وقفة وفاء

أبناء الشهداء بين الشارقة ودبي
إعداد: جان دارك أبي ياغي

أيام حافلة بالرعاية والتشويق والذكريات

بعد رحلة فرنسا العام الماضي، ها هي مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري تفي بالوعد الذي قطعته على نفسها بأن يكون لأولاد شهداء الجيش ما أرادوا، رحلة سياحية كل عام إلى الخارج لاستكشاف بلد جديد.
وجهة الرحلة هذه المرة كانت إلى مدينتي الشارقة ودبي في الإمارات العربية المتحدة. وكما في كل مرة، قدّمت قيادة الجيش كل التسهيلات اللازمة لتأمين سفرة آمنة للأولاد رافقهم فيها العماد جان قهوجي بعطفه وحنانه الأبويّ. مجلة «الجيش» رافقت الأولاد في رحلتهم التي امتدت على مدى خمسة أيام.


اليوم الأول
في مطار رفيق الحريري الدولي، تجمّع حوالى 30 ولدًا من أبناء شهداء الجيش رافقهم من لبنان: العقيد هادي أوسي من مكتب القائد، رئيسة المؤسسة السيدة ليا العاقوري، والأعضاء : ريمون غالب، دوري كيروز ووسام شهوان.
عند الساعة الثالثة والربع بتوقيت الإمارات حطت طائرة «العربية» في مطار الشارقة الدولي، وكان في استقبال الوافدين المقدم عبد الرحمن الحلو من شرطة الشارقة، واللبنانيتان ناتالي شاوول وديانا غصين ممثلتا مؤسسة العاقوري في الإمارات العربية المتحدة. من المطار توجّه الجميع إلى فندق غراند أوتيل - الشارقة حيث الإقامة، فكان ترحيب بهم من إدارة الفندق قبل أن يتوزّعوا على الغرف لتوضيب أمتعتهم.
في المساء، كان بانتظار الأولاد حفلة ترفيهية من تنظيم المهندس كرم كابوس والسيدة مارو ديب (من فريق عمل المؤسسة في دبي) التي ألقت كلمة رحّبت فيها بأولاد الشهداء في بلدهم الثاني الإمارات، وتمنّت لهم وقتًا ممتعًا في ربوعه. وفي ختام السهرة وزّعت الهدايا على الجميع، قبل أن يخلدوا إلى نوم عميق استعدادًا لليوم الثاني.
 

اليوم الثاني
في صباح اليوم الثاني، إستيقظ الجميع باكرًا لزيارة مدينة دبي، عاصمة الأعمال والإقتصاد، واستكشاف معالمها السياحية. المحطة الأولى كانت في «برج خليفة» حيث استقبل الأولاد والوفد المرافق السيد محمد حتيت. ويعتبر البرج أعلى مبنى في العالم، إفتتح العام 2010، يصل إرتفاعه إلى 2721 قدمًا، يضم 900 شقة و304 غرف فندقية، و58 مصعدًا تصل إلى 160 طابقًا. ومن أعلى البرج استمتع الأولاد بالمشاهد الرائعة لمدينة دبي، والتقطوا الصور التذكارية.
المحطة الثانية كانت زيارة إلى متحف دبي حيث أشخاصه تروي حضارة الإمارات وتقاليدها وتراثها. إستراحة الغداء كانت في مطعم شكسبير(شارع الشيخ زايد) وبمبادرة من السيدة اللبنانية ألين سعد التي استقبلت المدعوين بحفاوة. وتقديرًا لاهتمامها، قدّمت لها السيدة العاقوري درع المؤسسة.
بعد الغداء، ركب الأولاد عباب البحر في رحلة بحرية على متن باخرة سياحية بقيادة الكابتن عبد القادر كساب استمتعوا خلالها بمشاهدة منتجع «الأطلنطس» درّة تاج جزيرة النخلة، الأعجوبة الثامنة، والجزيرة الإصطناعية التي أبهرت العالم. كما شاهدوا «برج العرب» أشهر المباني في دبي، وقد صمم ليحاكي شراع سفينة على ارتفاع 60 طابقًا مشيدة أيضًا على جزيرة اصطناعية. وعند العودة إلى الشاطئ، قدّمت رئيسة المؤسسة درع تقدير وشكر لكابتن السفينة عبد القادر كساب.
في المساء، لبّى الأولاد دعوة مطعم الصفدي اللبناني إلى العشاء، حيث رحّب بهم صاحبه السيد فادي الصفدي ترحيبًا خاصًا وقطع على شرفهم قالبًا من الحلوى.

 

اليوم الثالث
برنامج اليوم الثالث كان حافلاً بزيارات تاريخية وترفيهية. البداية كانت في متحف الشارقة للتاريخ الطبيعي والنباتي حيث جال الأولاد في ردهاته على مدى ساعتين, وقارنوا بين ماضي الشارقة وحاضرها، واختبروا التنوّع البيئي الذي تزخر به المنطقة، وتعرّفوا عبر العروض التفاعلية على طرق تشكل الصحارى وتأقلم الحيوانات للعيش فيها.
المحطة التالية كانت في متحف الشارقة العلمي الذي يعد الأول والفريد من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يحتوي على معروضات تناسب جميع الأعمار وتغطي مجالات: الفيزياء والأحياء والفلك، بطريقة سهلة ومبسطة. وفي نهاية الزيارة، قدّمت رئيسة مؤسسة العاقوري كتاب شكر إلى مديرة المتحف السيدة هناء السويدي.
في فترة بعد الظهر، إستمتع الأولاد بلحظات رائعة حافلة بالتشويق والترفيه في أكبر حديقة مائية في منطقة الشرق الأوسط وهي «دريم لاند أكوا بارك» في منطقة أم القيوين، التي يزورها يوميًا أكثر من 7000 زائر. وقد صممت على شكل واحة من أشجار النخيل الخضراء، وتضم الكثير من المعالم الطبيعية مع أكثر من 30 لعبة مائية، وهي بإدارة اللبناني ميشال فرحات الذي حرص على أن يمضي الأولاد وقتًا ممتعًا.

