نشاطات القائد

احتفال تكريم الضباط المتقاعدين

العماد سليمان مؤكداً متانة المؤسسة العسكرية ومضيّها في أداء مهامها: متمسكون بالعقيدة الوطنية وبمبادئ المؤسسة العسكرية

 

تحدث قائد الجيش العماد ميشال سليمان عن الأوضاع الحرجة التي تمر بها المنطقة، وأكد على متانة المؤسسة العسكرية وعلى مضيها في أداء مهامها الدفاعية والأمنية والإنمائية، وعلى التعاون والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري الشقيق ودعم المقاومة. كما شدد العماد سليمان على التمسك بالعقيدة الوطنية وبمبادئ المؤسسة العسكرية. وقد جاء كلام قائد الجيش في خلال حفل تكريم الضباط المتقاعدين الذي أقيم في وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش. والى كلمة العماد قائد الجيش تخللت الاحتفال كلمة رئيس رابطة قدماء القوى المسلحة. كما تم تقليد العماد ميشال سليمان وسام الاستحقاق من الاتحاد العربي للمحاربين القدامى، وتقليد العماد المتقاعد اسكندر غانم وسام التقدير العسكري من الدرجة الفضية.

 

العماد غانم: نعاهدكم البقاء صفاً واحداً

 بعد النشيد الوطني اللبناني رحب عريف الاحتفال العقيد جورج عيد بالحضور وأعطى الكلام لرئيس رابطة قدماء القوة المسلحة الذي ألقى الكلمة الآتي نصها: ˜إن العيد التاسع والخمسين لجيشنا الأبي هو مناسبة غالية على قلوبنا أردتموها بدعوتكم الكريمة لقاءً نبيلاً لمتقاعدي هذه المؤسسة ولبعض من المؤسسات الأم، مؤكدين اهتمامكم وتقديركم لمن قدموا طاقاتهم وتفانوا في خدمتها ليلقوا من يُذكي في نفوسهم العنفوان والأمل والكرامة. لقد برهنتم في مناسبات عدة حرجة تعرّض لها الجيش والوطن كيف يصان الجيش ويحفظ الوطن بالحكمة والشجاعة وصلابة الموقف، هذا الجيش الذي هو أكبر مؤسسة وطنية تغلغلت جذورها في أعماق الوطن كأغصان الأرز في كبد السماء، حيث يعتبر المتقاعد فيها من ركائزها النبيلة الشريفة، وهو ينظر اليكم بعين الأمل والشكر معاً لأنكم لم تتوانوا يوماً عن الالتفات اليه بعين ساهرة لنصرة حقه واحترامه وتقديره. وقد قدمتم له منذ أسبوع بيت الراحة هدية كريمة يلوذ إليه كل من غدر به الدهر وأوحدته الأيام عن ذويه ليرى نفسه من جديد في أحضان المؤسسة الأم، تلك العائلة الكبرى التي انتمى إليها السنين الطوال. وهكذا تحقق الحلم البعيد، طالبين لكم من الباري أن يمنحكم العمر المديد. ففي هذا اللقاء التاريخي نستحضر ذكرى المؤسسين الأوفياء النبلاء وننحني بخشوع ووقار أمام أرواح شهدائنا الأبرار وبإجلال واحترام أمام من سبقنا الى دار الخلود، كما نقف بتواضع وإكبار أمام المعوقين الذين غدر بهم الزمان فأفقدتهم شجاعتهم واقدامهم بعضاً من نعم الله. فباسمي وباسم المتقاعدين نشكركم جزيل الشكر على دعوتكم الكريمة ونقدم لكم ولمساعديكم من ضباط ورتباء وأفراد أصدق التهاني لما بذلوه وتبذلونه تجاه المتقاعدين ليبقى الجيش مرفوع الرايات ناصع الجبين، ونعاهدكم بأن نبقى صفاً واحداً متحدين متضامنين أمام الله والعلم والتاريخ مرددين شعارنا الدائم: "سنبقى أوفياء".

 

