على خطى القائد

العماد قهوجي: لن نسكت بعد الآن عن أي استهداف للمؤسسة

مشددًا على رفض مقولة الأمن بالتراضي

 

 

أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن قيادة الجيش التزمت في ما مضى نهج العمل بصمت والحرص على عدم زج المؤسسة في سجالات عقيمة، لكنّها وبسبب التطاول والافتراء على الضباط والعسكريين، لن تسكت بعد الآن عن أي استهداف معنوي أو كلامي أو إعلامي للمؤسسة من أي جهة أتى.

كلام العماد قائد الجيش جاء خلال اجتماع عقده مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج العملانية، زوّدهم خلاله التوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة.
وقد أكد العماد قهوجي أن الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية وخصوصًا سوريا، بالإضافة إلى المصاعب التي يواجهها لبنان، تتطلب من الجيش جهودًا استثنائية لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة بأقل الأضرار الممكنة، خصوصًا «وأنه من أكثر المعنيين في منع انعكاس تلك الأزمات أمنيًا على الساحة الداخلية، أيًا تكن النتيجة».
وشدد قائد الجيش على «وجوب الحذر والاستعداد الدائم سواء في الدفاع عن الحدود الجنوبية لمواجهة أي اعتداء اسرائيلي بعد التهديدات التي أطلقها قادة العدو أخيرًا ضد لبنان، أو في الحفاظ على مسيرة السلم الأهلي وضبط الحدود اللبنانية في الشمال والبقاع، بما يكفل حماية أهالي هذه المناطق، وإحباط محاولات التهريب والتسلل بالإتجاهين وإطلاق النار»، مؤكدًا «وجوب التصدي الفوري لأي اعتداء على مراكز الجيش ومن أي جهة أتى».
وأشار العماد قهوجي إلى أن «التناقضات السياسية التي تشهدها الساحة الداخلية، وتناول المؤسسة العسكرية من قبل البعض، انتقادًا أو تأييدًا، لغايات سياسية أو لمصالح انتخابيةٍ، لن تؤثر على الإطلاق في تماسك هذه المؤسسة ومعنويات عسكرييها وولائهم الوحيد لها وليس لأي طرف كان».
وأضاف، «إن قيادة الجيش التي التزمت في ما مضى نهج العمل بصمت والحرص على عدم زج المؤسسة في سجالات عقيمة، فإنها وبسبب التطاول والافتراء على الضباط والعسكريين، لن تسكت بعد الآن عن أي استهداف معنوي أو كلامي أو إعلامي للمؤسسة من أي جهة أتى، لأن البعض وللأسف قد فسّر صمت الجيش ضعفًا، لا حكمة لامتصاص تداعيات الأحداث. فالجيش حريص على عدم تحويل القضايا الداخلية إلى مماحكات مع هذا الفريق أو ذاك، كونه منصرفًا إلى ما هو أكبر من ذلك في ظل التطورات الإقليمية الخطيرة والمخاوف الدائمة من الاعتداءات الإسرائيلية، كما أنّه لن يعدّل أبدًا في قناعاته ودوره الجامع، وتعاطيه مع جميع اللبنانيين على قدم العدالة والمساواة».
في السياق نفسه، أوضح العماد قهوجي في حديث لجريدة «السفير» (11/7/2012) أن الحملات التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية لا تؤثر بتاتًا على تمسّك الجيش بدوره الوطني العابر للمناطق والوظائف، مؤكدًا استمراره في تحمّل مسؤولياته تجاه شعبه بمعزل عن الغبار الذي يثار هنا أو هناك.
وشدّد العماد قهوجي على أن الجيش يرفض اعتماد مقولة الأمن بالتراضي، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون الأمن بالحكمة، فنتفادى استخدام القوة حيث لا تفيد، ونستخدمها حيث نجد ذلك ضروريًا، وفق طبيعة الحالة التي نواجهها.
وردًا على سؤال حول تفعيل إنتشار الجيش على الحدود الشمالية والشرقية، أوضح العماد قهوجي أن تنفيذ خطة الإنتشار يحتاج إلى بعض الوقت بانتظار إنجاز عملية سحب بعض القوى العسكرية من أماكن وجودها الحالي ونشرها على الحدود، مشيرًا إلى أن هناك حاجة للواء، أي ما يعادل ألفي عسكري، من أجل إحكام القبضة بشكل أفضل على الخط الحدودي، علمًا أن قواتنا موجودة في أماكن التوتر وما نريد فعله هو تعزيز دورها. وشدّد العماد قهوجي على أن الجيش يلبّي عبر تعزيز تواجده في المناطق الحدودية نداء الناس الذين يرفضون أي وجود مسلّح ويطلبون منّا التدخل لضبط الأمن، وبالتالي فإن الغطاء الشعبي هو بالنسبة إلينا أهم من الغطاء السياسي.
وأشار القائد في حديثه إلى أن الجيش تعرّض لإطلاق نار على الحدود مع سوريا إلا أنه لم تعرف هويّة المسلّحين، وأضاف أن القوات العسكرية ردّت عليهم بالشكل المناسب، وهذا ما سنكرره كلما تم استهدف جنودنا وضباطنا.
وأكد العماد قهوجي أن ما يهم بشكل أساسي هو الحفاظ على دم الأبرياء.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان الجيش قد أخلى عكار على خلفية أحداث الكويخات نفى القائد هذا الأمر، مؤكدًا أن من يروّج لذلك إما إنه لا يرى جيدًا وإما يتكلّم عن أمنياته وأحلامه، في حين أن الواقع مغاير تمامًا. وأكد أن الجيش لن يترك عكار مهما جرى وأيًا كانت الضغوط التي تمارس عليه، بل أكثر من ذلك، نحن بصدد زيادة قواتنا في المنطقة من أجل إعادة الإستقرار إليها، وإقفال الثغرات الأمنية المفتوحة التي يشكو منها المواطنون.