مناسبة

العماد قهوجي في استقبال الملحقين العسكريين

 

مستمرّون في حربنا على الإرهاب بكل أشكاله

بمناسبة حلول العام الجديد، استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب يتقدّمهم الملحق العسكري الروسي اللواء رافيل كورماشوف، إلى جانب ممثلي هيئة مراقبة الهدنة وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ومساعديهم. وقد ألقى العماد قهوجي بالمناسبة كلمة أكّد فيها أن الجيش سيستمر في تصدّيه للإرهاب. وفي ما يلي نص الكلمة:


«بدايةً أشكر لكم حضوركم في هذا اللقاء، كما أتوجّه إليكم فردًا فردًا ومن خلالكم إلى قادة جيوشكم الصديقة، بأحرّ التهاني وأخلص الأمنيات لمناسبة حلول العام الجديد، آملًا أن يحمل إليكم دوام الصحّة والعافية، وإقامة هانئة في ربوع وطنكم الثاني لبنان.
في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها وطننا والمنطقة، ألتقي وإياكم مرّةً جديدة كممثّلين عن الدول الصديقة التي تقف دائمًا إلى جانب المؤسسة العسكريّة ولبنان. لقد تعهّدنا أمام الشعب اللبناني وأمامكم في لقائنا الأخير قبل عام، وفي «أمر اليوم» لمناسبة عيد الإستقلال، أن نكون على قدر الصعاب التي يواجهها لبنان، وأن يلتزم الجيش القوانين ويحمي الدستور ومقدّمته التي أرساها اتفاق الطائف. فدستورنا أكّد أهميّة العيش المشترك كأساس متين لقيام لبنان، وهو ما نتمسّك به يومّا بعد آخر على الرغم من كل ما نمرّ به من مصاعب. ونحن إذ نحمي بلدنا وعيشه المشترك، نعطي في الجيش مثالًا ناجحًا عمّا يجب أن تكون عليه المؤسسات اللبنانية في احترام الدستور والطائف والعيش المشترك، بدل الذهاب إلى مغامرات عبثيّة وغير محسوبة النتائج.
لقد وقفتم معنا في هذه الظروف وتابعتم خلال عام ما تعرّض له الجيش من تحدّيات جسام، فرضتها تأثيرات الأزمات الإقليميّة على ساحتنا الداخليّة، أمنيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، خصوصًا مع تدفّق أكثر من مليون نازح سوري إلى الأراضي اللبنانية، كذلك شهدتم ما حقّقه الجيش من إنجازات، سواء في محاربته الخلايا الإرهابيّة أو في تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701، بالتعاون مع القوات الدولية. ونحن نجدّد أيضًا تمسّكنا بالقرار الدولي، كما أننا متمسّكون بحقّنا في الدفاع عن أرضنا وبحرنا وجوّنا ضد العدو الإسرائيلي.
إنّ وقوفكم إلى جانب الجيش هو دليل على مدى ثقتكم بالمؤسسة العسكرية، بدليل سعيكم مع قيادات دولكم الصديقة من أجل تأمين المساعدات لها، لأنكم تعرفون أنّ الجيش ليس مع فريق من دون آخر، بل هو يعمل لخير لبنان واستقلاله وسيادته وحريته. ولأنّكم تعرفون أيضًا أنّ ضباط الجيش وعسكرييه يلتزمون أوامر قيادتهم ويتمتّعون بجهوزيّة وانضباطية عالية، تؤهلهم للحفاظ على السلم الأهلي ومحاربة الإرهاب بمختلف أشكاله، والذي يغتال الناس ويتعرض للمناطق الآمنة، وقد دأب منذ مدة على استهداف الجيش في مخطط واضح لزعزعة الاستقرار ووحدة لبنان، وضرب هذه المؤسسة التي تقف له بالمرصاد، وستستمر في التصدي له مدعومة من الدول الشقيقة والصديقة.
وختم قائلاً: أنتم تعرفون حجم المخاطر التي يواجهها الجيش، كي يمنع تحويل لبنان ساحة تترجم فيها الصراعات الإقليمية.
نحن نقدّر جهودكم جميعًا في مساعدتنا لحفظ استقرار لبنان، وعملكم لتجهيز الجيش وتقديم ما يحتاجه من مساعدات عسكرية، لأنكم تعرفون أنه على قدر التحدّيات وعلى قدر الآمال المعلّقة عليه، وخصوصًا في مرحلة الاستحقاقات الداخلية والخارجية.