وقفة وفاء

65000 متر مربـع حاكها الوفاء تحية للجيش

«إنّ أول ما يميّز أي دولة من دول العالم أو أي مؤسسة ومجموعة وحركة سياسية وثقافية وإجتماعية هو علمها. إنه العلم الذي يخفق في الفضاء ويظلّل تراب البلاد ويتقدّم مسيرة الشعب...».
بهذه العبارات استهل رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري كلمته ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي، في احتفال نظّمته وزارة الدفاع الوطني في قاعدة رياق الجوية، حيث جرى عرض العلم اللبناني الذي كسر الرقم القياسي لأكبر علم في العالم، وتمّ تصنيعه بمبادرة هدفها تكريم الجيش اللبناني في الذكرى الـ65 لتأسيسه.


الحضور
تقدّم الحضور رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وحضر وزير الشباب والرياضة علي عبدالله، السيد نبيل البراكس ممثلاً وزير السياحة فادي عبود، منسّقة مكتب الوكالة الوطنية في زحلة مريانا الحاج العوطة ممثلة وزير الإعلام طارق متري، سفير لبنان في الكويت بسام النعماني، ممثل مجموعة غينيس للأرقام القياسية القاضي طلال العمر، مموّل المشروع السيد وديع العبسي وعقيلته، صاحبا الفكرة المغترب أشرف مكارم والكويتي خالد عثمان، وحشد من ضباط الجيش اللبناني والقوى الأمنية ومن رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

 

الوقائع
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ثم جرى نشر الجزء الأخير من العلم اللبناني على وقع موسيقى الجيش وبمواكبة مروحية من القوات الجوية التابعة للجيش اللبناني، تولت التصوير من الجو. بعدها قام مكارم بقياس العلم أمام ممثل مجموعة غينيس للأرقام القياسية القاضي طلال العمر الذي أعلن أن العلم اللبناني هو الأكبر في العالم، وأن لبنان دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية.
فقد بلغت مساحة العلم 65970 متراً مربعاً ومساحة الأرزة الخضراء فيه 10452 متراً مربعاً، وطوله 325 متراً وعرضه 202 متراً ووزنه 8 أطنان، وقد تولى عرضه 250 عنصراً من الجيش اللبناني.
إنه العلم الأكبر في العالم بحيث تجاوزت مساحته مساحة العلم المغربي التي بلغت 60000م2.
تولّى تصنيع هذا العلم شركة «فيستا» (Fiesta) الكويتية برعاية وزارة الدفاع اللبنانية وبتمويل من رجل الأعمال اللبناني وديع العبسي. وقد استغرق هذا العمل عدة أشهر واستخدم فيه طن من الحبر الأخضر، ونقلته الى لبنان شركة طيران الشرق الأوسط.
تخللت الحفل كلمات لكل من اللواء الركن شوقي المصري والسيدين وديع العبسي وأشرف مكارم.

 

