تحية الى جيش الوطن

الفيديو كليب أحد أسلحة الدعم والمساندة
إعداد: ندين البلعة

فنانون امتشقوا مواهبهم ومضوا الى المعركة

 

كما في الأمس، اليوم وغداً، فنانون امتشقوا الكلمة واللحن والصوت ووقفوا الى جانب جيشهم, يدعمونه في معركته، يحيّون ثباته وبطولاته, وعبر الأغنية يختصرون مشاعر اللبنانيين حياله.
الرواد الأوائل للأغنية اللبنانية، جيل الإبداع الذي زرع في ذاكرتنا «بيي راح مع العسكر» و«تسلم يا عسكر لبنان»، والى ما هنالك من أعمال رائعة، كبار من هذا الجيل وآخرون مخضرمون وشباب، أطلّوا يعبّرون كل بطريقته عما يختزنه الوجدان اللبناني من مشاعر حب للجيش، وعمّا يكنّه المواطنون من تقدير لتضحيات أبطاله.

 

سحر الصوت وصدق الكلمة
من اليونان ومن على مسرح الاكروبوليس وجّهت السيدة فيروز رسالة مؤثرة، وكعادتها كتبت الرسالة بسحر صوتها وهي تغني «لا تخافي سالم غفيان مش بردان»، «هلّي عالريح» و«بيي راح مع العسكر»...
السيدة صباح التي عادت أغنيتها «تسلم يا عسكر لبنان» تصدح في كل بيت، وجّهت بدورها تحية الى الجيش.
الفنان الكبير إيلي الشويري، أضاف الى سجلّه الحافل بالروائع الفنية عملاً رائعاً آخر قدمه بصوت وائل كفوري. مطلع الأغنية التي تمّ تصويرها «ڤيديو كليب» موّال يقول: «من خلف الجبل طلّت عليّي رايتو...».
الراحل الكبير زكي ناصيف والذي قدم خلال مسيرته الفنية العديد من الأعمال الوطنية الرائعة، كان حاضراً في هذه الورشة من خلال «وحدك يا عسكر لبنان» التي استعارتها موسيقى الجيش.
غسان صليبا وغسان الرحباني قدّما تحية مميزة للجيش من خلال تصوير إحدى الأغاني الجميلة من مسرحية «هنيبعل».
عاصي الحلاني بصوته الرحب غنى للجيش وتردد صوته في رحابة السهل حيث تمّ تصوير الأغنية، والكليب من إنتاج مديرية التوجيه.
نانسي عجرم أطلّت بدورها في ڤيديو كليب جميل جداً وصرخت للجيش «خلّيك بوج الغضب».
جاهدة وهبي غنّت من ألحانها ومن كلمات هنري زغيب مناجية الجيش «لأنك حِمانا فتحنا سمانا للصباح الجايي».
لور عبس، الأميرة الصغيرة، نقولا الأسطا، قمر نادر، وقفوا في مواجهة لهيب الصيف الحار شاهرين أصواتهم، معلنين انخراطهم في المعركة التي يخوضها الجيش.
الورشة الفنية التي حركها اندفاع الفنانين وشاركت فيها مديرية التوجيه، كانت نتيجتها مجموعة أغانٍ بدأت تبثها محطات التلفزة منذ شهر تموز الماضي.
«الجيش» رافقت تصوير بعض هذه الأغاني وكانت لها وقفات مع المشاركين في العمل حيث سجّلت مشاعرهم وانطباعاتهم.

