- En
- Fr
- عربي
طب وصحة
إعوجاج العامود الفقري كيف نتجنبه وما هي سبل العلاج؟
مع بداية العام الدراسي ينصب اهتمام الأهل على شراء الكتب المدرسية والقرطاسية والمراويل والحقائب المدرسية...
وفيما تتهافت الأكثرية على شراء الحقيبة الأجمل أو الأكبر والأحدث، أو تلك التي تتمتع بمواصفات مميزة من حيث الشكل، فإن قلة تدرك أهمية اختيار الحقيبة التي تتلاءم مع سن الطفل ووزنه، فلا ينوء تحت ثقلها، ويصبح بالتالي عرضة للإصابة بإعوجاج العامود الفقري.
عن كيفية الاختيار الصحيح للحقيبة المدرسية والطريقة الأسلم لحملها، إضافة الى وضعية الجلوس السليم وأخطار إعوجاج العامود الفقري، تحدث الى مجلة “الجيش” الاختصاصي في تقويم العامود الفقري والمفاصل والعظام السيد مفيد الشاطر في الحوار الآتي.
أساس المشكلة
• يعاني معظم التلاميذ من ثقل الحقيبة المدرسية.. ما المسبب الأساسي لهذه المشكلة؟
- تكمن المشكلة الأساسية في التعاطي الخاطئ مع البرامج الجديدة، فالطفل الذي يتلقى 7 حصص دراسية يومياً يحمل معه 7 كتب و7 دفاتر تطبيقية، وما الى ذلك من دفاتر اضافية ومطرة للمياه وحاجات خاصة أخرى، مما يزيد ثقل الشنطة أحياناً الى 15 كلغ.
• برأيك، كيف يمكن معالجة هذا الموضوع؟
- يجب أن تقسم الكتب السميكة الى 4 أقسام، قسم لكل فصل دراسي، ويعاد تجليدها من قبل إحدى المكتبات وتعطى للطفل بالتدرج مما يخفف ثقلها الى الربع، أما الكتب الأقل سماكة فتقسم الى قسمين أو ثلاثة. ويمكن استعمال دفتر واحد لجميع المواد لا يزيد عن 50 صفحة لأخذ الملاحظات عليه. الى ذلك يجب مراقبة حقيبة الطفل كل مساء وعدم السماح له بأخذ أكثر مما هو مطلوب بحسب جدول صفه اليومي (المفكرة).
مواصفات صحية
• ما هي المواصفات الأساسية لحقيبة صحية؟
* هناك أنواع عديدة معروضة الآن في الأسواق ننتقي منها إثنين فقط:
- المحمولة الى الظهر.
- التي تجر خلف الطفل.
بالنسبة للنوع الأول من الحقائب يجب التركيز عند شرائها على المواصفات التالية:
- أن يكون وزنها خفيفاً.
- أن تكون الجهة المحمولة على الظهر مبطنة بالاسفنج، وأن يكون لها شكل فيزيائي يتطابق وشكل الجسم الطبيعي.
- أن تكون الرباطات التي توضع على الكتفين محشوة بمادة إسفنجية بقساوة مدروسة، ولا يقل عرضها عن 6 سنتم، لتستطيع امتصاص الثقل عن الكتفين فلا تؤدي الى حبس الدم ولا تؤذي الجلد.
أما الحقيبة التي تُجر خلف الطفل فهي تصلح فقط في حال كان صف الطفل في الطابق السفلي وليس هناك من حاجة الى استعمال السلالم فلا يضطر لحملها بيد واحدة، فهذا يؤدي الى إعوجاج في العامود الفقري.
حمل الحقيبة
• ما الطريقة الفضلى لحمل الحقيبة؟
- إن حمل الحقيبة على كتف واحد يؤدي الى ضغط متواصل جانبي على العامود الفقىري مما يسبب مع الوقت الإصابة بمرض الجنف أي "scoliosis" وعندما تكون الحقيبة ثقيلة فإنها ولو حُملت بالطريقة الصحيحة، تجبر الطفل على بذل مجهود إضافي للتوازن، وهذا يؤدي الى مرض الحردبة "Cyphosi" الذي يظهر بشكل خاص عند الأحداث.
