مبادرات

الحربية وأساتذتها يكرّمون قائد الجيش
إعداد: ريما سليم ضوميط

العماد قهوجي: نفخر بكم

في مبادرة تهدف الى توجيه رسالة شكر وتقدير لقائد الجيش اللبناني، أقام أساتذة الجامعة اللبنانية المدرّسون في المدرسة الحربية حفل عشاء تكريمياً للعماد قهوجي في النادي العسكري المركزي، شارك فيه الى جانب القائد رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، وقائد المدرسة الحربية العميد الركن وليد سلمان، ورئيس النادي العسكري المركزي وضباط المدرسة الحربية، إضافة الى الأساتذة أصحاب الدعوة.


تحيّة فنيّة
بدأ الحفل بوصول قائد الجيش وسط ترحيب الحاضرين، فيما صدحت مكبرات الصوت بأغنية «كل الدنيي عم تندهلك». بعدها كان الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني، تلته لوحة فنية راقصة لفرقة «أريج» على وقع أنغام «غطي الشمس بفي جبينك».
تخلل الحفل تقديم درع تكريمي من قبل الهيئة التعليمية في المدرسة الحربية لكل من قائد الجيش وقائد المدرسة الحربية. كما ألقيت كلمات عبّرت عن أهمية علاقة التعاون والثقة التي تجمع بين قيادة الجيش وقيادة المدرسة الحربية والهيئة التعليمية في المدرسة.
 

قائد الجيش:
«لا يضيرني أن ليس على رأسي تاج ما دام في يدي قلم»

رحّب قائد الجيش العماد قهوجي في كلمته بأساتذة المدرسة الحربية مؤكدًا أنهم كانوا روّادًا في ميادين العطاء حين وضعوا خلاصة معارفهم وعصارة تجاربهم في خدمة شباب الوطن، وفي خدمة المؤسسة العسكرية.
وقال: «يحضرني في هذا اللقاء العائلي، قولان لمفكرين اثنين، إذ جاء في القول الأول: «لا يضيرني أنْ ليس على رأسي تاج ما دام في يدي قلم»، وجاء في القول الثاني: «للمعرفة وجهان، والعارفون فريقان، من يعرف لنفسه، محتسباً ضنيناً، ومن ينفع مشاركاً بما أفيض عليه. فإنّ كسبَ المعرفة يزيد من كسب السعادة، والمشاركة بها تضاعف تلك السعادة».
أما وأنا محاط بكوكبة من رجالات وسيدات العلم والثقافة في هذا الوطن، فلسان حالي يقول: لقد حظيتم برفيع الشرف حين أدركتم ما للمعرفة من فضائل، فسهرتم الليالي الطوال، تسبرون أغوارها وتنهلون من ينابيعها، وكرستم دقائق العمر لها، وتحديتم  في سبيلها ما اعترضكم من أشواك ومصاعب، حتى استحق لكم أن تعتلوا قممها الشامخة. لكنكم لم تكتفوا بذلك، بل كنتم رواداً في ميادين العطاء، حين انبريتم إلى وضع خلاصة معارفكم وعصارة تجاربكم في خدمة شباب الوطن، وفي خدمة المؤسسة العسكرية التي تداعيتم اليوم إلى تكريم قيادتها مفعمين بالحماسة والاندفاع.
 فباسم كل ضباط ورتباء وأفراد الجيش اللبناني أبادلكم التحية بالتحية والتكريم بالتكريم، وأهلاً وسهلاً بكم في دارتكم العسكرية هذه».
وأضاف العماد قهوجي قائلًا:
«إن قوة أي جيش في العالم، ترتبط بالروح المعنوية لدى أفراده من جهة، وما يتمتع به هذا الجيش من قدرات عسكرية وقتالية من جهة أخرى، أمّا والتاريخ البعيد والقريب، يشهد على عراقة جيشنا في المناقبية والالتزام، وسجله الناصع في بذل التضحيات الجسام، وتسطير البطولات الكبرى في ساحات الدفاع عن لبنان، فقد انصبّ جهدنا على تعزيز قدراتنا العسكرية، عديداً وعتاداً وتدريباً.
وأمام الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرّت بها البلاد ولا تزال، وبالتالي عدم تمكّن الجيش من الحصول على أعتدة وأسلحة نوعية، تتناسب وحجم الأخطار والتحديات التي يواجهها الوطن، والمتمثلة بالعدو الإسرائيلي والإرهاب والعابثين بمسيرة السلم الأهلي بين الحين والآخر، عملنا جاهدين على التعويض عن هذا الخلل، بالعنصر البشري المتعلم، المتخصص المحترف، القادر على القيام بواجباته واستخدام السلاح المتوافر لديه، بالشكل الذي يكفل تحقيق أفضل أداء وأقصى إنتاجية.
وقد استندنا في ذلك إلى أمرين: أولاً، اختيار العسكريين للتطوع في المؤسسة، وفق معايير الكفاءة والأهلية، وثانياً، إخضاعهم لدورات في الداخل والخارج، وعلى مختلف المراحل والمستويات، مع التركيز على انتقاء الضباط الأكثر جدارة في مجال التدريب، وإغناء المناهج التعليمية بالمعارف العامة الشاملة، وبخاصة ما يتعلق منها بتعليم تلامذة الضباط.
وفي هذا الإطار حرصنا كل الحرص على تفعيل التعاون مع المؤسسات التعليمية في لبنان، والجامعة اللبنانية على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي شهدتم حصوله وشاركتم فيه بإخلاص، وحصدنا معاً ثمار نجاحه في المعاهد التعليمية، لا سيّما في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان والمدرسة الحربية».
وقال ختامًا:
«إن فخركم بالإسهام في تنشئة تلامذة الضباط يوازيه فخر الجيش بكم»، شاكرًا للأساتذة بادرتهم الكريمة، مقدرًا قيادة المدرسة الحربية وضباطها على ما يبذلونه من جهود حثيثة للارتقاء بالمدرسة على مختلف الصعد».

