إمتحانات وتدريبات

تعيين الضباط الإختصاصيين
إعداد: ريما سليم ضوميط

أفضل مستويات الصدقية والشفافية في الإمتحانات وتعاون مع الجامعات لمواكبة كل جديد

جيش البذل والتضحية هو أيضًا جيش العلم والثقافة. في الميدان لا يتوانى عن تقديم دمائه فداء للوطن، وفي مجال العلم تراه يتعمق في عالم المعرفة سعيًا الى توسيع دائرة علومه ومواكبة كل جديد في مختلف الإختصاصات.


 

تعاون لمواكبة كل جديد
إنطلاقًا من هذا المبدأ قررت قيادة الجيش رفع مستوى الضباط الإختصاصيين، فاستعانت بعدد من الأساتذة الجامعيين من عدة إختصاصات، لوضع الأسئلة الخاصة باختبارات هؤلاء الضباط، ومن ثم تصحيح المسابقات وفق المعايير المعتمدة في الإمتحانات الرسمية، إضافة إلى تنفيذ الإختبارات الشفوية والعملية لمرشحي بعض اختصاصات الطب.
في موازاة ذلك، ينشط التعاون بين الجيش والجامعات بهدف تبادل الخبرات في مختلف المجالات، ومواكبة كل جديد في جميع الإختصاصات، والإستفادة من قدرات الأساتذة الجامعيين وخبراتهم في تحديث قاعدة المعلومات لدى العسكريين وإبقائهم في المستوى العلمي الذي يليق بجيش الوطن. وقد اتخذ التعاون بين الطرفين صفة رسمية عبر اتفاقيات وبروتوكولات شملت مختلف نواحي التعليم والتدريب، خصوصًا في مجال الطبابة والهندسة وإدارة الأعمال.

 

تعيين ضباط الإختصاص
بدأ التعاون بين مديرية التعليم والجامعات لوضع أسئلة الإمتحانات الخاصة بتعيين ضباط اختصاصيين العام 2010، وأثبت نجاحًا تامًا، ما استدعى تكرار التجربة هذا العام على أن تعتمد هذه الطريقة بصورة دائمة.
مدير التعليم العميد الركن خالد حماده أوضح أنه نظرًا الى كثرة أعداد المرشحين للتطوع بصفة ضابط اختصاص (1223 مرشحًا)، تم رفع مستوى جميع الإختبارات ليتسنى للقيادة انتقاء العدد المطلوب من بين نخبة المرشحين الناجحين في امتحانات الدخول. وأضاف أن المرشحين من مختلف الإختصاصات قد خضعوا لمرحلتين من الإختبارات، شملت الأولى الإختبارات النفسية والرياضية والطبية التي خضع لها 83 مرشحًا لرتبة طبيب، و219 مرشحًا لرتبة مهندس، و921 مرشحًا لرتبة ضابط إداري، وقد انتقل الناجحون فيها، والبالغ عددهم 759 مرشحًا (59 طبيبًا، و135 مهندسًا، 565 إداريًا) إلى المرحلة الثانية التي تشمل الإمتحانات الخطية والشفوية والمثول أمام اللجنة. وأوضح العميد الركن حماده أنه في هذه المرحلة انتدبت الجامعة اللبنانية وبعض الجامعات الخاصة عددًا من أساتذتها لوضع الأسئلة والتصحيح، مشيرًا إلى أن المعايير المعتمدة في وضع الأسئلة تضمن جودة الإمتحانات وشفافيتها وموضوعيتها. ووفق نتائج الإمتحانات، تم تعيين أربعين ضابط إختصاص موزعين على الشكل الآتي:
- نقيب طبيب متمرّن (5).
- ملازم أول طبيب متمرّن (8).
- ملازم مهندس متمرّن (11).
- ملازم إداري متمرّن (16).
كيف يعملون؟
أشار منسّق اللجان في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية إلى أن الكلية اختارت مجموعة من الأساتذة من مختلف الإختصاصات الهندسية لوضع أسئلة الإمتحانات، وانتقتهم من بين الأشخاص المشهود لهم بأخلاقياتهم المهنية، والكفاءة العلمية، والتزام معايير الجديّة في العمل، والخبرة الطويلة في مجال التعليم.
بدأت المرحلة الأولى بتوزيع العمل على الأساتذة بحسب الإختصاص، حيث تولى كل منهم إعداد الجزء المتعلق باختصاصه وحفظ أسئلته على قرص مدمج في ظرف مختوم سلّمه إلى منسق اللجان في الجامعة.
صباح يوم الإمتحان، إجتمع الأساتذة في مركز وضع الأسئلة في مبنى وزارة الدفاع الوطني حيث وزّع عليهم منسّق اللجان الأقراص المدمجة، فتأكدوا أولًا من أنها لا تزال مقفلة وممهورة بتواقيعهم الشخصية، ثم جمعت الأسئلة في مسابقة واحدة بمشاركة ضباط مهندسين من الجيش بعد ضبطها والتأكد من عدم وجود تكرار في الأفكار المطروحة. بعدها طبعت المسابقة وأخذت طريقها إلى قاعة الإمتحان.
عند التصحيح، التقى الأساتذة في المكان المحدد من قبل قيادة الجيش، وتولّى كل منهم تصحيح الجزء الخاص به، ثم أعيد التصحيح مرة أخرى من قبل أستاذ آخر للتأكد من مطابقة النتيجة.
وبحسب منسّق اللجان، فإن الآلية التي اعتمدت في وضع الأسئلة تضمن نزاهة الإمتحانات وشفافيتها، كما أن ضباط الجيش الذين أشرفوا على جميع مراحل الإختبارات من وضع الأسئلة إلى التصحيح وإصدار النتائج، أبدوا حيادية تامة ولم يتدخّلوا في أي من أعمال اللجان، مما يؤكد نزاهة المؤسسة العسكرية وصدقيتها في التعاطي في مختلف الشؤون.