العماد سليمان: نجاح الجيش نتيجة إلتزامه مبادئ المؤسسة

 بعد ذلك رحّب قائد الجيش العماد سليمان بالمحتفى بهم واستهلّ كلامه بالقول: إن المشهد من حولنا متوتر، وما زالت المنطقة تشهد أحداثاً كبيرة جداً. فالإرهاب ما زال يضرب في العالم، بدءاً من العراق الى تركيا وإسبانيا والسعودية... والإرهاب الإسرائيلي يضرب في فلسطين، ويستمر في تصفية قادة الإنتفاضة، كما انه يضرب في سوريا ولبنان حيث يقوم باعتداءات عدة ضد المقاومين والمواطنين اللبنانيين، ويخرق الأجواء اللبنانية باستمرار. وتابع العماد سليمان: إن الساحة العراقية ما زالت ساحة دامية، حيث يسقط مئات القتلى يومياً ومن دون مبرر، ولقد سمعنا سابقاً إن الهدف من إحتلال العراق هو استدراج الإرهاب الى الساحة العراقية لمكافحته، ولكننا نرى إنه استمر واستفحل، أما أسلحة الدمار الشامل التي كنّا نتوقع وجودها في العراق، والتي كانت مبرراً لاحتلاله فلم تظهر؛ وفي الوقت نفسه نرى إسرائيل تقول علناً بأنها ستعتمد الغموض في الإفادة عن الأسلحة النووية لديها. وهذا خير دليل على أن عدم تحقيق العدالة والوقوف الى جانب إسرائيل، هو ذريعة كبيرة للإرهاب الدولي، ليقوم بنشاطاته وباعتداءاته. واستطرد العماد سليمان قائلاً: إن الموقف في لبنان متين رغم كل الظروف، وهو محط أنظار إسرائيل التي تريد أن تعلن للعالم، أنه لا توجد إلفة بين الطوائف اللبنانية. إن تركيبة لبنان وسوريا تضم طوائف متعددة، وهي مثال للتعايش، لكن إسرائيل تسعى الى إظهار عكس ذلك، كي تبقي البلد الوحيد في الشرق الذي يمكن من خلاله التعاطي مع المنطقة. لذلك، فإن هدف إسرائيل الأساسي هو زرع الفتنة بيننا. ونحن نؤكد بأن علاقتنا ومعاهدتنا مع سوريا هي ضمان أساسي لتجنب الخطر الإسرائيلي على بلدينا. وأضاف: إن موقفنا متين بفضل وحدة الشعب اللبناني والتفافه حول مؤسساته وحول الجيش بصورة خاصة، وطبعاً بفضل العلاقة بين الجيشين اللبناني والسوري وأيضاً بفضل علاقة الجيش بالمقاومة. فالعلاقة بين لبنان وسوريا هي ضمانة كبرى لحفظ أمن لبنان وأمن سوريا على حد سواء. والعلاقة بين الجيشين اللبناني والسوري اليوم علاقة متينة، وهي اساس لعلاقة ثابتة ودائمة، ظهر عمقها من خلال المناورات التي تحصل بين الجيشين. وتحدث العماد سليمان عن علاقة الجيش بالمقاومة فقال: إنها علاقة متينة جداً واستراتيجية ونابعة من مهمة الجيش التي تصب في خانة الدفاع عن الوطن ضد العدو الإسرائيلي، بهدف استرجاع حقوقنا الوطنية، وكذلك إعادة الحقوق للاجئين الفلسطينيين وعودتهم الى وطنهم الأم. من هنا موقفنا الاستراتيجي تجاه المقاومة، الذي من غير الممكن أن يتبدل؛ وما حصل في منطقة حي السلم حادث عابر فالمقاومة مدعومة دعماً تاماً من الجيش اللبناني، وهذا سر نجاحها ونجاح الجيش على حد سواء. وتناول العماد سليمان مهام الجيش فقال: لقد اسهم الجيش اللبناني في توفير الأمن لسير عملية الإنتخابات البلدية بسلام وبحرية وديموقراطية، بحيث كان للجميع حق الترشح وحق الانتخاب بحرية.

 وتابع قائلاً: في مجال نزع الألغام حقق الجيش خطوة كبيرة مثيراً الإعجاب على المستوى الدولي كون البرنامج هو الأفضل لنزع الألغام عالمياً، وقد أصبح لنا من الخبرة ما يؤهلنا المشاركة في إدارة عمليات في هذا الإطار. أما الأعمال الإنمائية وأعمال الإنقاذ والخدمات فهي متواصلة، والجيش حاضر دوماً للتدخل حيث تدعو الحاجة. وأشار العماد سليمان الى الأعمال التي يقوم بها الجيش في مجال البيئة منوهاً بالجهود التي يبذلها العسكريون في هذا الإطار، ومشيراً الى أعمال تأهيل الغابات اللبنانية بمناسبة عيد الجيش، حيث عمل العسكريون على تنظيفها من المواد التي تسبب الحرائق وتؤثر سلباً على البيئة، متعاونين مع الجمعيات الأهلية. كما أشار العماد سليمان الى تعاون الجيش مع البلديات في أعمال شق الطرقات الزراعية وإنشاء الملاعب وسواها. وتوقف العماد سليمان عند تجربة خدمة العلم مشيراً الى التنشئة التي يتلقاها المجندون والى توزيعهم وفقاً لاختصاصاتهم، والى الحوار الذي تقيمه قيادة الجيش معهم من خلال لقاءات تهدف الى تقييم تجربتهم بعد أداء الخدمة. وفي ما يتعلق بتقديمات المؤسسة للعسكريين في الخدمة الفعلية وللمتقاعدين، تحدث العماد سليمان عن الطبابة مشيراً الى الجهود التي تبذل في مجال تحسين الخدمات وزيادة الميزانية المخصصة للطبابة ومواكبة التطوّر الطبي، مؤكداً أن ما تم حتى الآن في هذا المجال مهم جداً، فالمستشفى العسكري مجهّز بالآلات الحديثة وفيه كفاءات عالية وخبرات مهمة، والعمل مستمر لإجراء التحسينات اللازمة في ما يتعلق بالبناء. وختم العماد سليمان كلامه بالقول: نحن نعتبر أن نجاح الجيش في أداء مهامه هو نتيجة لالتزامه مبادئ المؤسسة ونهج العمل المؤسساتي، وأبرز هذه المبادئ الآتي:

­- وحدة القيادة ووحدة الهدف، والتزام كل أعضاء المؤسسة بهذه الوحدة.

-­ تطبيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص للجميع، سواء في ما يتعلق بالأمن أو بالخدمات أو بأي أمر آخر.

- تطبيق القوانين والتعليمات.