الواجب خلف الحدود

بناؤون ونقابون وأطباء من بلجيكا الى تبنين على متن الواجب
إعداد: ريما سليم ضومط - ماري الحصري

خدمات متنوعة
من بلجيكا واللوكسمبورغ الى تبنين 340 جندياً وصلوا الى بلدنا على متن الواجب، حيث تنتشر في القطاع الشرقي كتيبتهم التي تضم 340 عسكرياً.
تؤدي هذه الكتيبة أربع مهام رئيسة لخّصها قائد الكتيبة الكولونيل جورج ريندرز على الشكل الآتي:
• مهمة البناء التي ينفذها بناؤون محترفون تابعون للفرق الهندسية في الكتيبة، حيث يقدمون الدعم لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لبناء منشآتها العسكرية، ويساعدون في إنشاء الطرقات أو ترميمها. كما تقوم الفرق المذكورة بالتنسيق مع السلطات المحلية اللبنانية بهدف تقديم خدمات للسكان من خلال إصلاح البنى التحتية، وبذلك تتم المساهمة في عودة الحياة الطبيعية الى جنوب الليطاني.
• مهمة نزع الألغام التي يقوم بها فريق متخصص تمّ إرساله من بلجيكا خصيصاً الى لبنان للمساهمة في حل إحدى المشاكل الأكثر إلحاحاً في المنطقة. وأكد القائد البلجيكي أن دولته اكتسبت خبرة يعترف بها دولياً في مجال نزع الألغام، وقد وضعت هذه الخبرة في خدمة اللبنانيين للحد من الأثر السلبي للأجسام غير المنفجرة على المجتمع اللبناني.
• مهمة تقديم الخدمات الإستشفائية من خلال مستشفى ميداني يضم طاقماً طبياً كفوءاً، وهو مجهز بالمعدات الطبية اللازمة لتلبية حاجات اليونيفيل والمواطنين اللبنانيين على حد سواء.
• مهمة تأمين الحماية الذاتية للكتيبة وللجنود العاملين على الأرض من خلال قوة حماية متخصصة.
وأكد قائد كتيبة بلجيكا واللوكسمبورغ أن كتيبته ملتزمة متابعة واجباتها ومهامها تجاه لبنان، ولن تتأثر بالاعتداءات الإرهابية، بل ستستمر في حفظ السلام والأمن في الجنوب.

