أخبار ونشاطات

تخريج دورة الأركان الثامنة عشرة
إعداد: نينا عقل خليل - باسكال معوض

اللواء الركن أبو حمزة: التجارب أثبتت أن للإنسان الدور الأبرز في تحقيق النصر

 

في ختام تسعة أشهر من الجهد والعمل المثمر، تخرّجت الدورة الثامنة عشرة للأركان وقوامها 22 ضابطاً من الجيش اللبناني والأمن العام وأمن الدولة وضباط سوريين، وذلك في احتفال أقيم في مبنى كلية القيادة والأركان، حضره اللواء الركن رمزي أبو حمزة ممثلاً العماد سليمان قائد الجيش، وقائد الكلية العميد الركن محمد عباس، الى عدد من الضباط من مختلف قطع الجيش ووحداته.

 

كلمة العميد الركن ريمون عازار

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة للعميد الركن ريمون عازار تحدث فيها باسم الدورة، وجاء فيها:

حضرة اللواء الركن ممثل حضرة العماد قائد الجيش

 حضرة العميد الركن قائد كلية القيادة والأركان

 حضرات الأساتذة المدربين

 حضرات الضباط المدربين رفاقي في دورة الأركان الثامنة عشرة

منذ تسعة أشهر، جمعتنا دورة الأركان الثامنة عشرة في رحاب كلية القيادة والأركان، رفاقاً يتولّون مسؤوليات على أعلى المستويات، ويحملون معهم خبراتهم العالية، التي تلاقت بتعاون مميز جعل من هذه الدورة ميدان تلاق أخوي ومحطة استثنائية فريدة.

ومنذ أكثر من عام، ونحن نعيش وسط منطقة تسودها الفوضى والمفاهيم الجديدة، وكأن المطلوب إغراق العالم بأسره في مناخ الفوضى وإشكالية المفاهيم. فهناك سيادة تنتقص، وحقوق شعوب تضيع، وقرارات دولية يضرب بها عرض الحائط، ومشاريع اقل ما يقال فيها أنها تتعارض ومنطق السيادة والاستقلال، وتهديدات مغلفة بالعدوان ضد لبنان وسوريا وكل من يرفع لواء الحق والكرامة. وعندما بدأت العواصف تضرب في كل مكان، قلنا ان السلام لا يأتي الا ممتطياً حصان الحق، وان الحلول الجزئية لا توفر أمناً للشعوب والأجيال القادمة، وأن تغيير الأنظمة بالوسائل العسكرية لا يعيد الى الشعوب اعتبارها، ولا يلغي التطرف. وها نحن اليوم نرى كيف ان الآلة العسكرية لم تستطع ان تجلب السلام والأمن، لا في فلسطين، ولا في العراق، ولا في افغانستان، ولا في أي بقعة من العالم. وكلما كان أفق السلام والاستقرار يضيق في سماء المنطقة، كانت الإرادة السياسية في لبنان وسوريا، بقيادة الرئيسين لحود والأسد، تزداد تمسكاً به وبمنطق الحق والعدالة. فهذا المنطق وحده، وليس منطق القوة، هو الذي يصنع السلام الشامل والعادل، ويجنب المنطقة ويلات الحروب.

ولأن الارادة السياسية في لبنان وسوريا كانت تعي منذ البداية ان الاحتلال يولّد المقاومة، وأن التطرّف يولّد الإرهاب، وأن الإرهاب شيء والمقاومة المشروعة شيء آخر، كانت القيادتان العسكريتان في البلدين الشقيقين، بقيادة العماد سليمان والعماد علي حبيب، جنباً الى جنب في مكافحة الإرهاب، في وقت لم يكن فيه أية دولة في العالم قد رفعت بعد لواء مكافحته، فيتعاون جهازا المخابرات في هاتين الدولتين بتكامل تام، وبتنسيق كامل لمواجهته، تماماً كما يواجهان معاً، وكجهاز أمني واحد، كل الملفات الأمنية كوحدة متماسكة من دون أية عوائق أو قيود، كما يتعاونان معاً في مواجهة الحالات العدائية وفي مقدمها محاولات الخرق الإسرائيلية الرامية الى تهديد الاستقرار الداخلي والنيل من قدرتنا على الصمود والمواجهة.

