رحيل

أكثر من 50 كتابًا وتجربة شعرية مدهشة موريس عواد الذي رُشّح لجائزة نوبل
إعداد: جان دارك أبي ياغي

شاعر حتى  الرمق الأخير

 

رحل الشاعر موريس عواد (1934-2018) أحد أعمدة الشعر العامي في لبنان، وخير وارث لتراث هذا الشعر الذي كرّس حياته لتحديثه باللهجة اللبنانية وتطويره وإدخال الصور الجمالية إليه، وإخراجه من الدوائر المحلية وربطه بالشعر العالمي. صرف عمره في الكتابة، وأبدعَ دواوين كثيرة شكّلت عمارة شعرية مدهشة.


يعتبر عواد من روّاد الشعر العامي في لبنان وصاحب تجربة أساسية وفريدة في هذا المضمار. في العام 2015 انضم اسمه إلى لائحة المرشّحين لجائزة نوبل للآداب بعدما وافقت لجنة الترشيحات في الأكاديمية السويدية على ملف ترشيحه الذي تقدّمت به ثلاث جامعات: الجامعة البولونية في شخص المستشرق الدكتور أركاديوس بلانكا (وهو كان وضع عنه كتابًا بالعربية والإنكليزية والفرنسية، وترجم له مختارات من شعره)، جامعة مالطا في شخص مدير قسم الدراسات الشرقية فيها الدكتور مارتن زاميط، إضافة إلى الجامعة اللبنانية في شخص الدكتور ربيعة أبي فاضل. وكان عواد أول لبناني يُرشَّح لهذه الجائزة.

 

عاشق المحكية
في ستينيات القرن الماضي، انطلق موريس عوّاد، ولبس ثوب اللغة اللبنانية، التي عشقها واعتمدها في كتاباته، ليُصَدِّرها إلى العالم وتُتَرجم كتاباته إلى أكثر من لغة، منها الفرنسية والإيطالية والبولونية.
ومما كُتب عنه يوم مماته، أنّه لا يمكنه العيش يومًا من دون الورقة والقلم، فعلى الرغم من بلوغه عامه الـ 85، كان ما يزال يُعطي ويُبدع.
كتبَ الشعر والأغنيات والمسرحيّات، ومن أعماله كتابة الإنجيل المقدّس «العهد الجديد» باللغة اللبنانية، وكذلك فعل مع قصة «الأمير الصغير». من أشهر دواوينه «قنديل السفر» (صرخة وجع اجتماعية عاطفية وجدانية سياسية)، وقد نال جائزة سعيد عقل في العام 1970، وهو محطة مهمّة في مسيرته. ثمّ كرَّت السُبحة، وكتب في مخلتف المجالات: الشعر، القصة، الرواية، اللاهوت والفلسفة.
 
 كتابان حديثان حول نتاجه
صدر عنه مؤخّرًا كتابان: الأول «الرؤيا - زورق الجمال - مدخل إلى شعر موريس عواد» للدكتور ​جورج زكي الحاج​، والثاني «موريس عواد الشاعر الأسطورة «للدكتور ​ربيعة أبي فاضل»​.
يقول الحاج «إنّ كلمة «الرؤيا» في عنوان كتابه كانت انطلاقًا ممّا كتبه عواد في العامين 1970 و1973 مستشرفًا مسار ما بعد العام 1975، حين كتب عن الأحداث قبل حصولها، وهذه رؤية لا تتجلّى لدى السياسيين والمسؤولين وأصحاب السلطة». أما «زورق الجمال» فكانت انطلاقًا من ثقة عواد بنفسه، ومن اقتناعه بأنّه يستطيع أن يفعل شيئًا إذا أراد أن يكتب. لقد قدّم عواد شعره الاجتماعي والوجداني، والوطني والقومي الذي يُعتبر مدرسة، وكان صوت الفقراء وصوت الإنسان الضغيف ضد تجّار المال والذين تسلّطوا على العالم.
أما أبي فاضل فيقول: «أسميت كتابي «موريس عواد الشاعر الأسطورة»، انطلاقًا من فكرتين: الأولى، هي أنّ الفنّ كان دائمًا يُخصّب نفسه بالأسطورة التي ساعدته ليتجدّد ويتواصل مع المستقبل. والفكرة الثانية، هي أنّ أسطورة البطل هي الوجع اللاواعي الذي يحفر في داخله، هي خيبة أحلامه وتطلّعاته تجاه كينونته الجماعية وحضن أمه وتكامله وسلامه مع الحياة والوجود. ولقد حاول أن يُغيّر الخارج من خلال الداخل... وتسلّحَ بالشعر ليقاوم الموجات التي كسرت أحلامه وأيامه، لكنه كان مُدركًا، مثلما أدرك دانتي، أنّ الأحلام الكبيرة لا تتحقّق بين ليلة وضحاها».

 

أعماله
نشر عوّاد 52 كتابًا منها: أغنار (1963)، قنديل السفر(1970)، بَوسي بَوستين تلاتي (1972)، حَكي غير شكل (1973)، آخ (1974)، رجال بوجّ الريح (1976)، الأنطولوجيا اللبنانيّي للشِعر (1983)، مبارح كنّا ولاد (1984)، سنين مالحا (1987)، أماريس (1988)، ألوان مِش عَ بَعضا (1990)، حَفّ عَ الايام (1992)، وينَك؟…تْعا (1993)، إجت الساعا يا بَيّي (1996)، الموريسيادا(1998)، خَلّو النار والعا (1999)، أنا رايح (2005)، آخر وصيّي (2009).