قواعد التغذية

الغذاء المناسب لمريض الكورونا
إعداد: الرقيب كرستينا عباس

للنظام الغذائي الذي يتّبعه الإنسان تأثيرٌ كبير على صحته. في الوضع الراهن ومع انتشار وباء كورونا، تزيد أهمية نوعية الأطعمة التي يتناولها المريض، إذ ثمة عناصر غذائية تحدّ من عوارض الإصابة بالفيروس وتساعد على الشفاء بشكل أسرع.

 

للنظام الغذائي الذي يتّبعه الإنسان تأثيرٌ كبير على صحته. في الوضع الراهن ومع انتشار وباء كورونا، تزيد أهمية نوعية الأطعمة التي يتناولها المريض، إذ ثمة عناصر غذائية تحدّ من عوارض الإصابة بالفيروس وتساعد على الشفاء بشكل أسرع.
من المعروف أنّه لا يوجد حاليًا دواءٌ يشفي من كورونا، لكنّ النظام الغذائي الذي يتّبعه المصاب يمكن أن يسرّع شفاءه ويقتل الفيروس، بحسب اختصاصية التغذية السيدة إلهام الدرزي التي تشير بدايةً إلى أنّ العناصر الغذائية المكوّنة للأطعمة تنقسم إلى قسمين: Macro-nutriments (مثل البروتينات، الدهون والنشويات) و Micro-nutriments (مثل الفيتامينات والأملاح المعدنية). وتؤكّد أنّه لا يمكن إهمال أي عنصر من العناصر الغذائية المذكورة حتى وإن كان الإنسان في صحة جيدة، فكيف إذا كان مريضًا؟!


غذاء لا بدّ منه...
في ما يتعلّق بالعناصر الغذائية الـ Macro-nutriments، فهي ضرورية للمصاب بفيروس كورونا، وتقول الدرزي إنّه يجب أن يتناول أطعمة غنية بالبروتينات والدهون الجيدة والنشويات. نجد البروتينات في البقول على أنواعها (مثل الفاصولياء، الفول، الصويا...)، واللحوم والأسماك والطيور، ومنتجات الحليب والبيض. أما الدهون الجيدة فهي الموجودة في الزيوت وليس في السمنة أو الزبدة. وأفضلها للجسم هو زيت الزيتون، وباقي الزيوت (زيت الذرة، زيت دوار الشمس...) مفيدة ولكن بكميات قليلة.
نجد النشويات في الحبوب والخبز (القمحة الكاملة أفضل)، ولكن علينا اختيار النشويات التي يمتصها الجسم ببطء، وهي موجودة في الحبوب غير المقشورة. في المقابل يجب الابتعاد عن السكّريات السريعة (الموجودة في الحلويات)، والنشويات سريعة الامتصاص (مثل المعجنات) والنشويات المقلية (مثل البطاطا المقلية) لأنّها تخفّف المناعة. المعجنات مثلًا يمتصها الجسم بسرعة، ما يؤدّي إلى وصول السكر إلى الدم بسرعة ويضعف المناعة.


الفيتامينات
من ناحية أخرى، تقول الدرزي إنّ المكمّلات الغذائية Micro-nutriments أي الفيتامينات والأملاح المعدنية، مهمّة جدًا في غذاء المصاب بفيروس كورونا. فالمصاب بحاجة ماسة لفيتامين C الذي نجده في الحمضيات (مثل الليمون، الحامض، الغريفون، البوملي، الكيوي...)، والخضار والفواكه غير المجففة. ويحتاج المصاب بفيروس كورونا أيضًا إلى الزنك الذي يُعتبر عنصرًا مهمًا لمحاربة الـinfection virale، فهو يسرّع الشفاء. يتوافر الزنك في الحبوب الكاملة، إلّا أنّ الأكثر فعالية هو الموجود في المنتجات الحيوانية مثل الأسماك وثمار البحر والبيض والجبنة واللحوم خصوصًا الكبد).
تشير الدرزي إلى أنّ 80 % من مصابي الفيروس الذين أُدخلوا العناية الفائقة كان لديهم نقص بالفيتامين D، لذلك من الضروري أن يحوي الجسم الكمية المطلوبة منه. والمصدر الأساسي الذي يؤخذ منه هو أشعة الشمس. غذائيًا، يوجد الفيتامين D في الأسماك المدهنة (مثل السردين، السومو...)، وأعضاء الحيوانات (مثل الكبد والطحال)، لكن أفضل مصدر له يبقى أشعة الشمس. أما الفيتامين B فيتوافر في مختلف المأكولات التي نتناولها وخصوصًا في الخضار والفاكهة (يفضّل تناولها مع قشرتها)، والحبوب الكاملة والبقول واللحوم. لكن لا بد من الإشارة إلى أنّ الفيتامين B12 يتوافر فقط في المصادر الحيوانية، وخصوصًا الكبد والبيض والألبان والأجبان.