 

الروح العسكرية وجمالية العمل الفني
بين العام 1997 والعام 2007 أخرج المعاون شربل نصر من مديرية التوجيه مجموعة كبيرة من الـ«ڤيديو كليب» لصالح المديرية، وتعاون مع فنانين كثر. أسلوبه يجمع بين الروح العسكرية التي تظهر بوضوح من خلال العمل وبين الجمالية الفنية. بإمكانات محدودة وجهد غير محدود يسعى الى تظهير الرسالة التي تحملها كل أغنية، وجعل العمل لائقاً بالتضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني. يحب عمله ويقوم به بشغف منذ سنوات. إنما في هذه المرحلة، فثمة شيء آخر، أكثر من الشغف ربما. شيء يجعل العمل يستحوذ على كل نبضة من قلبه وكل لحظة من وقته.
«أقل واجباتنا أن نقدّم ما يليق بتضحيات هؤلاء الأبطال».
ويضيف:
«نحن نعمل هنا، قد يضايقنا ضغط العمل، الجو الحار، لكن هل يمكنك أن تتصوري ماذا يعاني رفاقنا في نهر البارد؟ وماذا يعني أن يستشهد رفيق كان بالأمس معنا يشارك في تصوير أحد المشاهد؟».
يصمت المعاون نصر قليلاً قبل أن يتابع:
«عملنا يساهم في ترسيخ اللحمة بين الجيش والمواطنين، وهذا أمر يساهم في رفع معنويات العسكريين الذين يشعرون بمدى تعاطف الناس معهم، إنه جزء من المعركة».
ويشير الى أن «نقطة القوة في هذه الأعمال تتمثل في الموضوع أي «الجيش والوطن»، إنه وضع يلامس أعمق المشاعر لأنه جزء من المقدسات، وعملنا نحن يجعلنا في تماس مباشر مع هذه المشاعر. نلمس الدعم والتعاون في كل خطواتنا». وينوه في هذا الإطار بالدعم الجدي والمميز الذي تقدمه الشركات للمساهمة في الأعمال التي تنتجها مديرية التوجيه.
وعن انطباعه حول أجواء العمل، يؤكد: «لو لم أقتنع بروعة هذا العمل وفعاليته في صفوف الجيش، لما تابعت في هذا المجال. إن الإرادة القوية والحماسة في كل ما نقوم به، بالإضافة الى ثقتنا بالنتيجة، تزيدنا اندفاعاً للمتابعة».
أخيراً يختتم بالقول:
الإخراج هو بناء أفكار وتنسيقها بشكل ينتج فناً راقياً وعملاً متكاملاً بجماليته وتأثيره.  

 

«لبنان عسكرك جايي»: هدية من قلبي
في إطار مشهدي جميل تمّ تصوير ڤيديو كليب «لبنان عسكرك جايي»، غناء لور عبس رئيسة القسم الشرقي في المعهد الوطني العالي للموسيقى.
أغنية جسّدت المجد والبطولة «يا زْنْود ما بِتْلين، يا جْبين من صنين... يا رمز الفدا...».
طَمْأنَت لبنان أنه «راجع حْكاية» وأن جيشه هو «الوعد الجايي».
تغني لور من أعماق كيانها وتقول: لكي تنجح الأغنية، ضروري الإقتناع بموضوعها ومضمونها الشعري والمعنوي وبقيمتها الموسيقية. والأهم أن تنبع من المحبة والأحاسيس الصادقة، وإلا فإنها لن تؤثر في مَن يتلقاها.
مشاعرها دفعتها لتنفيذ الكثير من الأعمال الفنية الوطنية التي كان الجيش وبطولاته في صميمها.
كونها زوجة ضابط في الجيش اللبناني، يضيف سبباً آخر يدفعها الى تأدية هذا النوع من الأغاني. ينتابها مزيج من المشاعر يتمظهر في صوتها: الحزن لسقوط الشهداء، معايشة تضحيات العسكريين، والفخر بالإنتماء الى المؤسسة الأشرف في لبنان... كل هذه الأحاسيس شاركت في ولادة عملٍ راقٍ.
وحول هذه النقطة بالذات تقول: «لست في صدد عرض مواهب، ما يهمني هو أن أقدم عملاً متكاملاً أهديه من كل قلبي لجيشنا الباسل».
وتضيف:
«لبنان عسكرَك جايي» أغنية موزعة لأوركسترا سمفونية، تعزفها عزفاً حياً بانسجام يظهر قيمة العمل الموسيقي والتأليف.
أما من ناحيـة الصوت واللحن الغنائي لهذا العمل، فهو يتميز بوسع المساحة الصوتية، وأغني فيه بالطبقات الجهيرة والطبقات الصوتية الحادة».
وتُميّز الفنانة لور عبس بين الأعمال الفنية العادية والأعمال الفنية الوطنية حيث يشترك الجميع بقضية عامة».
وتشير الى انّ أجواء العمل، «مزيج من الجد والضحك، ومن النظام والتساهل، المشاركون في التصوير كتلة حماسة واندفاع على الرغم من التعب. المشاهد واللقطات تُعاد بكل طيبة خاطر وصولاً الى الأفضل».
ووسط زحمة العمل، تدعو لور عبس الى احترام دماء الشهداء، «يجب أن تكون نوايا موجهي هذا البلد صافية. فبين أيديهم مصير عسكر قد ترك عائلته ومنزله وحياته الإجتماعية ليلبي نداء التضحية في سبيل الحرية والاستقرار».
وننتقل الى فريق العمل حيث نلاحظ مدى الحماسة والإندفاع، منفذ الإضاءة إيلي مرعي يفتخر بالمشاركة في هذا العمل، ويشعر بالفخر عينه المصوّر طوني أبي حنا...
ويعتبر سائر العاملين في الفريق، «أن هذا أقل ما يمكن تقديمه للجيش لنشعر أننا نشاركه بطريقة ما التضحيات التي يقدّمها».

