عن مهمّاته الأساسية، فكانت وحداته تتابع مهمّاتها الأخرى من ضبط الحدود ومنع التهريب، إلى مكافحة الإرهاب وملاحقة مرتكبي المخالفات والجرائم، وفضّ الخلافات وتطويق الإشكالات، وتوزيع المساعدات وغيرها...


على الحدود
من أولى واجبات الجيش الدفاع عن حدود الوطن ضدّ أي اعتداء خارجي، وقد حظيت حدود لبنان الشمالية الشرقية باهتمامٍ بالغ، من خلال تخصيص قسم كبير من عناصره وإمكاناته لضمان الأمن ومنع التهريب، بعد أن باتت الدولة حاضرة على هذه الحدود لأول مرة منذ الاستقلال بفضل دماء شهدائه.
الواقع الجغرافي والديموغرافي لحدودنا الشرقية الشمالية يضاعف مسؤوليات الجيش ومهماته. إذ طالما شهدت هذه الحدود عمليات تهريب للأسلحة والذخائر والأشخاص والبضائع والمنتجات باستعمال المعابر غير الشرعية. اتّخذت الوحدات العسكرية المنتشرة في ظروف بالغة القسوة الإجراءات الضرورية لضبط الحدود ومنع التهريب، وعملت بشكلٍ شبه يومي على إقفال معابر غير شرعية، وأوقفت الكثير من المهرِّبين، ومجموعات من الهاربين والمخالفين، ودفعت في سبيل ذلك دماء غالية.
جنوبًا، ما انكفأ العدو الإسرائيلي عن ممارسة الخروقات اليومية، والاعتداءات على السيادة اللبنانية جوًّا وبرًّا وبحرًا. وبينما أجبر جيشنا العدو على التراجع عدة مرات، كانت له مواقف حاسمة من الخروقات التي يتابعها مع اليونيفيل، خصوصًا في الاجتماعات الثلاثية الدورية التي تُعقد في رأس الناقورة.
وفي 14 تشرين الأول، انطلقت صفارة التفاوض التقني غير المباشر لترسيم الحدود الجنوبية البحرية، فشُكّل وفد ضمّ ضباطًا من الجيش وتقنيين لمتابعة الملف، إنفاذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واستنادًا إلى دراسة أعدّتها قيادة الجيش وفق القوانين الدولية.


مهما كانت الأثمان!
معركة «فجر الجرود» انتهت، لكنّ الوعد بالاقتصاص من الإرهابيين وفاءً لدماء الشهداء عهد تمسّك به الجيش. فمهماته المتعددة لم تشغله عن الاستمرار في مواجهة العدو الإرهابي وتنظيف الوطن من خلاياه وأفراده مهما كانت الأثمان!
ونتيجة التحقيقات والمتابعات والمداهمات المختلفة، نفّذ الجيش العديد من العمليات النوعية التي تمّ من خلالها توقيف شبكات وأشخاص لانتمائهم إلى مجموعات وتنظيمات إرهابية، ولمشاركتهم في اعتداءات ومعارك ضد الجيش، أو لتمويل إرهابيين. كذلك، تمّ إحباط مخططات خطيرة لخلايا إرهابية كانت في صدد تنفيذ أعمال أمنية في الداخل اللبناني، بينما تتابع وحداته المختصة تنظيف جرود عرسال من العبوات التي خلّفها الإرهابيون.
بعض العمليات التي نفّذها الجيش في إطار مواجهة الإرهاب والتهريبv كان ثمنه غاليًا، إذ أُضيفَت أسماء إلى قافلة الشهداء...
في 9 آذار، وخلال ملاحقة سيارة مسروقة واستعادتها من المعتدين على أملاك المواطنين وأرزاقهم وأمانهم، كَمَنَ المجرمون للجيش في محلة المشرفة - الهرمل فاستشهد ثلاثة عسكريين. وبعد أسبوعَين تعرّض عسكري آخر لكمينٍ مسلّح أدّى إلى استشهاده.
في 13 تموز، أطلق مسلحون النار باتجاه دورية للجيش ومراكز عسكرية في طليا وبريتال والخضر ودورس، ما أسفر عن استشهاد عسكري.
في 13 - 14 أيلول، وخلال ملاحقة إرهابيين متورطين بجريمة كفتون التي حصلت في 21 آب وذهب ضحيتها ثلاثة شبان من البلدة، سقط 4 شهداء للجيش في أثناء دهم منزل أحد منفّذي الجريمة في محلة جبل البداوي - المنية، واستشهد آخران بعد أن أحبطا مخططًا لإرهابي كان ينوي تفجير نفسه داخل قيادة الكتيبة 23 في عرمان - المنية.
في 6 تشرين الأول، وفي أثناء قيام دورية من فوج الحدود البرية الرابع بتنفيذ مهمة في جرد عرسال على طريق معبر الفتحة، أقدم أشخاص يستقلون دراجات نارية، على إطلاق النار باتجاه عناصر الدورية ما أدّى إلى استشهاد أحد العسكريين.
يستشهدون ليبقى الوطن وأمنه وأمانه، يذهبون إلى المهمة عارفين أنّهم قد لا يعودون، ورغم ذلك لا يهابون المصير ما دامت المهمة سامية ونتائجها تعود بالخير على الجميع.


