تسلح وتكنولوجيا

تقنيات التسلّح
إعداد: النقيب الطيّار شادي فرحات

سلاح اللايزر المحمول جواً

قدرة عالية على اعتراض الأهداف المتحركة

 

صممت القوات الجوية الأميركية سلاحاً لايزرياً ذا طاقة عالية لتدمير القنابل البالستية التكتيكية والصواريخ القصيرة والطويلة المدى. يحمل هذا السلاح ABL على طائرة بوينغ 747 – 4000ف. وقد تم تطويره من قبل مختبر أبحاث القوات الجوية، بالتعاون مع بوينغ وشركة "TRW " و  "Lockheed Martin "، ويقضي اتفاق التعاون بين الطرفين بأن تكون بوينغ مسؤولة عن تعديل طائرتها 747-400 ­  ف، بينما تبني "TRW " أنظمة اللايزر. أما نظام الفضاء في شركة "Lockheed Martinس فمسؤول عن اقتفاء الأهداف ومعالجة أنظمة الإشعاع. وتدير البرنامج وكالة القنابل الدفاعية الأميركية المعروفة سابقاً بمنظمة القنابل البالستية الدفاعية.

في العـام 1996، أعطى قسم الدفاع لفريـق "ABL " عـقداً بقيمة 1.1 مليار دولار لتعـريف البرنامـج وتخفيض الأخطار (PDRR) وتطوير وفحص نظام سلاح اللايزر. وفي العام1998 وخلال الفحص أحرز عرض سلاح اللايزر قوة أكثر بـ10% مما كان مطلوباً، وفي نيسان 2000، انتهى التصميم النهائي المراقب من قبل "ABL ". انتهى تعديل الطائرة في أيار 2002، بما فيه تركيب برج المدافعة في مقدمها وإقامة التعديلات اللازمة لتقبل الليزر، والبصريات وجسم الحاسوب. وفي تموز 2002، كانت أول طلعة تجريبية ناجحة، بعدها حصلت الطائرة على شهادة استحقاق حيث انتقلت الى قاعدة إدوارد الجوية في كاليفورنيا في تشرين الثاني 2002 وتم تركيب نظام تحكم الأشعة وجهاز اللايزر. وسوف تبلغ مرحلة تعريف وتفعيل البرنامج وتخفيض الأخطار  (PDRR) ذروتها خلال العام الحالي، بينما يدخل السلاح مجال الإنتاج بين العامين 2006 و2008. يستعمل سلاح اللايزر ثلاثة أنظمة إشعاعات: الشعاع الأساسي القاتل ذو الطاقة العالية، ومجموعة الإشعاعات المضيئة اللايزرية، وشعاع تحديد الإتجاهات.

 يـولّد شعاع اللايـزر الأساسـي في جهـاز خاص ذي حجم كبير موجود على مؤخرة جسم الطائرة، ومن ثم ينتقل هذا الشعاع باتجاه مقدمتها بواسطة أنبوب خاص حيث يوزع على مجموعة مرايا متحركـة تلاحـق الأهـداف بغيـة تدميرها. ونـظام "ABL" مصمم لكشـف الأهـداف وتدميرهـا مـنذ انطلاقـها ومن دون تأخـير، أما الطائرة فتحلق على ارتفاع 40.000 قدم، وتكشف الأهداف بواسطة الأقمار الاصطناعية والرادارات الأرضية إضافة الى الإشعاعات ما فوق الحمراء، وتنقل المعلومات عن الأهداف من مصادرها الى حاسوب الطائرة "ABL " فوراً فيتم جمعها ومعالجتها بحيث يتحدد إتجاهها ومسافتها التي تمتد الى مئات الكيلومترات، وتتلـقى المرايـا الأوامـر من الحاسوب لملاحقـة الهـدف، ويـقوم العـامل المختـص الموجـود داخـل الطائرة بإعـطاء أمـر التـدميـر وبالـتالي تفجـيره بثـوان. إذا كان الهدف قنبلة تحمل محروقات سائلة، فإن اللايزر يركز على نقطة محددة من الخزان فترتفع حرارته ويزداد ضغطه لينفجر. وأخيراً نستطيع القول بأن سلاح اللايزر المحـمول جـواً بات هو السـلاح الأسـاسي الذي سيثبت فعـالية مستقـبلية في اعـتراض الأهـداف المتحـركة بعـدما فشلت الصواريخ الحالية في تحقيق ذلك. هذا هو السبب الذي دفع بمعظم الشركات المنتجة للطائرات الحربية وبرامجة التسليح اللايزري الى التسابق في ما بينها لتطوير إداء وفعالية هذا النوع من الأسلحة، لا سيما وأن الحرب الإلكترونية ستكون العامل الحاسم في الحروب المستقبلية.

 

المراجع

- شبكة الإنترنت.

- The website for defence industries - Air Force.