 

أسئلة وفق المعايير العالمية
عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية الدكتور بيار يارد رأى من جهته في التعاون بين الجيش والجامعة اللبنانية تجربة مهمة، تساهم في رفد المؤسسة العسكرية بالإختصاصيين ذوي الكفاءات العالية، لا سيمـا أن أسئـلة الإمتحـانات توضع وفق المعايير العالمية، وتتميّز بالجدية والموضوعية في المجالين الشفوي والخطّي. وأضاف أن الإختبارات العملية التي يخضع لها المرشحون تحدّد كفاءة كل منهم، وبذلك يتم التأكد من نجاحهم عبر الممارسة الفعلية وليس بحسب الأوراق الرسمية فقط.
وعن آلية وضع الأسئلة، أوضح أن كلية الطب في الجامعة اللبنانية عيّنت أستاذين من كل اختصاص لتحضيرالعناوين الرئيسة للأسئلة البالغ عددها 180 سؤالًا، والتي يجب الإجابة عنها ضمن مهلة ثلاث ساعات على طريقة الـmultiple choice. وفي صباح يوم الإمتحان، اجتمع الأساتذة في مبنى وزارة الدفاع الوطني حيث وضعوا الأسئلة وسلّموها إلى اللجنة العسكرية حفاظًا على سرية الإمتحانات.
وأضاف أن عملية التصحيح تمت أيضًا بكل موضوعية وشفافية، حيث تم إدخال الإجابات الصحيحة إلى اللوح الإلكتروني الذي قرأها وصحّح على ضوئها المسابقات بإشراف اللجنة الفاحصة.
أما بالنسبة إلى الإمتحانات الشفوية، فقد خضع لها المرشحون في الأسبوع الذي تلا الإمتحانات الخطية، في مبنى كلية الطب في الجامعة اللبنانية بوجود أطباء من الطبابة العسكرية من جميع الإختصاصات. وشمل الإمتحان عرض حالات مرضية ومناقشتها، وبذلك ظهرت كفاءة المرشّحين في تشخيص الأمراض وعلاجها.

