نشاطات القيادة

تجديد فرنسي - لبناني لاتفاقية المشبّه التكتي «Janus»

في 15 حزيران 2005 وقّعت الاتفاقية المتعلّقة بالمشبّه التكتي «Janus» بين الجيشين اللبناني والفرنسي، ومدتها خمس سنوات.
في 11 آذار المنصرم تمّ تجديد الاتفاقية.
وقّع عن الجانب اللبناني رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني والعماد قائد الجيش. ووقّع السفير الفرنسي في لبنان دنيس بييتون ممثلاً بلاده.
تجديد الإتفاقية جرى في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان. وقد سبق التوقيع عرض قدّمه رئيس قسم المشبّه التكتي العقيد الركن جورج حايك ثم كانت جولة على القسم.
السفير الفرنسي ألقى كلمة في المناسبة عرض فيها لسياسة بلاده في الشرق الأوسط، كما كانت كلمة للواء الركن شوقي المصري.

 

كلمة السفير الفرنسي
تناول السفير الفرنسي سياسة بلاده في الشرق الأوسط انطلاقاً من النزاع العربي - الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة حل القضية الفلسطينية، مشيراً الى وجود حدٍ أدنى من الإتفاق والإجماع الأوروبي على قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود معترف بها (حدود 1967) وعاصمتها القدس. وقال إن فرنسا بالتحديد تدافع عن هذه القضية وتطالب بوقف تام لبناء المستوطنات، وهذا ما برز في المحادثات بين الرئيس الفرنسي ساركوزي وأبو مازن. كما أن هناك الكثير من المناقشات والمفاوضات في هذا الإطار ويجب التوصل الى حل بموافقة جامعة الدول العربية.
من ناحية أخرى اعتبر أن هناك مسائل يجب حلها لمتابعة مسيرة السلام. وفي ما يخص لبنان تطرّق الى ضرورة منع توطين الفلسطينيين وقال إن على إسرائيل الاعتراف بدورها في حل هذه المشكلة.

 

• هل ستتابع فرنسا الإنفتاح والتقارب مع سوريا؟
- لهذا الإمر إيجابياته، يقول السفير الفرنسي، إذ لا يمكن تجاهل دولة كسوريا، خصوصاً لما لهذا الأمر من إيجابيات على لبنان في ما يتعلق بالاستقرار الأمني، وفرنسا يهمّها المحافظة على استقلال لبنان وسيادته.
ومن الملفات ذات الأهمية في المنطقة والتي ترى فرنسا ضرورة معالجتها للحفاظ على السلام، الملف النووي الإيراني.
وقال بييتون إن الملفات التي تقلق الأسرة الدولية كثيرة، وبالنسبة الى فرنسا يبقى التوصل الى حل نهائي للقضية الفلسطينية في طليعة الأولويات.
وقد ختم السفير الفرنسي محاضرته بالإجابة عن بعض أسئلة الحضور.

 

كلمة رئيس الأركان
بداية رحّب اللواء الركن المصري بالحاضرين وتوجّّه الى سعادة السفير Denis Piéton الذي «نرحّب بوجوده بيننا اليوم، ونثني على إلقائه هذه المحاضرة القيّمة، التي تعبّر عن الخطوط العريضة لسياسة فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، ودورها الإيجابي في تذليل العقبات أمام تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، الى جانب اهتمامها الدائم بقضايا لبنان وتمسّكها بوحدته وسيادته واستقلاله. كما أتوجه الى السلطات الفرنسية بخالص الشكر والامتنان إزاء مساعداتها المستمرة للجيش اللبناني، وليس آخرها عنوان لقائنا اليوم، وهو تجديد اتفاقية المشبّه التكتي «Janus»، الذي كان لوضعه موضع التنفيذ قبل سنوات، فوائد جمّة في تعزيز كفاءات الضباط القادة، وصقل مهاراتهم، وبالتالي تسهيل اتخاذهم القرار وفق أسس علمية وواقعية».

وأضاف قائلاً:بين لبنان وفرنسا البلدين المتقابلين على ضفتي المتوسط، تاريخ حافل بعلاقات الصداقة والتعاون، وهذا ليس بالأمر الغريب على شعبين تجمع بينهما، مساحة واسعة من الثقافة والقيم الإنسانية، وإرادة مشتركة في سلوك طريق الانفتاح والحوار والسلام.
إن ثمار هذه العلاقات الطيبة، لم تتجلَّ في دعم فرنسا الثابت للبنان والوقوف الى جانبه في مواجهة الأخطار وحسب، بل تجلّت ايضاً، في مسيرة التعاون المشرقة بين جيشي البلدين، والتي تعود الى عقود من الزمن، خصوصاً في مجالات التسليح والتدريب وتبادل الخبرات، وما الدعم الذي قدّمه الجيش الفرنسي مؤخراً، لجهة انتداب فرق عسكرية متخصصة للتدريب على القتال الجبلي، ومشاركة الوحدة الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية مع الجيش اللبناني في تنفيذ مناورات قتالية، الى جانب إقامة العديد من النشاطات الثقافية، إلاّ تأكيد على عزم الجانب الفرنسي متابعة هذه المسيرة والمضي بها قدماً الى الأمام.