 

«لعيونك يا جيش»: ... بتصرف الجيش
«لعيونك يا جيش»، لبّى الفنان نقولا الأسطا نداء الواجب مؤكداً استعداده لفداء الجيش بروحه. وبصوته «الزحليّ» الصلب، يتوجه الى الجيش:
«بِتْصون الإنسان، ما بْتحكي بأديان
سلاحَك والإيمان للنصر مْوَدّيك».
منذ بداية مسيرته الفنية، غنى الأسطا للجيش فكانت أغنيته الأولى «بلادي أعيدي النظر»، التي عبّرت عن محبته لهذه المؤسسة وإيمانه بها. هي بنظره سند للوطن وضمانة لبقائه.
«لا أحد يمكنه أن يزايد على الآخرين بمحبة لبنان ومحبة الجيش. ولكنني شخصياً، أضع صوتي وجوارحي وكل ما أعطاني إياه الله - وهذا أقل ما يمكن أن أقدمه - بين يدي المؤسسة العسكرية ومن خلالها الوطن. لقد وعينا أن الجيش يخسر شهداء أكثر من أي وقت مضى وهذا غير مقبول.
في هذا العمل نحارب بصوتنا في صفوف أمامية الى جانب الجيش الذي لا نعترف بغيره خشبة خلاص».
في «لَعيونَك يا جيش» الجدية والمعاناة وتأكيد على دعم اللبنانيين لهذا الجيش.
«نحنا إخواتَك، حدّك وحياتك،
العزّ بْوقفاتَك، شعبك بِحيّيك».
يحيط بالفنان نقولا الأسطا فريق عمل نشيط، يزداد اندفاعاً مع حماسة الفنان. فريق العمل لا يقل حماسة واندفاعاً، والكل يعتبر نفسه في مهمة وطنية:
ربيع موسى، مساعد المخرج، والذي اختبر الحياة العسكرية، يرى أن العمل يجب أن يساهم في نقل فكرة واضحة الى اللبنانيين: في ظل هذه الظروف القاسية الجيش هو ضمانة لبنان، وما يقدمه من تضحيات يجب ان يوحّد اللبنانيين في ظلّ العلم اللبناني.
مدير التصوير عبدو نجّار يقول: «من يريد المشاركة في «Clip» مع الجيش يجب أن يملك فكرة عن الحياة في هذه المؤسسة. فمن يشعر بما يعانيه أفرادها يقدم عملاً أفضل. وكون المخرج شربل نصر في السلك العسكري يسهّل عملنا. فهو يعرف ما يريد ويعرف تفاصيل العمل، بالاضافة الى خبرته بالتعاطي مع الموضوع.
وعن شعوره خلال العمل يقول: «نشعر خلال تصوير الأغنية أننا نريد أن نحمل سلاحاً ونقاتل الى جانب الجيش. نحسّ بعنفوان لدى تأدية هذا العمل، وكل يوصل الرسالة من خلال عمله وعلى طريقته».
أما اختصاصية التجميل كوزيت السخن، فتشعر بكثير من الفرح والفخر لأنها تعمل مع الجيش. وهي لا تستطيع إلا أن تقدم أفضل من عندها عندما ترى ما يقدمه هؤلاء من تضحيات.
إيلي فضّول (Camera + jimmy Jip) وبسام الحسين (Steady Cam) يعتبران أن الجيش «مْكفّي ومْوفّي» ومهما قدمنا له لن نفيه حقه علينا.
زين العابدين بحلق، الذي شارك في هذا العمل، يتحدث عن «روعة المشاركة في عمل يعتبره دعماً للجيش في قتاله ضد الإرهابيين».