... ومكملات
تقول الدرزي إنّ الحديد ضروري لمصاب الكورونا، فنقص الحديد يؤدي إلى ضيق في التنفّس لدى الإنسان وإن لم يكن مريضًا، وبالتالي فإنّ حامل الفيروس لا يمكنه بالطبع تحمّل هذا النقص. مصادر الكريات الحمر التي تزيد كمية الحديد في الجسم هي جميع الأطعمة السابق ذكرها، وهو مثل الزنك يكون أكثر فعالية إذا تم الحصول عليه من المنتجات الحيوانية. أما الـ omega 3 المستخرج من زيت السمك، فلا يتم إنتاجه في الجسم بل يؤخذ من المصادر الخارجية مثل تناول الأسماك مشوية أو مدخّنة. لكنّ مريض الكورونا يحتاج إلى تناوله على شكل حبوب أدوية لأنّها تمنحه الكمية اللازمة له.
أما من ناحية المشروبات، «فمن المهمّ جدًا أن يشرب مريض كورونا ليترين من المياه يوميًا، ويمكن أكثر إذا كان لون البول داكنًا، على ألّا تكون باردة لأنّ البرودة مناخ محبّب جدًا للفيروس»، وفق ما تقول الدرزي التي تؤكد: «يمنع منعًا باتًا على مريض الكورونا تناول المشروبات الباردة بل الاكتفاء بالساخنة فقط».


ما بعد الشفاء...
بعـد الشفـاء مـن المـرض، من الضـروري أن يحافـظ الشخـص علـى نوعيـة الأطعمـة التـي تناولهـا في أثنـاء المـرض لتبقـى مناعتـه عاليـة، فـلا يكـون معرَّضًـا لفيروسـات وأمـراض أخـرى. وتشـدّد الدرزي علـى أنّ من المهـم جـدًا فـرز الطعـام بحسـب أقدميتـه وتنـاول القديـم قبـل الجديـد، وعدم إبقاء الأطعمة القديمة لفترات طويلة، كما يجب حفظها في درجات الحرارة المحدّدة لكل نوع طعام. ولا ننسى أنّ غسـل اليديـن أساسـي قبـل تنـاول الطعـام وبعده للوقاية من الأمـراض. وتشيـر الدرزي إلـى أهميـة ممارسـة الرياضـة بعـد الشفـاء من فيروس كورونـا، لأنّهـا تفتـح شراييـن الرئتيـن فتحميهمـا من أعـراض جانبيـة، قـد يسببهـا الفيـروس لاحقًـا إذا استمـر انسـداد الشراييـن لفتـرة طويلـة بعد التعافـي.
ختامًا، يبقى المثل الشهير «درهم وقاية خير من قنطار علاج» سيّد الموقف. فمن الأفضل لنا أن نأخذ الاحتياطات كافة للوقاية من الفيروس، على أن نواجه الإصابة به التي قد تؤدي إلى إيذاء الآخرين وأحيانًا الموت!

 

 

برنامج نموذجي
تنصح اختصاصية التغذية إلهام الدرزي باتّباع البرنامج الآتي (إلّا في الحالات الخاصة):
فطور: حليب، شوفان، مكسرات، فاكهة أو بيض، خبز بكمية قليلة، حبة خضار غنية بالألياف.
سناك: حبة فاكهة، ويمكن أن نتناول قبلها نصف قبعة خبز مع حبش أو لبنة مع خضار.
غداء: يخنة لبنانية (أي نوع) بكميات زيوت معتدلة من دون ليّة (صحن أو اثنان)، صحن سلطة أو خضار مسلوقة. أو 180 غرام لحمة، بطاطا مشوية، سلطة. أو دجاج مع بطاطا، سلطة.
سناك: كف قلوبات نيْئة أو مكسرات، ملعقة صغيرة عسل أو قطعتا تمر أو قطعتا شوكولا مر 15 غرام كل قطعة. أو بيضة مسلوقة (على ألّا يأكل في الأسبوع سوى 4 صفارات بيض).
عشاء: شوربة خضار مع 30 غرام لحمة موزات، أو سندويش لبنة مع خضار، أو علبة تونا صغيرة، أو فيليه سمك مشوية مع 100 غرام بطاطا مسلوقة أو بوريه مع حبة خضار.