اللواء الركن المصري
رئيس الأركان استهل كلمته بالترحيب  بالحضور ناقلاً «تحية دولة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الوطني، الأستاذ الياس المر، ومحبته، واعتزازه بهذا النشاط الوطني الذي يعبّر خير تعبير عن حماس وطني عامر، ومشاعر إنسانية سامية تؤكّد الحنين الى الوطن، والإخلاص لأبنائه، والإستعداد للتضحية في سبيل حقوقه المشروعة على كل صعيد».
وقال:
إن أول ما يميز أي دولة من دول العالم أو أي مؤسسة ومجموعة وحركة سياسية وثقافية وإجتماعية، هو العلم. إنه رمز يخفق دائماً في الفضاء الوطني ويظلّل تراب البلاد، ويتقدّم مسيرات الشعب على طريق المجد والإنتصار.
وكانت للعلم اللبناني الحظوة بين أعلام الدنيا بأن زها بألوان جميلة تجاورت في انسجام وتآلف أوحت بهما الطبيعة الجميلة لهذا الوطن، وأشارت اليهما تضحيات اللبنانيين بالعرق والدم، اللذين بذلا على مدى التاريخ في سبيل الحرية والإستقلال والكرامة.
وأضحى علمنا الوطني عنواناً لهذه البلاد، ورمزاً لوحدتها، وراح يرخي بظلاله على صفحات تاريخها على الرغم من حداثته، ويرفرف فوق مؤسساتها جميعاً في الداخل وفي الخارج، ويلتحق بأبنائها أينما ارتحلوا وحلّوا، وهذ ما جرى بالتحديد في دولة الكويت الشقيقة، مؤخراً، حيث غمر الحنين الى الوطن أبناء الجالية اللبنانية هناك، فكانت فكرة هذا العلم العملاق الذي يثبت للعالم مرة جديدة أن هذا الوطن يتخطّى الحدود بطموحه، وإرادة أبنائه وانفتاحهم على الحضارات والمعارف، وقدرتهم على التصرّف والتآلف والتعاون، لما فيه خير بلادهم، وخير البشرية جمعاء.
وتأتي هذه الخطوة المميّزة لتزيد قدرة علمنا الوطني على تمتين وحدتنا، وزيادة تضامننا، في مواجهة الأخطار الخارجية التي تتمثّل في مخططات العدو الإسرائيلي وأطماعه بأرضنا وخروقاته لأجوائنا، كما أنها تعمّق السعي الداخلي المشترك في البلاد، من أقصاها الى أقصاها، بهدف دعم المؤسسة العسكرية، وتزويدها العتاد الحديث الذي يوازي تضحيات أبنائها، والذي يمكّن وحداتها من تأدية المهمات العملانية على كل صعيد، خصوصاً في شؤون المحافظة على الأمن والإستقرار، وحماية السلم الأهلي، وترسيخ الإنتماء الوطني والإرتباط بالأرض والجذور.
وفي الختام شكر الحضور ومنظّمي الإحتفال، «خصوصاً القيّمين على شركة فيستا على مساهماتهم الكبيرة، والسيد وديع العبسي على دعمه المادي والمعنوي، والسيد أشرف مكارم على دعمه التقني والتنفيذي»، كما حيّا «الوحدات العسكرية التي شاركت في تنفيذ هذا الإحتفال وإنجاحه في هذا الصرح العسكري العريق، قاعدة رياق الجوية»، و«دولة الكويت الشقيقة، إمارة وحكومة وشعباً، لوقوفها الدائم الى جانب لبنان ودعمها المتواصل لقضاياه الوطنية العادلة».
العبسي
 

السيد وديع العبـسي استهل كلمتـه بالقول:
«ها العلـم وقد أبحـر على غرار أجداده وبلغ ميناءه، صحيح أنه لم يخـض عباب اليم بل أبحر جواً لينتقل من مسقط رأسـه الى مسقط قلبه...
هذا هو لبنان، وهذا هو اللبناني صاحب المبادرات الفردية التي تجعل الرؤوس تشمخ والقلوب تنبض فخراً واعتزازاً، وهذا هو المغترب اللبناني الذي قلبه في وطنه وعينه عليه... وهذا هو الوطن الذي تذود عنه مؤسسة الجيش، المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تجمع كل اللبنانيين، والوحيدة التي قدّمت وما زالت والتي هي على استعداد أن تقدّم شهداء من كل الأديان والطوائف، شهداء، لا ينتمون الى أديانهم وطوائفهم، بقدر ما ينتمون الى طائفة الوطن الذي هو وطن الجميع، كما الجيش الذي هو جيش الجميع والذي نحييه اليوم ونشكره».
وأضاف العبسي محذراً من «المساس بالجيش لأنه مساس بالوطن. فالجيش، هذه الثابتة الكونية هو رمز الوطن، وطن يزول بزوالها، وينتفي فيه الوجود الحر السيد والمستقل. فلنقف جميعنا موحّدين وراء جيشنا نسانده بكل ما أوتينا من عزم وعزيمة، نلتف حوله، وندعم تسليحه ونستظل هذا العلم خيمة الأمان فوق رؤوسنا جميعاً، يقينا من كل طارئ وعدو يتربّص بنا وبوطننا».
واقترح في هذا الصدد متمنياً نيل موافقة قيادة الجيش «بأن نفيد من هذا العلم الكبير حجماً ورمزاً والذي تبلغ مساحته حوالى 65000م2 أي ما يوازي    65000.000سم2 فيتشارك اللبنانيون جميعاً في امتلاكه، عبر المساهمة بعشرة دولارات أو ما يوازيها، لقاء كل سم2، يحصل المتبرع لقاءه على سهم وشهادة رسمية تفيد بملكيته الرمزية لمساحة من علم بلاده، وسيعود الريع بالطبع الى تسليح مؤسسة الجيش، بعد أن يكون اللبناني قد ساهم عن رغبة وقصد في تمويل جيشه وتسليحه...».