 

«كلنا إلَك»: تعبير عن محبتنا
من ثالوث الجيش «شرف، تضحية ووفاء»، أنشدت المطربة جاهدة وهبي كلمات تعبر عن انتظار الناس، من كل الفئات، انتصار الجيش وعودته.
«يا جيش لبنان، يا وفى الأمان، الأرز مكلّلََك يا شرف لبنان، والتضحية عنوان، كلنا إلَك».
نَدَهت القلوب «وحدَك الحماية» ليظهر الإحساس بكل ما يقدمه الجيش من تضحيات، ويدفع هذه الفنانة، إبنة الضابط الشهيد، الى وضع كل الجهود في سبيل الوطن ودعم الجيش في معركته.
«إن رؤية عنصر مصاب، أو شهيد أهرق دمه، تجعلني في حالة نفسية صعبة وأليمة. لكن الجيش أمثولة في الإرادة والأمل والتفاؤل ونحن نستمد منه ما يجعلنا أقوى. أما عملنا في هذا الـ«Clip» فهو أقل ما يمكن أن نقدمه بتواضع واحترام لشرف هذا الوطن ورمز وحدته، الجيش».
حاوَلَت جاهدة وهبي من خلال هذا الـ«Clip» أن تضيء على الناحية الإنسانية لدى الجيش وتضحياته وليس على الناحية القتالية والدفاعية وحسب: «خطابنا الفني لن يرقى يوماً الى مصاف ما أهرق هذا الجيش من دم وما قدم من تضحيات. لكننا في النهاية نريد أن نعبر عن محبتنا له».
وعلى الرغم من الحر والضغط، نرى الجميع متعاونين وصبورين: هذا التعب ليس سوى نقطة في بحر ما يتحمله الجيش في جميع مواقعه دفاعاً عن الوطن.
ولا تخفي جاهدة وهبي هويتها وروحها العسكرية فتتوجه الى الجيش قيادة وأفراداً وشهداء: «نحن معكم ولكم، فأنتم شرف هذا الوطن. الى جانبكم سنبقى لينهض لبنان من كبوته وتختفي الشرذمة والإنقسام».
ولأنها تربت في عائلة كرّست حب الوطن والجيش وقدّسته، ساهمت جانا وهبي (منتجة منفذة) في إنجاح عمل شقيقتها جاهدة.
«إننا نصوّر «Clip» على الطريقة السينمائية (16mm) وهي تجربة جديدة في الأغنية العسكرية. ونعمل على ناحية أخرى من المشاعر والعنفوان مما يختلف عن العمل المدني».
ويؤكد المخرج جو أبو عيد، الى جانب جانا وباقي فريق العمل، على أن هذا العمل هو أكثر من واجب، «هو ردة فعل فنية على ما يتعرض له الجيش، وفي الوقت عينه إيمان بأن النصر سيتحقق».
من خلال هذا العمل يسعى أبو عيد لإعطاء أفضل ما عنده، وهو يشير الى أنه لم يتوقع هذا القدر من التعاون من قبل الناس أو الشركات التقنية التي ساهمت في تأمين التقنيات اللازمة.
لقد استفزّه وضع الجيش وخصوصاً وجود شباب من مثل عمره في المعركة، تاركين وراءهم أمهات وعائلات قلقة لا يغمض لها جفن.
ويقول:
«لو قارنت لما استطعت أن أعبر عن انزعاجي! فخوف أهلي عليّ إذا تنقلت بين المناطق لا يوصَف. فكم بالأحرى أهالي هؤلاء الشباب الذين يعرّضون أنفسهم للخطر في معركة غدرٍ وظلم؟».
أما بقية العاملين معه فيؤكدون أن ما يفعلونه هو الحد الأدنى، وهو بمثابة شكر وتقدير له.

