خطاب الرئيس

العماد لحود للضباط المتخرّجين في الأول من آب

الفرق شاسع بين عالم المبادئ وعالم الواقع

إدارات الدولة مصادرة الى حصص وأنتم كنتم ولا زلتم حصة الوطن والمواطن

 

أكد فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود خلال حفل تخريج الضباط بمناسبة عيد الجيش، إن الفرق شاسع بين عالم المبادئ وعالم الواقع.. وبين صورة الدولة وواقعها... وإن معظم إدارات الدولة مصادرة الى حصص سياسية وطائفية ومذهبية...

وخاطب الضباط المتخرّجين قائلاً: كنتم ولا زلتم حصة الوطن والمواطن فامنعوا هذه الحصة من التجزئة... هنا نص الكلمة التي ألقاها فخامة رئيس الجمهورية.

 

أيها الضباط المتخرجون

اليوم تقسمون يمين الولاء للوطن دفاعاً عن الأرض وحمايةً للمواطن، واليوم تحملون السيف رمزاً لدوركم الفاصل بين الحق والباطل وأنتم أداة القانون وحماة الشرعية.

 

 أيها الضباط المتخرجون

 من مقاعد الدراسة الى أرض الممارسة تنتقلون اليوم، من عالم المبادئ التي تعلمتم الى عالم الواقع الذي ستواجهون، والفرق بينهما شاسع ومؤلم كما الفرق شاسع ومؤلم بين صورة الدولة وواقعها، فلا تيأسوا ولا تضعفوا وأنتم الأقوى عزيمة والأشد إيماناً والأعمق استمراراً.

 

أيها الضباط المتخرجون

لأن أمن الناس هو مسؤوليتكم في كل الظروف والأحوال فلا تدعوا واقع الدولة مهما كان أليماً ولا الاستحقاقات ولا المهاترات والتجاوزات، لا تدعوا أياً من ذلك يؤثر فيكم، فالرسالة التي تحملونها هي الأهم ولأن معظم إدارات الدولة مصادرة، مع الأسف، الى حصص سياسية وطائفية ومذهبية فلا تدعوا هذا المرض يدق فيكم، ومن حسن حظ لبنان ومن كبير الشرف لدى قيادتكم الحالية والسابقة أنها منعت شرذمة الأمن ومؤسساته الى مجموعة حصص، فكنتم ولا زلتم حصة الوطن والمواطن، فامنعوا هذه الحصة من التجزئة تحفظوا لبنان وأمنه.

 

أيها الضباط المتخرجون

إن دعوتي إليكم اليوم بالأمل وعدم اليأس نابعة من إيماني الثابت بالوطن والناس، لذلك أكدت مراراً أن لا تراجع عن خطاب القسم كأساس لبناء الدولة العصرية المتقدمة وزوال نظام الحصص الطائفية والسياسية الذي يسبب هجرة خيرة شبابنا، وعليكم أن تعلموا أنه لا يوجد عهد فاسد بل يوجد فاسدون في كل عهد والناس يعرفونهم.

 

أيها الضباط المتخرجون

إعلموا أن الأمن والاستقرار الذي توفرون بدعم من الشقيقة سوريا هو الدعامة الأساسية للإقتصاد الوطني، وهو الذي جعل لبنان مقصداً لراحة الأخوة العرب ودافعاً للإطمئنان الى زيادة الودائع فيه والثقة به، ولولاه لما شهدت البلاد هذه الإيجابيات مؤخراً.

 

أيها الضباط المتخرجون

إن المواطنين مؤمنون بكم وبدوركم، فكونوا على قدر هذا الإيمان وهذه المسؤولية، وفي عيدكم اليوم أوجه تحية إجلال وإكبار الى شهداء الجيش والمقاومة في وجه العدو الإسرائيلي، وأهنئ قيادتكم كما الضباط والرتباء والأفراد كما المؤسسات الأمنية الأخرى بالإنجازات التي نفخر بها.

 

عاش الجيش ­ - عاش لبنان