وقال:ليس خافياً على أحد، أننا عملنا جاهدين، وما نزال، على تعزيز قدرات الجيش اللبناني، كي يتمكن من أداء دوره الدفاعي والأمني بما يتناسب مع التحديات والمخاطر التي يواجهها الوطن. ولقد سلكنا في سبيل تحقيق هذا الهدف مسارين أساسيين: الأول، هو رفع مستوى كفاءة العنصر البشري، من خلال تكثيف التدريب النوعي في الداخل والخارج، وعلى مختلف المراحل والمستويات إضافة الى تجهيز الكليات والمعاهد والمدارس بالوسائل التقنية المتطورة، التي من شأنها أن تقلّص المسافة الفاصلة بين التعليم النظري والعملي الى أبعد حدٍ ممكن، وخير دليل على ذلك فعالية استخدام المشبّه التكتي «JANUS» في هذه الكلية الرائدة. أمّا المسار الثاني، فهو سعينا الحثيث للحصول على مساعدات عسكرية من الدول الشقيقة والصديقة، وفي هذا الإطار تمكنّا من الحصول على عدد من الطوافات والآليات العسكرية، وكمية من الأعتدة والذخائر المختلفة، كانت لفرنسا مساهمة مميزة فيها، ونحن بانتظار المزيد في المراحل المقبلة.
إن حافزنا في ذلك كله، هو حق الجيش اللبناني في امتلاك عناصر القوة، التي تتيح له الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، لا سيما أن لبنان لم يكن في يوم من الأيام في موقع الاعتداء على أحد، لا بل عانى شعبه الكثير من المآسي والويلات، من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أرضه، كما قدّم ضريبة الدم تلو الأخرى دفاعاً عن نفسه وفداءً عن الإنسانية جمعاء، في مواجهة الإرهاب الذي يتهدّد السلم الدولي، ولا حدود في الزمان والمكان لأعماله الإجرامية.
وختم بالقول:أكرر الشكر لكم سعادة السفير، ولجميع أعضاء الطاقم العسكري العامل لدى السفارة (العقيد باتريل ورفاقه)، وأثمّن اهتمامكم الدائم بأوضاع الجيش اللبناني، وتواصلكم المستمر مع قيادته...

 

ما هو جانوس؟
هو لعبة حرب تمثّل المواجهة بين عدة معسكرات، باستخدام عشرة آلاف بيدق (Pions): دبابات، قطع مدفعية، عناصر مشاة، طائرات، وسائل هندسية، وسائل لوجستية... وذلك وفق قاعدة بيانات تتضمّن خصائص هذه الأنظمة.
يهدف المشبّه التكتي جانوس الى تدريب قادة الوحدات البرية وأركانها من مستوى كتيبة وحتى لواء، على قيادة وحداتهم في المعركة بالاشتراك مع الأسلحة كافة: المناورة والدعم والمساندة بالإضافة الى القوات الجوية والبحرية. كما يهدف الى تدريب الضباط المتدرجين في دورة أركان وقائد كتيبة التي تُقام في كلية القيادة والأركان، على تنفيذ التمارين التكتية، الدفاعية والهجومية المعدّة في الكلية.
ويعمل جانوس من خلال التخطيط للقتال وإعطاء الأوامر للأركان والوحدات المرؤوسة كما هي الحال عادة في أرض المعركة وتستخدم غرف العمليات ووسائل القيادة. وهدفه فهم الأخطاء المرتكبة في التمرين لتجنّب الوقوع فيها على أرض المعركة.
هذا النظام هو من إنتاج أميركي وأعطيت براءة استخدامه للجيش الفرنسي وقُدّم الى الجيش اللبناني العام 2004 حيث وُقّع اتفاق الشراكة مع الجيش الفرنسي بعد تعيين مستشار عسكري تقني فرنسي لإدارة المشروع.
نفّذ قسم المشبّه التكتي اللبناني عدة تمارين تكتية دفاعية هجومية من مستوى لفيف تكتي وحتى لواء، بالاشتراك مع ضباط متدرجين في الكلية ووحدات مقاتلة وأصبح جاهزاً عملانياً اعتباراً من 22/11/2006.
وقد تمّ تطوير جانوس بنسخة (V9) جديدة، على صعيد البرامج المعلوماتية، قاعدة المعلومات، وتطوير إخراج المعركة على الشاشة (نظام ثلاثي الأبعاد 3D).