 

تعاون تحكمه المبادىء الوطنية
للمرة الثانية على التوالي، قامت كلية العلوم الإقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية بالإشراف على مباراة التطوّع لضباط الإختصاص في الجيش اللبناني. وهذا الأمر ليس مستغربًا كما أشار عميد الكلية الدكتور كميل حبيب، مؤكدًا أن التعاون بين الجامعة اللبنانية والجيش اللبناني تحكمه المبادىء الوطنية. فدور الجامعة كما حدّدته المادة الأولى من قانونها نشر العلم والمعرفة بين الطلاب في سبيل ترسيخ القيم الإنسانية في نفوس المواطنين. وأضاف، أن الجامعة اللبنانية تشارك جيش الوطن في بناء الروح الوطنية عند الشباب اللبناني وحمايته من المشاعر والتصرفات الغرائزية والسلبية.
عن صيغة الإعداد لإمتحانات الكلية الحربية، قال الدكتور حبيب: إنتدبت الجامعة لجنة مؤلفة من 22 أستاذًا مشهود لهم بالكفاءة العلمية والأخلاقية، أسوة بباقي أساتذة الكلية، موزعين على ست لجان فرعية تغطّي مختلف اختصاصات الكلية (إقتصاد، إدارة تسويق، محاسبة، تمويل، ومعلوماتية إدارية). إجتمع هؤلاء الأساتذة يوم امتحان الدخول تمام الخامسة صباحًا في مبنى وزارة الدفاع الوطني وتوزعوا على اللجان لوضع أسئلة الإمتحانات بإشراف ضباط من الجيش اللبناني. وأضاف: إنتهت مهمة الأساتذة عند توزيع المسابقة على الطلاب منعًا لأي التباس وحفاظًا على شفافية الإمتحانات وصدقيتها ومستواها.
في وقت لاحق، عادت اللجان إلى وزارة الدفاع لتصحيح المسابقات، حيث تم تصحيح كل منها مرتين من قبل أستاذين مختلفين لضمان دقة العمل. والجدير بالذكر هنا أنه في حال وجد تفاوت في العلامة الموضوعة، يتم تشكيل لجنة لإعادة تصحيح المسابقة، مع الاشارة الى أن المسابقات لا تحمل أسماء الطلاب وإنما رموزًا خاصة وذلك حفاظًا على السرّية والتجرد في العمل.
وأكد الدكتور حبيب أنه لشرف عظيم أن تقوم الجامعة اللبنانية بخدمة جيشنا الوطني الذي يقدّم عسكريوه الغالي والنفيس لحماية الوطن وابنائه، مشيرًا إلى أنه شخصيًا يعتز كثيرًا باللقب الذي يطلق عليه في الأوساط العسكرية «عميد في الجيش منتدب إلى الجامعة اللبنانية».

 

روابط وثيقة
مدير معهد الطيران ورئيس قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة البلمند الدكتور أسامة جدايل أوضح أنه بين الجامعة والجيش اللبناني رابط تعاون وثيق يعود إلى العام 2004، مؤكدًا «إننا نعتبر أنفسنا جزءًا من المؤسسة العسكرية والعكس صحيح». وأضاف أن معهد الطيران عيّن لجنة مؤلفة من أستاذين من ذوي الكفاءات العالية، يتمتعان بخبرة واسعة نتيجة عملهما في شركات طيران عالمية، وانتدبهما للتنسيق مع مديرية التعليم في الجيش اللبناني لوضع الأسئلة لإمتحانات الكلية الحربية.
بدأ التحضير للمهمة بمراجعـة عدة مصادر متعلقة بموضوع الإمتحان، إضافة إلى الملحق الخاص بالجيش والذي يضم العناوين العريضة التي يجب أن تتمحور حولها الأسئلة. وبدأت اللجنة التحضير قبـل أسبـوع من موعد الإمتحان حيث أعدّت قاعدة معلومات تعتمد مراجـع شامـلة ووافيـة، تم اختـيار 160 ســؤالًا منها صباح يوم الإمتحان خلال الإجتماع في مبنى وزارة الدفاع لتحضير المسـابقة.
وقد قسّمت الأسئلـة إلى قسمين، يضم قسم منها أسئلة multiple choice، والقسـم الآخـر يعتمـد إجابات مفصّلة.
أما التصحيح فتم بناء على استدعاء من المؤسسة العسكرية وبوجود مراقبين من الضباط أصحاب الإختصاص، علمًا أنهم لم يتدخلوا في عمل اللجان وإنما تعاملوا مع الأساتذة بثقة، وقام هؤلاء بدورهم بالعمل المطلوب وفق ما تقتضيه الأخلاق المهنية، ما أضفى على الإختبارات طابع الشفافية والموضوعية.

