مؤتمر

الصحافة التقليدية والإعلام الإلكتروني في AUST
إعداد: جان دارك أبي ياغي

تأكيد التنافس... ولا خطر على المكتوب من المواقع الإلكترونية

 

برعاية وزير الأشغال العامة والنقل الأستاذ غازي العريضي وبدعوة من قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم في الجامعة
الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST)، عقد المؤتمر العلمي الأول حول «الصحافة التقليدية والإعلام الإلكتروني: تنافس أم تكامل؟».

حضر الإفتتاح ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن جمال فضل الله، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الرائد جوزف مسلّم، ممثل مدير عام الأمن العام اللواء وفيق جزيني الرائد ريمون خوري، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، ممثل نقيبة المحامين الأستاذة أمل حداد الأستاذ فريد خوري، مدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان، رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر، نواب رئيسة الجامعة، عمداء ورؤساء الوحدات، وحشد من أهل الصحافة وطلاب الإعلام.

 

افتتاح وكلمات
قدّم عريف الاحتفال جورج راشد المتعاقبين على الكلام، وأولهم عميد الكلية الدكتور جورج فرحة الذي اعتبر أن عنوان المؤتمر «قد يحمل الكثير من المضامين والتحليلات والمؤشرات حول تأثير وسائل الإعلام الجديدة وخصوصاً الإنترنت على الصحافة المطبوعة كونها أم وسائل الاتصال الشعبية كلها».
وأشارت رئيسة الجامعة هيام صقر الى أن المؤتمر مخصص للبحث في «تأثير الإنترنت على مجريات الحياة البشرية في الصحافة والسياسة والاجتماع والثقافة والعلم والتعليم...».
ووجد الوزير غازي العريضي تكاملاً في سياق التنافس «لأن ما يقال عن خطر على الصحافة التقليدية لا أراه شخصياً على الإطلاق من الصحافة الإلكترونية، إذ هناك عدة أخطار تواجه الصحافة التقليدية. أولاً من داخلها، ثانياً من الواقع السياسي العام في البلاد، ثالثاً من التمويل المرتبط بالواقع السياسي، رابعاً من الذين يدخلون الى هذه المهنة وأتمنى أن يذهبوا الى الإحتراف لا الى موقع عمل كما نرى في بعض المواقع اليوم، لأن العمل في هذه المهنة التي يقال عنها مهنة المتاعب هو أتعب أنواع العمل».

 

الجلسة الأولى
ترأس الجلسة الأولى التي حملت عنوان «الإنترنت والتحوّلات الإعلامية وتأثيرها على الصحافة التقليدية» الدكتور علي رمال الذي قدّم المتحاورين، ورأى أن الإنترنت فرض ثلاثة اتجاهات على الصحافة: التقني والتحريري والإقتصادي. وأعطى الكلام لرئيس تحرير جريدة «الأنوار» رفيق خوري الذي قدّم مرافعة عن الصحافة المكتوبة، مطلقاً شعار أن «السياسة في روح الصحافة». ودعا الى قيام فكرة الصحافة «العدوانية» أي صحافة كشف الحقائق. كما دعا الى تحفيز الرغبة في القراءة، وطرح مسألة عدم وجود صدقية في الإنترنت، وشكك بدور التلفزيون «حيث تأتي الحقائق منقوصة».
وقدّم الأستاذ كامل وزنة من جريدة «الدايلي ستار» دفاعاً عن دور الإنترنت معتبراً أنه سمح بإطلاق نقاش عالمي، ما أدى الى «خلق رأي عام خارج الحدود الجغرافية».
ورأى الأستاذ كريم بو مرعي من جريدة «النهار» أن الشباب يهجرون الورق الى الشاشات الملونة، ودعا الى التجانس بين المطبوع والإلكتروني.

 

الجلسة الثانية
عقدت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور وليد فخر الدين الذي قال: «لا حريات فردية من دون حريات عامة، وإلا استحالت فوضى عارمة»، مقدّماً النموذج اللبناني. وأكد أن «لا حريات عامة في ظل الإحتلال الأجنبي أو التهديد به، ولن يكون أي مواطن لبناني حراً طالما استمر الظل الأسود للإحتلال الإسرائيلي ومخاطر الإجتياحات قائماً».
ورأى المطران بشارة الراعي أنه على المنتجين الإعلاميين والمتخاطبين عبر وسائل الإعلام التمسّك بالمناقبية. واعتبر أن المطلوب من وسائل الإعلام وتقنياتها الجديدة أن تنكب على مظاهر الخلافات والتمزّق بين الناس والشعوب بمقاربة أكثر عمقاً وأكثر موضوعية.
وطرح الأستاذ وائل خير (حقوق الإنسان) بعض الأفكار عن المتغيّرات في عالم الصحافة، واعتبر أن كل تغيير يخلق رد فعل في البداية ثم تعتاد عليه الشعوب. ورأى أن أهمّ أسباب التراجع في الصحافة المكتوبة في لبنان يعود الى انحسار الحرية، بينما زادت هذه الحرية في الدول العربية.