حتى في أنشطة التدريب والتمارين العملية وأوامر العمليات، تبرز وحدة المفاهيم والعقيدة القتالية المشتركة. فالدعم السوري، براً وجواً، هو في متناول اليد دائماً، وفي متناول القلب، وفي خانة الإسناد المنتظر في تنفيذ أية خطة عمليات. والفرقة العاشرة السورية وسلاح الجو السوري هما قوتان دائمتان وجاهزتان في تفصّل وتشكيل القوى، وفي أي تحرك أو مهمة، عملية كانت أو نظرية.

 

أيها السادة

 لقد كانت هذه الدورة استثنائية وناجحة من جوانبها كافة، لأنها جسدت التعاون الأخوي بين الضباط التلامذة مما سهّل زيادة المعارف وتبادل الخبرات، وهذا لم يكن ليحصل لو لم تكن مفاهيمنا واحدة، وعقيدتنا القتالية واحدة، وخطط مواجهتنا واضحة ومشتركة. ونجاح هذه الدورة كان أيضاً ثمرة جهد بذلته كلية القيادة والأركان، قيادة وأساتذة ومدربين، فلهم الشكر على ما يبذلونه، وبتوجيهات القيادة، لإعلاء شأن التدريب في الجيش، ورفع مستواه.

 

أيها السادة

 كلما تخرجت دورة من أي معهد من معاهد التدريب في الجيش، يزداد جيشنا قوة. وكلما أصبح جيشنا غنياً بالكفاءات والمعارف، كلما شعرنا أننا على درجة عالية من المناعة والقدرة بما يحقق آمال شعبنا في الأمن والاستقرار والكرامة. فالمعرفة هي طريق الحق والإرادة الصادقة، وهي سبيل الإيمان، ولا تبنى الأوطان إلا إذا توافرت الإرادة والمعرفة والإيمان بالقضية. باسمي وباسم رفاقي الخريجين نشكر حضرة العماد قائد الجيش ممثلاً باللواء الركن رئيس الأركان على ترؤسه هذا الاحتفال، كما نشكر الحضور الكريم على مشاركتهم لنا في هذه المناسبة.

عشتم -­ عاش الجيش ­- عاش لبنان

كلمة الضباط السوريين

كلمة الضباط والأشقاء السوريين ألقاها العقيد الركن ظافر أحمد اليوسف وجاء فيها:

حضرة اللواء الركن رئيس الأركان ممثل العماد قائد الجيش

حضرة العميد الركن قائد كلية القيادة والأركان

حضرات الضباط إنها مناسبة غالية، هذه المناسبة التي نحتفل بها اليوم بتخريج دفعة جديدة من الضباط القادة، من كلية القيادة والأركان في الريحانية، ليحملوا ويتحملوا مهاماً ومسؤوليات جساماً في جيشين شقيقين تعاهدا على العمل سوياً لتحقيق أهداف مشتركة تصون كرامة الوطن والأمة. لقد أمضينا فترة من التدريب في هذه الكلية، كانت من اكثر الفترات اهمية في حياتنا العسكرية. لقد اطلعنا على علوم عسكرية مهمة، واستفدنا من الخبرات العسكرية التي قُدمت لنا من قبل الضباط المدربين، الذين بذلوا جهوداً مضنية لإنجاح هذه الدورة المتميزة بقائدها ومدربيها والضباط المتدربين الذين اغتنوا من مختلف المواد، وأغنوا أغلب المواضيع بالبحث والنقاش بحسّ عال بالمسؤولية والجدية خلال فترة الدورة.

إن سورية بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد حريصة، وكما قال سيادته "على استمرار الروابط الاخوية بين بلدينا الشقيقين وتعزيز العلاقات السورية ­ اللبنانية في مختلف المجالات، والوقوف جنباً الى جنب في مواجهة كل التحديات وفي العمل لتحرير الأرض المحتلة".

ولم تكن سوريا في يوم من الأيام إلا مع السلام العادل والشامل، المبني على قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وهذا ما تبنته قمة بيروت عام 2002، وهو ما اكده فخامة الرئيس العماد اميل لحود خلال زيارة وزير خارجية إسبانيا الى لبنان مؤخراً، حيث قال "إن خيار لبنان وسوريا والدول العربية كان دائماً يجنح نحو السلام، وتمكين نهج الاعتدال من ان تكون له الأولوية في مواجهة الطروحات المتطرفة وما يليها من ممارسات".