من هنا، فإن أفضل طريقة لحمل الحقيبة هي الى الظهر وعلى الكتفين بحيث يتوزع الثقل الى جهتي العامود الفقري بالتوازي مع الحرص على ألا يتعدى ثقل الحقيبة أكثر من 10% من وزن الطفل. أما إذا تعذر ذلك، فيجب الإستغناء عن مطرة المياه وما الى ذلك من أمور غير ضرورية. على أن يكون ثقل الحقيبة في أعلى الكتفين وذلك بشد رباطاتها الى أقصى حد أو تغيير موضعها لتناسب جسد الطفل.
مقاعد الدراسة
• هل لوضعية الجلوس على المقعد الدراسي تأثير سلبي؟
- إن معظم المدارس لديها مقاعد بقياس واحد لمجمل التلاميذ فبعضهم جسده أصغر من أن يصل الى الطاولة ليكتب أو يقرأ لذا عليه أن يقوم بمجهود لذلك، والآخر جسده أكبر من أن يدخل في المقعد فعليه أن يحشر نفسه داخله، والإثنان لا يستطيعان أن يستريحا في جلستيهما وذلك لمدة 7 ساعات يومياً خلال سني الدراسة وعددها 12 أو 13 سنة.
هذه الوضعية الخاطئة في الجلوس يحملها الطفل الى منزله ومستقبلاً تصبح عادة يصعب التخلي عنها، وهي أيضاً تؤدي الى اعوجاج العامود الفقري. لذا يجب أن تكون المسافة ما بين الكرسي التي يجلس عليها الطفل والطاولة التي يكتب عليها ملائمة لحجم جسده، بحيث لا تكون بعيدة مما يضطره للإنحناء كي يصل اليها ولا قريبة جداً بحيث يجلس جانبياً لكي يستطيع أن يكتب واجباته. أما علو الطاولة فيجب أن يكون مناسباً لعلو جسده بحيث لا يضطر الى رفع كتفه عندما يريد الكتابة، فيتكئ الساعد بسهولة على الطاولة ويبقى الكوع موازياً للجسد.
أهمية الرياضة
• هل للبرامج الرياضية دور في صحة المفاصل والعظام عند التلميذ؟
- معظم المدارس ليس لديها برامج رياضية مدروسة وتعتبر ساعة الرياضة بمثابة استراحة، وعندما تكون إجبارية تقتصر على الركض وتمرير الكرة، ولا يشارك في اللعب الفعلي إلا عدد معين من تلامذة الصف. بعض المدارس الخاصة تعتبر ذلك بمثابة دروس إضافية يدفع ثمنها غالياً، لذا فهي ليست في متناول الجميع. أما في المنزل والعطل، فلا يزاول الطفل أية نشاطات رياضية ونادراً ما تكون عنده هواية رياضية يمارسها بشغف ويقتصر اهتمامه على الحاسوب (كومبيوتر) ومشاهدة التلفزيون، مما يصيب عضلاته بالترهل والضعف. وهنا يجب أن يشجع الأهل أطفالهم على ممارسة رياضة معينة خارج دوام المدرسة الأمر الذي ينمي في أجسادهم قوة التصدي لعوارض مرضي الجنف والإحدداب.
الإعوجاج وعلاجه
• ما هو بالتحديد إعوجاج العامود الفقري؟
- هناك نوعان من إعوجاج العامود الفقري:
* الـ"Cyphose"، وهو اعوجاج الى الأمام وخصوصاً في المنطقة العليا من الجسد أي في الفقرات الصدرية العليا، يرافقه تجويف متزايد في الفقرات القطنية. وتظهر أعراضه بانحناء الكتفين معاً وحدبة في الظهر.
* الـ"Scoliose" أو داء الجنف، وهو إعوجاج جانبي في العامود الفقري الى جهة اليسار أو اليمين، وعندما يتفاقم، غالباً ما يتكون من إعوجاجين أو ثلاثة تظهر تتابعاً يساراً ويميناً، وهذه أكثر أنواع الإعوجاجات الفقرية ضرراً. وتتمثل أعراض السكوليوز بآلام وحدبة في الظهر، الى جانب ظهور كتف أعلى من الآخر.
