استحقاقات ومهمات

أداء الجيش ضمانة للحياة الديمقراطية

أمّن الجيش الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في جميع المناطق اللبنانية، متّخذًا التدابير التي مكّنت المواطنين من التعبير عن آرائهم ضمن أجواء من الحرية والديمقراطية والطمأنينة. ومن المرحلة الأولى لهذه الانتخابات (8/5/2016)، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة (29/5/2016)، سارت الأمور بما يؤكد حرص الجيش وقدرته، على توفير الضمانات للممارسة الديمقراطية في لبنان، أيًا كانت الظروف في البلاد.

 

الرهان كان كبيرًا
لقد كان الرهان كبيرًا على إمكان إجراء الانتخابات البلدية وسط أجواء أمنية مريحة في الوقت الذي يتحمّل فيه الجيش أعباء مهمات صعبة ومسؤوليات جمّة. لكن الجيش وكما عهدناه دائمًا، وفى بعهوده وأكد أنّه على قدر المسؤوليات والأحمال الثقيلة.

 

تدابير وقائية وتدابير مباشرة
قبيل إجراء الانتخابات، اتخذت قيادة الجيش سلسلة تدابير أمنية وقائية، بما يكفل بقاء الأوضاع قيد السيطرة وإفشال أي محاولة تهدد الاستقرار وتعرقل سير الاستحقاق الدستوري. وإضافة إلى الخطوات الميدانية في هذا السياق، دعت قيادة الجيش عبر بيانات أصدرتها، المواطنين إلى التجاوب التام مع التدابير التي اتّخذتها الوحدات العسكرية، وإلى الإبلاغ عن أي إشكال أمني، مشيرة إلى أنّها لن تتهاون مع أي محاولة للإخلال بالأمن أو لعرقلة سير الانتخابات. التدابير الوقائية استكملت بتدابير مباشرة خلال الانتخابات، حيث تمّ تركيز حواجز وتسيير دوريات مكثّفة حول أقلام الاقتراع.
مشهد العسكريين المتأهّبين قرب كل مركز، كان مصدر ارتياح واطمئنان للمواطنين، فتمّت الأمور بسلاسة وهدوء. وحيث استجدت مشكلة ما، كانت عمليات التنسيق والمتابعة القائمة لحظة بلحظة بين القيادة والوحدات المنتشرة، كفيلة باتخاذ ما يلزم من إجراءات للمعالجة الفورية وتطويق أي ذيول.
سارت الأمور بسلاسة في جميع مراحل الانتخابات التي انتهت من دون إشكالات تذكر، بل إن تصريحات الفعاليات والمواطنين على السواء، عكست الارتياح لدور الجيش وأشـادت بأدائه الفاعل، وبمناقبية العسكريين الذين التزموا البقاء على مسافة واحدة من الجميع، وعدم التدخّل من قريب أو بعيد بِسير العملية الانتخابية، إلّا من باب الحفاظ على الأمن.
ومع انتهاء الانتخابات، توجّهت القيادة بالشكر إلى المواطنين الذين أبدوا تجاوبًا واضحًا مع إجراءات القوى العسكرية والأمنية، ودعت الجميع إلى احترام نتائج العملية الانتخابية أيًا كانت، وإلى التعامل معها بصورة ديمقراطية وحضارية، والتزام القوانين وشروط السلامة العامة، لا سيّما الامتناع عن إطلاق النار ابتهاجًا أو اعتراضًا...

 

ارتياح وأمل
أخيرًا، إذا كانت اجراءات الجيش المكثّفة والدقيقة، قد حالت دون حصول إشكالات تذكر، فإن أداء الجيش بشكل عام خلال هذا الاستحقاق، أعاد إلى اللبنانيين الأمل بإمكان إجراء مختلف الاستحقاقات الوطنية في المراحل المقبلة. كما أن هذا الأداء قدّم من جديد الدليل على عمق التزام الجيش الحياة الديمقراطية في البلاد، وعلى قدرته ومناقبية رجاله، فلا انتشاره في مواجهة الإرهابيين في الجرود، وفي مواجهة العدو الإسرائيلي في الجنوب، أعاقه عن توفير الأجواء المناسبة للانتخابات، ولا الانقسامات السياسية العميقة استطاعت التأثير على مناقبيته وانضباطه.