 

«علّي جبينَك»: البزة العسكرية مقدّسة
من ثكنة المغاوير في رومية، نادت الأميرة الصغيرة «علّي جبينك».
«بالدم كتبت الحرية ولبنان حْملتو قضية» هذا هو الجيش بالنسبة الى هذه الفنانة الأم، التي أبت إلا أن تعبّر عن شعورها بالألم تجاه معاناة العسكريين فلحّنت الأغنية وأهدتها لهم.
ودعت الجميع ليعرف حقاً قيمة هذه المؤسسة. هي متأكدة أنه ما من أحدِ يمكنه أن يؤمن الإستقرار لأولادها وعائلتها سوى الجيش.
في الـ«Clip» الذي صورته أشركت الأميرة الصغيرة ولديها آية وآلدو تعبيراً عن المحبة الخاصة التي تكنها والإحترام الذي تخص به هذه المؤسسة الشريفة. فبعد انقطاع لسنوات عن إصدار الأعمال الفنية، إستفزّها وضع الجيش في المعركة وحرّك أحاسيسها لدعمه.
«أنا أساساً أحب هذه البزة وأقدّسها. فكيف لي أن أقف متفرجة أمام ما يتعرض له جيشنا الحبيب؟ لو بَعرِف إحْمُل بارودة كِنت رِحت حاربت! ولكن كل ما أملكه هو صوتي لأشارك بطريقة ما في هذه المعركة».
الأميرة التي تعوّدت أن تشارك الجيش بحفلاته وأفراحه، لم تعد تهمها الحفلات، «أيمكنني أن أضحك وأنا على يقين أن المروحية التي تمر يومياً من فوق بيتي، تحمل أحد الجنود المصابين أو أحد الشهداء؟».
شاركها في تصوير الـ«Clip» جنود من فوج المغاوير كانوا يقاتلون في نهر البارد. جاؤوا خصيصاً ليدعموا هذا العمل، وعادوا في اليوم التالي الى جانب رفاقهم في المعركة. أظهر عسكريو فوج المغاوير شجاعة وهمة لا مثيل لهما في أرض المعركة، ومارسوا نموذجاً عن التدريبات القاسية خلال تصوير الـ«Clip» غير آبهين بالتعب، خصوصاً أن مشاركة عدد كبير من الأولاد في التصوير حتّم إعادة تصوير المشاهد مرات ومرات.

 

شهيد وذكرى
شاء القدر أن يقاطع الإستشهاد مسيرة أحد الجنود. المعاون سعادة مخلوف شارك في تصوير الـ«Clip» ليترك لأهله ورفاقه والناس ذكرى فنية الى جانب الذكريات التي تركها كمغوار بطل في ساحة المعركة. مشاركته في التصوير منحته فرصة القيام بالتدريبات مرة أخيرة، والتنقل في أرجاء الثكنة مرة أخيرة، ليعود في اليوم التالي الى أرض المعركة ويترك حرقةً في قلب الأهل والرفاق والأميرة.
وفيما يظهر الحماس والشعور بانتصار الجيش من تعابير وجهها، تشدد الأميرة الصغيرة على أن أغنيتها هي أغنية النصر: «منكَلِّلَك بالغار، بالورد مِنْلاقيك». ويعيد المخرج المعاون شربل نصر التأكيد على أهمية التعاون بين مختلف العاملين لتنفيذ هذا العمل. ويضيف مساعده ربيع موسى، تأكيداً على هذه الفكرة: «المغاوير كانوا على قدرٍ عالٍ من الإحترام والتعاون فكانت النتيجة لوحة فنية عسكرية إنسانية».
وتوضح الأميرة الصغيرة من ناحية أخرى، «أن أجمل ما يحققه الفنان الى جانب الشهرة والمجد هو التزامه الرسالة. لقد تأكدت من الرسالة التي أريد إيصالها الى جمهوري، وفي هذه الأغنية قمتُ بترسيخها. رسالتي هي الجيش فنياً معنوياً».

