تخريج

أوصيكم بالعسكر والوطن...
إعداد: د.إلهام نصر تابت

«القائد الناجح هو الذي يخلق الأمل ويذلّل الصعوبات ويستنبط الحلول»، وهذا ما أثبته ضباطنا طوال السنوات الثلاث العصيبة التي مر بها لبنان، وهم ما زالوا يسيرون على طريق التحدي مصممين على مقارعة الظروف الاستثنائية مثبتين جدارتهم. هذا أبرز ما ركز عليه قائد الجيش العماد جوزاف عون من كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان حيث التقى ضباط دورة الأركان الـ٣٧ عشية تخرجهم.

العماد عون الذي هنأ المتخرجين بمناسبة عيد الأضحى وعيد الأب، خاطبهم قائلًا:» لقد اجتزتم مرحلة أساسية من حياتكم العسكرية ونلتم النجاح بفضل جهودكم ومساندة عائلاتكم. سوف تنطلقون إلى الوحدات متسلحين بالمعرفة التي حصّلتموها وبخبرتكم السابقة، وستكتسبون خبرة إضافية كقادةٍ عملانيين». 

وإذ اعتبر أنّ ما يحدد جدارة القائد ليس عدد الذين يكونون في خدمته وإنما عدد من يقوم بخدمتهم، شدد على دور الأركان في تحضير القرار وتقديمه لقائد الوحدة، مستشهدًا في هذا السياق بتجارب القائد الشهير مونتغمري. وأشار العماد عون إلى أنّ «القيادة هي فن تذليل الصعوبات، والقائد الناجح هو الذي يخلق الأمل ويستنبط الحلول»، مؤكدًا أنّ تجربة ضباط الجيش اللبناني خلال الأزمة هي أكبر دليل على ذلك، فالإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن ولّد أفكارًا خلاقة ومبادرات وإجراءات عملية لمواجهة الواقع الصعب. وأشار إلى أمثلة في هذا الإطار من صناعة الكمامات والمعقمات والمنظفات إلى البلازما والأوزون وسوى ذلك من إجراءات أكدت قدرة الضباط على الإبداع وابتكار الحلول وسط الظروف الصعبة، ففي هذه الظروف تبرز قدرات القادة في قيادة السفينة إلى بر الأمان. 

وإذ ذكّر بقول نابوليون أنّ كلمة «مستحيل» لا توجد إلا في قاموس الضعفاء، أكد للضباط، «بفضل إيمانكم بقدسية المهمة، ما زال لبنان متماسكًا، وما زالت الدول الصديقة تمد يد العون للجيش. إن ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي بالمؤسسة العسكرية لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة مباشرة لإنجازاتكم لذا ينبغي الحفاظ عليها بأي ثمن». 

«بدكن تنتبهوا عالعسكر، بدكن تحافظوا عليه، عسكركن أمانة برقبتكن»، تلك كانت التوصية التي شدد عليها قائد الجيش مؤكدًا ثقته بالضباط من خلال قوله: «تملكون القدرة لشق الطريق الصعبة، مضيفًا: «لقد أثبتّم مع رفاقكم في بقية الوحدات جدارتكم وكفاءتكم خلال السنوات الثلاث الماضية المليئة بالتحديات. سيذكر التاريخ أنكم أنقذتم لبنان وحققتم إنجازات كبيرة بالإمكانات القليلة المتوافرة».

وفي معرض إشارته إلى وضع حجر الأساس لمركز معالجة النفايات الطبية الذي قدّمته ثلاث دول (سلوفاكيا، تشيكيا، والنمسا)، كشف أنّه سأل وزير البيئة «لماذا أتيتم بالمشروع للجيش»؟ فقال له: «الشرط الأساسي للدول التي قدّمت المشروع أن يكون للجيش لأنّه المؤسسة التي يثقون بها». وقال مفتخرًا: «هذا وسام يُعلّق على صدوركم، وهو نتيجة تعبكم». 

وتناول مسألة اعتماد الطاقة الشمسية في المراكز العسكرية لتوفير المحروقات، كاشفًا أنّ الدراسات توقعت أن يستطيع الجيش إنتاج ١٠ ميغاوات مع حلول العام ٢٠٢٨ أو ٢٠٣٠، لكن في الواقع هذا ما سيتحقق في أيلول المقبل. وقال: «هيدا فخر لإلكن». 

وفي نهاية اللقاء شكر العماد عون كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان بقيادتها وعناصرها على كل جهودها، وجدد تمنياته بالنجاح للمتخرجين داعيًا إياهم إلى مزيد من الإصرار والإرادة قائلًا: «ليس أمامنا إلا التمسك بلبنان والجيش ولن نترك البلاد فريسة للمجرمين والإرهابيين والمخلين بالأمن. القيادة تقف إلى جانبكم بكل طاقتها، حافظوا على المؤسسة حتى تواصل الحفاظ على الوطن وركزوا على الهدف ولا تتأثروا بالشائعات. أنتم شرف هذا البلد، وأنتم عنوان للتضحية».