• هل يمكن للأهل اكتشاف إعوجاج العامود الفقري؟
- طبعاً يمكنهم ذلك عبر فحص بسيط. إذ يطلبون من الطفل الكشف عن ظهره والوقوف أمامهم ضاغطاً الركبتين الى الوراء، ومن ثم الإنحناء الى الأمام لمراقبة عضلات الظهر من جهتي العامود الفقري. عندها تتجلى مظاهر المرض، في حال وجوده، على الشكل التالي:
- إذا كان هناك جهة مرتفعة أكثر من الأخرى. ¬ إذا لم تكن نتوءات الفقرات من الرأس الى الأسفل في خط مستقيم. وندرك ذلك بمجرد أن نمرر أصابعنا على هذه النتوءات بشكل عامودي.
- إذا كان أحد الكتفين أعلى من الآخر.
- إذا كان أحد ثديي الفتاة أكبر حجماً من الآخر.
- إذا كانت إحدى الرجلين أقصر من الأخرى.
وتشكل كل واحدة من هذه الإشارات سببـاً كافياً لاستشارة طبيب اختصاصي في العظام والمفاصل أو في الطب الفيزيائي أو جراحة العامود الفقري، وذلـك لإجـراء صورة أشعـة والتأكد من وجود المرض أو عدمه.
مضاعفات الإصابة
• من هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكوليوز؟
- إن عدد الإصابات هو نفسه في مختلف المدارس من رسمية وخاصة وغيرها ممن يعتمدون الأسلوب نفسه على صعيد المقاعد الدراسية والمنهاج المدرسي. بينما نلاحظ أن النسبة تنخفض بشكل ملحوظ وتكاد تنعدم في المدارس التي تطبق البرامج الدراسية الأميركية أو الأوروبية الفعلية بحيث يحصل الطفل على خزانة خاصة به يضع فيها حاجاته، وينجز معظم فروضه داخل الصف وليس في المنزل كما هي حال الأكثرية الساحقة من أطفالنا.
والجدير ذكره أن الفتيات أكثر عرضة للإصابة من الفتيان بنسبة ثمانين في المئة، وذلك لأسباب عدة أبرزها البنية الجسدية الضعيفة وقلة التمارين الرياضية التي من شأنها تقوية العضلات.
• ما هي مضاعفات داء الجنف؟
- من حيث الشكل، يؤدي المرض الى تشوّه جسدي ناتج عن نتوء الحدبة، كما يعاني المريض من آلام في الظهر، ومن ضيق في التنفس سببه الإنحناء الحاد الذي يضغط على القفص الصدري وبالتالي على القلب والرئتين ما يضيق مساحة التنفس، وفي حال التعب السريع عند القيام بمجهود معيّن، من الضروري إجراء عملية جراحية لتخفيف الضغط المذكور. • ما هي الطرق المعتمدة في علاج السكوليوز؟ ¬ مراقبة تطوّر الإعوجاج مدة ستة أشهر، ومن ثم يعتمد العلاج التقويمي بواسطة جهازCorset)), أما العلاج الجراحي فيتم في حال تعذر التصحيح بالجهاز وبعد اكتمال نمو الطفل.
الصداع وآلام الرأس عند المراهقين
الضغط النفسي سبب أساسي
آلام الرأس، لا تصيب الراشدين فقط، فثمة نسبة من المراهقين تتعرض لهذه الآلام. وفي حين يشكو البعض من الصداع، يعاني آخرون من آلام الرأس التي يسببها الإرهاق. وفي حالات أخرى تكون هذه الآلام نتيجة مشاكل في النظر أو أمراض الأذن والأنف والحنجرة... في هذه الحالات، تختفي الآلام عند معالجة المرض. أما الصداع وآلام الرأس الناتجة عن الإرهاق فهي التي سنتوقف عندها، مع الإشارة الى أنها عادة ما تصيب الإناث أكثر من الذكور.