 

أيها الحفل الكريم

 العلاقات السورية اللبنانية أضحت أنموذجاً يحتذى، وأقل ما يقال عنها إنها التربة الخصبة التي أنبتت ثمرة هي مفخرة للعرب كل العرب اسمها المقاومة التي أرغمت العدو الصهيوني على الانسحاب من الجنوب المقاوم تحت جنح الظلام وهو يجر أذيال الخيبة والخذلان، فسوريا ولبنان كما قال القائد الخالد حافظ الأسد "شعب واحد في بلدين"، وعلاقة الجيشين أقوى من أن ينال منها كيد المتآمرين، وهذا ما أشار إليه العماد ميشال سليمان قائد الجيش مؤكداً وباستمرار على "استراتيجية العلاقة مع سوريا، ودعم المقاومة الوطنية اللبنانية، وأنه لا سبيل لصيانة استقلال لبنان وديمومته سوى التمسك بالاستراتيجية الوطنية والقومية التي تنتهجها الدولة، ومنها تلازم المسار مع الشقيقة سوريا ودعم المقاومة الوطنية، والإصرار على استعادة الحقوق العربية المشروعة".

ان ما تشهده المنطقة من احداث خطير للغاية، وأخطر ما فيه يتمثل في الاتفاق الذي وصل حد التطابق بين السياستين الأميركية والإسرائيلية، فما تريده حكومة شارون تجنّد إدارة بوش نفسها لتنفيذه، والفيتو الأميركي مكرّس لحماية هذا الكيان المتمرد على قرارات الشرعية الدولية، في حين تسمح إدارة بوش لذاتها باحتلال دولة ذات سيادة بحجة نشر الديموقراطية ومكافحة الإرهاب، ولطالما حذرت سوريا وعلى لسان قائدها السيد الرئيس الفريق بشار الأسد من النتائج الكارثية لاحتلال العراق، وكل ما حذرت منه سوريا نراه يتجسد حقيقة على أرض الواقع، ولهذا يسعى أعداء سوريا لتهميش دورها والإساءة الى سمعتها، لكن في كل مرة تخرج سوريا وهي أكثر قوة وحضوراً دولياً، وسوريا التي عوّدت جماهير الأمة أن تكون عند حسن ظنها لن تكون إلا كذلك، وفية لمبادئها الوطنية والقومية حريصة على الحفاظ على وحدة العراق وسيادته، وتمكين الشعب العراقي من استعادة دوره الحضاري المأمول، وستبقى سوريا ساعية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، مؤكدة على تلازم المسارين السوري واللبناني، فالمسار واحد والمصير واحد، وإرادة الشعوب هي المنتصرة رغم أنوف المعتدين، طال الزمن أم قصر.

 

أيها الأخوة

 لا يسعني في ختام كلمتي إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لقيادة الجيش اللبناني، ولكلية القيادة والأركان قيادة ومدربين، وللأساتذة المحاضرين الذين بذلوا كل جهد في سبيل إنجاح هذه الدورة، تهاني القلبية لزملائي الخريجين، وعهداً أن نبقى معاً جنوداً أوفياء يضحون بالدم والروح في سبيل عزة الوطن وكرامة الأمة.

والسلام عليكم

كلمة قائد الكلية

قائد الكلية العميد الركن محمد عباس ألقى كلمة جاء فيها ما يلي:

 

أيها الضباط المتخرجون

 بعد تسعة أشهر من بدء هذه الدورة ها نحن نحتفل بيوم تخرجكم، حصيلة مباركة لأيام عديدة من الجهد والتحضير لم يبخل عليكم المدربون خلالها بأي جهد، كما لم يتوان المحاضرون عن تقديم أي معلومة، في الوقت الذي كنتم فيه تتابعون الدرس والتحصيل والبحث هنا وهناك عما يزيد معارفكم ويهيئكم للحصول على لقب ركن بجدارة واستحقاق. ستعودون الآن لاستئناف المهمات في وحداتكم بفهم العمل واحاطة أوسع لمعظم الأمور وأدق التفاصيل، ونحن نهنئ جيشنا بكم.

