أخبار ونشاطات

احتفال تسليم الأراضي التي تم تنظيفها من الألغام لأصحابها في منطقة دير القمر
إعداد: نينا عقل خليل - باسكال معوض

جرى في بلدة دير القمر-­ قضاء الشوف احتفال رمزي أقامته المجموعة الاستشارية لنزع الألغام"MAG" التي تقوم بتنفيذ عملية نزع الألغام في البلدة، بتمويل من قبل المجموعة الأوروبية ودولة النروج، وذلك لمناسبة تسليم الأراضي التي تم تنظيفها الى أصحابها.

حضر الحفل العميد الركن جورج مسعد ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفير باتريك رينو على رأس وفد مرافق، وممثلون عن المجموعة المذكورة وحشد من فعاليات ومواطني ومسؤولي السلطات الإدارية في المنطقة. بداية، ألقى ممثل المجموعة الاستشارية للألغام "MAG" كلمة بالمناسبة، ثم كانت كلمة رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ألقى بعدها ممثل العماد قائد الجيش العميد الركن مسعد الكلمة الآتي نصها: يشرفني أن أكون بينكم اليوم ممثلاً العماد ميشال سليمان قائد الجيش، في هذا الاحتفال الرمزي، بمناسبة تسليم أراض تم تنظيفها من الألغام والقذائف غير المنفجرة، بواسطة المجموعة الاستشارية للألغام "ماغ" " "MAG، التي تعمل تحت إشراف قيادة الجيش اللبناني ­ المكتب الوطني لنزع الألغام. إن تمويل هذه العملية تم من قبل المجموعة الأوروبية ودولة النروج، ولكل منهما تاريخ طويل وقديم في تمويل العمليات الإنسانية لنزع الألغام في الكثير من الدول ­ ولبنان واحد منها ­ التي استفادت مؤخراً من تلك العطاءات. ونحن نشكرهما لدعمهما المستمر للعمليات الإنسانية لنزع الألغام في العالم وفي لبنان. كما يسرني أن أنوّه بمنظمة المجموعة الاستشارية للألغام "ماغ" لعملها الفعّال والمستمر في لبنان منذ نحو أربع سنوات، حيث أثبتت تميزها ومرونتها في التعاطي مع هذه المشكلة. هذه ليست المرة الأولى التي نشكر فيها "ماغ" على أعمالها، فقد نفذت سابقاً عملية المسح التقني رقم (1) على كامل الأراضي اللبنانية، وعمليات المسح التقني رقم (2) على كامل الأراضي اللبنانية، وعمليات نزع الألغام في الجنوب وقضاءي جزين والنبطية، الأمر الذي أسهم في تسريع تنفيذ الخطة الاستراتيجية لنزع الألغام الموضوعة من قبل الجيش اللبناني. وإننا اليوم، نيابة عن أهالي دير القمر، نستلم الأراضي التي تم تنظيفها بواسطة المجموعة الاستشارية للألغام خلال الأشهر الستة الماضية، وهذا المشروع هو مثال على كيفية التقدم في عملية التخلص من تأثير الألغام على المجتمع الأهلي. وبهذه المناسبة أود أن أنوّه بالجهود المبذولة من قبل فوج الهندسة في الجيش اللبناني على صعيد عمليات نزع الألغام في لبنان، حيث قام منذ عام 1990وحتى اليوم، بتنظيف نحو عشرة ملايين متر مربع من الأراضي السكنية والزراعية، والأماكن المعدة للبنى التحتية، من مشاريع مياه وخطوط كهرباء وفتح طرقات، ونخص بالذكر تنظيف مدينة بيروت والوسط التجاري فيها، الأمر الذي ساهم في انبعاث الحياة من جديد في العاصمة. إن حجم المشكلة كما تعلمون كبير ويفوق الطاقات المحلية، خصوصاً في الجنوب حيث يوجد في أراضي المناطق المحررة وحدها، أكثر من ألف حقل ألغام تضم نحو250.000 لغم مضاد للأشخاص، وأكثر من 10.000 لغم مضاد للآليات. وباختصار، يوجد في لبنان اكثر من ماية وأربعين مليون متر مربع متأثرة بالألغام والقذائف غير المنفجرة، تم لغاية الآن تنظيف ربعها فقط، ولا يزال أمامنا الكثير من الجهد والوقت للانتهاء من العمل. وإنه بدون الدعم العربي والدولي المستمر، لن يكون بوسعنا التحكم بمشكلة الألغام في لبنان وتحديد أطر زمنية لمعالجتها، وأي تأخير في العمليات يؤثر سلباً على النمو الإقتصادي والإجتماعي في المناطق الموبوءة. إن قيادة الجيش تشدد على بذل كل الجهود تحت راية التضحية والعطاء، لمجابهة الأشباح الخفية المزروعة على مساحات شاسعة من الأراضي السكنية والزراعية، بأشكالها وأنواعها الغريبة والمتنوّعة، والتـي طالـت ولا تزال تطـال أطفالـنا وأهـالينا مهددة سلامتهم وحياتهم اليومية. ومع إقرارنا بمحدودية الوسائل المتوافرة، فإننا نرى أن التعويض عن ذلك يكون بالتعاون الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقـة والمنـظمات الدولية والمؤسسـات المحليـة والجمعيات الأهلية. إن هذا العمل المشترك يعني أن اليوم الذي سيصبح فيه لبنان خالياً من تأثير الألغام والقذائف غير المنفجرة أصبح أقرب، وإننا ننوي المضي قدماً في هذا العمل الإنساني لتحقيق أهدافنا المتمثلة بحماية المدنيين والمساهمة في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. أخيراً نجدد الشكر للمجموعة الأوروبية، لدولة النروج وللمجموعة الاستشارية للألغام، كما نشكر الجميع على الدعم والثقة في عملنا المشترك للتقدم سوياً باتجاه مستقبل أفضل. وفي الختـام وبتوجيه من العــماد ميشـال سليــمان قائد الجيش، نجـدد العـزم على بذل التضحيات لحل مشكلة الألغام وإبعاد الأخطار عن أبنائنا وحمـاية أرضـنا، كما نعـاهـدكم على مواصلة الجهد والعمل للوصول الى لبـنان خال من الألغام، لبنان الإنمـاء والإزدهار، لبنان الطمأنينة والسلام.