اخبار ونشاطات

إحتفال تخريج دورة الأركان
إعداد: نينا عقل خليل

رئيس الأركان ممثلاً قائد الجيش:فليكن العطاء هاجسكم الدائم

 

أقيم في مبنى كلية فواد شهاب للقيادة والأركان في الريحانية حفل تخريج دورة الأركان الواحدة والعشرين والتي ضمّت ضبّاطاً من الجيش اللبناني ومن الجيشين السعودي والأردني الشقيقين.
ترأس الحفل رئيس أركان الجيش اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان وحضره عدد من كبار ضباط القيادة وممثل عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي، وقائد الكلية العميد الركن الياس فرحات والضبّاط ملاك الكلية.
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى قائد الكلية العميد الركن الياس فرحات كلمة نوّه في مستهلّها بالجهود التي بذلها الضبّاط الأركان والنتائج التي حققوها، ومما قاله:

 

أيها الضبّاط
يأتي هذا الحفل في وقت يسطِّر الجيش ملحمة في البطولة في نهر البارد أثارت إعجاب العالم والتفاف المواطنين وتأييدهم له، فقد حقّق جيشكم إنجازات عسكرية هامة يدركها تماماً جميع الخبراء العسكريين في حرب المدن، لكن الإنجاز الأكبر كان في الأداء الأخلاقي الذي تجلّى في تفادي إيذاء المدنيين الفلسطينيين في المخيم وقصر القتال على الإرهابيين، وهذا ما أودى بحياة شهداء أبرار ننحني لهم إجلالاً وإكباراً لتضحياتهم في سبيل الوطن والتزامهم المبادئ الأخلاقية العالية في ممارسة القتال.
إنّ تماسك الجيش ولحمته ووحدته الصلبة التي تجلّت في هذه المعارك تبقى الأمل المرتجى لجميع المواطنين للتأسيس والعمل نحو بلوغ دولة واحدة قادرة على حماية نفسها وشعبها من جميع الأخطار المحدقة بالوطن.
ولا ننسى رفاق السلاح المنتشرين على الحدود الجنوبية للتصدّي للعدو الإسرائيلي المتربّص بنا شرّاً بانتهاك سيادتنا المستمر والعامل دائماً على تقويض أمننا واستقرارنا، إنّهم درع الوطن الواقي من أخطار العدو.

 

أيها الضبّاط
يتخرّج معكم إخوان من القوات المسلحة في المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، كان لحضورهم معنى كبير وتعبير عن علاقات الأخوة ووشائج القربى بين أقطار العرب، ولقد تحمّلوا ما تحمّلتموه وكانوا صورة لجيشهم وقومهم في بلدهم لبنان.
وختاماً أتوجه بالشكر الجزيل لحضرة العماد قائد الجيش على رعايته هذا الإحتفال ممثلاً بحضرة اللواء الركن شوقي المصري رئيس الأركان، وأوجّه لكم تهاني الحارّة على نجاحكم، وأتمنى لكم التوفيق في مهماتكم المنتظرة في وحداتكم التي سوف تنتقلون إليها.
بعد تبادل الدروع بين ضبّاط الدورة وقيادة الكلية، وتلاوة مذكرة منح لقب ركن وتهنئة الضبّاط المميّزين ولائحة الشرف، جرى تسليم الشهادات، ثم ألقى ممثل العماد قائد الجيش اللواء الركن المصري الكلمة الآتي نصّها:

 

أيها الضبّاط القادة
منذ نحو سنة انضويتم تحت راية هذا الصرح التعليمي الكبير، يلفكم الصمت حيناً والتساؤل حيناً آخر، عن ماهية دورة الركن، وما تتطلبه من تكريس للوقت والجهد في سبيل تحقيق النجاح المنشود، واليوم أرى في قسمات وجوهكم وبريق عيونكم أن المشهد قد اختلف تماماً، بعد أن صممتم على مواجهة الصعاب وتحمل أعباء الدورة بصدر رحب وعزيمة لا تكل، فسهرتم الليالي الطوال، وثابرتم على التحصيل بكل طاقاتكم الفكرية والجسدية، حتى تحقق لكم ما صبوتم إليه، نجاحاً مشرِّفاً يلبّي رغباتكم وطموحاتكم، ويليق بالمستوى المعنوي للضابط القائد والمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقه.

