فجر الانتصار
إعداد: العميد دانيال الحداد
من مديرية التوجيه
ها قد تحقّق الانتصار على الإرهاب، ليبزغ معه فجر الجرود، مكحِّلًا بتبر شعاعاته عيون شهدائنا وجنودنا الأبطال. ها قد تحقّق الانتصار على الإرهاب بسواعد رجالنا الميامين، وارتفع علم الوطن شامخًا فوق قمم جرود السلسلة الشرقية وثغورها، وكأنّي بهذه الجرود تسترجع ماضيها الغابر يوم كانت تغفو تحت بساطٍ من الأرز والسرو واللزاب، قبل أن تفتك بها فؤوس الغزاة والطامعين في وهدةٍ من الزمن. ها قد تحقّق الانتصار على الإرهاب، فعادت الجرود بعد غربة إلى...

صراع الأقوياء
إعداد: العميد دانيال الحداد
مديرية التوجيه
أطلّ الربيع ذات عام موشّياً الطبيعة بسحر ألوانه وصفاء أجوائه، حاملاً إليها الخضرة والماء والنور والدفء، فخرجت الكائنات الحيّة من أوكارها تستجمّ تحت أشعة الشمس، وتتمتّع بالنعم والخيرات التي انهالت عليها بعد طول معاناة مع الشتاء، وانطلق شحرور الغاب يطوف التلال والسفوح ويقفز من شجرة إلى شجرة ومن غصنٍ إلى غصنٍ بفرحٍ عظيم، كيف لا، وهو الأكثر تميّزاً بين الطيور بطرائفه وأناقته وتغاريده العذبة الجميلة. وقد صودف في هجير أحد النهارات، بعد...

لعنة وحكمة
إعداد: العميد دانيال الحداد
قبل نحو عقدين من الزمن، قرّرت ابتياع منزل لعائلتي في إحدى بلدات المتن، فقصدت لهذه الغاية بعض الأصدقاء من ذوي الخبرة في الموضوع، فكان أن تزوّدت منهم عناوين أهمّ تجار البناء في المنطقة، المعروفين بمصداقيتهم وحرصهم على إنجاز المباني في الأوقات المحدّدة وبمواصفات جيدة وأسعار مدروسة. بعد مرور بضعة أيام، شرعت في زيارة هؤلاء التجار الواحد تلو الآخر، وتباحثت معهم في التفصيل المملّ في مواقع الشقق وأسعارها ومواصفاتها، وفي شروط عقد البيع بما...

مجزرة المطوق
إعداد: العميد دانيال الحداد
قبيل موسم هجرة الطيور، يتأهّب الصيادون استعدادًا للنزال، فينهمكون في تعهّد البنادق وتصنيع طلقات الذخائر أو ابتياعها، وتحضير معدّات الصيد المختلفة، من سترات وجربنديات وجعب و«شناكل» وغيرها، كما يتابعون بدقّة أحوال الطقس، ويستقون من أقاربهم وأصدقائهم باستمرار معلومات عن طلائع أسراب الطيور القادمة إلى لبنان، كمًّا ونوعًا. اتفق في أحد أيام الخريف خلال زيارتي صديقًا لي في منطقة البقاع، أن كان موسم هجرة طائر المطوق في ذروته، وكان...

جنديّ لبـنـان
إعداد: العميد دانيال الحداد
من مديرية التوجيه
يرابط على شرفات الوطن، وفوق كلّ تلّة وسفح وواد، وكأنّه في خصومة دائمة مع الراحة ومباهج الحياة، وانفصال ودّي مع عائلته وأهله وبني قومه. يتسلّح حينًا بالبندقية ليذود عن لبنان الذي أوصاه به القسم، وائتمنه عليه الأسلاف، وحينًا آخر بالإيمان والصمت، إذا ما نبتت الأشواك في جنبات العقول، وتغرّب ضوء الحقّ، وسقطت القامات والمقامات في وهدات التجارب، وصلب الوطن على أيدي بنيه.   جنديّ لبنان ليس كسائر جنود العالم، لأنه صاحب رسالتين: الأولى...