على الحدود

Hoffman: هولندا ستبقى إلى جانب لبنان والجيش أساس استقراره
إعداد: ندين البلعة خيرالله

تسلّم الملحق السياسي لدى السفارة الهولندية في لبنان السيد Bart Hoffman منصبه عقب انفجار الرابع من آب الماضي. لحسن الحظّ كان قد زار لبنان في العام 2017 في عطلة سياحية، فتسنّى له التعرف إلى بيروت المدينة الجميلة قبل أن يصيبها ما أصابها.

 

يعرف Hoffman حق المعرفة ويؤكّد أنّ التحديات والأزمات التي يواجهها لبنان في هذه الفترة، لا تنفي كونه دولة تملك الكثير من الإمكانات والفرص. وفي وسط كل هذه الأزمات، يرى في الجيش أساسًا للاستقرار في لبنان، ويشدّد على أنّ هولندا كانت منذ سنوات إلى جانبه، وستبقى.

 

لبنان أحد دول التركيز

يأتي دعم المملكة الهولندية كما باقي الدول الأوروبية للبنان، في إطار سعيها إلى تعزيز الاستقرار في دول المنطقة غير المستقرة (سوريا، العراق...) ما ينعكس استقرارًا في دولها. ويشرح Hoffman: «كجهات مانحة نسعى إلى تعزيز مقومات الأمن في لبنان، من خلال دعم القدرات في المؤسسات الأمنية، وخصوصًا في الجيش اللبناني. هذا الجيش هو بالنسبة لنا مؤسّسة محترمة تحظى بتقديرٍ كبير، ليس من قِبَل الشعب اللبناني فحسب بل أيضًا من قبل المجتمع الدولي».

وفي حين شهدت هولندا انتخابات تشريعية في شهر آذار، يأمل Hoffman وزملاؤه أن يبقى لبنان أحد دول التركيز للسياسة الخارجية الهولندية. وفي غضون ذلك، تتابع هولندا مشاريعها مع الوكالات الحدودية اللبنانية، والتعاون العسكـري - المدني Cimic، بالإضافة إلى إزالة القنابل من جنوب لبنان وشرقه.

 

الاستفادة القصوى

غالبًا ما تركّز الدول الداعمة على المجالات والمهارات التي تملك معرفةً واختصاصًا بها، وذلك للاستفادة القصوى. ومن جهة المملكة الهولندية، فهي تستخدم خبرتها في مجال التعاون العسكري - المدني Cimic، وإدارة الحدود وخصوصًا في مجال أمن الوثائق. كما أنّها تؤدّي دورًا فائق الأهمية في التنسيق بين مختلف الجهات الداعمة، وذلك لتأمين الترابط بين المشاريع وتعزيز فعاليتها من خلال تنظيم اجتماعات شهرية.

 

• كيف تقوّمون التعاون مع الجيش اللبناني؟

- إنّ علاقتنا بالجيش اللبناني مستمرّة منذ سنوات وهي ممتازة وقد شهدت تطوّرًا ملحوظًا، ما سهّل التواصل في مواضيع تهمّنا كالمسؤولية الاجتماعية والبيئية والجندرة وغيرها، ونلاحظ تطبيقها بفعالية في صفوف الجيش، كما في مختلف المؤسسات الأمنية.

هذا التعاون الفاعل والتطور الذي تشهده العلاقات بين الجهات الداعمة ولبنان وتحديدًا جيشه، يترك أثرًا في نفس ممثلي الدول الصديقة والشقيقة. وفي ظل المعاناة التي أنهكت كاهل لبنان، تمنّى Hoffman أن يتمكّن هذا البلد من إيجاد سبيله نحو الاستقرار، من خلال جهود السياسيين فيه مُضافةً إلى دعم المجتمع الدولي.

وفي رسالة أخيرة يؤكّد متابعة الجهود والمشاريع، وتعزيز الجهود على الصعيدَين الإنساني والأمني، بالإضافة إلى تعديل بعض المشاريع لتتوافق والوضع الحالي. وتوجّه إلى الشعب والجيش بالقول: «لا تستسلموا، إبقوا أقوياء ونحن سنبقى إلى جانبكم، فلا بد أن تمرّ هذه الغيمة السوداء وستعرفون أيامًا أفضل».

السيد بارت هوفمان، الملحق السياسي للسفارة الهولندية في لبنان والمقدّم كاريل غريتسن، الملحق العسكري للسفارة في زيارة إلى مدرسة تدريب أفواج الحدود البرية، رياق.

 

دعم في الأزمات

عقب انفجار المرفأ، كان للمملكة الهولندية عدة مبادرات لدعم لبنان، أهمّها:

- إرسال فرق بحث وإغاثة مؤلفة من 64 شخصًا و8 كلاب متخصصة بالبحث تحت الركام.

- إسهام خبراء هولنديين بإعداد تقرير تقييمي سريع حول الخسائر الناتجة عن الانفجار، وذلك بالتعاون مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.

- تقديم التبرعات للصليب الأحمر اللبناني.

- قيام عدد من المنظمات غير الحكومية الهولندية بجمع تبرعات من المواطنين الهولنديين بلغت قيمتها 13 مليون يورو لإغاثة لبنان.