 

أيها الضبّاط المتخرّجون
تشكّل دورات الأركان إحدى أهم الركائز الأساسية التي تُبنى عليها الجيوش لتحقيق أهدافها العسكرية المختلفة، انطلاقاً من المرتبة الرفيعة التي تحتلها في سلّم درجات التعليم العسكري العالي، إذ توفر للضابط، قاعدة واسعة من العلوم العسكرية والعامة، لا سيّما في مجال القيادة والتخطيط والتنظيم، وأصول العمليات التكتيكية وإدارة الأعمال القتالية، بحيث تكفل جميعها استخدام القوى والقدرات والوسائل والتقنيات المتوافرة بأفضل السبل الممكنة، وبالتالي تحقيق النصر في المعركة. إلى ذلك فإنها تسهم بصورة فعّالة، في تعزيز إمكانات الضابط على تجاوز العقبات، والتكيّف مع مختلف الحالات الطارئة، وإيجاد الحلول لمختلف المشاكل القائمة.

 

أيها الضبّاط القادة
تتخرّجون اليوم وتستعدون للالتحاق في وحدات الجيش، فيما لبنان يمر بمرحلة هي الأكثر دقة وحراجة في تاريخه، نتيجة التجاذبات السياسية الحادة والأحداث الأمنية المتلاحقة وانعكاسات القضايا الإقليمية المعقدة على ساحتنا الداخلية، وامتداد يد الإرهاب مجدّداً إلى ربوع الوطن للعبث بأمنه واستقراره وصيغته الحضارية الفريدة في هذا العالم، ولقد واجه الجيش كما تعلمون بكل حزم وقوة، تنظيماً إرهابياً أطلق على نفسه اسم «فتح الإسلام»، وهو عبارة عن مجموعة من المرتزقة الغرباء عن نسيج الشعبين اللبناني والفلسطيني، امتهنت أعمال السطو والإجرام، وغدرت بالعسكريين، فكان الجيش أميناً على دماء شهدائه الأبرار وعلى عهده الذي قطعه أمام اللبنانيين بالتصدّي لهذا التنظيم الآثم من دون هوادة، حيث تمكن من القضاء على معظم أفراده، وتفكيك العديد من الشبكات الإرهابية المرتبطة به في مختلف المناطق اللبنانية، وهو يواصل تشديد الخناق على ما تبقى من عناصره في مخيم نهر البارد وصولاً إلى توقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص، ولقد شكّلت مهمة الجيش هذه، موضع إجماع لدى اللبنانيين قلّ نظيره، كما شكّلت اختباراً حقيقياً للعسكريين أثبتوا فيه قوة إرادتهم وعمق التزامهم، واستعدادهم لتقديم الدماء من دون حساب دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة الوطنية.

 

أيها الضبّاط المتخرّجون
إنّ جيشكم ينتظر منكم الكثير، فميدان الشرف والتضحية مشرّع الأبواب أمامكم، لتضعوا كل ما اكتسبتموه في خدمة وحداتكم، ومَن أولى وأجدر منكم للقيام بذلك، وقد أثبتم كفاءتكم وأهليتكم، ومدى تحليكم بالانضباط والمناقبية، إلى جانب ضبّاط أشقاء من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، تميّزوا بالجدية والمثابرة والأخلاق الرفيعة، وروح المحبة والتعاون، والتعطش إلى اكتساب المعرفة، فلكم أيها الأخوة نقول: أهلاً وسهلاً بكم في وطنكم الثاني لبنان.
باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان أهنّئكم وأهنّئ عائلاتكم بمناسبة تخرّجكم، وليكن هاجسكم الدائم عطاء لا ينضب في خدمة الجيش والوطن، يسمو بكم، ويكسبكم رفيع الشرف، ودوام التألّق والنجاح.

عشتم - عاش الجيش - عاش لبنان