مكافحة الجرائم
بيانات قيادة الجيش التي تُنشَر وتُعمَّم في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعة، خير دليل على الكمّ الهائل من التوقيفات التي تقوم بها الوحدات في مختلف المناطق، والجهد الجبّار المبذول لحماية عائلاتنا من الأذى الذي قد يتسبّب به المجرمون أو المرتكبون.
آلاف الأشخاص، لبنانيون ومن جنسيات مختلفة، تمّ توقيفهم خلال هذا العام، لتورّطهم في جرائم مختلفة على كامل الأراضي اللبنانية: أعمال سلب ونشل وسرقة، ترويج المخدرات وتعاطيها، افتعال المشكلات وإطلاق النار، ترويج عملة مزوّرة، تهريب أشخاص وتشكيل عصابات، القتل، التجول بطرق غير قانونية، الاحتيال، انتحال الصفة، نقل أسلحة حربية، حجز حرية مقابل فدية مالية، تبييض أموال، إتجار بالبشر، إطلاق نار على الطيور المهاجرة، ممارسة مهنة الصيرفة من دون ترخيص، وغيرها...
كذلك، تدخّل الجيش في العديد من المناطق والأحياء لفضّ المشاكل والخلافات الشخصية والعائلية وتطويق الإشكالات التي تطورت ووصلت إلى حد استعمال السلاح.


وبعد...
وبعد... لطالما كان الجيش إلى جانب المواطنين في الكوارث والأزمات العصيبة، يده ممدودة دائمًا لتقديم العون لهم. وقد تجنّد عسكريو الوحدات مع مديرية التعاون العسكري - المدني لتنفيذ مهمات إنسانية، منها:
- توزيع المساعدات والحصص الغذائية على العائلات الأشدّ فقرًا، وعلى عائلات تلامذة المدارس الرسمية، وذوي الاحتياجات الخاصة.
- توزيع المساعدات المالية على العائلات المحتاجة والذين تعطّلت أعمالهم وفقدوا وسيلة رزقهم بسبب وباء كورونا، وعلى مصابي الألغام وعائلات المتوفين منها، وسائقي السيارات العمومية.
- توزيع الحصص الغذائية والمساعدات المالية على العائلات المتضررة جراء انفجار مرفأ بيروت.
كذلك، آزرت وحدات الجيش وطوافاته الدفاع المدني في إخماد حرائق اندلعت في تواريخ ومناطق مختلفة، وشارك العسكريون في تنظيف الشاطئ والآثار وفي غرس الأشجار، ولبّوا النداء عند طلب أي مساعدة إنمائية...
سنة حافلة، تحمّل الجيش خلالها أعباء ثقيلة... وهو دائم الاستعداد لتنفيذ كل ما يُطلب منه حتى لو لم يكن ذلك من ضمن مهمّاته ومسؤولياته، همّه الوحيد التخفيف عن كاهل أهله، ومدّ يد المساعدة لهم في كل ما يحتاجونه.
جيشنا ليس فقط ذلك المدافع عن حدود الوطن، بل بات هو «الملاك الحارس» الموجود في كل مكان وزمان، يهبّ للمساعدة، يجفّف الدموع ويزرع الابتسامة والشعور بالطمأنينة أينما حلّ..
وفي حين حلّت كل الأعياد هذا العام خجولة وحزينة وصامتة في خضمّ كل هذه الأزمات، وحده عيد الاستقلال حلّ بمعناه الحقيقي. عاد هذا العيد بكل ما يعنيه من تضحيات بذلها الجيش على مدى عقود وما زال، لنحيي ذكراه لا باحتفالاتٍ واستعراضات، بل بأحداثٍ تثبت يومًا بعد يوم أنّ الاستقلال ليس شعارات نرفعها على اللافتات... الاستقلال هو مرادف لكل نقطة دم ذرفتها المؤسسة العسكرية من أجل هذا الوطن، فحماية الاستقلال هي الاستقلال!