 يسعدنا وجود ضباط أشقاء من الجيش العربي السوري الشقيق بينكم. نخبة من الضباط تابعوا هذه الدورة معكم بجهد مميز واهتمام لافت، ولم تكن مسؤولياتهم وأعمالهم اليومية عائقاً أمام تحصيلهم الجدي والمسؤول. إننا نتمنى أن يكون مضمون الدروس التي تلقوها مفيداً لهم ولرفاقهم في وحداتهم أينما كانوا. أما مشاركتهم في هذه الدورة فهي دليل حي على عمق علاقة الجيش اللبناني بأشقائه العرب، وخصوصاً الشقيق الأقرب الجيش العربي السوري، كما أكد حضرة العماد ميشال سليمان قائد الجيش في أكثر من مرة تفقد خلالها هذه الكلية.

 

أيها الضباط المتخرجون

 تمر منطقتنا العربية من فلسطين الى العراق بأصعب المراحل، كما أن عدونا الإسرائيلي يزيد من تجاهله لمبادرات السلام ويستمر في احتلال قسم عزيز من ترابنا الوطني في الجنوب. إن مواجهة ذلك لا تتم إلا بزيادة جهودنا وتطوير معارفنا، واستمرار التمسك بخيار المقاومة، ودوام التعاون مع الجيش العربي السوري الشقيق الذي لم يبخل يوماً علينا بتقديم المساعدات والتضحيات والدماء.

 إن السلام العادل والشامل هو مطلبنا الدائم، لكننا بالمقابل لن نألو جهداً في تطوير قدرتنا والعمل في ظل مبادئنا الوطنية نهجاً وممارسة حماية للأرض وصوناً للكرامة.

عشتم - عاش الجيش - عاش لبنان

 

كلمة اللواء الركن أبو حمزة

اختتم الاحتفال بكلمة ممثل قائد الجيش اللواء الركن أبو حمزة، وجاء فيها:

 

أيها الضباط المتخرجون

منذ سنة أتيتم الى هذا الصرح التعليمي الكبير، الى كلية القيادة والأركان متسلحين بالإرادة والطموح والإندفاع نحو التحصيل العلمي العسكري العالي، واضعين نصب أعينكم هدف اكتساب المزيد من المعرفة التي لا تقف عند حدود أي عمر بل تنمو وتكبر مع كل عمر، والتي تستطيعون من خلالها بالإضافة الى ما لديكم من معارف وخبرات ومهارات سابقة أن تقوموا بواجباتكم القيادية في مختلف الوظائف التي تشغلونها على أكمل وجه، وها أنتم اليوم تقطفون ثمار جهدكم وبذلكم وسهركم سيلاً من المعارف العسكرية ستطبع بمضامينها المميزة مختلف النشاطات والأعمال والأدوار التي تؤدونها، وستشكل نقاطاً مضيئة في مسيرة حياتكم العسكرية.

 

أيها الضباط

 إن دورتكم هي إحدى الدورات الإستثنائية المتبعة في كلية القيادة والأركان، وميزتها الأهم تكمن في إصراركم على استيعاب وتلبية متطلبات هذه الدورة من دروس ونشاطات وأعباء جمة الى جانب استمراركم في القيام بوظائفكم الأساسية، وهذا الأمر بحد ذاته دليل ساطع على مدى استنفاركم لطاقاتكم الجسدية والفكرية وتحليكم بروح المسؤولية العالية وتصميمكم الثابت على التغلب على الصعوبات والعقبات، وإيمانكم العميق بأن المؤسسة العسكرية هي منهل للعطاء الذي لا ينضب، ومدرسة للفكر القائم على التقدم والتطور ومواكبة الزمن.

 

أيها الضباط

 إن الوطن لا يبنى ويتطوّر ويستمر إلا بعزيمة الرجال الأقوياء الأشداء المؤمنين بميراث وقيم وعراقة شعبهم وعدالة وأحقية قضيتهم، وها أنتم نخبة في طليعة هؤلاء الرجال، عقدتم العزم على خدمة الوطن من خلال رسالة الجيش وبذل سني حياتكم في سبيل تحقيق مبادئها وأهدافها النبيلة.

 ولا شك في أن ما اكتسبتموه خلال هذه الدورة من كم هائل من المعلومات والخبرات العسكرية سيفتح لكم باباً واسعاً للإنطلاق الى ميادين العطاء وممارسة القيادة على وجهها الأمثل.

