دائمًا معًا

بساط الفرح والبهجة يغمر صيف لبنان

بساط الفرح والبهجة يغمر صيف لبنان

يمد صيف لبنان جناحيه بساطًا واسعًا يغمر جميع مناطقه بالفرح والبهجة. تتدفق الموسيقى من جنبات المعالم الأثرية والساحات فتلّون الأيام بمشهدية جمالية تخبرنا بأنّ لبنان سيظل جميلًا ومشعًا، وسيظل رغم الأزمات الخانقة منارة للثقافة والفنون وللتفاعل بين مختلف الحضارات.

تجذب مهرجانات الصيف في لبنان جمهورًا كبيرًا من اللبنانيين المقيمين الباحثين في هذه الأيام عن فسحة تمنحهم بعضًا من الفرح يزيحون بواسطته ثقل الهموم التي ترهقهم. كما تجذب من خارجه المغتربين والسيّاح العرب والأجانب الذين يأتون إلى بلدنا ليستمتعوا بمناخه وجماله ومأكولاته، وليكتشفوا عظمة آثاره وعادات أهله وثقافتهم.

يَعِد هذا الصيف بموسم كبير ينتظره القطاع السياحي بشكل خاص ومعه قطاعات أخرى ترتبط به، وفي موازاة ذلك نشطت اللجان المعنية لتنظيم المهرجانات في مختلف المناطق وتقديم برامج منوعة ترضي جميع الأذواق، ويسهم قسم منها في تعزيز دور لبنان الثقافي وإبراز هويته الحضارية. 

في هذا السياق، تتوهج بعلبك بمهرجاناتها الدولية التي تحتل مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، ويشرق القصر الأثري في بيت الدين ببرنامج حافل في النسخة الأربعين من مهرجانات بيت الدين الدولية، ففي القصر الذي يشكّل تحفة معمارية مجموعة من الحفلات التي ستعزز رصيد هذه الحفلات ومكانتها. أما في جبيل فسيتاح لروّاد المهرجانات أن يستمتعوا بروعة الموسيقى والأضواء المنعكسة على مياه الشاطئ حيث أقيم المسرح أمام القلعة التاريخية، كما يستمتعون بتناول مأكولات من مختلف مطابخ العالم فضلًا عن نشاطات مختلفة. وفي مختلف المناطق اللبنانية، يشرق الفرح أيضًا في مهرجانات لها جمهورها.

الحديث عن مهرجانات الصيف لا ينسينا مهرجان البستان الدولي الذي يُقام بين شباط وآذار من كل عام وقد كانت انطلاقته في العام ١٩٩٤، وهو يتميز بعروضه الموسيقية الكبيرة التي تحييها أهم الفرق العالمية، ويخصص برنامجه كل سنة لموضوع محدد، هكذا مثلًا يأخذنا في سنة إلى رومنطقية فيينا، وفي أخرى إلى أميركا اللاتينية، أو البندقية... أو يدعونا لإعادة اكتشاف عبقرية موزارت، والتعرف إلى نجوم القرن الواحد والعشرين.

نتوقف في هذا العدد عند مهرجانات بعلبك الدولية، ونستطلع من خلالها الدور الثقافي الذي يمكن للمهرجانات أن تؤديه وكيف يمكن أن تسهم في رسم معالم الهوية الوطنية.