أسباب وراثية
يكون الصداع غالباً وراثياً. وتظهر أول نوبة صداع، في 50% من الحالات، عند سن البلوغ. وسببها إتساع الحواجز الشريانية. فتكون أبرز المؤشرات، إضافة إلى آلام الرأس: الغثيان والتقيؤ والإرتعاشات والإختلاط الذهني.
وأحياناً، تعاني بعض الفتيات من نوع من الصداع يُسمى “الصداع الحيضي”. تظهر النوبة فقط خلال الدورة الشهرية. يتطور الصداع بنوبات يدوم أقصرها لعدة ساعات ويصل أطولها الى عدة أيام. ولكن يجب الإنتباه! فإن بعض عوارض الصداع (آلام في البطن ودوار) يمكن أن تخبئ صرعاً صدغياً أو ما يُعرف بداء النقطة.
أسباب نفسية
أحياناً تكون آلام الرأس نتيجة إضطراب نفسي. في هذه الحالة يكون موضع الألم متغيراً وغامضاً وأقل حدة مما هو عليه في نوبات الصداع ولكنه يدوم لمدة أطول، ويرافق الآلام غالباً، قلق وكبت للتصرفات وتراجع في التحصيل الدراسي.
ويمكن التمييز بين عدة أنواع من آلام الرأس الناتجة عن أسباب نفسية:
- الآلام التي يعاني منها مراهقون يعيشون في جو عائلي مضطرب مع أهل يبالغون في حمايته.
- الآلام التي تصيب التلاميذ المبالغين في الإتقان، والذين يسعون الى نتائج جيدة.
- الآلام التي تظهر لدى المراهقين الذين لا يتقبلون التحولات الجسدية والنفسية التي تحصل لهم في هذه الفترة.
وهذه الأنواع بمجملها تصيب المراهقين الخجولين والحساسين لدى تعرضهم لأقل ضغط نفسي يواجهونه مثل تبديل الصف والمدرسة، الإمتحانات...
العلاج
عند بداية نوبة الصداع، على المصاب أن يرتاح ويهدأ في مكان مظلم: الرُقاد غالباً يجدد القوى، إضافة الى ذلك يجب تناول مسكن بسيط.
غالباً هذا العلاج يكفي، ولكن في حال العكس، يمكن اللجوء الى علاج يعمل على تضييق الأوعية الدموية وبالتالي يخفف الوجع، لكن هذا العلاج يقرره الطبيب ويؤخذ بكثير من الإعتدال.
عندما يزيد تواتر النوبات عن ثلاث أو أربع مرات في الشهر، يجب النظر في علاج عميق.
العلاج بواسطة الأدوية يقرره الأطباء، اذ لكل حالة دواء. فللمراهق القلق دواء ولعصبي دواء آخر، وكل هذه الأدوية تؤخذ بنسبة معينة ولوقت معيّن.
الهدوء ونظام غذائي ملائم
الى جانب الأدوية، من المهم جداً أن يتعلم المراهق، رويداً رويداً، كيف يدير مشاكله، عليه قبل كل شيء أن يتمتع بحياة هادئة.
يمكن أيضاً الإنتباه الى تنطيم الغذاء، إذ تفضل الأغذية التالية: الفواكه والخضار، السمك واللحمة البيضاء، النشويات والبطاطا. إضافة الى أنه يجب تجنب السكريات والشحوم.
الى ذلك يشار الى أن التبغ والكحول تزيد من آلام الرأس. في المقابل، فإن النشاطات الرياضية (المشي والسباحة وركوب الدراجة) لها مفعول مسكّن.
الأجواء الضاغطة سبب أساسي
إن معالجة آلام الرأس لدى المراهق مهمة جداً. ولكن قبل ذلك، على الأهل أن يتساءلوا ما إذا كانوا هم جزءاً من مسببات هذا الألم. فالبعض يضغطون على أولادهم ليقوموا بما لم يستطيعوا هم القيام به في عمرهم. هذا الحمل يمكن أن يسبب لدى البعض، ضغطاً تنتج عنه آلام الرأس. إذاً، إذا كانت الأجواء العائلية ضاغطة وثقيلة، يمكن أن تكون هي المسبب الأساسي لكل الأوجاع.