 

وحده الأمان والمجد الشرف
انتظرت الفتاة شقيقها المنخرط في صفوف العسكر، ليعود من معركته. وبعد طول انتظار لاقته لتؤكد معه أنه ما من ضمانة لاستقلال لبنان إلاّ الجيش اللبناني بأبطاله وشهدائه: «هو وحده الأمان والمجد والشرف».
تتغنى قمر نادر ببلادها وجيشها الذي هو الحماية الوحيدة:
«بلادي يا بلاد الأبطال
مجدك عالي ما بينطال
بعزّك جيشك شو تغنّى
من قلبو عمْ يتمنّى
يفدي بدمّو الإستقلال»
اختبرت الفنانة الشابة، وللمرة الأولى، تجربة عسكرية مع جنود من فوج التدخل الخامس أحاطوها بمشاعر الاعتزاز الفخر.
وهي تعرب عن فرحتها وحبها للجيش وسعادتها لتصوير هذه الأغنية.
«بلادي» هو عنوان الأغنية التي قدمتها قمر نادر كهدية صغيرة ومتواضعة للجيش. وقد تم تصويرها في عوكر وعشقوت وبياقوت، حيث شعرت الفنانة أنها حلّقت وارتفعت عندما أحاط بها عناصر فوج التدخل الخامس: «مجد يعني مجد بكل ما للكلمة من معنى».
ساهم في إنجاح عملها الأول في المجال العسكري فريق عمل مختلط يضم مدنيين وعسكريين أكدوا على جمال الأغنية. وعبّر مدير التصوير عبدو نجّار، الذي شارك في أكثر من عمل مع مديرية التوجيه، أن الأغاني الوطنية تترك أثراً في نفوس الناس كما في نفوس العسكر.
ووسط ضجة العمل، تحت أشعة الشمس، يحيّي فريق العمل، الجيش عموماً وفوج التدخل الخامس خصوصاً لمساهمتهم في إضفاء رونق البطولة على هذا العمل.

 

«وحدك يا عسكر لبنان»: أمام نصب السلام
على أمل تحقق الانتصار والسلام، وقفت فرقة موسيقى الجيش أمام نصب «أمل السلام» في اليرزة لتعزف ألحان «وحدك يا عسكر لبنان»، للفنان الراحل زكي ناصيف.
المقدم الموسيقي جورج حرّو، قائد موسيقى الجيش، أوضح في هذا الإطار أن الفرقة لطالما تعوّدت تجديد أناشيد قديمة وإحياءها بتوزيع جديد. «لقد رأينا في ظل الظروف الراهنة، وجوب أن نثبت حقاً أن الجيش هو الخلاص الوحيد. لذا اخترنا هذه الأغنية بكلماتها:
«وحدَك يا عسكر لبنان
واقِف تتحدّى العدوان
وَقّفة مارد قلبو صامِد
سيفو حاضر بالميدان».
وأضاف أنه لا يمكن للمشاعر إلاّ وأن تعبر عن معاني الكلمات لدى أداء الأغنية والموسيقى، «إننا نشعر حقاً أن لا خلاص ولا نصر إلاّ من خلال الجيش. كما أن اللحن والكلمة هما دائماً حافز ودافع للجيش، ويحرّكان فيه الهِمَم».
أنشد الأغنية الرقيب الأول روجيه أبو رجيلي (عنصر ومنشد من موسيقى الجيش)، الذي لفت الى أن نجاح الأغنية يعتمد على التعاون بين كل أعضاء الفرقة. وشدد على أن الكلمة الجميلة واللحن الجميل يحرّكان الأحاسيس ويقويان العزيمة.
أما الملازم الموسيقي نديم الأسطا، فيؤكد على أن الشعب بحاجة الى أن يرى ناحية جديدة لدى الجيش. «لقد رأوه على أرض المعركة يقاتل ببسالة، ولكن يجب أن يروا الشقّ الفني لدينا».
ويضيف: لطالما رافقت الموسيقى الجيش في معاركه، فقد كان قارعو الطبول يمشون في الصفوف الأمامية ليسود الإنضباط أولاً ولإعطاء الإندفاع المطلوب. ويشدّد الملازم الأسطا على الإنسجام والحماسة كشرطين ضروريين لإنجاح العمل.

