دورات وتخريج

84 ضابطًا تخرّجوا حاملين لقب قائد كتيبة
إعداد: نينا عقل خليل

ممثل قائد الجيش: الوطن أكثر من أرض وشعب ودولة إنه حلم يعيش في أعماقنا


احتفلت كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان بتخريج الدورة الثامنة والثلاثين لقائد كتيبة في حضور العميد الركن كابي القاعي مسير أعمال الكلية ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي.
وحضر الإحتفال أيضًا ضباط من قيادة الجيش ومن الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة والمدربون والمحاضرون (ضباط ومدنيون).
ضمت الدورة 84 ضابطًا متخرجًا تصدّرهم الرائد الطيار رولان مرعب طليعًا للدورة.

 

كلمة ممثل قائد الجيش
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثم تلاوة مذكرة النتيجة النهائية للدورة، فتلاوة لائحة الشرف وتهنئة الضباط المميزين قبل تسليم الشهادات وتبادل الدروع بين طليع الدورة وقائد الكلية.
ممثل قائد الجيش العميد الركن قاعي توجه إلى المتخرجين بكلمة قال فيها:
إن قطار كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، ينطلق مع مطلع كلِّ عام دراسي على خطي سكته - الأركان وقائد كتيبة - في رحلة البحث عن حقيقتي العلم والمنطق، رحلة تتخللها مشاهد متنوعة من التجارب والخبرات المستقاة من عمق التاريخ حتى حديثه، تشخص إليها الأبصار وتحدّق فيها الأعين، فتجمع كل ما تراه لتحلّله البصيرة وتختزنه العقول.
وكأننا بتموز شهر مواسم الخير في هذه الكلية، فبعد أن كان الحصاد وفيرًا في مطلعه بتخرّج دورة الأركان الأخيرة، فإن لنا في منتهاه مع ضباط دورة قائد كتيبة موعداً آخر لقطاف الثمار التي أينعت بعد خمسة أشهر من التحصيل والمثابرة والاجتهاد.. هؤلاء الضباط المنتدبون من مختلف وحدات الجيش الممثلة بهذا الحضور البهي، سيلتحقون قريبًا في وحداتهم المنتشرة على مساحة الوطن من أقصاه إلى أقصاه، حاملين معهم زادًا علميًا قيّمًا، سيتدفق في شرايين الجيش كتدفق الدم في العروق، زادًا مصدره معجن كليةٍ نفتخر بها وتفتخرون، هي كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان التي ساهمت بفاعلية في ضخّ روح الحداثة والتجدد في تلك الشرايين.
وأضاف قائلاً:
إن أساليب قيادة لفيف تكتي وفنونها، في مختلف الظروف والمواقف، دفاعيةً كانت أم هجومية، هي المهمة الأساسية لدورة قائد كتيبة. وتحت هذا العنوان، تندرج جهود المدربين والمتدربين على السواء، في سبيل تحصيل أقصى ما يمكن من المعرفة، وأقرب ما يمكن من التفوق، وتحت هذا العنوان أيضًا، تتابع آلية التعليم في الكلية مسيرة تطوّرها، مدفوعة بقوة التغيير وزخم التجدد. غير أن أمام هذا التغيير مصاعب ودونه عقبات، لكننا مصممون وبإرادة صلبة على عبور جسر التطور والحداثة نحو ضفة الرقي والتألق.
وقال:
أيها الضباط المتخرجون
تشاء الصدف أن يقترن موعد تخرجكم أو يكاد، مع عيد الجيش هذا العام، ما يجعل فرحتكم، كما فرحتنا بكم، تتضاعف لتعبّر من جهة، عن نشوة النجاح لديكم، باجتياز هذه المرحلة المهمة من تاريخكم العسكري، ومن جهة أخرى عن نشوة الرضى لدينا، من خلال إسهامنا في رفد المؤسسة الأمّ بلفيف من القادة الجدد، المؤهلين علمياً وثقافياً وعسكرياً، للقيام بالدور المطلوب منهم مستقبلاً...
اليوم وبعد أن أنجزتم واحدةً من أهم مراحل تطوير الذات اللامتناهية، ستتسلمون شهادة، تفيد بأنكم جديرون بقيادة كتيبة، وهي شهادة تقدير لكم استحقيتموها بجهودكم المبذولة طوال هذه المدة، بأيامها وساعاتها ودقائقها، فلكم بنهايتها أن تعتزوا بأنفسكم، ولنا أن نبارك لكم هذه الإنجاز...
انطلاقاً من قول مأثور مفاده: «إن المرء يشيخ عندما يتوقف عن التقدم والتطور»، أدعوكم وانتم تغادرون أبواب الكلية أن تلتفتوا إليها بنظرة امتنان، وان تعدوها بل تعدوا أنفسكم بالعودة إلى قاعاتها ثانية لمتابعة دورة الأركان، لأن مسيرة العلم في الجيش مسلسل من الاجتهاد المستمر، سعياً إلى بلوغ قمة المعرفة، التي قد ندنو منها أكثر، ولكن أنّى لنا إدراكها...
أخيراً عليكم أن تعلموا أن الوطن هو أرض وشعب ودولة، لكنه قبل ذلك كلّه، هو حلم يعيش في أعماقنا، حلم يمتد من وجدان إلى وجدان، وتتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل...