ذكراهم خالدة

إفتتاح حديقة فرنسوا الحاج ومنح جائزته للمتفوّقين في كلية العلوم - الفرع الثاني
إعداد: جان دارك أبي ياغي

إحياءً لذكراه ووفاءً لتضحياته وتضحيات رفاقه في المؤسسة العسكرية، إفتتحت كلية العلوم في الجامعة اللبنانية - الفرع الثاني (الفنار) بالتنسيق مع الجيش اللبناني ومؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج حديقة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، برعاية رئيس الجامعة زهير شكر ممثلاً بعميد الكلية علي منيمنة، وحضور العميد الركن جورج نادر ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي والرائد أحمد أبو ضاهر ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقائمقام المتن مارلين حداد ورئيسي بلديتي الفنار كمال غصوب والجديدة - البوشرية - السد أنطوان جبارة ومدراء الفروع في الجامعة، وعائلة اللواء الركن الشهيد الحاج وضباط وعسكريين ورؤساء الأقسام الأكاديمية، موظفي وطلاب كليتي العلوم والصحة الفروع الثانية.

 

إفتتاح وكلمات
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، ترحيب من الطالبة ربيكا باسيل، ثم عُرض فيلم وثائقي يتحدّث عن تضحيات الجيش.
قدّم الاحتفال ممثل الأساتذة في الكلية الدكتور ايلي نعمة، الذي قال: «نكرّم روحك الطاهرة ونكرّم من خلالك روح كل شهيد من شهداء جيشنا الباسل. تكريمنا لك هو عربون احترام ومحبة وفعل إيمان وامتنان لهذه المؤسسة الضامنة والجامعة الوطن»...

 

كلمة الهيئة الطلابية
توجّه رئيس الهيئة الطلابية أنطوني المعلّم الى الشهيد الحاج بالقول: «إننا نرفع رأسنا عالياً بالشهداء أمثالك، ونؤكد لمطلق متخاذل يعتبر نفسه قادراً على المساس بالمؤسسة العسكرية، أنه جاهل ولا يعرف رجالات المجد». ومن ثم عُرض فيلم مصوّر عن مراحل إنشاء الحديقة، من إعداد الهيئة الطلابية في الكلية.


كلمة وديع العبسي
السيد وديع العبسي الذي ساهم في تمويل إنشاء الحديقة قال: «إن المشكلة الكبرى التي تواجه التعليم في لبنان هي السياسة. لقد خرجت السياسة في الجامعة عن مفهوم الجيل الجديد الثائر، الذي يصبو الى التغيير وجعلت منه جيل مستزلمين، يسيرون عمياناً وراء الزعيم». وأطلق نداء: «أبعدوا السياسة عن الجامعات، وأبعدوا الجامعات عن السياسة».

 

كلمة قائد الجيش
ممثل قائد الجيش العميد الركن جورج نادر قائد الفوج المجوقل ألقى الكلمة الآتية:
يشرّفني أن أنقل اليكم تحية قائد الجيش العماد جان قهوجي، وتقديره مبادرتكم الكريمة، بافتتاح حديقة باسم شهيد الجيش الكبير اللواء الركن فرنسوا الحاج، معبّرين في ذلك أسمى تعبير، عن عمق ارتباطكم بالمؤسسة العسكرية، ووفائكم لدماء هذا الشهيد البطل، الذي قضى على يد الغدر والإرهاب، في مسيرة الدفاع عن العلم والأهل والتراب، والذود عن وطن الرسالة والكرامة والعنفوان.


أيها الحفل الكريم
إن لهذا العمل المشيّد بالفكر والقلب والساعد معاً، والقيم قبل الحجر، معانٍ ودلالات كثيرة، فغداً تنمو الزهور وترتفع قامات الأشجار، وتتشح الأحواض والمساكب بألوان الفرح والأمل، ويضوع عبيرها في كل اتجاه، فيستنشق القاصدون والعابرون نسائم الحرية الصاعدة من صدر فارس مقدام، أبى إلا أن يكون حراً شامخاً ممانعاً في وجه أشباح الكراهية والظلام. وغداً يأتي شباب لبنان الواعد الى هذه الحديقة الغنّاء، فيستذكرون مآثر الآباء الشهداء الذين ارتضوا بملء إرادتهم الرحيل عن هذه الحياة الدنيا، ليعرف الآباء والأحفاد من بعدهم طعم الطمأنينة والاستقرار والسلام.
وغداً كذلك يدرك الجميع أن فوق الأغصان الباسقة التي تظلّل الأرض بدافع حب العطاء وعاطفة الأبوة، عَلَم يظلّل جميع أبناء الوطن، يستحق كل تكريم وإجلال، وتهون في سبيله التضحية بالمهج والأرواح.


