جيشنا

التوجيه المعنوي: تقييم وتكريم وتشديد على أهميّته
إعداد: نينا عقل خليل

كرّمت مديرية التوجيه الوحدات العسكرية التي احتلت المراتب الأولى على صعيد التوجيه المعنوي للعام 2013، وذلك في ختام التقييم السنوي الذي أجرته اللجنة المكلّفة للوقوف على مدى تطبيق الوحدات للخطة التوجيهية ونسبة إيصالها إلى أكبر عدد من العسكريين.
ترأس الاحتفال مدير التوجيه العميد علي قانصو ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحضره قادة الألوية والوحدات إلى جانب ضباط من المديرية وضباط التوجيه في القطع والألوية.
استهلّ الاحتفال بكلمة للعميد قانصو أكد فيها أن «مسيرة الجيش الناصعة لم تأت من فراغ بل هي حصيلة جهود وإنجازات متراكمة وبناء متين يشكّل التوجيه المعنوي إحدى دعائمه الأساسية». وقال:«بكل فخر واعتزاز، نلتقي اليوم لنتوّج سنة حفلت بالجهد والمثابرة في مجال التوجيه المعنوي، وما يزيد اعتزازنا هو أن نتائج التقييم هذا العام، جاءت مرضية إلى حدّ كبير، على الرغم من كثافة الأعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتق جميع وحداتنا العسكرية وبخاصة تلك المنتشرة عملانيًا، التي تؤدي مهمة الحفاظ على مسيرة الأمن والاستقرار، في وقت شهدت فيه البلاد كما تعلمون، العديد من المحطات والأحداث الأمنية الخطيرة، التي ما كانت لتضع أوزارها، لولا تدخّل الجيش الحاسم والسريع، والتضحيات الجسام التي بذلها في غير زمان ومكان.»
وأضاف قائلًا:» لقد أثبتت التجارب البعيدة والقريبة أن قوة أي جيش في العالم، لا تقاس بحجم عديده وتجهيزاته وسلاحه، ومستوى كفاءته القتالية فحسب، بل أيضًا بمدى التزام أفراده رسالتهم العسكرية والوطنية، وهذا الإلتزام هو في الأساس، فعل إيمان راسخ بالوطن، وبدور الجيش الضامن لوحدته وسيادته واستقلاله، كذلك فعل تنشئة سليمة، تقوم على جملة من القيم والمبادئ السامية، التي تفضي في نهاية المطاف إلى اقتناع العسكريين بالواجبات المنوطة بهم، والمسلّمات والثوابت التي تستند إليها المؤسسة في ممارسة نهجها الوطني، ومن ثم تحديد منظومة متكاملة من الوسائل والسلوك والتوجهات، الكفيلة باستثمار الحد الأقصى من القدرات والطاقات في الظروف والأمكنة والأوقات المناسبة، وبالتالي توجيه بوصلة الجيش نحو تحقيق الأهداف الوطنية والعسكرية المنشودة».
وتابع قائلاً:
«إن التاريخ يشهد للجيش اللبناني، إرثه الغني في مجال التوجيه المعنوي، والذي تجلّى دائمًا بتميّز أدائه ومناقبيّة عسكريّيه، وهذا ما جعله متماسكًا منيعًا في وجه الرياح العاتية، وما جعله أيضًا محطّ رهان اللبنانيّين ومعقد آمالهم عند كل منعطف خطير.
إن مسيرة جيشنا الناصعة هذه، لم تأت من فراغ، بل هي حصيلة جهود وإنجازات متراكمة، وبناء متين يشكّل التوجيه المعنوي إحدى دعائمه الأساسية».
وقــال: «انطلاقًــا من ذلك، أولت قيادة الجيش ولا تزال، الإهتمام الأقصى بهذا الجانب، الذي نحتاج إليه اليوم وأكثر من أي وقت مضى، في ظل الأزمات التي تجتاح المنطقــة، والمصاعب الســياســيّة والأمنيّة التي يواجهها لبنان. وقد ترجم هذا الاهتمام في أكثر من مجال، أذكر  هنا على سبيل المثال لا الحصر: تطوير عملية التقييم السنوية للوحدات، إتباع عناصر أقسام التوجيه فيها دورات فنية وتقنية في مديرية التوجيه، تأمين المزيد من أجهزة التصوير المتطوّرة، تبادل الخبرات وإقامة الدورات بالتعاون مع فرق من جيوش صديقة، مراقبة حسن إدارة وسائل التوجيه وتطبيق توجيهات التعليم بهذا الشأن، وضع أجهزة FTP في مختلف المناطق العسكرية، لتأمين التواصل الإلكتروني مع مديرية التوجيه بالسرعة اللازمة، التحضير لإصدار طبعة جديدة من كتاب التوجيه والإعداد المعنوي، مع الأخذ بالإعتبار التغيّرات التي حصلت منذ إصدار الطبعة الأولى في العام 2005».
وختم قائلاً:«باســم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجّـه إليكـم بخالص التقدير، على ما بذلتموه من جهـد طوال هذه السنة، كما أتوجه بالتهنئة إلى قادة الوحـدات الفائزة، متمنيًّـا للوحــدات الأخرى تحقيق الفوز في المراحل المقبلــة، وللجميــع المزيـد من التقدم والعطــاء على طــريق الشــرف والتضحية والعطــاء».
بعدها، عرض رئيس قسم الدراسات العقيد الركن علاء الدين ناجي إيجازًا تضمّن شرحًا للأسس المتّبعة في التقييم السابق ومقترحات التقييم الجديدة.
وقد جاءت النتائج كالآتي: على مستوى الوحدات الثابتة، حل لواء الحرس الجمهوري في المرتبة الأولى، والقوات الجوية في المرتبة الثانية، والقوات البحرية في الثالثة. أما على مستوى الوحدات المنتشرة عملانيًا، فحلّ الفوج المجوقل في المرتبة الأولى، تلاه لواء المشاة الثامن في الثانية ولواء المشاة الثاني عشر في الثالثة. وقد سلّم ممثل قائد الجيش العميد قانصو دروعًا تقديرية للوحدات المصنّفة منوّهًا بعملها الدؤوب.