 

مكارم
في كلمته أعرب مكارم عن اعتزازه ببلده «بلد الحرف والأبجدية، بلدي «طائر الفينيق» بلد الأدباء والشعراء والمبدعين والمخترعين، بلد الشعب الشامخ شموخ أرزه، الصامد صمود جباله، بلد الشعب الذي يعشق الحياة، المتجدّد تجدّد الربيع في سهوله وروابيه، بلدي الذي لا تنفك إرادة شعبه تتعاظم تعاظم أمواج بحره، بلدي الوطن الجامع الحرّ المستقل المقاوم لأعدائه والوفي لأمته».
وتابع: «يشرّفني أن أقدّم العلم اللبناني الأكبر في العالم، تكريماً لجيش بلادي، بمناسبة مرور 65 عاماً على تأسيسه، هذا الجيش الذي يشكّل المؤسسة الجامعة، لكل ما يرمز اليه لبنان من شرف وتضحية ووفاء، هذا الجيش الذي يستحق منا كمقيمين وكمغتربين الدعم بأشكاله كافة. اليوم تحقّق حلمي كمواطن لبناني، أعتز بهويتي وأحمل وطني في قلبي وعقلي، أن أقدّم الى بلدي هذا الإنجاز العالمي، بعد عمل دؤوب دام خمسة أشهر، وبدعم مالي ومعنوي من رجل الأعمال السيد وديع العبسي، وتنسيق كامل مع سعادة السفير اللبناني في الكويت الدكتور بسام النعماني، وتعاون مع وزارات الخارجية والداخلية والسياحة وبرعاية وزارة الدفاع الوطني، حيث أنني أؤكد لكم أن نجاح هذا العمل كان من الصعب تحقيقه، من دون مساندة الجيش اللبناني. ففي هذا المكان على مدى عشرين يوماً، كان العمل جارياً ليلاً ونهاراً على وضع اللمسات الأخيرة لهذا العمل الجبار...».
في ختام الإحتفال قدّم اللواء الركن المصري باسم قيادة الجيش درعاً تذكارياً لكل من السيد أشرف مكارم والسيد وديع العبسي عربون شكر وتقدير، وانتقل الجميع الى نادي الضباط في قاعدة رياق الجوية حيث أقيم حفل كوكتيل وتبادل أنخاب بالمناسبة.

 

تجميع أجزاء العلم
وصل العلم اللبناني الأكبر من الكويت الى مطار بيروت بشكل مجزّأ؛ فقد تمّ تصنيعه هناك لكن تجميع أجزائه حصل في لبنان نظراً الى مساحته الكبيرة.
وقد تمّ فصل 20 عنصراً من فوج التدخل الثاني للعمل على حياكة العلم (جمع أجزائه) وفرشه على أرض المطار وتعبئة حوالى 5000 كيس رمل من اللون الأحمر، الأبيض والأخضر لتثبيته. وقد استغرق عملهم الفترة التي امتدت من وصوله الى قاعدة رياق الجوية وحتى يوم الإحتفال في 10/10/2010 أي حوالى 20 يوماً من العمل الدؤوب والمتواصل.