تكريم

NESA تكرّم العماد قهوجي وتمنحه لقب «الخريج المميز»
إعداد: باسكال معوض بو مارون

منح مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية الأميركي (NESA) قائد الجيش العماد جان قهوجي لقب «الخريج المميز». وقد أقيم للناسبة حفل استقبال في المجمع العسكري - جونيه، حضره العماد قهوجي ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان والقائم بالأعمال الأميركي ريتشارد ميلز ومدير مركز NESA جايمس لاروكو، وعدد من كبار ضباط القيادة والأركان وحشد من ضباط الجيش والمديرية العامة للأمن العام الذين سبق أن تابعوا دورات في المركز وفي جامعة الدفاع الأميركية - واشنطن.
وقد ألقى العماد قهوجي كلمة بالمناسبة، شكر خلالها إدارة المركز على تعاونها وثقتها بالجيش اللبناني وقيادته، مؤكدًا أن هذا التعاون يشكل جزءًا مهمًا من العلاقات التاريخية التي تجمع الجيشين الصديقين وتترسّخ يومًا بعد يوم، نتيجة الإنفتاح المتبادل والإرادات الصادقة لدى الجانبين والإيمان المشترك بالقيَم الإنسانية العليا.

 

كلمة العماد قهوجي
استهلّ العماد قهوجي كلمته بالقول:
«لقد كنت على قناعة تامة خلال متابعتي دورة NESA منذ ست سنوات خلت، بأن التواصل سيستمر بيننا، سواء على صعيد مؤسساتنا العسكرية، أو على صعيد علاقاتنا الإنسانية، لكنني لم أكن أنتظر أن يتم لقاؤنا بهذا الأسلوب المؤثّر الذي يعبّر عن الوفاء والأصالة والتقدير، إن لجهة اختياري الخريج المميّز، أو لجهة إقامة حفل الاستقبال هذا.
إنني أتلقّى هذه البادرة باعتزاز شخصي، وأتوجّه بخالص التقدير إلى الأساتذة والمدربين الذين تعاونوا معي خلال الدورة، وإلى الزملاء المتدربين الذين رافقوني على درب التطور واكتساب المعرفة، كما أنني أتوجّه بالتقدير أيضًا إلى الجيش اللبناني الذي أتشرّف بتولي قيادته في هذه الفترة المصيرية من تاريخ بلادي، وأهنّئ كلّ من تابع أو يتابع هذه الدورة من بين ضباطه.
وأضاف قائد الجيش قائلاً: «لقد كنا نلاحق أمورًا عسكرية مختلفة ضمن دروسنا وبحوثنا، تتناول الدول التي ننتمي إليها وصولاً إلى المسائل والقضايا الشاملة في الكون بأسره، خصوصًا وأن مناطق العالم باتت مترابطة أكثر وأكثر، وأن للشأن العسكري دورًا بشكل أو بآخر في إنجاز الحلول وتأمين الاستقرار، لكن ذلك لا يلغي اتجاهاتنا الواضحة للسعي إلى السلام في كلّ مكان، والتعاون بيننا واضح على هذا الصعيد، وما إسهامات البلدان الصديقة في نشاطات القوات الدولية العاملة في لبنان، إلا الدليل الواضح على ذلك، وأنتم تعرفون أن بداية الاستقرار عندنا تبدأ في الجنوب، حيث أعمال عدوانية إسرائيلية مستمرة، وأطماع كبيرة، مضى علينا أكثر من نصف قرن في مواجهتها والتصدّي لها».
وختم العماد قهوجي بالقول: «إن وطننا بحكم مسيرته التاريخية الطويلة، وموقعه الجغرافي المميز، ودوره الحضاري المستمر، يتأثر بما يجري حوله وفي العالم، خصوصًا ما يجري في بعض الدول العربية الشقيقة من مخاض سياسي، وخطوات تغييرية. إننا نقابل ذلك بعدم التدخل في شؤون الآخرين، وبتحصين الساحة الداخلية، وهنا يبرز دور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الاستقرار، وحماية حق التعبير والعيش بكرامة وأمان، كما أننا نقابله بالاستمرار في مسيرة الحرية واحترام الآخر وحماية التنوّع والتكامل بين أبناء مجتمعنا الواحد، وهذا ما درج عليه أجدادنا منذ البداية، حيث كانت جبالنا وسواحلنا مقصد طالبي الحرية في كلّ عصر، ولم يكن أحد يهدف إلى إلغاء الآخر. إن الوطن يتّسع للجميع، وفيه يتعاونون معًا في سبيل العدالة والسلام».


