بطاقة ملوّنة

بطاقة ملوّنة
إعداد: محمد سلمان

أبحر شراعنا إلى جزر مسكونة بذكرياتنا، وعائمة فوق بحر من أحلامنا، وعابقة بعطر مواعيدنا، ومضاءة بنجوم وأقمار موانئنا.
وما أن رسى شراعنا، حتى عانقته الأمواج ببياض ابتساماتها، ولوّحت له الشواطىء بمناديل أعراسها، وصافحته الأعماق ببريق لآلئها.
أوليس لكل بحر شراعه ولكل شراع بحّاره، ولكل عاشق شريعته؟

ففي الأسفار والإبحار، تحتضن المنائر والموانىء أشرعة لا تخيفها الأعماق، ولا تغرقها الأمواج، في حين أن الأشرعة التائهة، لا منائر لها ولا موانىء تأويها.

الطارىء والدخيل على أمكنة لا مكانة ولا قضية له في مسارها، يبقى عالة على نفسه وعلى الناس، لأن المكانة صناعة معنوية، والقضية صناعة لا تأتيان باصطناع الوجاهة، واستعارة الوجوه.

يأتي الهلاك، من أمور ثلاثة: استهلاك الكلام في الثرثرة واستنزاف الوقت في الكسل، وإلغاء الآخر للآخر، فكم من ثرثرة أحدثت فتنة، وكم من كسل أنتج جوعًا، وكم من إلغاء أحدث إفتراقًا.

جنائن الأرض، جني لثمارها، وفضاءاتها ملعب لنسورها، ونداها موطن لفراشاتها: وأفياؤها وحي لشعرائها.
أوليس أن الأرض بجناها، ونسورها وفراشاتها وقصائد شعرائها؟

معادلة:
 الأخذ من دون عطاء: بخل.
والمديح في غير محله: نفاق.
والنقد من دون دليل: تجريح.
والتواضع في غير مكانه: ضعف.
والنجاح مع الغرور: استعلاء.

في غضب العقل: حكمة.
وفي غضب العضل: فتنة.
فبالحكمة نبني وبالفتنة نهدم.

حوار:
سئلت: ما هو الفرق بين أن ندور مع الأيام، وبين أن ندير الأيام؟
قلت: في الحالة الأولى نكون خاضعين للظروف وأسرى للمفاجآت، وغير مشاركين في عمليات البناء. وفي الحالة الثانية نكون أصحاب إرادة ومواقف وانتماء في تطويع الأيام وإخضاع الأحداث بمنطق هذا البناء.

وسئلت: ما هي أبجدية الوفاق بين الناس؟
قلت: وحدة المصير والمصلحة والعمل معًا من أجل الوطن، لأن العكس هو المقامرة والمغامرة على حساب الصالح العام.

لبنان هو القمّة في جغرافية الأكوان، والقيمة في تاريخ الأزمان فالقمّة عصيّة على السقوط لأنها الراية. والقيمة عصيّة على الهوان لأنها الرأي والرؤية.