 

لور عبس
• الأغنية: لبنان عسكرَك جايي.
• كلمات: العميد المتقاعد عبدالله واكيم.
• لحن وتوزيع: جوزيف عطاالله.
• إعداد موسيقي: الرائد زياد مراد.
• إخراج: المعاون شربل نصر.
• مدير التصوير: عبدو نجار.
• Gaffer: إيلي مرعب.
• تصوير: طوني ابي حنا.
• Hair Dresser: إيلي ديب.
• Make Up: ريما شمعون.
• Helper: شربل عجيل - جورج شيبا - جورجيو ضاهر - برنس خوري - أشرف السيد - طلال عامر.
• مساعد مخرج: ريمون عيسى.
• صوت: ريمون مجاعص.
• Making Off: الجندي الاول بلال عرب.
• مكان التصوير: منزل الشيخ سليم خير الدين (صوفر).
• إنتاج: مديرية التوجيه.

 

نقولا الأسطا
• الأغنية: لَعيونَك يا جيش.
• كلمات: نعمة الصغبيني.
• ألحان وتوزيع وتسجيل: شادي الحج.
• إخراج: المعاون شربل نصر.
• مدير تصوير: عبدو نجار.
• Gaffer: رودي عجوري.
• تصوير: الياس فضول.
• Hair Dresser:
Institut Nazir Daccache.
• Make Up: كوزيت السخن.
• Helper: إلياس دعبوس - نيكولا دعبوس - شيراز زين الدين - رامي يوسف - ايلي هبرة - نانسي الأحمر.
• صوت: ريمون مجاعص.
• Steady cam: بسام الحسين.
• مساعد: زين العابدين بحلق.
• إنتاج: مديرية التوجيه.
• أماكن التصوير: منزل السيد محمد سنّو (صوفر).

 

جاهدة وهبي
• الأغنية: كلنا إلَك.
• كلمات: الشاعر هنري زغيب.
• ألحان: جاهدة وهبي.
• توزيع: جاد الرحباني.
• تسجيل: استديو الياس الرحباني.
• إخراج: جو أبو عيد.
• مدير تصوير وإضاءة: مُنَح صليبا.
• منتجة منفذة: جانا وهبي.
• المعدات تقدمة: .Gamma Engineering
• اماكن التصوير: عميق، كفريا، عانا، قب الياس، صوفر، جميزة.
• نُفذ العمل بالتنسيق مع مديرية التوجيه.

 

الأميرة الصغيرة
• الأغنية: علّي جبينك.
• كلمات: إميل فهد.
• ألحان: الأميرة الصغيرة.
• تسجيل وتوزيع: وليد قبلان.
• إخراج: المعاون شربل نصر.
• مدير التصوير: عبدو نجار.
• Gaffer: جورج واكد.
• تصوير: طوني ابي حنا.
• Hair Dresser: جورج صايغ.
• Make Up: ريتا فهد.
• Helper: ماليك خزوم - جورجيو ضاهر - جورج شيبا - برنس خوري - أشرف السيد - نقولا دعبوس - الياس دعبوس.
• مساعد مخرج: ربيع موسى.
• Audio Playback: ريمون مجاعص.
• Grip: روني السخن.
• Making Off: الجندي الاول بلال عرب.
• المعدات تقدمة: .Platform Studios
• إنتاج: مديرية التوجيه.
• مكان التصوير: ثكنة المغاوير - رومية.