شهيدنا البطل
ها هو الوطن الذي افتديته بأغلى ما لديك، يزداد وحدة وتماسكاً واستقراراً، وها هو الجيش الذي وهبته ربيع العمر وزهر الشباب، يزداد قوة ومناعة وصلابة في وجه المتربصين شراً بهذا الوطن، شعباًَ وأرضاً وتاريخاً وحضارة. فلقد استحالت دماؤك ودماء رفاقك الأبرار نهراً هادراً جارفاً، ينتصر للحق ويمحق الباطل ويقض مضاجع القتلة المجرمين، ويعلن على الملأ أن لبنان لن يكون بعد اليوم ساحة للطامعين والغادرين، في ظل جيش يحميه، ويؤمن جنوده أن الشهادة في سبيله هي الطريق الى النصر والخلود.
من هنا من رحاب الجامعة اللبنانية، المؤسسة التعليمية الأولى، وأمام هذا المكان الذي سيحمل إسمك وذكراك العطرة الى الأبد، نعاهدك رفاقاً وأهلاً وأصدقاء، بأن نبقى أوفياء للقسم، أمناء على مبادئك وقيمك، وأن لا تتوقـف قافلــة شهدائنــا من أجل لبنان الذي أحبـبت، طالما أن هناك أخطــاراً تتهدده، ومصاعب تعترض طريق تقدمه وازدهاره.
باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أحيي عائلة الشهيد الأبية الصابرة، وأتوجّه بالشكر الى صاحب الأيادي البيضاء السيد وديع العبسي، ورئيس الجامعة الدكتور زهير شكر ممثلاً بالدكتور جورج الرحباني، وكل من أسهم في افتتاح الحديقة وإقامة هذا الحفل.
المجد والخلود لروح الشهيد في عليائها، ودمتم أخوة مخلصين للجيش والوطن.

 

كلمة رئيس الجامعة
كلمة رئيس الجامعة اللبنانية ألقاها عميد كلية العلوم الدكتور علي منيمنة الذي قال: «شهادة الحاج لها أهمية كبرى ليس باستشهاد ضابط كبير من أجل حماية أمن الوطن فحسب، وإنما كونه إبن الجنوب وإبن مدينة رميش المواجهة للعدو الإسرائيلي، فليس غريباً عليه التضحية والوفاء من أجل كل الوطن».


كلمة مؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج
بإسم مؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج تحدّث نجله إيلي الحاج الذي توجّّه الى الطلاب قائلاً: «سيروا بالوطن نحو غد أفضل، تنافسوا على المعرفة وانبذوا الفتنة والتفرقة وتمسّكوا بالحق وحافظوا على الجيش كي يحافظ الجيش على الأرض والوطن»، معلناً أن «مؤسسة الحاج قررت بالتعاون مع الجامعة اللبنانية منح جائزة فرنسوا الحاج الى المتفوقين في كلية العلوم». وأشار الى أن فرنسوا الحاج بدأ دراسته الجامعية في كلية العلوم وتسجّل له الجامعة تفوّقه فيها قبل أن ينخرط في المؤسسة العسكرية.


إنجازات الجيش في فيلم
النقيب ربيع كحيل من الفوج المجوقل عرض فيلماً مصوراً عن الجيش وعتاده والحروب التي خاضها ومعركة نهر البارد، بهدف التواصل بين الجيش والشعب وإظهار الصورة الحقيقية للجيش في حياته اليومية ومهماته والتدريب الذي يمارسه، وتفعيل الحوار بين العسكريين والمدنيين والتفاعل بينهما. وأشار الى أن كلية العلوم هي الجامعة الرقم 7 التي ينظّم فيها الفوج المجوقل عروضاً عسكرية.

 

إفتتاح الحديقة
ختاماً، إنتقل الجميع الى الباحة الخارجية حيث رفعت صور الشهيد الحاج ولافتات كتب عليها «لن يترجل القائد الشهيد والفارس الكبير الراحل اللواء الركن فرنسوا الحاج عن جواده لأنه في القلوب يبقى وفي تاريخ لبنان والجنوب والجيش يحيا»، وافتتحوا حديقة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج وأزاحوا الستارة عن النصب التذكاري له وهو من البرونز للنحات جورج عون.
وحضر الجميع عرضاً عسكرياً للفوج المجوقل من قفزات سريعة وهبوط على الحبال على وقع موسيقى الجيش الحماسية. ومن ثم كان كوكتيل بالمناسبة.