عبارة

تأهّب واستعداد
إعداد: العميد علي قانصوه
مدير التوجيه

لم تكن وحداتنا لتنتظر نهاية العام لتبدأ مرحلةً أكثر جدّيةً في العمل وفي وضع المعالجات والحلول، بل استبقت المواعيد كعادتها، وكثّفت النشاطات والاجراءات على مدى الأيام المنصرمة، بحيث كانت خاتمة العام جردة حساب تمّ من خلالها عرض ما مضى، وتمّ أيضًا التحفّز والاستعداد لما سوف يأتي. إجراء على قياس إجراء، وخطوة تليها خطوة، وتصويب تحتّمه التجربة العمليّة في أرض الواقع. لقد تواصلت العمليات العسكرية من مكان إلى مكان، ومن يوم إلى يوم، في سبيل ملاحقة الارهابيين والتفتيش عن آثارهم. هنا يجري إلقاء القبض على البعض منهم، وهناك يتم إفشال مخطّطات البعض الآخر، وهنالك يتمّ تفويت الفرص في ارتكاب جرائم جديدة، وتنفيذ الاعتداءات الاضافية. المهمّ في نهاية ذلك هو التأكّد من عدم وجودهم واقفال الأبواب بوجوههم، وكأنّ الحال هنا هي أشبه بحال أرضٍ يتمّ تنظيفها من الألغام لتعود صالحة للزرع ومهيّأة لمواسم الخير والقطاف.
وحداتنا لا تعرف الانتظار، تنتشر على امتداد مساحة الوطن وبخاصة على الحدود وفي أعالي الجبال. جنودها يتلقون برضا وقناعة وفرح تراكم الثلج وقساوة البرد والزمهرير. المهمّ بالنسبة إليهم، أن يكونوا دائمًا عند متطلبات واجبهم العسكري، وعلى قدر ثقة القائد بهم وهو يتفقدهم ليطلع على أحوالهم، ويرسخ في نفوسهم إرادة الصمود، ومشاعر الفخر والاعتزاز بشرف المهمّة الموكلة إليهم.
قد تتّسع السجون للإرهابيين المجرمين، لكنَّ الوطن يضيق بهم ويتصدّى لهم، ويرفض أفكارهم، وهذا هو الجيش يترجم ذلك أفعالاً، ويحوّله إلى انجازات ناصعة يعيش الأقربون في حماها، ويتلقّى الأبعدون صداها، فيصنّفون لبنان، هذا البلد الصغير، في طليعة الدول التي نجحت في مواجهة الإرهاب، وفي تخفيف خطره على الحضارة الإنسانية في كل مكان.
ليس للإرهاب بذلك أن يصطاد فرح مواطنين في بيوتهم، وليس له أن يحطّم تطلّعاتهم إلى الغدّ وهم في الطرقات إلى العمل والانتاج والتمتّع بالحياة، ولنا نحن في المقابل أن نستمرّ في إلقاء القبض على مخرّبيه في أوكارهم، وأن نكشف الأقنعة عن وجوههم، ونجرّدهم من البندقيّة والسكّين والمخطّطات الجهنّمية والأفكار السّود. وهذا ما يستدعي البقاء على استعداد دائم للمواجهة، لأنّنا أمام عدوّ عبثيّ حاقد، لا يتأخر لحظة عن تنفيذ ما يبيته من جرائم إذا ما تمكّن واستطاع.