قمر نادر
• الأغنية: بلادي.
• كلمات: مارلين عزيز.
• ألحان: جهاد الشمالي.
• إخراج: المعاون شربل نصر.
• تسجيل وتوزيع: جو باروجيان.
• Make Up: ريما شمعون.
• Hair Dresser: إيلي ديب.
• مدير تصوير: عبدو نجار.
• تصوير: العريف علي خضر - العريف بلال صالح - الجندي الاول بلال عرب.
• تصوير: طوني أبي حنا.
• مساعد مخرج: ربيع موسى.
• Gaffer: علي اللامي.
• Helper: إيلي هبرة - حمزة زلزلي - أحمد الخطيب.
• Audio Playback: ريمون مجاعص.
• Art Director: نسرين صقر.
• المعدات تقدمة: The Final Cut.
• إنتاج: مديرية التوجيه.
• أماكن التصوير: عوكر، عشقوت، بياقوت.

 

موسيقى الجيش
• الأغنية: وحدَك يا عسكر لبنان.
• كلمات وألحان: زكي ناصيف.
• إخراج: المعاون شربل نصر.
• توزيع موسيقي: المقدم جورج حرو.
• غناء: الرقيب الاول الموسيقي روجيه أبو رجيلي.
• تسجيل: ريمون خليفة.
• مدير تصوير: عبدو نجار.
• تصوير: إيلي هبرة.
• Gaffer: جوزيف رياشي.
• Helper: شيراز زين الدين - روني هبرة.
• Lighting Crew: الياس الطويل - شربل جعجع - إيلي سابا - إيلي شلهوب - جورج شلهوب.
•Making Off: الجندي الأول بلال عرب.
• Audio Playback: ريمون مجاعص.
• المعدات تقدمة: .Gamma Engineering
• إنتاج: مديرية التوجيه.
•  مكان التصوير: اليرزة - قرب نصب «أمل السلام».


تذهب الحروب وتبقى الأناشيد
لأن الجيش هو الأمل الوحيد لبقاء الوطن وحمايته واستقراره، قدم غسان الرحباني أغنية «يا جيشي يا أملي» للجيش اللبناني بصوت غسان صليبا. صليبا أدى هذه الأغنية العام 1996 في مسرحية «هنيبعل»، حيث عاش لبنان بفعل العدوان الاسرائيلي أوضاعاً لا تختلف عمّا تعرض له جيشنا من غدر وظلم واعتداء.
يعتبر غسان الرحباني أن «الشوق للعدالة والحرية هو نفسه في كل زمانٍ ومكان». ويقول: «واجب الجيش أن يضحي من أجل وطنه ومواطنيه، ولكن في حرب عادلة وليس في مخيم وبين بنايات مغلقة تكبّله. لكن وعلى الرغم من كل هذه الصعاب، تخطّى جيشنا العقبات، وأثبت أنه سيّد الموقف على الأرض اللبنانية ومن دونه لا دولة ولا وطن».
يؤكد غسان الرحباني، أن الأغنية هي جزء صغير من الدعم المعنوي الذي يقدّم قوةً ودفعاً لجيشنا فيتابع: «تذهب الحروب وتبقى الأناشيد».
وبغصّة نابعة من قلب حزين على شهداء الجيش يقول غسان: «همّي وقلبي وحنيني وعنفواني ودمي وفكري مع جيشنا، ومهما طلب لن نقصّر. هو أعزّ الى قلبي من أولادي وعائلتي فهو الضمانة لحمايتنا ولا يمكن مكافأته بأي وسيلة كانت. ولا يمكن أن تكون فرحتي كاملة بانتصار جيشنا، فقد كان ثمن هذا الإنتصار شهداء سالت دماؤهم وكان الثمن باهظاً جداً».