 
في مركز الكتيبة
لدى دخولنا الى المركز لفتنا تنظيمه، حيث وزع الى عدة أقسام مقسمة بدورها الى فروع. في القسم الطبي للمركز (المستشفى) التقينا الممرض المعاون كريم بن هودا، الذي رافقنا في جولتنا في أرجاء المستشفى.
بداية توقفنا في قسم الاستعلامات الذي يقصده من هم بحاجة الى معاينة أو معالجة، (جنود الكتيبة البلجيكية، الجنود اللبنانيون الموجودون في المنطقة، بالاضافة الى المدنيين) حيث يتم تجهيز ملف طبي خاص لكل مريض.
في القسم الأول (Rôle 1)، قابلنا الدكتور شوكورت (Dr. Schokoort) الذي شرح لنا دور القسم، الذي يُعنى بالمعاينات البسيطة والصغيرة ومختلف أنواع الأمراض غير الخطرة. كارتفاع الحرارة والنزلة الرئوية (Bronchite). أما عندما تحتاج الحالة إجراء فحوصات لا يستطيعون القيام بها، فيرسلون المرضى الى الأطباء اللبنانيين. يتولى المسؤولية في هذا القسم طبيبان يتناوبان على العمل.
تابعنا جولتنا برفقة المعاون بن هودا، في القسم الثاني في المستشفى (Rôle 2) الذي يضم ثلاثة عشر جزءاً، يختص كل منها بمعالجة حالة مرضية معينة. وهو يُعنى بالحالات الصعبة والأوضاع الحرجة للمريض. الى ذلك ثمة قسم آخر مخصص للحالات التي تحتاج الى المراقبة المستمرة.
ثم انتقلنا الى غرفة التصوير الإشعاعي (rayon - X) حيث يتولى المعاون الشرح قائلاً: في هذه الغرفة يتم تصوير حالات الكسور وأمراض الرئة لمعرفة مدى خطورة الحالة ونوع المعالجة التي تتطلبها. ويستعمل في التصوير نظام حديث، متطور وسريع، يعتمد على الأشعة X وهو متصل مباشرة بشاشة الكومبيوتر التي تظهر الصورة على الفور.
أما غرفة العمليات فمجهزة أيضاً بأدوات متطورة وحديثة تسهّل عمل الأطباء. وفي المستشفى أيضاً قسم لتجبير الكسور وآخر لمعالجة الحروق.
بلغنا مكاناً واسعاً وفارغاً، سألنا عن هذا القسم فقيل لنا أنه يستعمل فقط في حال كان الحادث كبيراً وعدد المصابين مرتفعاً، حيث تتاح بسهولة معالجة أكبر عدد ممكن منهم.
في مختبر المستشفى التقينا باتريك توشيه (Patrique Touchet) الذي رافقنا قائلاً: هنا تتم جميع أنواع الفحوص، منها ما هو بيولوجي كفحص الدم؛ ومنها ما هو كيميائي كفحص الغاز في الدم، بالاضافة الى فحص الحمل وغيرها. جهّز المختبر بآلات ومعدات حديثة ومتطورة، مستوردة من بلجيكا. ويضم أيضاً برّادين لاستقبال الجثث، بالاضافة الى المعدات اللازمة لنقل الدم بسرعة في حالات الطوارئ.
واصلنا جولتنا مع المعاون بن هودا، وبلغنا القسم العاشر الذي هو عبارة عن غرفة تحوي عدداً من الأسرّة (حوالى خمسة عشر سريراً) تستعمل للمرضى الذين تستوجب حالتهم البقاء في المستشفى. ثم انتقلنا الى غرفة العناية الفائقة، وهي تحوي المعدات الضرورية واللازمة لمراقبة حالة المرضى، وهي تضم سريرين وتستعمل فقط للحالات الطارئة جداً، خصوصاً في حال خسارة الكثير من الدم.
وقبل أن ننهي جولتنا عرّجنا على قسم التعقيم، حيث يقوم الممرضان المناوبان باستعمال الإبر والملاقط لتأدية مهمتهم بدقة متناهية. ومن ثم توقفنا في الصيدلية التي تحوي مختلف أنواع الأدوية المغلفة والمحفوظة بطريقة تضمن جودتها، علماً أنها تستورد من بلجيكا لتوزيعها على أقسام المستشفى وفقاً للحاجة.

 

فرصة جيدة
قبل أن نودع المركز التقينا الجندي الأول كارول ليبيول (Carole Libioulle) العاملة في قسم الاستعلامات في المستشفى، التي اعتبرت أن وجودها في لبنان «فرصة جيدة لزيارة بلد آخر والتعرف الى أناس جدد» ووصفت الشعب اللبناني بأنه «مضياف وخفيف الظل»، والطعام اللبناني بأنه «شهي، خصوصاً المناقيش بالجبنة». وقالت إنها أحبت طبيعة المناخ في لبنان، ولكنها لم تحب التلوث على الطرقات.
أما في ما يتعلق بعملها اليومي، فهي تستفيق صباحاً، وتتجه الى المستشفى حيث يتوجب عليها تأمين مناوبة من ثماني ساعات وبدوامات مختلفة. وماذا عن أوقات الفراغ؟ تجيب: أشاهد التلفزيون، أمارس الرياضة وأتصل بعائلتي...


وللإعلام... دور في التفاعل
إرساء علاقة إيجابية عنوانها الثقة المتبادلة مع المواطنين في الجنوب هو من الأهداف الأساسية التي تسعى اليونيفيل الى تحقيقها. وفي هذا الإطار أصدرت
اليونيفيل مجلة «الجنوب» (صدر
العدد صفر في كانون الأول 2007)
التي تطمح الى تعزيز التواصل
بين قوات الطوارئ الدولية
والمواطنين الجنوبيين بشكل خاص.

تصوير: راشيل تابت