الواجب خلف الحدود

القبعات الزرق في بحرنا أيضاً...
إعداد: تريز منصور - ماري الحصري - كارلا حداد

المقدم يونكن: تربطنا بالجيش اللبناني علاقة مميزة ومثمرة
مشاركة بحرية

تشارك الدولة الألمانية في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) من خلال قواتها البحرية. مهامها الأساسية مراقبة حدود المياه الإقليمية، وتشاركها في هذه المهمة هولندا، تركيا واليونان.
يتألف طاقم القوات البحرية من خمسة طرادات سريعة وكاسحتي ألغام و5 فرقاطات (طول 150 متراً) على متنها هليكوبتر، و14 سفينة بحرية قوام طاقمها 1500 عنصر بحري. تنتشر هذه القوات خارج المياه الإقليمية الدولية وعلى طول الحدود اللبنانية من الشمال الى الجنوب. مهامها مراقبة السفن ومعرفة جهة إبحارها، وإبلاغ غرفة العمليات في المركز الرئيس لقيادة اليونيفيل في الناقورة، التي تبلّغ بدورها غرفة العمليات في القوات البحرية اللبنانية، الى نشاطات تدريبية.
«الجيش» التقت عدداً من الضباط الألمان الذين يتسلمون مراكز قيادية في وحدة بلادهم، وجميعهم نوّهوا بكفاءة ضباط وعناصر البحرية اللبنانية وحرفيتهم.

 

المقدم يونكن:
«كفاءة عالية وقدرة على السيطرة»

المستشار العسكري في السفارة الألمانية المقدم ولفغان يونكن تحدث الى مجلة «الجيش» عن نوعية العلاقة التي تربط القوات البحرية الألمانية والقوات البحرية اللبنانية، فقال: «العلاقة جد مميزة ومثمرة. منذ نحو السنة بدأنا تمارين الغوص على سفينتين، وهي تسير بشكل جيد. إن الضباط والعناصر في القوات البحرية اللبنانية يتمتعون بكفاءة عالية، ويتطورون بشكل سريع وهم قادرون على السيطرة على الأضرار. لقد أنشأت البحرية اللبنانية الشبكة الرادارية الحديثة لمراقبة الشاطئ اللبناني، بتمويل ألماني بلغت قيمته مليون ومئتي ألف يورو. كما قدّمت ألمانيا مركبين عسكريين، خاصين بالدوريات البحرية، يبلغ طول الأول 35 متراً والثاني 19 متراً».

 

المقدم رونكوفسكي:
قدرة المتابعة على الرغم من تواضع العتاد

المسؤول عن فريق التدريب الألماني المقدم فرانك رونكوفسكي قال: «منذ السنة تقريباً، نقوم بدورات تدريب الطاقم البحري اللبناني على السيطرة على الأضرار على متن السفن، والمقصود بالأضرار، إخماد الحرائق، منع تدفق المياه الى داخل السفن، التعامل مع الجرحى والمصابين على متن السفن، التعاطي مع الأعطال داخل المحركات في الحالات الطارئة وإنقاذ الغرقى... الخ.
كما شملت التدريبات أيضاً ممارسة الضغط على العناصر لزيادة قوة احتمالهم في حالة الحرب ولرفع مستوى الكفاءة في التدريبات».
وأضاف: «يتمتع الضباط والعسكريون في القوات البحرية اللبنانية بكفاءة عالية وإرادة قوية ظهرت من خلال التدريبات، وذلك على الرغم من تواضع عتادهم. ونحن مستمرون في التمارين التي تتم بين القوات البحرية الألمانية وبين القوات البحرية اللبنانية للمساعدة عملانياً في إطلاق شبكة الرادارات».

 

المقدم كروجر:
القوات البحرية اللبنانية والألمانية متساويتان في الكفاءة والحرفية
المسؤول الإعلامي في القوات الألمانية العاملة مع اليونيفيل المقدم كروجر قال بدوره: «إن التمارين مستمرة بين القوات البحرية اللبنانية والقوات البحرية الألمانية وبشكل فعّال. فهي تجري مرتين كل أسبوعين. كما أن التنسيق دائم ومستمر مع غرفة العمليات في الناقورة، التي تنسّق بدورها مع غرفة عمليات البحرية اللبنانية. والمميّز في كل ذلك، أن الضباط والعسكريين اللبنانيين يتمتعون بكفاءة عالية ويرغبون بالتعلّم ويعملون بحرفية رفيعة المستوى، وأنهم يتقنون اللغات وقادرون على التأقلم بسرعة قياسية مع المجتمعات والشعوب المختلفة. وبالتالي يمكننا القول إن القوتين متساويتان في الكفاءة والحرفية، وهذا ما لمسته خلال عملي مع قوات الطوارئ الدولية، مشيراً الى أن مهمته تستغرق أربعة أشهر، الى حين انتهاء مدة تسلّم الدولة الألمانية قيادة القوات البحرية (شباط 2008)».
وأضاف: «لا تواجهنا أية صعوبات تذكر، (لا سيما أننا وضعنا جدولاً لعملنا ركز على نقاط أساسية هي: «التعرف على الأماكن والتعوّد عليها، مرحلة التأسيس والتنسيق مع الجيش اللبناني وتطوير عمله. العمل مع اليونيفيل جديد ومميز، ويختزن خبرة غنية لم أعهدها سابقاً في حياتي العملية، لا سيما أنها في بلد جميل ومميز كلبنان. مناخه جديد بالنسبة إليّ، لم أعتد عليه بعد، إنه كفصل الصيف. كما أنني أحببت شعبه كثيراً، وأرغب في زيارة الأماكن الأثرية إذا توافرت الظروف الأمنية لذلك. ولقد أحببت المأكولات اللبنانية، كالحمص بالطحينة والسمك والخبز والعرق البلدي والنبيذ...».
 

قائد كاسحة ألغام بحرية:
بيروت مذهلة!
خلال جولتنا على البحرية الألمانية العاملة التقينا الملازم الأول البحري فولهير، ضابط المراقبة والمسؤول عن قيادة مركب من نوع كاسحة ألغام.
في ما خص العلاقة بين البحريتين الألمانية واللبنانية، يجد الملازم الأول البحري فولهير أن الجنود اللبنانيين متعاونون جداً وودودون ويعملون بجهدٍ كبير. مشيراً الى التمارين المشتركة المتنوعة، ومنها تمارين تقنية التواصل خصوصاً على صعيد استعمال الرادار، وتمارين تفتيش السفن الداخلة الى المرفأ اللبناني والخارجة منه.
المركب الخاضع لمسؤوليته نفّذ عشرات عمليات التفتيش للسفن، وشارك في عدة تمارين.
الملازم الأول البحري فولهير أبدى إعجابه بطبيعة لبنان وشعبه ومناطقه، خصوصاً مدينة بيروت التي وصفها بالمذهلة وشبّهها بالعاصمة الإيطالية روما.

تصوير: راشيل تابت