ميلز
القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد ميلز ألقى كلمة أشاد فيها بالعماد قهوجي كخريّج مميز من المركز، وشكره واللواء سلمان على استضافة المؤتمر السنوي الثاني للأمن الإقليمي الفرعي وتقديم التوجيه والدعم له.
وأضاف: «لقد كان رائعًا جدًا بالنسبة إليّ التعرّف على كيفية عمل جيوش بلدينا بشكل وثيق في أيامنا الحاضرة، بناءً على تاريخ يمتد 40 عامًا من الصداقة المتينة والتعاون، والواجب المشترك».
وأشار ميلز الى أن المؤتمر حقق نجاحًا هائلاً، فقد سلّط الضوء على الحالة الديناميكية التي تواجهها المنطقة وعلى قوة الشراكة حيث أن رعاية القوات المسلحة اللبنانية لهذا المؤتمر تؤكّد التزامها بتحقيق الاستقرار الإقليمي، كما أن تسهيلات مركز NESA تدلّ على التزام الولايات المتحدة دعم القوات المسلحة اللبنانية.
وقال: «إن الهدف من هذا التعاون العسكري بين لبنان والولايات المتحدة هو تعزيز قوة دفاع الجيش وتطويرها وجعلها أكثر احترافية حتى تطبّق بفعالية أكبر الأولويات الثلاث: تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والحفاظ على سلامة حدود لبنان، والتزام القانون الدولي الإنساني؛ كما أن حكومة الولايات المتحدة  تلتزم العمل مع القوات المسلحة اللبنانية، لأن الحكومة الأميركية تعتقد اعتقادًا راسخًا بأن جيشًا قادرًا ومنضبطًا، يتصرّف باسم الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا وباسم الشعب اللبناني، هو مفتاح الحفاظ على لبنان مستقر ومزدهر».
واختتم ميلز كلمته بتوجيه الشكر إلى القوات المسلحة اللبنانية من أجل شراكتها القوية مع الجيش الأميركي ومع مركز NESA، وأعاد تأكيد التزام الحكومة الأميركية الإستمرار مع القوات المسلّحة اللبنانية والشعب اللبناني على حدّ سواء وتطلّع إلى مزيد من التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني ومركز الـNESA والولايات المتحدة الأميركية.

 

لاروكو
أما السفير لاروكو فقد استهل كلمته بتحية الحضور مرحِبًا بخريجي مركز الـNESA، لافتًا الى أن المركز يفخر بخرّيجيه اللبنانيين الـ212 الذين يحتلون مكانـة مميزة جدًا، كما أن شراكة الـNESA، الخاصة مع القوات المسلحة اللبنانية، هي فريدة من نوعها ونشهد بالفعل ثمار هذه العلاقة الإيجابية بالنسبة الى الجيش اللبناني والمركز في آن معًا خصوصًا خلال هذه الفترة الانتقالية الإقليمية ونحن نتطلّع إلى مواصلة الروابط بيننا وتعزيزها.
وأشار السفير الى أن جائزة خريجي NESA العريقة تقدّم إلى أعضاء مميزين من مجتمع الخريجين يتم اختيارهم على أساس مساهماتهم في حفظ الأمن الإقليمي من خلال العمل في المنظمات الأكاديمية، الحكومية، أو الإنسانية.
وأثنى لاروكو على العماد قهوجي مبديًا سروره «بمتخرّج مميّز جدًا قدم مساهمات لا تقدّر بثمن للبرامج، والتواصل، والمجتمع، وعزّزت إنجازاته الحوار الجاري بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية وهو كان قد تابع في أيلول العام 2006 حلقة NESA الدراسية التنفيذية العليا، ويجري تكريمه كخرّيج مميّز لمساهمته المستمرة ودعمه البرامج الأكاديمية الجوهرية والمسائل الأمنية ذات الإهتمام الإستراتيجي المشترك».
وفي نهاية كلمته لفت لاروكو إلى أن «العماد قهوجي كان مؤيدًا مخلصًا للـNESA وبرامجها مع القوات المسلحة اللبنانية حيث جعلت قيادته برنامج NESA نموذجًا للمشاركة والتعاون مع لبنان، فتحققت نتائج هامـة للجيش اللبناني، وحصـدت نجاحاته كقائد للجيش إعترافًا رسميًا بما حققه حتى اليوم».
وقدم السفير لاروكو إلى العماد قهوجي شهادة ودرعًا تذكارية تكريمًا له على إنجازاته الكبيرة، فأهداه قائد الجيش بدوره درعًا تذكارية عربون شكر وتقدير على هذه اللفتة الكريمة.
ثم توجّه الحضور إلى حفل الكوكتيل الذي أقيم للمناسبة.