قواعد التغذية

الـخضار والفواكه والسوائل "أسلحة ذكية" في نظام غذائي يلائم موجات الحر
إعداد: نايلة عساف

لتفادي مظاهر الازعاج التي نواجهها خلال مواسم الحر الشديد كالتعرّق والحساسية، لا بد من نظام غذائي خاص.

اختصاصية التغذية جويل شهوان تحدثت الى "الجيش" في هذا الإطار، وأجابت عن اسئلتنا.

 

• هل هناك نظام غذائي خاص لفصل الصيف؟

في الطقس الحار ينبغي الحرص على اختيار الغذاء المتنوّع وبكميات معتدلة، وذلك لتزويد الجسم باحتياجاته الاساسية من مختلف العناصر الغذائية التي يتطلبها من جهة، والمحافظة على الصحة والحيوية من جهة ثانية.

ومن الضروري الإكثار من تناول السوائل كالعصير والماء... لتجنب التجفاف وخصوصاً بالنسبة للصغار والمسنين فهم الأكثر عرضة له خلال مواسم الحر.

 

• ما هي أهمية الماء في الصيف؟ وهل يجب تناول المياه المعدنية تحديداً؟ وما هي الكمية؟

يعتبر الماء من السوائل المهمة في حياة الإنسان إذ يتكون الجسم من %60 من الماء ويحتاج الى نحو ليترين منه يومياً، خصوصاً في موسم الصيف. وبما أن جسم الإنسان لا يستطيع تخزين الماء، فإن هذه الكمية ضرورية وأساسية للتعويض عما يخسره الجسم من معادن وفيتامينات.

ومن المهم أيضاً تناول الماء بشكل تدريجي طوال النهار، قبل الوجبات وليس خلالها.

إشارة هنا الى أن تناول الماء الباردة خلال الوجبات قد يبطئ عملية الهضم. ومن هنا تأتي ربما الفكرة الخاطئة بأن المياه المبردة ثقيلة على المعدة.

أما بالنسبة للمياه المعدنية، فهي لا تختلف عن مياه الشرب العادية (من الحنفية) شرط أن تكون هذه الأخيرة نظيفة وصالحة للشرب. أخيراً، من المهم عدم الإنتظار للإحساس بالعطش حتى نفكّر بشرب الماء.

 

• ما هي العناصر الغذائية التي تزوّد الإنسان بالطاقة والحيوية التي يفقدها في الطقس الحار؟

تشكل الفواكه مصدراً أساسياً للطاقة إذ أنها تحتوي على السكر. ومن المهم تناولها بكمية معتدلة أي 4 أو 5 وجبات للراشدين و3 أو 4 وجبات للأولاد.

وتعتبر النشويات من أفضل الأغذية التي تزود الجسم باحتياجاته من الطاقة وخصوصاً لدى من يلتزم ببرنامج رياضي منتظم، ومن أهم الأغذية التي تحتوي على المواد النشوية: المعكرونة والبطاطا والأرز والحبوب والخبز. وأخيراً فإن العصير الطازج مفيد، خصوصاً للذين لا يعانون من الوزن الزائد.

 

• يقال أن هناك أغذية حامية غير مناسبة للصيف، ما حقيقة ذلك؟

ليس هناك من أصناف حامية وأخرى غير حامية. لكن يمكن التحدث في هذا المجال عن الإستعداد لدى بعض الأشخاص لتقبّل أصناف معينة من الأطعمة. فمثلاً بعض الأشخاص لا يتقبّلون الأكل المطبوخ أو البيض أو الزيوت ويفضّلون عليها السلطات واللبن.

ومن المهم التركيز على نقطة أساسية وهي أنه في فصل الصيف يفسد الأكل بسرعة بسبب تكاثر البكتيريا، ما يؤدي الى الإصابة بالأمراض. من هنا ضرورة وضع كل المأكولات في البرّاد لتجنّب فسادها.

 

• وماذا عن البوظة: فوائدها، مضارها، وهل هناك نصائح معينة بهذا الشأن؟

يكثر تناول البوظة في الصيف إذ أنها تنعش في الطقس الحار. إنما من المهم تناولها بكميات معتدلة فهي تحتوي على كميات عالية من السكر والدهون، خاصة البوظة الغنية بالحليب أو الكريمة كالفانيلا، والشوكولا والقشطة.

ويفضّل تناول البوظة الخالية من الكريما أو الحليب اما الأشخاص الذين يتبعّون حمية غذائية، فيمكنهم تناول البوظة المصنوعة من الفواكه إذا رغبوا بذلك، إنما ينبغي في هذه الحال الاستغناء عن تناول الفواكه.

في ما خص البوظة الخاصة بالحمية (الدايت) من المهم التأكد من أنها خالية فعلاً من الدهون البديلة للسكر. وأخيراً يمكنني القول أن البوظة لها فوائد غذائية خصوصاً تلك المصنوعة من المواد الطبيعية (الفاكهة، الحليب...) إنما يبقى الاعتدال هو الأساس.

 

• هل هناك أغذية تساعد على تثبيت السُمرة (البرونزاج) كالجزر مثلاً؟

يحتوي الجزر على نسبة عالية من الجزرين أو ما يسمى الكاروتين وهو صبغ برتقالي اللون وتصنع منه أدوية أو حبوب تثبت السمرة. إنما تناول الجزر بحد ذاته لا يؤثر على السمرة إلا بكميات كبيرة منه، وهناك أيضاً فواكه أخرى لها تأثير ملوّن، كالشمام، لكن الجزر يبقى النوع الأكثر احتواءً على مادة الكاروتين.

 

• ما هو دور الفواكه والخضروات؟

الصيف موسم الفواكه والخضار خصوصاً الطبيعية منها أي غير المزروعة تحت الخيم. ومن المهم التنويع من الفواكه الغنية بالألوان لمنافعها الغنية بسبب الفيتامينات كالشمام، الدرّاق، المشمش وخصوصاً الخوخ الذي يتمتع بخصائص ملينة للمعدة، كذلك فالخضار صحية خصوصاً الورقية منها، كالبقلة، والروكا، والخس... وهي مهمة جداً في الصيف.