 

قيادة الجيش والجامعات: تعاون في مجالات عديدة
نظرًا إلى الرغبة المشتركة لدى قيادة الجيش وجامعة القديس يوسف بالتعاون في المجالات التقنية والفنية والمعلوماتية، توصّل الطرفان إلى إتفاق على مبادىء التعاون في مجال التدريب وإلقاء المحاضرات وتبادل الخبرات، تبقى بموجبه قيادة الجيش على اطلاع دائم من لجنة المتابعة في الجامعة على جميع الدورات والمحاضرات التي تنفذ فيها لاتخاذ القرار المناسب بشأنها. كما يستفيد الجيش من خبرات الجامعة في حقلي المعلومات والإتصال فيعرض على لجنة المتابعة المشاكل الفنية والتقنية التي يتعذر إيجاد الحلول اللازمة لها.
من جهة أخرى، تزود قيادة الجيش لجنة المتابعة مواضيع المشاريع التي يقترح تنفيذها بغية جدولتها على لائحة التخرج في الجامعة، وينفذ طلاب الجامعة هذه المشاريع بإشراف الأساتذة المشرفين، في حين يتولى الجيش تأمين التحضيرات اللازمة (لوجستية، بشرية) للتنفيذ.
يجدر بالإشارة أنه يتم تحضير اتفاق تعاون بين الجيش وجامعة القديس يوسف لمنح خريجي دورة الأركان شهادة ماستر في مجال العلاقات الدولية - دراسات استراتيجية.
إلى ذلك، وقّعت قيادة الجيش والجامعة اللبنانية - الكندية بروتوكولًا نص على التعاون في المجالات التربوية والتعليمية والثقافية، وبذل جميع الجهود الممكنة لتطوير العلاقات عبر تنظيم مجموعة من النشاطات التربوية والإجتماعية، إضافة إلى الندوات والمؤتمرات المشتركة والمساعدة المتبادلة في مجالي التطوير والتنمية.
كما أتاح الإتفاق للضباط خريجي المدرسة الحربية، والضباط الذين أنهوا دورة أركان عليا بنجاح، والضباط حاملي الإجازات الجامعية، الإستفادة عند متابعة دراساتهم في الجامعة من إعفاءات على صعيد الوحدات الجامعية يتم تحديدها وفق درجة الإختصاص.
أما اتفاق التعاون بين الجيش وجامعة البلمند فقد نص على تبادل الخبرات والأبحاث والتسهيلات المتعلقة باختصاصات القوات الجوية، بما في ذلك تبادل تدريب أساتذة ومدربين من الفريقين في دورات نظرية وعملية، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال التجهيز.
في السياق نفسه، تم توقيع اتفاق تعاون بين الجيش والجامعة اللبنانية عيّن بموجبه عسكريون لمتابعة برنامج الدراسات العليا في اختصاصات مختلفة. كما جرى تعيين سبعة عسكريين وموظفين مدنيين لاستكمال برنامج تدريب المرحلة الثانية لدورة (SIG) الإستشعار عن بعد في الجامعة اللبنانية - معهد العلوم التطبيقية والإقتصادية، في حين تابع إثنا عشر عنصرًا من عسكريين وموظفين مدنيين دورة متقدمة ومعمقة في المعلوماتية في المعهد نفسه.
 كذلك نظّم بروتوكول التعاون بين قيادة الجيش وكلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية عملية التعاون بين الجامعة والطبابة العسكرية على الصعيدين الطبي والأكاديمي، وحدّد شروط التدريس والتدريب لطلاب كلية العلوم الطبية في الطبابة العسكرية وللضباط الأطباء الراغبين في متابعة دراستهم في كلية العلوم الطبية.
وبناء على اتفـاق التعـاون بين الجـيش وكلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية، تابع 33 عسكريًا من مختلف قطع الجيش ولمـدة شهرين دورة مساعد طبيب أسنان، مما فعّل العمل في أقسام طب الأسنان التابعة للطبابة العسكرية.