 

الجلسة الثالثة
ترأس الجلسة الثالثة الدكتور جوزف العجمي (جامعة سيدة اللوزية) وكانت بعنوان «الإنترنت والتحوّلات الثقافية والعلمية وتأثيرها على الصحافة التقليدية» وتناول نظرية العالم الألماني فيليب ماير الذي توقّع زوال الصحافة المكتوبة وكذلك زوال الكتاب كما عرفناهما منذ مئات لا بل آلاف السنين، بحلول العام 2030، وقال إن هذه النظرية التشاؤمية لا تحظى بالإجماع.
الوزير الأسبق جورج سكاف (نقابة الصحافة) لم يتوقع عندما انطلقت الثورة الإلكترونية، في أواخر القرن الماضي، أن تُحدث هذا الإنقلاب الكبير في مختلف مجالاتنا الحيوية بحيث لم يعد بالإمكان حصره واحتواؤه... وقبل أن ينتهي العقد الأول من عصر المعلوماتية تحوّلت المنافسة والتكامل بين الإنترنت وسائر القوى التقليدية، ومنها الصحافة، الى مسألة تنافس أو تكامل بين قوى العقل البشري الذي ابتدع العقل الآلي ومدّه بذكاء من عنده، وتطوّر العقل الآلي الذكي الذي أخذ يتفوّق على العقل البشري بسرعة التقاط المعلومات وتحليلها والعمل بموجبها بشبكة إلكترونية تشمل العالم بأسره.
الدكتور نبيل حيدر (نائب رئيس الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا) تحدث عن تأثيرات الإنترنت وخلص الى القول بأنه هدية قيّمة للبشرية وهي بأهميتها كالحرف الفينيقي الذي حمله قدموس الى اليونان؛ والإنترنت قد أحدث ثورة في عالم المعلومات وقد يكون عامل جمع وتقارب كما قد يكون عامل تفرقة وتباعد في لبنان... هذا البلد الذي تعوّد أن يكون سبّاقاً... الإنترنت ما زال بحاجة الى تطوير ولا سيما في وجهات استعماله في المدارس والجامعات... والأكيد الأكيد أنه إذا استعمل جيداً يمكن أن يكون جسراً يجمع الشعوب والحضارات.
الأب البروفسور جورج حبيقة (نائب رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك) شبّه ثورة الإنترنت باكتشاف ورق البَرْدي (Papier Papyrus) على ضفاف دلتا النيل منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، أو إيصال المعرفة بشكل أسهل وأفعل وتدوين أحداث التاريخ بتفصيل أفضل من الحجارة الصمّاء وحفظ ذاكرة البشرية.
وخلص الى القول: «على الصحافة أن تُحدث نقلة نوعية في التجدّد والإنتقال الى وسائل رقمية متطورة، ولكن حذار أن تتحوّل الى شيء آخر غير الصحافة، عليها أن تبقى ذاتها في كل هذه التحوّلات القسرية، تتوالد أبداً من جوهرها في حلل قشيبة، خدمة للإنسان المفطور على تعقّب المعرفة بدون هوادة وخدمة للحقيقة المتعددة الأبعاد».

 

التوصيات
في الجلسة الختامية أعلنت التوصيات والبيان الختامي وجاء في ثلاث نقاط:
1- ضرورة طرح مسألة شرعة الإعلام بشكل جدّي مما يفيد المهنة موضوعيتها واستقلاليتها.
2- ضرورة إطلاق حراك مدني يتنبّه الى خطورة المعلومات على المواقع الإلكترونية لما قد تسبب به هذه المعلومات من غسلٍ للأدمغة وإعادة تشكيل الرأي العام.
3- ضرورة مقاربة واقعية لتكامل الصحافتين والمساكنة بينهما بشكل واقعي معرفي راقٍ.