 فالمعرفة هي سلاحكم الأمضى في قيادة الوحدات وتنفيذ مختلف المهام الموكلة إليكم بنجاح، فبواسطتها تتعزز لديكم الثقة بالنفس وروح المبادرة والمقدرة على الإحاطة بالمسائل ومواجهة مختلف الاحتمالات بحكمة وشجاعة، والتحليل السليم والابتكار والإبداع وتجاوز الصعوبات المعترضة والوقوف الصحيح على دقة الموقف واتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.

 ولا شك في أنكم اليوم تدركون أن ممارسة فن القيادة ليس بالأمر السهل لا سيما في هذا العصر الذي يشهد تسارعاً هائلاً في تطوّر الجيوش إن كان في مجال التسليح أو في مجال العمليات التكتية والمناورات التي باتت جزءاً يتماهى مع العلوم والتقنيات العسكرية الحديثة.

 

أيها الضباط

 إن مدى توافـر التسـليح والتجهيز في أي جـيش في العـالم، يشكل بلا شـك معياراً ومؤشراً لقوة هذا الجيش، لكن التجارب في الماضي والحاضر أثبتت أن للإنسان الدور الأقوى والأبرز في تحقيق النصر. فالإنسان المدرب تدريباً جيداً يستطيع تعويض النقص الحاصل في الإمكانيات والقدرات التقنية والمادية عبر ابتكاره لأساليب وطرق قتالية متنوعة تتناسب مع ظروف المعركة الحديثة وطبيعتها، والإنسان المؤمن بعدالة قضيته قادر بإيمانه وإرادته على تخطي الصعوبات ومجابهة الأخطار مهما بلغ حجمها، فما الانتصار الذي حققه لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته على العدو الإسرائيلي المجهز بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا المتطوّرة، وما مستوى الأمن الذي ينعم به شعب لبنان بفضل جهد وسهر الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى والذي عجزت عن توفيره أكبر الجيوش في العـالم وأكثـرها تجـهيزاً، إلا خـير دليـل علـى ذلك.

 

أيها الضباط الأعزاء

 تضم دورتكم اليوم كوكبة من الضباط اللبنانيين الى ضباط عرب من الجيش العربي السوري الشقيق، فهي محطة جديدة تتوج فيها العلاقات اللبنانية السورية المميزة بأبهى أشكالها ومضامينها السامية، فهذه العلاقة المستمدة أصلاً من جذور التاريخ وتلاحم الزمن والمكان وأواصر القربى، ونضال وتضحيات وامتزاج دماء شعبينا الشقيقين في مقارعة الظلم والطغيان والاستعمار عبر حقبات الزمن الغابرة، تستمر الآن وتترسخ بفضل الثوابت الوطنية والقومية التي أرستها القيادتان السياسيتان والعسكريتان للبلدين الشقيقين القائمة على وحدة المسار والمصير، مشكلة صمام الأمان لاستقرار البلدين وأحد أبرز العوامل الأساسية في تمكنهما من مواجهة الرياح العاتية التي تعصف في المنطقة منذ عدة سنوات، وفي مواجهة مخططات العدو الإسرائيلي الخبيثة وأهدافه التوسعية.

 وفي هذا السياق تأتي هذه الدورة لتشكل أفقاً واسعاً من آفاق التعاون البنّاء والمثمر بين الجيشين الشقيقين على الصعد كافة ونموذجاً حياً لأهمية التدريب المشترك بين الجيوش العربية. وهي مناسبة ثمينة لتبادل الخبرات والمعارف وتوحيد المفاهيم والمصطلحات العسكرية بما يسهل توحيد طرق القيادة وأساليبها، وتصويب جهودنا نحو تحقيق تطلعاتنا وأهدافنا المشتركة.

 باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان أتقدم بخالص التهاني الحارة الى الضباط المتخرجين وذويهم، كما أثني على كلية القيادة والأركان قيادة وضباطاً ومدربين وإداريين على جهودهم الحثيثة وسعيهم الدائم للإرتقاء بمستوى الكلية، وأتمنى لهم مستقبلاً زاهراً بالتقدم والعطاء والتوفيق والنجاح في القيام بالواجب وتنفيذ مختلف المهام. وفي الختام أدعوكم لأن تضعوا ما اكتسبتموه في خدمة مؤسستكم، إذ ذاك تكونون مصدر قوة واعتزاز لجيشكم ومحط تقدير وثقة لوطنكم ومواطنيكم.