متقاعد يتذكر

المعاون الأول المتقاعد فايز عيد
إعداد: باسكال معوض بومارون

في الجيش عمري كله...

المعاون الاول المتقاعد فايز عيد لم يغادر قط الحياة العسكرية، فيه عنفوان الجنود، وفي قلبه حب الوطن وذكريات. يشعر بالسعادة كلّما استعادها.
إنه من مواليد العام 1923، ورغم ذلك فالماضي حاضر في أحاديثه وكأنه البارحة.


يروي المعاون الأول المتقاعد فايز عيد بداياته في المؤسسة العسكرية فيقول:
عند بلوغي العام الثامن عشر تقدمت للتطوع في الجيش، المؤسسة التي سبقني اليها إخوتي، ورفاقي كانوا قد اتخذوا القرار نفسه. تطوعي في الجيش كان في العام 1941، خدمت في ثكنة الحلو ومن ثم في ثكنة الأونيسكو، وبعد أن أصبحت عريفاً وعريفاً أول خدمت في ثكنة المير بشير حيث فوج المدفعية. مع إنتقال وحدات الجيش عام 1945 من عهدة سلطات الإنتداب الى عهدة السلطات اللبنانية، عشنا فترة من القلق. فقد ظن البعض أن الدولة لن تستطيع تأمين المعاشات وانتشرت الشائعات المغرضة، غير أن المؤسسة العسكرية دحضت الشائعات وزاد عديدها وكسبت ثقة الدولة والمواطنين واحترامهم.

بقيت في ثكنة المير بشير حتى العام 1962 حين نقلت الى ثكنة صيدا، ومن بعدها الى المحكمة العسكرية المنفردة في المتحف، وعملت كرئيس قلم حتى العام 1978 حين تم تسريحي بعد أن قضيت حوالى 37 عاماً في خدمة الوطن. وأضاف قائلاً: عملت كمدرب مكتب لحوالى 16 دورة قتالية، كما تابعت العديد من الدورات، من بينها دورة في قبرص حول مدافع ال 25 رطلاً، وكانت مع الجيش الإنكليزي. في تلك الدورة صنفت بين المتفوقين جدّاً وطلب إلي الإنكليز أن ألتحق بهم واعمل على تلك المدافع. لكنني رفضت العرض وعدت الى بلادي أخدم جيشي.

وختم بالقول:
السنوات التي قضيتها في المؤسسة العسكرية كانت أحلى سنوات عمري، وهي عمري كله... خدمت بكل طاقاتي وقدراتي وحصلت في المقابل على التقدير والاحترام.

تصوير:
شربل جرجس


الحرية العطشانة ليوم الاستقلال

الحرية العطشانة ليوم الاستقلال        والعالم خيفانة بظُلم الشاغل بَالْ
طامِع ما بيسمعنا ما عَمْ يُشعر مَعْنا        خَرابُو وَجَّعنا وتستشهد أبطال
بأرضك يا وطَنّا الغاصِب ما يتهنَّى        عا عِنَادو صَمَّمنا بِ موقفنا يا رجال
نسمات الحريّة بأنفاسك يا خيّي        قُوّة مَعنويِّة وقُدرة تهِز جِبَال
من كلمة قَلَمْنَا مِن أرزة علمنا        والشاهِد عمَلْنَا وعرين الأشبال
البارود بمَقلَعنا والشجرة زَرَعنا        ومن خيط مصانعنا لبسنا أجيال
يا جندي بلدنا يَلْ وَحدك سَنَدْنا        مِن يوم نولدنا ما يُساويك المال
مِش جْديدْ علينَا نُصْبُغ رَوابينا        بِدَمَّات مُحبِّينَا يا تاريخ سْآلْ

سمير الياس قسطنطين
مغدوشة - الجنوب