 

دروع شكر
في المساء، أقيم عشاء ساهر في الفندق حضره عدد من الضيوف الذين ساهموا من دبي في إنجاح الرحلة، إلى رئيسة المؤسسة وأعضائها. خلال العشاء، ألقى مدير «الغراند أوتيل» السيد فادي أبو رحّال كلمة رحّب فيها بأولاد شهداء الجيش اللبناني والوفد المرافق في دولة الإمارات، متوجهًا بالشكر إلى سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وكل المسؤولين الأمنيين الذين عملوا جاهدين لتأمين الحماية للأولاد خلال إقامتهم في الإمارات.
العقيد هادي أوسي شكر في كلمته إدارة الفندق وموظفيه وفريق العمل في دبي لمساهمتهم في إنجاح الزيارة، ما يعبّر أصدق تعبير عن عمق محبتهم للمؤسسة العسكرية اللبنانية، ووفائهم لشهدائها الأبرار الذين بذلوا الأرواح رخاصًا على مذبح الوطن وسيادته واستقلاله. ولفت إلى أن هذه المبادرة الكريمة هي محط تقدير قيادة الجيش واعتزازها، متوجهًا بالشكر إلى مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري رئيسة وأعضاء، للتضحيات الجسام في سبيل أبناء شهداء الجيش.
ثم قدّم العقيد أوسي درع قيادة الجيش إلى كل من: السيد فادي أبو رحال، والآنسة نتالي شاوول.
بدورها، قدّمت السيدة ليا العاقوري درع المؤسسة إلى: السيد فادي أبو رحال، السيد حسّان العميل، الآنسة ديانا غصين، الآنسة نتالي شاوول، السيد جلال غنطوس، الدكتور وسيم قباني، السيد سهيل نجار وزوجته، السيد كرم كابوس، كما خصصت اللبنانيين: النائب الدكتور نبيل نقولا، السيد فادي غصن (مدير أحد البنوك في دبي)، السيد مروان شديد (مدير شركة نفطية في دبي)، رئيس بلدية ضهور الشوير الياس أبو صعب، السيد ريمون خزامي، السيد بشارة سوسو، السيد فادي محيو، السيد أحمد الحسن، السيد ماريو طعمه، السيد خطّار سكاف، السيد جوزف إبراهيم، السيد طوني شباط، السيد فاروج نيركيزي والسيد جورج الخوري وزوجته، بدروع تقدير عربون شكر على مساهمتهم المادية الكريمة.

 

اليوم الرابع
خصص اليوم ما قبل الأخير لاستكشاف المزيد من المتاحف التي تكثر في الشارقة، ومنها متحف الشارقة البحري أو (sharjah aquarium) الذي يتيح للزوار فرصة التعرّف على البيئة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال طائفة واسعة من أنواع الأسماك المحلية والنادرة. وفي ختام الزيارة، قدّمت إدارة المتحف الهدايا الرمزية للأولاد والتقطت الصور التذكارية.
ثم كانت زيارة شكر لمدير عام شرطة الشارقة اللواء حميد الهديدي، قبل التوجّه الى متحف الشرطة الذي يضم أسلحة قديمة والزي القديم للشرطة... وحصل الأولاد أيضًا على هدايا رمزية.
في وقت لاحق، زار الأولاد متحف الشارقة للحضارة الإسلامية الذي يروي تاريخ نشأة الإسلام، ثم تناولوا الغداء في مطعم السيد فادي الصفدي، فشكرته السيدة عاقوري على اهتمامه اللافت بالأولاد وقدّمت له درع المؤسسة، كما قدّم لهم السيد توفيق الداعوق هدايا قبل أن يغادروا المطعم متوجهين لحضور عرض DOLPHIN SHOW في بارك دبي، ومن ثم إلى «دبي مول» الأكثر شهرة حيث شاهدوا عرضّا للنافورة (FOUNTAIN SHOW) والتقطوا الصور التذكارية. وفي المساء، لبّوا دعوة اللبناني جلال غنطوس وزوجته إلى العشاء في مطعمه «الطاحونة الذهبية» (MOULIN D’OR) قبل أن يغادروا عائدين إلى الفندق لتوضيب أمتعتهم استعدادًا للعودة إلى الوطن.

 

اليوم الخامس
في اليوم الأخير، إستيقظ الجميع باكرًا وتوجّهوا عبر مطار الشارقة الدولي عائدين إلى ربوع الوطن، محمّلين بهدايا وذكريات من دولة الإمارات لا تمحوها الأيام، وشكر من القلب لمؤسسة العاقوري ولكل من كان له الفضل في إسعادهم.

الصور من: أرشيف المؤسسة