 

كلمة الهيئة التعليمية:

ثقة القائد حافز للعطاء
كلمة الهيئة التعليمية في المدرسة الحربية توجّهت بها  «من القلب الى القلب»  الأستاذة رينيه راسي نعمه مخاطبة قائد الجيش والمؤسسة العسكرية «التي نجلّها أجلّ الاحترام»، فأشارت الى وجود نقاط مشتركة وأهداف متقاربة بين المعلّم والقائد، حيث يلتقي الإثنان  على دروب تربية النشء لبناء رجال المستقبل، «ولكي ينجح المعلّم عليه التحلّي بصفات القائد، وحتى يبرع القائد يجب أن يتميّز بصفات المعلّم».
من جهة أخرى، أكدت الدكتورة نعمة أن الثقة التي منحها القائد لأساتذة الجامعة اللبنانية والأساتذة المدنيين في المدرسة الحربية هي ثقة في موضعها، وهي حافز لهم لمواصلة عطاءاتهم السخيّة على صعيد تزويد تلامذة الضباط العلم والثقافة والتطور، مؤكدة أن جهود الأساتذة إنما تعطي ثمارها بفضل رعاية قيادة المدرسة الحربية التي تعتبر مثالًا في الانضباط والإنفتاح وحب التطوّر.
وختمت الأستاذة نعمه كلمة الهيئة التعليمية بالتركيز على روح الأصالة التي يتحلى بها قائد الجيش وعلى مزاياه الوطنية التي أهّلته لقيادة المسيرة نحو المواطنية الصالحة، وتربية الجيش والمواطنين على عشق الحرية والدفاع ببسالة عن سيادة لبنان واستقلاله بالرغم من كل المؤثرات الخارجية التي تحاول النيل من سلّم القيم والأصالة اللبنانية.
                                       
العميد الركن سلمان:
أنتم المنارة والمثل الصالح

في كلمته خاطب قائد المدرسة الحربية العميد الركن وليد سلمان أساتذة المدرسة الحربية الذين نذروا أنفسهم للتعليم فيها، مؤكدًا أنهم المنارة والمثل الصالح، بهم تقتدي الأجيال. وأضاف: «تعملون بصمت دونما ضجيج ، فتأتي ثماركم وفيرة خيّرة، متناسبة ومتناغمة مع شعار مدرستنا (معرفة وتضحية)، ومؤكدة تضحياتكم وسمو رسالتكم الوطنية والانسانية».
ثم توجّه الى قائد الجيش شاكرًا دعمه اللامحدود للمدرسة الحربية وحرصه الدائم على دفعها نحو الأمام، ومؤكدًا في الوقت نفسه: «نحن في ظل قيادتكم الحكيمة وقراركم الشجاع نعمل بما تمليه علينا توجيهاتكم، ونحرص كما عودتمونا على النوعية في كل ما نقوم به مع العناية الكاملة بالانضباط والعلم والثقافة».
وأبدى العميد الركن سلمان أمله في أن تبصر الكلية الحربية النور في القريب العاجل، وتكون صرحًا أبيًّا صامدًا يكمل المسيرة نحو مستقبل واعد وزاهر، وتتماهى مع الصروح العسكرية في الدول المتقدمة على مختلف الصعد.